أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير القريشي - عراق ما بعد الانتخابات – إلى أين















المزيد.....

عراق ما بعد الانتخابات – إلى أين


سمير القريشي

الحوار المتمدن-العدد: 2973 - 2010 / 4 / 12 - 13:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عراق ما بعد الانتخابات – إلى أين
كل ما مر بالعراق بعد آذار 2003 سيعاد النظر فيه بصورة جذرية في هذه المرحلة الحساسة والمهمة ..مرحلة انسحاب قوى الاحتلال الأمريكي من العراق .. ومن اجل ذلك فان نتائج الانتخابات الحالية لم ولن تكون الفيصل في تعين الحكومة القادمة ..الغريب من بعض القوائم الكبيرة تمسكها بنتائج الانتخابات واتهام المفوضية بالتزوير وطلبها أعادة فرز وعد الأصوات يدويا وهي تعلم علم اليقين أصول اللعبة الدائرة في العراق ..وتعلم من يصنع اللاعبون فيها ومن هم . فهل يعني هذا التمسك وطنيتها ؟؟ وهي تعرض امن البلد واستقراره إلى أزمة حقيقة وخطرة .. وكان الأجدر بها أن تستخدم الأوراق الوطنية التي لا تهدد استقرار البلد..
الوطنية الصحيحة تعمل ولا تعلن عن نفسها ..والوطنية الخبيثة لا تعمل وتعلن نفسها .. تتمسك بقشور بتافهات بقضايا لا تعدل شيء في سوق الوطن والمواطنة..
إثناء الحملة الانتخابية رفعت جميع الكتل المتبارية شعار الوطن والوطنية وأعلنت بأنها ضد أي تدخل خارجي في الشأن العراقي .. يومها توقع المواطن العراقي المغلوب على إمرة.. أن هذا الكتل ستضع كل الخطوط الحمراء والزرقاء والصفراء على أي تدخل يمكن أن تنفذ منه دول الجوار وغيرها من دول العالم في الشأن الداخلي للعراق.. لكن ما حدث ويحدث هو أن القوائم الفائزة في الانتخابات لا تريد الجلوس على طاولة واحدة للتفاوض أو لنقل للمساومة أن جاز التعبير لتشكيل الحكومة وعبور هذه المرحلة الانتقالية من اجل الوصول إلى الوقت الذي يستطيع فيه العراق أن يعيش حقا في أجواء الديمقراطية الحقيقية ..بل على العكس من ذلك تسعى هذه القوائم جاهدة لحل الملفات الشائكة بينها في دول الجوار تحت شعار الانفتاح !!أذا كان الانفتاح بهذه الصورة الغير المعهودة في العلاقات الدولية لا يعتبر تدخل سافرا فما هو مفهوم التدخل في نظر القوائم الفائزة ؟؟ العلاقات الدولية لها مساحة محددة ولها حدود معينة فهي حين تتعدى هذه المساحة فان ذلك يعد وبكل وضوح تدخل سافر لا يمكن السكوت ..ما علاقة إيران بنتائج انتخابات وقوائم تأخذ استحقاقها من السلطة التنفيذية بحسب ما حصلت علية من مقاعد نيابيه.. وما علاقة السعودية بالتيار الصدري والانفتاح على المحيط العربي ..أفي العراق ممثلا رسمي غير الحكومة المنتخبة .. وما علاقة تركيا والأردن وسوريا والكويت ..بماذا يفسر هرولة القوائم الفائزة على دول الجوار ؟؟ هذه مهزلة يجب أن يضع لها حد ..قلت وأقول أن الولايات المتحدة تفرض على المرحلة القادمة أن تكون توافقية ليس بين القوائم الفائزة بل بين دول الجوار الإقليمي ومن يحضا أو من يستطع أن يلبي الرغبة الأمريكية فانه وبوضوح تام يستحق أن يكون رئيسا للوزراء ورئيسا للسلطة التنفيذية ولا اعتبار لنتائج الانتخابات كما لا اعتبار للمقاعد النيابية في السلطة التشريعية والتي تعد من الناحية الموضوعية صاحبة الدور الأساس في تحقيق آمال من انتخب من أبناء العراق .. ربما يقول قائل ما مصلحة الولايات المتحدة حين تترك شان العراق بيد دول الجوار ؟؟.. أن الولايات المتحدة لها هدف واضح المعالم في المرحلة المقبلة وهو هدف إنهاء العمليات العسكرية وسحب قواتها العسكرية بنهاية أب المقبل وهي تدرك تماما الإدراك بان دول الجوار لها القدرة على إبقاء القوات العسكرية الأمريكية في الوحل العراقي إلى ابعد من الموعد الذي حدد في الاتفاقية الإستراتجية بينها وبين العراق أذا لم تشرك دول الجوار في صناعة عراق ما بعد صدام المقبور .. دول الجوار العراقي وتحديدا إيران والسعودية ترى نفسها في موقع المنتصر المهاجم بعد أن كانت في موقع الخاسر المدافع ..والولايات المتحدة كذلك تدرك ذلك .. ولا تريد أن تمنح هذا النصر لهما
