أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهاد علاونه - المرأة وحرية الاختيار















المزيد.....

المرأة وحرية الاختيار


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2993 - 2010 / 5 / 2 - 10:23
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كل وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء تتحدث عن المساواة ولا تتحدث عن المغزى من المطالبة في مساواة المرأة مع الرَجل , شو اللي بدها إياه المرأة من الرجال والحكومات العربية ؟ يجب أن نحدد ماهية ما تريده المرأة بالضبط ,لماذا تريد المرأة المساواة مع الرجل ؟هل تريد فعلاً المرأة المساواة مع الرجل ؟ أم تريد أن تبقى أقل منه تابعة له ؟ وهل تريد المرأة الخروج من منزلها بلا محرم أو وصي عليها أم تريد أن يبقى الرجل وصياً عليها ؟ وهل تريد المرأة أن تزاحم الرجل في العمل أم تريد أن تقعد في بيتها تنتظر الرجل ريثما يعودُ من عمله ؟ ما الذي تريده المرأة ؟, هل تريد أن تكون هي مطاردة للرجل وطالبة له أم تريد من الرجل أن يبقى هو الطالب لها والمطارد لها ؟ ما الذي تريده المرأة.
في عندنا مثل بحكي (إذا بدك إتحيّره خيّره) يعني إذا بدك تجعل شخص يحتار فما عليك إلا أن تعطيه حرية الاختيار, وحرية الاختيار صعبة جدا عند الإنسان الذي لم يمارسها منذ مئات السنين ففي أعرافنا الدينية ما كان لمؤمنٍ أو مؤمنة الخيرة في أمرهم في أمرٍ كان قد قضى به الله ورسوله ,وكل أفراد المجتمعات العربية الإسلامية غير متدربين على حرية الاختيار , لأن هنالك من ينوب عن الجميع في التفكير فالأب يفكر بدل زوجته وابنه الذكر يفكر بديلاً عن شقيقته الأنثى ويرسم لها شكل وأسس حياتها ويحدد لها شكل الملابس التي ستخرجُ فيها من المنزل والتخصص الجامعي الأكاديمي الذي تنوي دراسته, وشيخ الجامع يفكرُ بدلاً عن الناس في كل شيء ولا أحد عندنا لديه حرية الاختيار لا في الدين ولا في الجنس ولا في السياسة ومن الملاحظ جدا أن الحكومات العربية تمنع الكتابة في ثلاثة مُحرمات وهن : الجنس والدين والسياسة , وهذا يعني عدم السماح للجميع في حرية الاختيار ومنذ الطفولة يركن الشاب أو الشابة إلى الأهل في حرية اختيارهم للدولة الخارجية التي سيذهبون إليها إن أمكن للدراسة , وقد لاحظت في الجامعات أن معظم البنات يدرسن التخصصات العلمية التي يريدها لهن الأهل ولا يدرسن على مبدأ حرية اختيارهن حتى في الزواج فالأهل هم من يختار للبنات الزوج المناسب في المكان المناسب ,وفي كل شيء لا تملك المرأة العربية حرية الاختيار , وعلى هذا المبدأ توجد قصة قديمة من حكمة الصينيين تقول أن ملكا صينيا قد وقعت بين رجال ونساء مملكته أزمة سياسية واجتماعية ولم يكن في أيامه خبراء في علم الاجتماع والسياسة والاقتصاد لكي يستشيرهم لذلك استشار العرافين فتنبأ له العرافون بقرب زوال مملكته إن لم يجد حلاً لقضية المرأة , فذهب في رحلة استكشاف يسأل فيها كل الحكماء عن حلٍ لتلك الأزمة حتى جاء إلى امرأة عجوز في الليل وبعد حديث طويل معها سألته المرأة هذا السؤال : ما الذي تريده المرأة ؟

فلم يعرف الملك جوابا ً لهذا السؤال فقالت له اذهب إلى قصرك وستجد الجواب هناك , وبعد أن عاد إلى قصره جاءته العجوز وكشفت عن وجهها وإذا بها امرأة في مُقتبلِ شبابها فانبهر لجمالها الأخاذ وسألها عن سر هذا المغزى فقالت له : بقاء مملكتك يتوقف على هذا فأنا هكذا في الليل عجوز وفي النهار صبية في ريعان الشباب فكيف تريدني أنت أن أكون لكي تحافظ على مملكتك قائمة للأبد ؟ أتريدني في الليل عجوز أم صبية في ريعان شبابها؟ أم تريدني العكس؟.

