أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الإنسان حيوان ابن حيوان2















المزيد.....

الإنسان حيوان ابن حيوان2


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2972 - 2010 / 4 / 11 - 01:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ليس صحيحاً أن الإنسان أفضل من الملائكة لا في الشكل ولا في الجوهر ,وصورته هي أقرب إلى الحيوانات منه إلى أي شيءٍ آخر , حتى أن بعض الناس تتشابه مع الحيوانات في الصور والأشكال حتى في طريقة الأكل والشرب وقتل الفرائس ومطاردة الطرائد والدين هنا يقدم تفسيراً مناقضاً لبعضه البعض , فهو يقول بأن الإنسان أفضل من الملائكة علماً أن أعمال الإنسان كلها تدل على حيوانيته وخساسته ودناءته وخصوصاً في طريقة أكله وشربه ونومه ومشيه وجريانه ومعاشرته.

إن عمل المفكر والفيلسوف يبدأ من النقطة التي ينتهى منها المؤرخ العادي التقليدي،وكان يعتقد أن الإنسان أصله إنسان ابن إنسان وأن الله صنعه على شاكلته ، دون تقديم دليل واحد على صحة هذه الفرضية غير أن بعض المزاعم الإيمانية المشكوك في صحتهاهي التي تصور الإنسان بصورته الفانتازية المذهلة والخرافية, فسلوك الإنسان يثبت هذا الكلام وأن العلم أثبت أنه :حيوان ابن حيوان وإن لم يكن العلم أثبت ذلك كما يزعم غير المتفقين مع هذه الفرضية ،فإن سلوكيات الإنسان تدل على تدني مستواه ، الخلقي والخُلقي ,وسلوكياته تدل على أنه من المستحيل أن يكون الإنسان أفضل من الملائكة.

إن الأدب وحده هو الذي تزعم فكرة المشاعر النبيلة والمشاعرالغالية الثمن وكتاب الروايات والمسرحيات زعموا ردحاً طويلاً أن الإنسان مخلوق نبيل وسوبر , غير أن المكتسبات العالية الأخلاقية التي اكتسبها الانسان لا تعود إلى أصوله الانسانية وإنما إلى طبيعة تطوره من حيوان حقير وخسيس إلى إنسان نابض بالمشاعر كما هو نابض بالدم , وما زالت هنالك علامات كبرى على أننا حيوانات أبناء حيوانات ومن أهم هذه الدلائل أن بعض البشر ما زال يقتل أخيه الإنسان وما زال يصطاد الحيوانات مثل الدواجن والبقر والعجول كما تصطاد الدببة والأسود والتماسيح , إنني كلما مررتُ في قريتنا بجانب رجل يذبح الأبقار أو العجول أو الدجاج أقول في تفسي : طيب مش هذا حيوان واللي بوكلوه وبشتروه منه مش حيوانات مثله!؟.

وأنظر ُ أحياناً في صور وأشكال الناس فأكتشف شبها كبيراً بين وجوه بعض الناس ووجوه الحيوانات الأخرى مثل الكلاب والحمير والبقر , وأحياناً تكون طريقة بعض الناس في المشي أو الركض مثل بعض الحيوانات , وأحياناً بعض الناس تأكلُ وتشربُ مثل بعض الحيوانات, وبعض الناس أصواتها تشبه أصوات بعض الحيوانات , حتى طرائق التفكير فبعض الناس مخادعة مثل الذئاب وبعض الناس أسلوب تفكيرها مثل الحمير وبعض الناس أسلوب تظراتها مثل الفئران أو الجراذين أو الماعز , وبعض العيون مثل عيون الغزلان والمها الأبقار , وجاء ذلك في الشعر والأدب عن غير قصد من الشعراء حين يصورون نظرات محبوباتهم أحياناً مثل الغزلان أو العصافير , وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تقارب واضح بين الإنسان وأخيه الحيوان.

إن علماء الأدب والشعراء والكتاب هم الذين لديهم تصورات مثل التصورات الدينية البدائية ولكن العلم يقول بأن كل تصرفاتنا وسلوكياتنا تدل على مستوانا المنحط والسافل وقد انتهى عمل المؤرخين القدامى على أوهام الخلق حين كان الإنسان عاجزا عن تفسير الظواهر،ومن هنا ننطلق بفرضيتنا عن المرأة والرجل وكانت الأوهام المتعلقة بدوران الأرض تحل محل العلم في أسفار العهد القديم وكذلك حلت النظرية العلمية محل أسطورة العهد القديم حول حقيقة خلق الإنسان المنحدر من الطين وحلت محلها حقيقة علمية تثبت أن الإنسان أصله حيوان ابن حيوان عاش حياته الطويلة متشرداً مثله مثل أي كلب متشرد أو حيوان آخرويعود بأصله إلى سلالات حيوانية أقل منه مثل القرود، فالإنسان في الأصل تفرع عن مخلوقات أدنى في وجودها من الإنسان الحالي ، فلم يولد الإنسان وفي فمه ملعقة من الذهب أو النحاس أو الألمنيوم..
وهذا بخلاف عمل المؤرخ العادي حيث يهتم المؤرخ العادي بسرد الأخبار العادية وغير العادية ويهتم بشرح مطول لحياة الحكام والأدباء والفلاسفة,ويكتبُ لنا عن مزوراً للتاريخ عن أعمال الملوك والخلفاء ومنجزاتهم الرائعة الانسانية وهو في الواقع يخفي بين دفة صفحات كتابه أعمال الملوك والخلفاء الشريرة ،لذلك لا يمكن أن يظهر الإنسان في عمل المؤرخ العادي بثوب جديد وبرؤية جديدة إلا بصورة مزورة للواقع الانساني الشرير الحقيقي ، بل يبقى الحدث كما هو ، ويبقى يوم مولد الإنسان ، يوماً عاديا، ليس فيه إثارة أو أكشن، بعكس الإنسان الذي يظهر في يوم مولده بقلم الفيلسوف المؤرخ ، حيواناً تطور عن أسلافه القدماء الذي يفلسف الأحداث والوقائع ، حتى أنه يستنتج من دورة المرأة الشهرية أفكاراً وتصورات لا تخطر ببال المؤرخ العادي.