أن الشيء الذي يحقق المصلحة الأمريكية في العراق ينبع من قراءتها الواقعية للصراع الإقليمي في الخليج العربي ... فمن المحال أن تتفق دول الجوار على دعم عراق ديمقراطي تجد فيه الحرية السياسية سبيلا محدد وتقام فيه دولة قوية قد تشكل قوة كبيرة في الشرق الوسط .. لن تسمح السعودية ولا إيران بعراق قوي وحر على الإطلاق ولا تسمح كذلك بان يستحوذ أي منها على الشأن العراقي بأي حال من الأحوال ومهما كلف هذا الحول من تكاليف سياسية وإرهابية وطائفية فلكل منهما أورقا كثيرة وعديدة .. وعلى ذلك تجد الولايات المتحدة أن خروجها من العراق أذا لم يحسم بصورة توافقية بين السعودية وإيران فأنة لن يتحقق .. .. الولايات المتحدة اليوم ليست هي كما كانت قبل الحادي عشر من أيلول على الإطلاق.. لقد استنزفت الكثير من قواها الاقتصادية والعسكرية على حروب التحرير والديمقراطية والحرب على الإرهاب .. ومن الطبيعي في ظل الظروف الحالية أن يكون هدفها انسحاب مشرف من العراق فهو أمر واقعي وحقيقي تفرضه إرهاصات الوضع الاقتصادي والداخلي للولايات المتحدة ، هذا الهدف لن يكون وحدة في جعبة الأمريكان لان التوافق أو الاختلاف الإيراني السعودي ستنعكس إثارة على المصلحة الأمريكية في نهاية المطاف ..
المصيبة أن أبناء العراق توقعوا أن تكون حكومتهم وبرلمانهم الجديد المنتخب أفضل من سابقة.. والحقيقة كما تؤكد المؤشرات الجارية على الساحة السياسية أن مجلس النواب القادم سيكون أسوء بكثير من سابقة لأنة أولا سيخضع للقرار الإقليمي والدولي وثانيا حتى قبل أن تصادق المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات شهد البرلمان القادم صراعات جعلت منة يستنجد بدعم كل دول الجوار بحجة الانفتاح الذي أتى على حين غرة مع العلم بأنة انفتاح غير رسمي .. التباين والافتراق بين الكتل النيابية القادمة سيؤخر تشكيل الحكومة إلى أشهر طويلة وبالتالي سيدفع ثمن هذا التأخير من انتخب وأراد أن يرى لصوته اثر ..
كل ذلك يؤكد أن العراق اكبر من كل القوائم الفائزة حتى لو ادعت الوطنية ..العراق كبير لأنه يجب أن يكون في موقعة الصحيح من خارطة الشرق الأوسط .. العراق اكبر من القوائم الفائزة التي يحتد صراعها فيما بينها من اجل مصالحها، ولا مصلحة للعراق في قاموسها.. دعوني أقول أكثر من ذلك العراق اكبر حتى من الانتخابات وهذه حقيقة تؤكدها ثمار تجربة أكثر من ثلاثة انتخابات اتحادية ومحليه ففي كل دورة انتخابيه تزداد حمى التسلط وتظهر رؤؤس جديدة وتتفاقم أزمات العراق وتستبدل آلات الصراع بأخرى وليدة تواكب المرحلة..
على كل حال العراق ما بعد الانتخابات الحالية لن يكون بخير ففي حال سحبت الولايات المتحدة قواتها من العراق فأنة سيقع في احتلال لا يعلم متى يستنقذ العراق من أنيابة ..
أخيرا ربما قائل يقول أن الملابسات التي يمر بها العراق تجعل من القوائم الفائزة تلجا إلى دول الجوار وغيرها.. وأقول مرة أخرى أن العراق اكبر من هذه القوائم التي تمتهن فن التلاعب والاحتيال والخداع ولا تمتهن الوطنية والشجاعة والمقاومة والتحدي والوحدة والإنسانية والاعتدال
سمير القريشي



#سمير_القريشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا سيادة لمن لا يحفظ امن البلاد
- حتى لا نقول كان الأفضل لا ينتخب العراق
- استفتاء الصدريون الدواعي والأسباب
- وخسر المواطن العراقي مرة أخرى
- قبل أن تعلن نتائج الانتخابات
- وعي الناخب ما زال أسير النخب السياسية
- المالكي .. انتصار محاط بهزيمة كبيرة
- الانتخابات وأهميتها في صناعة القرار السياسي الخارجي للعراق
- وابتدأت الحملة الانتخابية المرتقبة


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير القريشي - عراق ما بعد الانتخابات – إلى أين