أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مسعود عكو - الكورد بين الوطنية السورية والقومية الكوردستانية















المزيد.....

الكورد بين الوطنية السورية والقومية الكوردستانية


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 909 - 2004 / 7 / 29 - 07:56
المحور: القضية الكردية
    


رغم أهمية الموضوع وخطورته لم يتجرأ أحد من الكتاب السوريين العرب والكورد على حد سواء محاولة الولوج في غياهب أفكاره وأطروحاته لتسليط بصيص من الضوء وتنوير الظلمة التي تخيم على الفكرتين سأحاول جاهداً أن أختزل من الأفكار وأقلل من سرد الكلام لأستخرج من هذه العجالة زبدة للتائه بين الوطنية السورية والقومية الكوردستانية التي حيرت الكثير من مراقبيها خصوصاً المتخصصين في الشأن الكوردي.

رغم معرفة المثقفين السوريين بشقيهما العربي والكوردي وبأنواعه المتنوعة من أصولي إلى ماركسي ومن قوموي شوفيني إلى الوطني الحقيقي الحالم بسورية واحدة لكل السوريين بدون استثناءات القومية وحصريات (إلا) الشوفينية التي تصدر من الكثير من قومويها العروبيين العنصريين رغم معرفتهم بالحقيقة التاريخية للوجود الكوردي في كوردستان المقسمة إلى خمسة أقسام لو أضفنا جزء كوردستان أرمينيا إلى الأجزاء الأربعة الأخرى ورغم وضوح وبيان تلك المعاهدات والاتفاقيات التي جرت بموجبها تقسيم العالم القديم وشرقنا الأوسط وولادة دول أخرى جديدة غيرت بموجبها خريطة المنطقة بأسرها فكان أن خرج الأكراد من كوردستانهم وخرج الفلسطينيون من فلسطينهم وخلقت دول صغيرة لا تتعدى مساحتها مساحة مدينة قامشلو الصغيرة.

تلك المعاهدات التي غيرت ديموغرافية المنطقة كلها ورسمت وجوهاً للحياة جديدة في طابعها القومي والوطني وحتى الاجتماعي لا شك أن بعض من تلك الول كانت قائمة قبل المعاهدات وظلت على حالها مع بعض التغيرات ولكن تلك المعاهدات ألغت من الوجود أيضاً دولاً كانت مستقلة قائمة بذاتها لكن مصالح الدول الكبرى آنذاك رأت من ضرورتها نفي وجود تلك الدول وبزوغ دول أخرى إلى حد ما بديلة عن الدول التي كانت موجودة في ذلك الوقت ونصبت حكاماً منقادين ورائها وعزلت زعماءً كانوا قواداً لبلادهم وأوطانهم.

رغم كل تلك الحقائق لازال التخبط يملئ الفكر القوموي ولا يتحمل ذلك الذي يعتبر نفسه مناضلاً يطالب الديموقراطية من غيره وهو يفتقر إلى أدنى درجات الإنصاف والديموقراطية بل هو أشد شوفينية من غيره وخاصة في هذا الجانب.

يطلق العربي القوموي العنان للسانه ويقول في المجالس والمدارس وينادي في مقالاته ودراساته بتوحيد الأراضي الممتدة من الخليج الفارسي وتجاوزاً سأقول الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي ويسميها بالوطن العربي ينادي بوحدة تلك الأراضي على الرغم من وجود قوميات أخرى غير العرب ضمن هذه الرقعة الشاسعة من الأرض كالكورد والأمازيغ والبربر والأقباط والشركس والكلدوآشوريين والتركمان ...الخ من تلك القوميات ويرى نفسه مجبراً عليه فرض عين من المطالبة بتوحيد تلك الدول في إطار وطن واحد يسميه الوطن العربي ولكنه لا يعطي ذلك الحق للكوري أن يتمنى أو حتى يحلم بتوحيد أرضه المقسمة ويرى دولة واحدة هي دولته التاريخية والحقيقة والتي قسمت كغيرها من الدول بين أطراف شرقنا المترامي

يعطي الحق لنفسه أن يمحو من الوجود أناس أخر غيره عاشوا ويعيشون على أرض أجدادهم وينصب نفسه حاكماً مالكاً لأرض تلك الشريحة من البشر ألا تسمى هذه ازدواجية الرؤى والمعايير؟! ألا تسمى هذه سياسة الكيل بمكيالين التي تصفون غيركم بها بل تزيدون بلة طينتها الموحلة.