ولو كنت أنت عزيزي محل ذلك الملك, ترى ما هو جوابك على هذا السؤال ؟هل ستختار المرأة في الليل عجوز وفي النهار صبية بنت 14أربع طعشر سنه أم تريدها في الليل عكس ما تريدها في النهار ؟.

فذهب يسألُ في العرافين مرة ثانية ولم يتوصلوا إلى حلٍ للغزها فإن قال الملك أريدك في النهار صبية وفي الليل عجوز قد تكون الإجابة خاطئة فتسقط مملكته , والمسألة هنا متعلقة بالجواب الصحيح ,فبقاء المملكة يتوقفُ على الإجابة الصحيحة وهي : ما الذي تريده المرأة ؟, وهنا احتار الجميع في الإجابة , ولكن الملك عاد إلى المرأة ومعه الحل الصحيح وقال لها (لك أنت وحدك حرية الاختيار) فأعجبت المرأة بسرعة بديهة الملك وقالت له (هذا ما تريده المرأة منك يا جلالة الملك, إنها تريدُ منك حرية الاختيار) فأعطاها هي وكل النساء حرية الاختيار وأنقذ مملكته من الضياع .

لقد أنقذ الملكُ مملكته من الضياع لأنه كان قد عرف ماذا تريد المرأة وهو حرية الاختيار , وحرية الاختيار هنا ليس لمنظر وجهها الطفولي ومقدار سنها وعمرها فهذا الكلام رمزياً ومعنى القصة أن الملك أعطى المرأة حرية الاختيار في كل شيء , أعطاها حرية الاختيار لشريك حياتها وأعطاها حرية الاختيار في لبسها وفي دينها وفي ثقافتها , فظهرت أنواع ثقافية متعددة في المملكة وهذا يعني الديمقراطية والحرية والمساواة بينها وبين غيرها وظهر جيل جديد يؤمن بحرية الاختيار في الدين والثقافة والعبادة والفلسفة والأدب والألعاب الرياضية , وهذا في الحقيقة ما ينقص المرأة العربية , فالمرأة لا تريد المساواة دائماً مع الرجل وإنما تريد حرية الاختيار كما يختار الرجل لذلك تطالب المرأة العربية بالمساواة مع الرجال نظرا لأن مجتمع الرجال لديهم حرية الاختيار والمرأة تريدُ امتلاك هذا السلاح , وحرية الاختيار في كل شيء حتى في التعليم ونوعيته وفي نمط الحياة العامة والخاصة , تريد المرأة الحرية في الاختيار ولا تريد أن تكون تابعة للرجل في حرية اختياره , تريد المرأة أن تختار في كل شيء حتى في موعد خروجها من المنزل في الليل أم في النهار وفي العبادة , وتريد أن تخرج بلا محرم أو وصي عليها فهذا يقلل من حرية اختيارها لشخصيتها , تريد المرأة أن تكون شخصيتها مستقلة حتى عن زوجها وتقود سيارتها أو لا تقود , تريد أن تبقى محافظة على بكارتها أو غير محافظة فهي حرة وصاحبة الشأن في ذلك, تريد أن تخرج للحياة العامة دون قيد أو شرط وتريد أن تشارك في الحياة النيابية والسياسية والثقافية أو لا تريد أن تشارك فحرية الاختيار تعود لها وحدها وليس لأحدٍ سُلطة عليها ولها الخيار في كل ذلك , وكلنا نريدُ حرية الاختيار في ديانتنا وثقافتنا وكتاباتنا دون قيد أو شرط ونريد أن تكون لدينا خيارات حقيقية وحرية اختيار حقيقية , وليس صحيحا أن المرأة تريد المساواة مع الرجل فقط من أجل المساواة ولكن لأن الرجل لديه حرية الاختيار تريد المرأة أن تتساوى معه في حرية الاختيار , ولأن الرجل لديه الحرية في المشاركة السياسية تريد المرأة حرية الاختيار في المشاركة السياسية والثقافية وهذا الذي تريده المرأة , إنها لا تريد أن تبقى عالة على المجتمع أو ناقصة عقل ودين أنها تريد حرية الاختيار في كل ذلك .

