أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم محمد مجيد الساعدي - القبر رقم 97














المزيد.....

القبر رقم 97


قاسم محمد مجيد الساعدي
(Qassim M.mjeed Alsaady)


الحوار المتمدن-العدد: 2993 - 2010 / 5 / 2 - 11:19
المحور: الادب والفن
    



اعتدلت في جلستها خلف السائق فيما صوتها المنخفض يدعوا الله في ابتهال خاشع مع أول حركه لعجلات الباص المتجه إلى مدينه العمارة
موجه من الأفكار أرادت أن تقاومها كيلا تغرق في هواجس مخيفه بدت تسطر نفسها على لوح الحقيقة .. توقف هذا السيل المرعب مع ميلان رأس الجندي الجالس قربها و سقوط غطاء رأسه عليها بعد أن غط في نوم عميق كأنه طفل هدهدته أمه كثيرا فنام !
يمه يمه ...نعم حجية
لم لا تجلس مكاني قرب النافذة كي ترتاح في نومك ؟
لا
هل أنت ذاهب للجبهة ؟
لا إنا عائدا منها وحدتي العسكرية في الموصل وذاهب باجازه لمده ثلاثة أيام
فتحت عينها بدهشة .. يمه فرحتني هل أعطوا الاذونات للجنود للذهاب إلى أهلهم
نعم
يمه هل تعرف اللواء 24 مدرع الفوج الثالث قالوا انه في مدينه العمارة في الشيب ؟؟
الجندي 00حجيه هذا اللواء مدرع وكثير الحركة من مكان لأخر !
يمه ابني وأخرجت من حقيبة صغيره صورته
بعيون نصف مفتوحتان نظر لصورته
ها ...هل تعرفه
لا ... مد يده للجندي القريب من مقعده الذي كان يسمع حديثهما ثم تتابعت الأيادي لتصل ألصوره إلى مؤخره الباص
صاحت بصوت عال يمه الله يحفظكم اسمه إسماعيل وقبل أن تكمل اسمه الثلاثي تغرق في نوبة بكاء لاتتوقف الأبعد وقوف الباص قرب حاجز تفتيش فتنظر بعيون بللها الشوق إلى السيارات عسكريه المتوقفة وعليها جنود غطى وجوههم الغبار تسأل بمرارة ربما جاءوا من إحدى المناطق الصحراوية
عاود الباص رحلته وعاودتها الأفكار السوداء ثانيه ألا أن طمانيته سرت في عروقها بعد أن التفت إلى جهة اليمين سائق الباص ورافعا يده محييا تلاه الركاب برفع اليد
الجندي – حاجه هذا مقام الإمام على الشرجي
يمه أشكرك ملتفتة للوراء ياسيد نذرا علي سأزورك قريبا سنأتي سويا إنا وهو !!
2

