أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - رضي السماك - من دروس الانتخابات العراقية














المزيد.....

من دروس الانتخابات العراقية


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 2968 - 2010 / 4 / 7 - 00:49
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


ثمة دروس بالجملة على درجة من الاهمية افرزتها الانتخابات البرلمانية الأخيرة العراقية التي تؤشر بمجملها الى قرب زوال أو إفلاس نهج التطرف والاستئصال والطأفنة والتكفير من ساحة العمل السياسي العراقي، او على الأقل بدء العد التنازلي لانحساره، ومن اهم هذه الدروس:
الدرس الأول: ان المشاركة الكثيفة في عملية التصويت وعلى الأخص في المحافظات والمناطق السنية التي عرفت بمقاطعتها الانتخابات النيابية السابقة هي دليل قاطع على فشل رهان القوى المتطرفة على ابتزاز سكان هذه المحافظات والمناطق باجبارهم على خيار المقاطعة بحجة انها لعبة امريكية من الفها الى يائها ولن تجني منها هذه المحافظات شيئا، فبعد سنوات عجاف تحت الاحتلال واحتكار السلطة من قبل قوى طائفية اخرى ثبت لسكان تلك المناطق انهم الخاسر الأول من المقاطعة وليس الجماعات المسلحة المتطرفة المهزومة التي خسرت رهانها.
الدرس الثاني: ان ائتلافات القوى الدينية المتنفذة التي فازت في الانتخابات النيابية السابقة مستفيدة في تعزيز وجودها في السلطة من غياب تمثيل فاعل للمحافظات الشمالية والغربية أثبتت بدءا من التحضيرات التي جرت لعملية الانتخابات الاخيرة منذ بضعة شهور عدم تورعها عن استخدام مختلف الاسلحة التي تحت يدها، المشروعة منها وغير المشروعة، للتشبث بالبقاء في الحكم بدءا من ابعادها لعدد كبير من المرشحين بذريعة انهم ممن ينطبق عليهم قانون "اجتثاث البعث"، ومرورا بعدم التورع عن استخدام أجهزة الدولة ووسائل اعلامها كدعاية ووسيلة للنيل من خصومها السياسيين في الانتخابات، وليس انتهاء بمطالبة مفوضية الانتخابات باعادة فرز الاصوات يدويا بعد أن مالت الكفة حتى بشكل طفيف لغير صالحهم في المراحل الاخيرة من عملية الفرز.
ولم يتورع ائتلاف "دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي عن الرهان أيضا على مخاطبة الغرائز الدينية المذهبية في الجنوب واقحامها بقوة في اللغة الدعائية الانتخابية، ناهيك عن محاولة اعادة نكء جروح واحزان عشرات الالوف من العوائل المنكوبة من النظام السابق بغير استدرار احزانها واستثارة غرائز ثاراتها السياسية القديمة مجددا بغرض توظيفها للاصطفاف المذهبي والسياسي سواء حول قوائم واسماء ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء، ام حول الائتلاف الوطني العراقي بزعامة عمار الحكيم رئيس المجلس الاسلامي الأعلى، أم حول غيرهما من القوائم الشيعية الصغيرة الاخرى في الجنوب.
الدرس الثالث: لئن صحت المقولة الذهبية ان الارهاب لا لون له ولا عرق ولا دين ولا طائفة، فقد اثبتت تجربة ائتلاف الاحزاب الدينية بزعامة المالكي في السلطة ان الفساد هو الآخر لا طائفة له ولا راية دينية يستطيع ان يستظل بها.. فقد شهد العراق في السنوات الخمس الماضية اكبر عمليات نهب وفساد من المتنفذين والمسؤولين داخل الحكومة لربما لم يشهد مثيلا لها منذ الغزو الأمريكي عام .2003 وبالتالي ليس هنالك طائفة تستطيع ان تدعي ان عرقها طاهر من ادران الفساد لا تنجب سوى الوزراء النجباء..
وهذا من احد الاسباب الرئيسية لما لحق بالقوائم والائتلافات الطائفية من شيء من التراجع النسبي.