ونلاحظ أن مجتمعنا العربي لا يعطي للمرأة حرية الاختيار حتى في الجنس متى أراد الرجل ممارسته مع المرأة فله لوحده حرية الاختيار وإن كانت المرأة لا تريد الممارسة في إحدى الليالي فإن الرجل والملائكة يلعنوها من المساء إلى الصباح لأنها لا تملك حرية الاختيار .
وحق عقد النكاح بيد ولي أمر المرأة وتريد المرأة أن تكون حرة في امتلاكها لعقد النكاح وتريد حرية اختيارها في لبسها وطريقة نومها , تريد المرأة أن تكون طالبة للرجل أو مطلوبة وهذا ما تريده بالفعل , فالمرأة لا تريدُ أن تبقى مجرد صورة وهمية أو عبدة أو أمة لمجتمع الرجال , إنها تريد أن تختار اللون والطعم الذي تريده وتريد المرأة حرية الاختيار في التنقل والسفر , فتسافر متى تشاء وتعودُ متى تشاء.

لذلك ستزول الحضارة العربية عن وجه الوجود إن لم تعط الحكومات العربية للمرأة فيها حرية الاختيار فاليوم الثقافة والحضارة تقوم على أسسٍ من التنوع الشامل في كافة المجالات وتريد المرأة أن تكون متنوعة في ذلك , وتريد أن تختار في دينها ولبسها ولا تريد ثقافة متسلطة عليها في كل شيء , الدول العربية سوف تتعرض للشطب وللزوال إن لم تعط الحكومات العربية للمواطن العربي حرية الاختيار في كل شيء , فتريد المرأة أن تنظم إلى الأحزاب السياسية على تعدد أنواعها وتريد أن تختار الطريق الذي ستسلكه في حياتها وتريد حرية الاختيار بين كل ذلك , تريد أن تتبرج أو لا تتبرج وتريد أن تفقد بكارتها أو لا تريد وتريد أن تعيش حياة كلها اختيارات كما يعيشها الرجل , تريد أن تلبس تنوره قصيرة أو طويلة أو بطالا, تريد أن تعيش حياتها كما تريدها هي أن تكون , وتريد أن يكون لها حرية الاختيار في كل شيء .

ويا ترى ما هي النتيجة الرسمية لو أعطت المجتمعات وليس الحكومات العربية للمرأة حرية الاختيار من المؤكد أن 90% النساء سيفقدن بكارتهن وهن في بداية سن البلوغ وتختار كل امرأة شريك حياتها و 90% من النساء سيخلعن النقابات والحجاب وسيخلعن أزواجهن كما يخلع الشاكوش المسمار.

واليوم لا يوجد عرافون ومنجمون ولكن يوجد خبراء في السياسة والاجتماع والاقتصاد وكلهم يقولون بأن المرأة تريد المساواة مع الرجل ولكن غالبية الناس لا يعرفون لماذا تريد المرأة المساواة مع الرجل , ولكن خبرتنا العملية والعلمية تؤكد بأن المرأة تريد المساواة مع الرجال لأن للرجال حرية الاختيار في لبسهم وعملهم ودراستهم الأكاديمية وإن لم تمنح المجتمعات العربية الناسَ والمرأة أولاً حرية الاختيار فسوف تتلاشى وتسقط أنظمة الحكم في بلدانهم تدريجيا وسنواجه مجتمعاً لا يملك من حرية الاختيار أي مبدأ سليم , لأن حرية الاختيار تقومُ على أسسٍ سليمة من التربية والتثقيف وستظهر نتيجة لذلك ثقافات متنوعة, أي يجب تثقيف المجتمع بأكمله بأن الإنسان حر في اختياراته .





#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احنا وين والعالم وين!
- الدين المُحرف
- كيف تختارين زوجك؟
- مشكلة الفقر والفقراء
- إسماعيل ياسين الضاحك الباكي
- من أنت؟
- من أنا؟
- هل أنت تأكل أظافرك أم ملابسك كما يفعل بعض الناس؟
- هل أنا فعلاً حمار؟
- الإنسان حيوان ابن حيوان2
- الطلاق ظاهرة صحية
- رسالة المعلم
- تفسير سورة لإيلاف قريشٍ إيلافهم
- هل من حقي أن أختار ديانتي؟
- الثقافات المتعددة
- سيكولوجيا العنف ضد المرأة في المجتمعات الاسلامية
- فتنة المسلمين
- الحكومات العربية ضد الشعوب العربية
- الاسلام من وجهة نظرأنثربولوجية
- امرأة من أهل النار


المزيد.....




- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...
- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهاد علاونه - المرأة وحرية الاختيار