أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صميم حسب الله - مسرحية الظلال : عندما يكون البطل نصاً مسرحياً














المزيد.....

مسرحية الظلال : عندما يكون البطل نصاً مسرحياً


صميم حسب الله
(Samem Hassaballa)


الحوار المتمدن-العدد: 2916 - 2010 / 2 / 13 - 21:08
المحور: الادب والفن
    


مسرحية الظلال : عندما يكون البطل نصاً مسرحياً
أفكار علي الخشبة مثل دقات قلب

صميم حسب الله
مؤلم هو قول الحقيقة.. ومؤلمة تلك الجراح التي لم تلتئم بعد.. ومؤلم ذلك الوجع الذي سرق احلامنا..ومفرحةٌ تلك الروح التي تدعو الي التسامح.. وجميل ذلك المسرح الذي يدعو الي الحب.
مسرحية " الظلال" اعداد واخراج - هيثم عبد الرزاق- عن مسرحية (الموت والعذراء) لـ أرييل دورفمان..ومن تمثيل : ميمون الخالدي - اقبال نعيم - فلاح ابراهيم.. والتي عرضت مؤخراعلي قاعة المسرح الوطني في بغداد.
معادلة صعبة تلك التي يطرحها هذا العرض من خلال افكار النص التي تسارعت مثل ضربات القلب وهي تبث الينا الاحداث الواحد تلوالآخر حول مفاهيم الضحية والجلاد.. العنف والتسامح.. وغيرها.
تلك هي اهم الافكار التي حملها الينا نص عرض (الظلال).
إن اختيار المخرج لهذا النص ومحاولة التصدي لإخراجه إنما هو يدخل ضمن منظومة الاختيار الجيد والمتميز لما يحتوي عليه نص ارييل دورفمان من ثيمات عدة، والتي حاول المخرج التطرق الي مجملها..وقد تمكن في الكثير من الاحيان من توظيف وسائل دعم للممثل لمحاولة الوصول بالعرض الي بر الامان الجمالي.
فمن خلال مشاهد العرض الاولي نلاحظ ان المخرج اراد ان يخلق بيئة منعزلة لتلك الشخصيات المنكوبة التي تعرضت للجراح العميقة في الماضي ومازالت تعاني من جراحها التي لاتريد ان تندمل إلا بالاقتصاص من الجناة.. وتحقيق العدالة.. تلك العدالة التي نطمح جميعاً لتحقيقها في مجتمعنا.
ولكن السؤال الاكثر حيرة في نص العرض هو متي وكيف تتحقق هذه العدالة ؟
إن خلق عالم منعزل في فضاء العرض كان يعبر بشكل واضح عن تلك الافكار التي تملأ فضاء النص الدرامي.. والتي حاول المخرج ترجمتها عبر افكار العرض.
كما ان الاستخدام الفني الرائع للموسيقي وكانت مقتبسة من فلم (العراب) لتعبر في هذا الجو المنعزل والمتوتر عن اجواء المافيا والعصابات والجريمة المنظمة، مما ادي الي خلق جو مليء بالشك بالاخر يعزز ماجاء في المتن الدرامي (النص).
جاءت موسيقي العرض لتؤثر في عزلة الفضاء وتكسر جدران الصمت في العديد من المشاهد التي نقلتنا في احيان كثيرة الي تلك العوالم القريبة من الموت والبعيدة عن الحياة.. إلافي حالات خاصة كان صوت (المقام) متمازجاً مع "عراب" الجريمة المنظمة ليضفي بعداً آخر لشخصية بدأت مزدوجة بـ (الجلاد - الضحية) وانتهت مزدوجة (الضحية - الجلاد).
لقد كان " الجلاد " في الماضي البعيد - القريب يعذب ضحاياه وهو يستمع الي صراخهم ممزوجاً بالصوت التراثي للمقام والذي كان ملهما لقسوته ومحفزاً لقسوة اشد علي تلك الضحايا.
والآن انقلبت الامور فقد صار الجلاد ضحية نستمع لصرخاته وتوسلاته ممزوجةً بغضب عارمٍ من المرأة التي انتهكت كل معالم الانوثة فيها حتي باتت شبحاً لإمرأة كانت.. كانت حسب ! والتي كنا ننتظرمن ممثلة العرض الوحيدة ان تنقل تلك العذابات والاغتصابات المتكررة لشخصية جسّدها النص اكثر مما جسدها العرض.
كيف بمكن للضحية (المرأة) ان ترحم جلادها (الطبيب المتهم)؟
وكيف يمكن للجلاد (المتهم) ان يرفع يده عالياً طالباً العفو من (امرأة) ضحية؟
انها حقاً حيرة وقع فيها الزوج (رجل القانون) بين زوجته (الضحية) والرجل الذي ساعده في الطريق (المتهم)
كيف سيكون القصاص العادل بينهما.؟
إن العوالم المجاورة لفضاء العرض قدمت دعماً فكرياً وجمالياً لما قدمه النص في متنه الحكائي.. فكانت تلك العوالم (الظلالية) التي خلقها المخرج من خلال استخدامه لأساليب الاضاءة وإعتماده مبدأ (الظل والضوء) كما كان يفعل المخرج العالمي " ادولف آبيا " في مسرحه.
لقد جاء هذا الاسلوب في الاخراج الضوئي لمصمم الاضاءة علي السوداني منسجما ً بشكل واضح مع طبيعة هكذا عرض ، لتكون " الظلال " لشخصيات اخري تلقي بظلها داخل وخارج فضاء العرض.. تنظر مستقبلاً مجهولا ً يتنوع مابين " قتل وتسامح" وحلقات تأرٍ اكثر توسعاً من حلقات التصوف والمحبة.
وكان الكل بإنتظار نهاية مصير مجهول نريده معلوما ..في محاولة لإشعال الضوء في آخر النفق، ربما نبدأ مع الفجر الجديد ومع نهاية هذا العرض الذي اكد مخرجه وفريق العمل علي ان تكون النهاية هي خيار للمتلقي وطرح امامنا خيارات عدة.. جعلتنا نتساءل : هل نستمر في قتل الآخر منا.. أم نسامح ونطوي صفحة الماضي.. وهل نتعلم من أخطائنا.؟ دعونا نفكر نفكر في كل ماجري.



#صميم_حسب_الله (هاشتاغ)       Samem_Hassaballa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية -هنا بغداد- : موت في النص .. تشويه في العرض !!
- تحولات المكان المسرحي .. وسوء الفهم !!


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صميم حسب الله - مسرحية الظلال : عندما يكون البطل نصاً مسرحياً