من فتحه صغيره من السحاب تسلل بخجل شعاع الشمس لعله يمنحها طمأنينة بعد ما بنى القلق حيطانه الشاهقة .... تنظر من سيارة الاجره التي استقلتها من كراج ألعماره إلى مدينه الماجديه والتي أصبح الوصول إليها كأنه المرور بثكنة عسكريه كبيرة فالأرض ارتدت اللون الخاكي وأكياس الرمل امتدت طويلا وازدحمت الشوارع بالارتال العسكرية ............عيناها على اتساعها تمسح الوجوه ياربي كلهم متشابهون !!!
عندما توقفت السيارة قرب دار الحاج يونس بن جياد أبو خلف استقبلوها كعادة أهل الجنوب بالكرم وبساطه روحهم التي تفرش للضيف نفسها كي يجلس عليه مرتاحا
تنظر في الوجوه المرحبة وفي نبرة صوتها رنين سؤال مرعب ؟؟
شهران مرا على الحرب ولإرساله حاج تأخر علينا وانأ خائفة ؟؟
وانزلقت دموعها فشاركها الجميع بالبكاء
الحاج أبو خلف .... لأعليك سأكلف ابن أخي ناطق بن الحاج محسن فهو الذي يستطيع أن يذهب إلى الجبهة ويأتي به يمسح دمعاته وينظر إليها بابتسامه تخرج بعسر
جاء الليل ومعه صوت القذائف والمدافع الذي يخفته ضجيج النهار ترى بوضوح وميض المدافع ومثل نجمه أتعبها ليل مشاكس استسلمت لوميض الوهم الذي يرينا عوالم غريبة تحت القشرة الرخوة التي نسميها الحقيقة , نامت بانتظار صباح لايتبرعم معه خوف وحزن
3
كم من الوقت مر تسأل فيما يحاولن النسوة التخفيف من روعها كي يمتد شاطئ الحديث الممتع معها عالم من حكايا مر عليها زمن طويل يمر ألان وطعمه عالق في الذاكرة
ترحب الحاجة زهره بنت بنيان بالحاج زغير أبو زامل الذي جاء ومعه ناطق وهما يتصنعان ابتسامه تخفي صراخا يهز الكون
قال ناطق ابشري أم جاسم
وحدته العسكرية ذهبت أمس إلى بغداد وفتحت الاذونات للجنود للذهاب إلى بيوتهم
تحاول باستحياء أن تخفي توترها وخوفها الذي يضع ألاف الاسئله بلا جواب
4
اخترقت السيارات الشارع الإسفلتي المحاط بأشجار الكالبتوس العالية والذي يقسم المقبرة إلى نصفين فقبور الشهداء المجهولون تبدأ مع نهايته !!
هاهي المقبرة تنتشي بالداخلين أليها باحثين عن أقمارهم تحت التراب !!
وجوه مثل سنابل يانعة تهرول باتجاه قبور كثيرة اهيل عليها التراب فقط ووضع أمام كل قبر قضيب حديدي لايتجاوز النصف متر ترتفع عليه لوحه ثبت عليها رقم خط بلون الحداد
يللماساة حين يتحول الإنسان إلى مجرد رقم
صراخ النسوة الذي هز إرجاء المقبرة اختلط مع بكاء نسوه جاءن لزيارة المقابر يسألن
عن رقم القبر
صوت ينتحب الرقم 97 يختي .. فيما الحاجة أم جاسم تنظر إليهن بعينين زائغتين ومذهولة مما ترى وما ينتظر!!
بدت القضبان الحديدية وكأنها رؤوس رماح صغيره غرست في الأرض
خليل يصيح بالرجال لنتجه للإمام فالقبور هنا أرقامها تبدأ 547 – 546
تبدأ الخطوات بالتصاعد فيما يبدأ الخط التنازلي لأرقام القبور
أبو فلاح حاذروا أن تدوسوا على القبور
يلتفت إليه احد الصبية من عمال بناء القبور حجي العسكر أتي بهم ليلا ..لكن كيف عرفتم أن الشهيد دفن هنا ؟
يسرع أبو فلاح دون أن يحصل الصبي على أجابه !!
عندما سمع الجميع صوت خليل
هذا القبر رقم 97؟
هنا فك الصبر حباله وجال مثل عملاق يضرب موج البحر بكلتا يديه فتخرج الصرخات مدوية بالإرجاء
فيما كان فوزي موسى تحت لمعان وهج الدمع يحفر بيديه في مقدمه القبر بحثا عن علبه بلاستيكيه وضعت فيها أخر صورتين ملتقطتين له قبل دفنه يسلمها لوالده الحاج أبو جاسم الذي يفتح العلبة بيدين ترتجفان علامة هز رأسه بأسى كانت لوحدها كافيه أن تعاود الصرخات المقهورة من جديد فقد صارت تلك العلبة الحمراء .. شاهدا صعب التصديق على مغادره إسماعيل الحياة !!
قال حسان مادمنا تعرفنا عليه لننقله لمقابرنا فلاشي يغرينا ببقائه هنا ؟؟؟
5

بدت تلك القضبان الحديدية وكأنها تنحني لهم في لحظه اتفاق على أن يبقى هنا فأصدقائه الذين يمرحون معه ألان لن يفتقدوه .


مهداه إلى روح أخي الشهيد إسماعيل محمد مجيد



#قاسم_محمد_مجيد_الساعدي (هاشتاغ)       Qassim_M.mjeed_Alsaady#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتيال - الى روح الشهيد قاسم عبد الامير عجام
- احلام عراقيه
- صباحات عراقية
- انتظار
- جيوم ابولينير وقصيده ( اغنية معذب في حبه)
- اصدقاء في منطقه منزوعة السلاح
- عروس الرافدين اغتصبوها ثم قتلوها واحرقوها
- قاتل الروح
- هي لم ترد- مهداه للشاعره فاطمه الفلاحي
- كريم كلش يفتح وجعه
- قصيده الارق
- غوغول اعطوني سلم
- غوغول اعطوني سلما-
- حقيبه القائمقام
- قصيده القطار الاخير
- ذات نهار
- رساله من خالي
- إلى نرمين المفتي الدم يمتد من البطحاءالى تازه
- رسائل خالدة
- السياب ورصيف ساخن


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم محمد مجيد الساعدي - القبر رقم 97