الدرس الرابع: لعب الوقوف الحازم النزيه المحايد للمراجع الكبار في النجف، وعلى الأخص السيد علي السيستاني، بالنأي بأنفسهم عن ساحة معترك الانتخابات العراقية.. لعب دورا مشرفا في افشال القوائم الدينية في المعاقل الجنوبية لها من الاستقواء ضد بعضها بعضا بتلك المراجع الدينية كما حدث في الانتخابات الماضية، حيث راهن بعضها على زج اسم السيستاني كمؤيد لها لكسب اكبر عدد من اصوات البسطاء من ذوي الوعي الديني الشعبي البسيط، وهذا درس جدير بالاتعاظ لناخبينا ومراجعنا في بعض المحافظات والدوائر الانتخابية في الانتخابات النيابية المقبلة.
الدرس الخامس: وهو من اهم الدروس ويتمثل في النجاح الكبير والساحق الذي حققته القائمة العراقية بزعامة السياسي المحنك والداهية اياد علاوي في المحافظات الشمالية والغربية بوجه خاص، وعدد من دوائر المحافظات الوسطى والجنوبية. ان نجاح قائمة علاوي - التي يغلب على تركيبتها الطيف الوطني والعلماني من كل الطوائف - يبرهن فشل المراهنة طول الوقت وفي المنعطفات الحاسمة على استغفال وتسطيح وعي الناخب من خلال محاكاة غرائزه المذهبية والدينية على حساب اولوية مصالحه وحقوقه المعيشية والسياسية الآنية حتى لو حملها بصدق مرشح لا يتاجر في الدين والغرائز المذهبية. صحيح ثمة مآخذ على قانون الانتخابات وعلى غياب قانون للأحزاب وتحديد سقف تمويل الاعلانات الانتخابية، وصحيح ثمة خروق واشكال من التزوير رافقت العملية الانتخابية لكن كل ذلك لا يرقى الى شكل قلب نتائج الانتخابات رأسا على عقب على حد تعبير المالكي حينما كانت قائمته متقدمة بعد فرز 60% من الاصوات، ثم انقلب على عقبيه وشكك فيها حينما شارفت عملية الفرز على الانتهاء معلنة تقدم قائمة علاوي طفيفا على قائمته.
ومهما يقل عن علاوي وعن ماضيه وعن ادائه السابق في الحكومة فإنه بامتياز هو رجل المرحلة التي يحتاج اليه الشعب العراقي خلالها والتي هو - الشعب - بحاجة ماسة إلى اجتيازها كمرحلة صعبة انتقالية.
ولقد اخطأ اليسار العراقي في حساباته وتقديراته خطأ جسيما بعدم الانضمام الى قائمة علاوي مما ادى الى خسارته الانتخابية الفادحة.
وما كان يجب ان يدخل وحده بقائمة صغيرة مستقلة ضعيفة مستضعفة بصرف النظر عن وجاهة كل مآخذه على النظام الانتخابي، ثم على النتائج فضلا عن مآخذه على قائمة علاوي.. ففي العمل السياسي ثمة مراحل ومنعطفات لا مناص خلالها من موازنة الامور بدقة لدى الاشتراك في اللعبة السياسية وبمهارة محسوبة حين خوضها على قاعدة ايثار البراجماتية مؤقتا على الايديولوجيا والمبادئ المجردة.. وهذا ما لم يتقنه في تقديري اليسار العراقي جيدا في اللعبة الانتخابية الأخيرة التي خرج منها خاسرا.



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا أصبح حال الشعب الفلسطيني اليوم
- مجلس التعاون ودروس اغتيال المبحوح
- تلازم الإصلاحين السياسي والاقتصادي
- حقوق الإنسان العربي والإفلات من العقاب
- كيف أصبحت سويسرا في مواجهة الإسلام؟ (1 3)
- لكن الجوع صناعة رأسمالية
- الجمهوريات العربية وإشكالية التوريث
- تقرير جولدستون.. هل يتم إجهاضه مجددا؟
- أوباما و-نوبل-.. وآفاق التغيير
- تقرير جولدستون.. وفساد -السلطة-
- دروس هزيمة فاروق حسني
- تضحيات السوفييت في حرب أكتوبر
- كوارث العالم.. وإنفلونزا الخنازير سياسيا
- الصين بعد 60 عاما من الاشتراكية
- بازار تسليع المرأة سياسيا
- العمامة والسياسة
- المقرحي والغرب.. وحقوق الإنسان
- المثقف والسلطة.. سولجنستين نموذجا
- انقلاب جنبلاط على -14 آذار-
- شهادات في هزيمة يونيو 67 (1)


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - رضي السماك - من دروس الانتخابات العراقية