سمير القريشي
الحوار المتمدن-العدد: 2915 - 2010 / 2 / 12 - 08:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المفوضية العليا المستقلة للانتخابات اضطرت وبضغوط من دوائر الدولة الرسمية بتوجيه وترشيد والأصح بتقنين الدعاية الانتخابية وحصرها في الإعلانات الضوئية واللافتات الكبيرة ومنعت لصق البوسترات وصور المرشحين .. هذا التوجيه جاء لينقذ العراق من فوضى عارمة وصراعات قد تقع بين الكتل المتنافسة والتي طالما شهدها العراق في الدورات الانتخابية على خلفية تمزيق صور المرشحين .. ثم أن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أذا لم تتخذ اجرائاتها القانونية بحق من يلصق البوسترات والصور فمن المتوقع أن تتحول مدن العراق وحتى قراه النائية إلى لوحة فنية من المدرسة التجريدية تلك المدرسة التي لا يفقه فنها سوى رساميها لأن كل ما في الصور عبارة عن لون واحد وخطوط لا تعبر إلا عن مكنون من رسمها الممتلئ بالعقد النفسية وأهات العذاب الألم والمعاناة والأمراض النفسية .. هذا الفنان التجريدي بطبيعة الحال اشرف من بعض المرشحين إلى الانتخابات النيابية القادمة والساعين إلى السلطة والنفوذ لا غير
المتوقع والأكيد أن تكلف الحملة الانتخابية في عراقنا الديمقراطي عشرات الملايين من الدورات لا من اجل توعية الناخب كما هو شأن الديمقراطيات في العالم المتقدم المتحضر بل من اجل الالتفاف على الناخب بطريقة أو بأخرى.. وطرق الالتفاف لو كانت بطريقة المشاريع الوهمية والوعود الرنانة لهان الأمر..
أن طريقة الالتفاف في عراقنا المقبل على عملية نصب كبيرة قد تكون من اكبر عمليات النصب على الشعوب.. تتم بطريقة البطانيات ولو الشتاء على مشارف الأبواب أو عبر الملابس الرياضية أو بحجاب نسائي وحتى في أشياء أخرى يترفع القلم عن كتابتها .. ولا ننسى كارتات الموبايل ..فموسم الانتخابات موسم شركات الاتصال المنتقل في العراق الأكثر ربحا ...الأخطر في الدعاية الانتخابية هي الأوراق السياسية التي يعرف مرشحي الكتل الكبيرة كيفية اللعب بها وجذب من ينجذب بها إلى كتلهم المتخمة بالمال والنفوذ السياسي والإداري..
هذه الأوراق ومنها ورقة البعث المجرم والتي تعد في هذه الانتخابات أهم أوراق اللعبة الانتخابية أكان في غرب العراق أو في جنوبه ووسطه ..ستكون هذه الورقة البالية العفنة من اخطر الأوراق الرابحة وأكثرها حسما .. لان سياسيو الكتل التي تدعي الوطنية في عموم العراق وتحديدا في غربة قادرون على فن التباكي وذرف دموع التماسيح على الرفاق المشمولون بقرارات هيئة الاجتثاث .. وكأن البعث ورفاقه من أولك المؤمنون الذين صدروا للأمة عربية دين الإسلام و كرسوا في روح هذه الأمة الانتماء العربي.. مع العلم بان البعث لم يجلب للعرب سوى العار والذل والاحتلال ..
في العراق خرج البعث من سدة الحكم بعد أن اقتطع شماله ليكون إقليم يسير بخطى واثقة إلى قيام دولة كردية ..وبعد أن أخذ من العراق أجزاء كبيرة من جنوبه وتحديدا من محافظة البصرة لتضم إلى الكويت تارة والى إيران أخرى ولا ننسى شط العرب المسيطرة عليه إيران سيطرة قد تكون شبة مطلقة .. أما تاريخ البعث في سوريا فهو الأخر مزق تراب العروبة والإسلام.. والجولان تشهد على ذلك والقوات الدولية في جنوب لبنان شاهد أخر ...
ورقة البعث في جنوب العراق ووسطه ستكون عبر استنفار الجماهير وتذكيرها بجرائم البعث.. وبطبيعة الحال ليس من اجل أن يبقى هذا الحزب محلا للغضب واللعنة في ضمائر العراقيون وقلوبهم وعقولهم بل من اجل الإيحاء إلى هذه الجماهير بأنهم (أي الكتل المتنافسة )الأقدر على إزالة هذا الحزب المجرم من ذاكرة العراقيون إلى الأبد
والحقيقة كل الحقيقة أن بعض العراقيون لا يفرقون بين من أجرم بحقهم بالأمس ومن أجرم بحقهم اليوم
نعم اختلفت سياسية الإجرام باختلاف الظروف السياسية لكن ما زال الطابع العام لسياسية الاستحواذ والسيطرة والهيمنة والتسلط هي القاسم بين من حكم العراق بلامس أو من يحكمه اليوم وحين أقول من يحكمه اليوم اعني به كل مؤسسات الدولة وليس مجلس الوزراء فقط .. المهم هو السلطة والنفوذ والاستحواذ على الحكم... أما الوسائل فتترك لظروفها فلكل حادث حديث فإذا غلبت اليوم لعبة الدعاية والانتخابات فغدا قد يضطر من يتربع على كرسي الحكم الى استخدام وسائل أبشع من جرائم صدام.. لماذا لأن المواطن العراقي ما زال الى هذا اليوم لا يستطيع أن يواجه من يحكمه مواجهة حقيقة تجعل من الحاكم يحسب ألف حساب لكل خطوة يريد أن يخطوها ..لكل دعاية انتخابية يريد أن يسوقها الى أوساط الجماهير ..
عندما أرى أن المرشحين من الكتل المتنافسة مازالوا الى اليوم يستخدمون دعاية سياسية دنيئة ولا يجدون من يقف بوجوههم أدرك بان العراق ما زال لم يخطوا في شوط الديمقراطية خطوته الصحيحة الى ألان
.. أخير ليعلم الجميع أن العراق يصوت من اجل نصف المقاعد البرلمانية فقط والتي ستنتخب بصورة مباشرة ..لأن النصف الثاني سيعين بواسطة الكوتا وعبر نظام حساب الأصوات.. والرابح الأكبر في هذه الانتخابات الكتل الكبيرة كحاصل تحصيل
ورحم الله قوائمنا الصغيرة التي تراهن على الجماهير فقط وفقط وفقط وتنتظر ما تقدمه لها هذه الجماهير
وستنتظر ونرى
سمير القريشي
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