أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صائب خليل - طوابع عجمان واحتفالات مكتبة الاسكندرية














المزيد.....

طوابع عجمان واحتفالات مكتبة الاسكندرية


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 900 - 2004 / 7 / 20 - 06:34
المحور: الادب والفن
    


عندما كنت صغيرا, كنت اجمع الطوابع, وكانت هواية كل صغير تقريبا قبل اربعين عاما. ومن الطوابع التي اتذكرها جيدا مجموعة (نسميها "سيت") طوابع كنا نراها جميلة جدا بالوانها الزاهية واحجامها الكبيرة ذات الاشكال غير مألوفة الاستطالة. هذه المجموعات كانت عبارة عن رسوم لسفن فضاء (اضن انها كانت جميعا امريكية), لكن الذي كان يصدرها كان امارات الشارقة وعجمان وابوضبي, (على ما اذكر) من الامارات العربية التي لم تكن متحدة وقتها.

ورغم اننا كنا اطفالا, الا ان التساؤل عن علاقة تلك الامارات بانجازات الفضاء تلك لم يغب عن بالنا, خاصة وان فكرة جمع الطوابع تستثير عند صاحبها فضول المعرفة بالبلاد صاحبة الطابع. وقتها كنا نضحك ونقول يبدو ان الشارقة واخواتها ليس لديها ما تفخر به, فتحججت ب "الانجازات الانسانية" لتطبع طوابعها.

اليوم قرأت خبرا يقول ان مكتبة الاسكندرية تحتفل بمئوية سلفادور دالي. وفورا تساءلت "اي علاقة بين دالي ومكتبة الاسكندرية؟" وتذكرت فورا "طوابع عجمان", وكدت اقول: يبدوا ان ليس لمصر ما تفخر به! لكن المشكلة ان اي انسان يعرف ان هذا ليس صحيحا على الاطلاق, وان مصر بلد الثقافة العربية الاول, فلماذا دالي؟

لو انك اقترحت على مؤسسة ثقافية عربية ان تحتفل بمناسبة ميلاد او وفاة مفكر او شاعر او فنان عربي, حتى من نفس القطر, لجاءتك بلاشك محاضرة عن التقشف وضيق ذات اليد ووضع البلاد ..الخ. لا شك عندي ان هناك المئات من المناسبات العربية والشخصيات التأريخية التي تنتظر تحسن "الظروف العربية" لكي يحتفل بها ابناؤها, لكن مكتبة الاسكندرية تترك كل هؤلاء ينتظرون, لتختار سلفادور دالي.

لعلك ياقارئي ستقول باننا كلنا بشر وكلنا جدير بالاحتفال بانجاز اي انسان في اي مكان. كلام جميل, واضيف لك, ان مكتبة الاسكندرية ربما قصدت ان تقدم رسالة عالمية باننا العرب لسنا منطوين على انفسنا, واننا نقدر انجاز الفنان بغض النظر عن جنسيته وبلده. ولكن ولنفترض ان القائمين على مكتبة الاسكندرية عالميين تماما وليس لهم اي شعور قومي او قطري, وقرروا ان يستخدموا مبلغا لديهم للاحتفال بفنان من العالم, بغض النظر عن اصله وفصله, فمن الطبيعي ان تتجه الانظار الى تعريف الانسانية بواحد من المبدعين الذين لم يحصلوا على حقهم من الشهرة في العالم. وعندها لكانت اختارت ترشيح فنان مغمور, ربما عربي, و ريما ايضا من مصر, قدم للانسانية دون ان تقدم له, وهم كثر.

من هؤلاء اعرف العراقيين بشكل افضل مما اعرف غيرهم. اذكر منهم مجموعة رائعة كانت تعمل في مرسم جامعة الموصل, في السبعينات. واذكر حادثة صغيرة لها دلالتها, حين سأل صديقي جعفر, احدهم ان كان يمانع ان يحتفظ جعفر بتخطيطات من بقايا تمارين بالقلم الرصاص لذلك الاستاذ, كان قد تركها على المنضدة. فقفز الاستاذ الى رسوماته يلمها ثم يمزقها وهو يقول "لا جعفر...اطلب كل شي الا هذا. باجر تكول هذي رسوم فلان". لم يحصل جعفر على التخطيطات لكنه ربما حصل على درس اهم منها في احترام الفنان لعمله واسمه بالامتناع عن تقديم اي شيء ناقص قد يسيء اليه يوما. جعفر هو الاخر يعيش اليوم في بغداد, من فنه, حياة اقل من بسيطة, فضلها على حياة اسهل وارفه كمهندس مدني.

هؤلاء يستحقون ان نفخر ونحتفل بهم لكن المؤسسات "الثقافية" العربية تفضل الاحتفال ب دالي, تاجر الفن المهووس بجمع المال, الذي بلغ به الجشع والاحتقار ل "فنه" انه قضى الشطر الاخير من عمره يزور اللوحات بتوقيعها باسمه لكل من يدفع ثمن توقيعه.

اتساءل: لم تسجن الحكومات مزوري الجوازات للاجئين المساكين, وتحتفل بمزوري الفن وتبجلهم؟ العله التقدير للفن؟



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصوات ناشزة في قمة العالم
- نيغروبونتي: السجل الخطير لسعادة السفير
- امن اللصوص وجدار التوسع
- صدام وشرف الجنس
- الجيش الصغير والحلم القديم بالسلام
- عراقي ارهابي ام عراقي عميل؟
- مداح القمر
- العراق يعبر الشارع الخطر
- لحظة ايها الملائكة
- الانتخابات الاوربية في هولندا: نصر لليسار وهزيمة للحكومة وعد ...
- الهدية الرئاسية
- منطق النمل: غضب عراقي في البرلمان الهولندي
- القراءة الطائفية
- بحثا عن - التكنوقراط
- كلام الملوك
- الثأر...الثأر...لدماء كربلاء والكاظمية!
- 188: احترام لمرونة الشريعة


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صائب خليل - طوابع عجمان واحتفالات مكتبة الاسكندرية