أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صميم حسب الله - الحداد لا يليق بالطغاة














المزيد.....

الحداد لا يليق بالطغاة


صميم حسب الله
(Samem Hassaballa)


الحوار المتمدن-العدد: 2961 - 2010 / 3 / 31 - 20:49
المحور: الادب والفن
    


مسرحية لكاتب من العراق نسمع ونقرأ عن إبداعه وتجاربه .
عن تجاربه الأولى في مسرح الصورة، يذكر عواد علي في مقال له عن مسرح كريم جثير وعن مسرحية( الأقنعة ) التي حاول هذا الفنان إخراجها في العراق وقد حالت الظروف دون عرضها فيما كانت تعتبر من أوائل العروض التي دعت إلى ما يسمى بـ (مسرح الصورة) الذي جاء به فيما بعد د. صلاح القصب مبشرا ومبتكرا على حد قول عواد علي.
كل هذه الأمور حفزتني نحو الإسراع في قراءة هذا النص المسرحي الذي استطاع عنوانه ان يخلق الكثير من التساؤلات :ماذا يعني وجود كاليجولا، جاءت الإجابة سريعاً في المقدمة التي كتبها د.عبد الرضا علي .؟
إن شخصية كاليجولا التي كتبها البير كامو وأبدع في كتابتها .. حقل خصب لإثارة تجارب تقترب أو تبتعد مما أراد كامو إظهاره في هذه الشخصية بوصفها شخصية واضحة من الخارج وغامضة ومتغيرة من الداخل وذات سلوك يقترب كثيرا من كل الطغاة في العصر الحديث وخصوصا طاغية العراق .
إن الفكرة التي طرحها المؤلف في نصه فكرة جميلة ومخيفة في الوقت ذاته؛ لأنها تدخل في دائرة ضيقة وخطرة هي دائرة المقدسات الإلهية ولكنها تمتاز بالجرأة في طريقة الطرح وقد تكون نبوءة مستقبلية لطغاة العصر الحديث وربما يحاول أحدهم العمل على تحقيقها.
والسؤال: هل استطاع المؤلف ملئ فكرته من النسيج نفسه الذي تسير عليه الشخصية(كاليجولا) ذات الأبعاد الواضحة، ذلك إنها شخصية ليست من ابتكار المؤلف وإنما هي شخصية تاريخية في الأساس وقد استطاع كامو تحديد الخطوط الأساسية لهذه الشخصية حتى صارت تنتسب له أكثر من انتسابها للتاريخ.
ان سلوك (كاليجولا ) كريم جثير يتباين بين القوة والضعف والقسوة والخوف وهي أمور واضحة لدى كل الطغاة ، وتدلل على دقة الملاحظة لدى المؤلف . وفي المشهد الأول الذي يظهر فيه كاليجولا بعد وفاة أمه حزيناً في الظاهر سعيدا في الباطن لأنه تخلص من الرقيب فنراه يقول:
لقد قمت بإغلاق عينيها للمرة الأخيرة وبذلك تخلصت من آخر المقدسات في حياتي وأصبحت بإغلاقهما حراً.
إن هذه الكلمات تعبر بشكل حقيقي عن شخصية كاليجولا إذ أن الام كانت تشكل الرقيب الذي لا يستطيع الطاغية الخلاص من مراقبتها لسلوكه. وهذه الإشارة تدفعنا للاعتقاد بأن كاليجولا قام بقتل الأم للخلاص من رقابتها على سلوكياته الشاذة التي لا تليق بالدكتاتور(القيصر)، ونراه فيما بعد يتخلى بشكل قاطع عن كل ما من شأنه أن يذكره بالعلاقة المقدسة مع أمه يقول:
مقدسات ؟ أية مقدسات هذه التي تتحدث عنها يا كاليجولا؟ لا مقدسات لدى كاليجولا سوى كاليجولا نفسه.
إن هذا الحوار يوضح بشكل كبير مدى غرور كاليجولا ورغبته العارمة في التخلص من كل ما يمكن أن يمنعه عن تحقيقها حتى وإن كانت أمه، حيث نراه ينكر فضل أمه عليه وينكر حملها له تسعة أشهر فيقول:
الأم ليست إلا كائناً ضعيفاً وليست إلها يفرض علينا قداسته. أو من أجل تسعة أشهر حملت بنا وعلينا أن نقدس أمهاتنا ونتحمل من أجلهن ما لا طاقة لنا عليه.
إن هذا الحوار الداخلي لكاليجولا مع نفسه يشكل البذرات الأولى للفكرة التي ستولد فيما بعد.
إن كل الحاشية التي تقوم على خدمته صارت تتوقع ما لايمكن أن يتوقعه بشر فبعد أن قام بعملية موته وتحديد موعد لبعثه من جديد بصفته الجديدة والتي هي صفة الإله المقدس كاليجولا، صار الجميع يخشون الحديث حتى في دواخلهم، ولكن عامة الناس وتحديدا الفقراء لم تكن الفكرة تعنيهم وكما أرادها كاليجولا وأمرهم بتنفيذها وألبسهم ثياب الحداد السوداء للدلالة على حزنهم على موته كل هذا لم يمنعهم من ارتداء ملابس بيضاء خلف الملابس السوداء للتعبير عن سخطهم ومعارضتهم للطاغية .ودفعهم كل هذا الضغط إلى الانفجار بوجه الظلم والطغيان والقضاء على الدكتاتورية.
إن الرغبة التي كان كاليجولا يريد تحقيقها هي السخرية من الموت كما يقول لحاشيته:
قرر كاليجولا أن يعيش موته وهو حي ويحيا وهو ميت ليسخر من الموت قبل أن يسخر الموت منه .
كل حالات القتل والدماء التي تسيل لم تعد تضفي السعادة على كاليجولا وبدأت تشعره بالملل لأنه سوف سيضطر إلى قتل أبناء الضحايا حتى لا يكونوا أعداءه عندما يكبرون.يالها من قدرة تلك التي يتمتع بها الطاغية في كل زمان ومكان ولكن النتيجة هي واحدة في كل الأمكنة والأزمنة الموت المحتم للطاغية مهما طغى وازدادت قسوته.
هذه النهاية ليست ككل النهايات….الموت قادم لا محالة …!!



#صميم_حسب_الله (هاشتاغ)       Samem_Hassaballa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسرار العرض المسرحي وحرية التلقي
- جدلية العلاقة بين الممثل المسرحي .. والآخر الاجتماعي
- سبتمبر يطرق الابواب..!
- الفرق المسرحيةالعراقية وحلم العودة الى الواقع
- المسرح العراقي.. والعروض المهاجرة
- الاغواء والضحية.. نهاية لاقتباسات متعددة .. أسئلة ترتقي إلي ...
- -المسرح جنتي-
- بوح الخطاب المسرحي
- مسرحية -غرفة الإنعاش-
- مسرحية -قلب الحدث-:
- مسرحية الظلال : عندما يكون البطل نصاً مسرحياً
- مسرحية -هنا بغداد- : موت في النص .. تشويه في العرض !!
- تحولات المكان المسرحي .. وسوء الفهم !!


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صميم حسب الله - الحداد لا يليق بالطغاة