.والذي نعده اليوم فينا من أنه فضيلة إنسانية يبدو أنه أوهام فما زال الإنسان يحاول استغلال وقتل أخيه الإنسان وإن التقدم الهائل في علوم الإنسان لا يعود فضله من الناحية الاجتماعية إلاللآلة وليس للإنسان أو لأي مخلوق آخر .

الفضل كل الفضل للآلة والشكر كل الشكر للآلة وليس للإنسان فالإنسان المنحدر من القرد ما زال يصر على أن أصله من غير القرد ويبرهن على ذلك من أن الله قد فضله على كثير ممن خلق وأولهم الملائكة! وهذا الكلام مناقض لصفات الإنسان لأن صفات الإنسان أدنى في السلوك من صفات الملائكة ، وهذا ما نعرفه على الأقل نظرياً من خلال الكتب الدينية المقدسة والتي تتحدثُ عن كرامة الإنسان وأفضليته على باقي المخلوقات ، وهذا أيضاً من الناحية الشكلية والعقلية والعاطفية ، غير أن التجارب بين الإنسان وأخيه الحيوان تدلُ دلالة واضحة على أن ما يفعله الإنسان من ظلم وتقتيل وتشريد لبني جنسه ، كل هذه الأمور لا يمارسها الإنسان المُعرّف عنه نظرياً في الكتب الدينية ، بل إن هذه الأمور لا تليق ُ إلا بمستوى الحيوانات ، فكيف هنا يصبح الإنسان ُ أفضل من الملائكة ؟ إنه حتى لا يمكن أن يكون إنسانا ً ذلك الذي يقتل ويسجن ويظلم ويسطو ويكذب . ويقطع الطرق البرية والبحرية .

وصفات الملائكة كما جاءت في الكتب السماوية أفضل من صفات الإنسان،وهذا غير صحيح بدليل الواقع الحالي الذي نعيشه , فلو كان الإنسان أفضل من الملائكة لكانت أعماله أفضل منهم لأن خسة ودناءة الإنسان تشير إلى أن أصله دنيء وقرد ابن قرد

فالقتل صفة من صفات الحيوان وهذه أيضا من صفات الإنسان وكذلك الصراع على الأرض صفة من صفات الحيوان وهي أكبر ميزة مشتركة بين الحيوان وأخيه الإنسان , فالصراع عغلى البقاء أيضاً صفة من صفات الإنسان والحيوان وكذلك نقل الأمراض بالعدوى من جسم الحيوان إلى جسم الإنسان وهذا إن دل على شيء فإنما يدلُ على أن هنالك تشابه بالأنسجة والخلايا بين الإنسان وأخيه الحيوان .

وعمل الفيلسوف الإضافي الذي كان وما زال يضطلع به هو الذي حل العلم محل تلك الأوهام فأصل الإنسان حيوان وقرد ابن قرد.
.
وقد مشت الأوهام التاريخية قديما محل العلم والمنطق ردحا طويلا من الزمن بكل ما بالأوهام من تناقض وعدم وضوح فهل: يجوز أن يكون الإنسان أفضل من الملائكة نظريا وأن يكون حسب سلوكه حيوانا عملياً ؟!!!



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطلاق ظاهرة صحية
- رسالة المعلم
- تفسير سورة لإيلاف قريشٍ إيلافهم
- هل من حقي أن أختار ديانتي؟
- الثقافات المتعددة
- سيكولوجيا العنف ضد المرأة في المجتمعات الاسلامية
- فتنة المسلمين
- الحكومات العربية ضد الشعوب العربية
- الاسلام من وجهة نظرأنثربولوجية
- امرأة من أهل النار
- -كلب العَربْ بسكُت من حاله-
- هل أنا كاتبٌ مأجور؟
- الاسلام هو الاعلام الأقوى في العالم
- الحاكم العادل
- الحاكم الفردي القمعي الجلاد المستبد العادل
- لو أن بني أمية انتصروا على الهاشميين
- ملح وسُكر
- إلى كل أم في عيد الأم1
- رجل من أهل النار
- المجتمع المدني الاسلامي


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الإنسان حيوان ابن حيوان2