رغم أنه يستحيل توحيد الوطن العربي ويعرف كل عربي هذه الحقيقة ولكنهم يغمضون أعينهم عنها وأسباب تلك الاستحالة كثيرة جداً فقط لو نظرنا إلى أنظمة الحكم المختلفة في الدول العربية واقتصادياتها المتنوعة والتي تزيد من شروخ تلك التجزئة وعدم التناسب بين التركيبات السكانية في الدول العربية حيث يستحيل عيش تلك الشرائح مع بعضها البعض كل ذلك وتصر تلك الطبقة المغنية خارج سربها الوطني على المطالبة في توحيد دولها العربية في إطار دولة عربية واحدة.

رغم منطقية هذه الأمنية و أحقية الإنسان العربي في المطالبة بكيان عربي واحد يضم كل الوجوه الشعبية العربية وكافة الدول والحكومات ولكن يستحيل بناء ذلك الهدف وتمنعه عقبات كثيرة من تلك العقبات مصالح الدول العظمى اليوم تلك المصالح التي قسمت هذه الرقعة إلى أقسامها الحالية فلا زالت تلك الدول القوية هي المسيطرة على مداخل ومخارج السياسة العالمية والتي كان العرب والكورد والأقليات الأخرى من ضحاياها الكثيرين ولكن بدرجات متفاوتة من التضحية و دفع الضرائب والفواتير.

رغم الانتماء الوطني الكوردي لسورية لا زال الكثير من الدعاة المنافقين يشككون في تلك الوطنية وذلك الانتماء بصورة كثيرة فتارة يصفون الكورد بأنهم انفصاليون يسعون إلى اقتطاع أجزاء من سورية وإلحاقها بدول الجوار ( هذه التهمة الجاهزة للنشطاء الأكراد ) وتارة يصفون الكورد بأنهم عملاء إسرائيل يحاولون الانقلاب على الأخوة العربية ويخططون لسياسات تهدد للإضرار بالعرب وتارة يصفونهم بأن لهم مطالب يسعون من ذلك تشكيل دولة قومية للكورد وهذا ما لا تتمنا كل القوى التي تحارب الكورد من ترك وفرس وحتى بعض العرب الذين يقفون في وجوه الكورد كقومية وكشريحة لها الحق وكل الحق في إقامة دولتهم المنشودة.

إن الكورد كشريحة وطنية سورية يدافعون منذ القدم عن تراب سورية ويسعون دائماً لحماية بلدهم من الأضرار سواء كانت خارجية متمثلة بالقوى المعادية للوطن السوري أو من الأضرار المحدقة بالبلد من الداخل كقوانين الحكام العرفية وحالة الطوارئ التي هدمت البلد وشلت من حركته وغيرها من المخاطر.

ما لجأ الكورد في أي يوم من الأيام إلى الهروب من الواجب الوطني السوري وظلوا دائماً قوى شعبية تقف بجانب القوى العربية والقوى الأخرى والتي من شأنها الدفاع عن الوطن وكرامة المواطن رغم ذلك ونجابه باتهامات لا وطنية من قبل مغالين في العروبية والقوموية من شأن تلك الاتهامات خلق الفتن والنعرات لا يراد منها سوى ازدياد الفرقة وخلق الأحقاد والضغينة بين أبناء الوطن الواحد.

لكن هذا لا يعني بأن ليس للأكراد الحق ولو في الأحلام من إقامة دولة واحدة على غرار الدول العربية القائمة اليوم وللأكراد الحق وكل الحق في تمجيد القياديين الكورد في باقي أجزاء كوردستان كما للعرب في سورية الحق في تمجيد جمال عبد الناصر والشيخ أحمد ياسين وحسن نصر الله من حق الكورد أيضاً تمجيد الملا مصطفى البارزاني ومام جلال الطالباني وكاك مسعود البارزاني والقائد الخالد عبد الرحمن قاسملو وأبو أوصمان صبري والدكتور نور الدين ظاظا وعبد الله أوجلان.

لن يكون انفصالاً عن سورية و لا تقسيماً لأراضيها إذا تمنى الكورد أن يعيش أخوتهم في كوردستان العراق العيش في فدرالية اتحادية اختيارية ضمن التراب العراقي الموحد ولن تلغى اللغة العربية من ذاكرة الكورد إذا تكلمنا أو درسنا أو تخصصنا في لغتنا الأمة الكوردية والتي هي لغة من بحور اللغات العالمية الأخرى.

إن هؤلاء اللذين يتهمون الكورد بأنهم انفصاليون يهددون وحدة وسلامة الوطن السوري بل تعدى ذلك إلى العراق أيضاً هم انفصاليون اللذين يسعون إلى توسيع الشرخ بين أبناء الوطن الواحد وتكبير الهوة بين الكورد والعرب بشكل خاص وبين الكورد وشعوب المنطقة بأسرها فلا يخفى على أحد الدور الذي تلعبه تلك القوة المدسوسة من قبل أجهزة مخابرات خارجية يسعون إلى تقسيم الوطن السوري ليس فقط جغرافياً بل حتى بشرياً واجتماعياً هؤلاء اللذين كانوا مرتزقة وعملاء نظام صدام المقبور والذاهب إلى حيث لا رجعة منه هؤلاء اللذين يبيعون الوطنية السورية بفاتورة رخيصة أو بكوبونات نفط كغيرهم مثل اللذين فضحتهم أجهزة الإعلام العربية قبل الكوردية هؤلاء اللين يسعون للنيل من وحدة تراب لوطن من خلال إثارة زوبعات غبارية لا توسخ سوى عقولهم النتنة والفاسدة والمتصدئة بأفكار شوفينية فاجرة ليس فيها مكان لقبول الأخر ولا يعرفون شيئاً سوى مصالحهم الشخصية ومآربهم الذاتية الخاصة.

ككوردي يشرفني العيش بجانب أخي العربي في الوطن وشريكي في الوجود التاريخي والذي ارتبط مصيري كإنسان وحقيقتي كوجود بمصيره ووجوده ولكن لا يشرفني العيش مع إنسان ينفي وجودي وقوميتي وهويتي التاريخية التي وهبها الله عز وجل لي في هذه الدنيا كما وهب له القومية العربية فلماذا هذا الحقد الدفين من بعض هؤلاء الشوفينين المتزمتين العروبيين اللذين لا يرون في الدنيا قومية غير قوميتهم وإنسان غير العربي على هذه الأرض التي وجدنا عليها كلينا بل وجد الكوردي عليها قبل العربي رغم معرفته عز المعرفة بتلك الحقائق التاريخية والتي تفيد بوجودي كإنسان غير عربي كوردي القومية سورية الوطنية والجنسية.

أرجو من الشريحة العربية المثقفة الواعية أن تقف بجانب القوى الكوردية الحقيقية والتي تسعى دائماً للعيش معهم ضمن إطار سوري وطني واحد لا نريد أي انفصال أو اقتطاع جزء من أراضيها وإلحاقها بدول أخرى فنحن سوريون ونتشرف بهذه الوطنية وهذا الانتماء فنتمنى أن نبادل بمثل مواقفنا ولا نريد أي شيء يعكر من صفو العلاقة بين الكورد والعرب وأي قومية أخرى تعيش على أرض سورية التي هي لكل السوريين.



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الكوردية بين مطرقة الحكومة وسندان المعارضة
- ممنوع المغادرة
- ضعفاء النفوس واغتنام الفرص
- العمليات الانتحارية فدائية في العراق إرهابية في السعودية
- يؤسفني الرد على أمثالكم
- نقد وانتقاد كله تجريح للذات
- ما الغريب في سجن أبو غريب؟!
- سياسة المنجمين وسياسة المثقفين
- الإناء ينضح بما فيه
- حقيقة لا بد منها
- وإذا القامشلي سئلت بأي ذنب قتلت
- حرية المرأة والقوانين الدولية
- عاشوراء الدم ... عاشوراء الشهادة
- حقد عربي أم عربي حاقد ميشيل كيلو نموذجاً
- سجالات رخيصة على طاولة مستديرة
- فدرالية كوردستان أدنى من الحد الأدنى
- إسلام متطرف أم تطرف إسلامي
- تحية عطرة إلى شهداء المجزرة
- الأوراق المخفية لألعاب صدام المكشوفة
- الدونكيشوت ديلامانشا بأشكال متعددة


المزيد.....




- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مسعود عكو - الكورد بين الوطنية السورية والقومية الكوردستانية