أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ماجد الشيخ - عالم يتغيّر وقمم لا تبدّل ولا تغيّر















المزيد.....

عالم يتغيّر وقمم لا تبدّل ولا تغيّر


ماجد الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 2951 - 2010 / 3 / 21 - 14:31
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    



للهيمنة فقاعاتها القابلة للانفجار.. أليس كذلك؟

ليس من قبيل المصادفة وحدها، ولكن بفعل عوامل عديدة داخلية وخارجية، في ما يختص بتفاعلات وتداعيات السياسات الدولية، على امتداد سنوات العقد الأول من هذا القرن، ما أضحى يضع أسس التنظيرات والتظهيرات الجديدة للمواقف الأميركية المتناسلة اليوم، من سياسات ما تني تؤسس، أو تمهّد لتضعضع الهيمنة الأميركية، التي بات كثيرون يعتقدون أنها آيلة إلى أفول، بفعل فقدان عولمتها ذات الطابع الاحتكاري والطبيعة الإقصائية الخاصة، اتزانها المفترض، فيما هي تترنح على وقع تداعيات الأزمة المالية الكبرى محليا وإقليميا ودوليا، ليس على الصعيد الاقتصادي فحسب، بل وعلى أصعدة أخرى سياسية في طليعتها، وجرّاء تحوّلات الحروب التي شنتها الولايات المتحدة منذ ما بعد هجمات الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) عام 2001، ولم تحقق فيها نجاحات حاسمة، أو أي فوز إستراتيجي على ما ادّعت إدارة الرئيس السابق جورج بوش الإبن، وضخّمت من اعتدادها بالنفس إلى الحد الذي انفجرت فيه كل فقاعاتها مرة واحدة؛ سواء تلك الاقتصادية أو تلك العسكرية، وأخيرا تلك السياسية، مع إدارة أوباما وإخفاقاتها في الانطلاق والإقلاع بسياساتها التي وعدت بها، وكانت عنوانا لأمنيات تغيير لم تتم، ولم تستطع تحقيق أي منها؛ ما خلا بعض سياسات داخلية جزئية. أما صورتها الخارجية فحدّث ولا حرج، فإخفاقاتها "الشرق أوسطية" لا تضاهيها سوى إخفاقات حروبها العراقية والأفغانية وتلك المضادة للإرهاب.

وهكذا يستمر مسلسل إضعاف الهيمنة الأميركية ذات النزوع الإمبراطوري، بفعل خسارتها معاركها الواحدة تلو الأخرى. وإذا كان من بقايا نفوذ وهيمنة في الفضاء الدولي، فلأن الآخرين على الصعيد الإقليمي والدولي، أو بعض هذا وذاك؛ ما برحوا يتشبثون بحلم الهيمنة الأميركية التي تريحهم على ما يبدو، فيما هي تحاول أن تلعب دورا إنقاذيا، من أزماتهم التي جلبتها لهم أساسا تلك الهيمنة، وتلك الأنماط من رأسمالية معولمة، ما يني الحلم باستمرارها، يؤكد الإصرار على انتهاج ذات الأساليب المعيارية التي أوصلت العالم إلى هوة الأزمة.

إن انحلال الهيمنة الأميركية، واقترابها من مرحلة يبدو أفولها شبه مؤكد، لا يحمل للنظام الرسمي العربي أو للشعوب العربية أي أمل بالانفكاك عنها، واختيار مسار مغاير للارتباطات التبعية التي طالما شكلت العلاقة الأبرز لسياسات الاستتباع العربية بسياسات الهيمنة الأميركية خصوصا، والغربية عموما.

هذا الوضع تحديدا، يترك بصمات لا تُمحى، على الفراغ الذي بدأ يتجلى في المنطقة، وفي العالم، بأشكال أبرزها تنامي أدوار إقليمية، تحاول الحلول محل الهيمنة الأميركية – الغربية عموما كـ "فريضة غائبة"، كما بدأت تتجلى مؤخرا بمحاولة تركيا إبراز أدوار لها سياسية واقتصادية جيو – إستراتيجية في محيطها القريب. يضاف إليها صراع النفوذ والهيمنة المحتدم، الذي تخوضه إيران في مواجهة القوة الأميركية المتداعية في العراق وإخفاقات الحرب الأفغانية والحرب ضد الإرهاب، وعلى محاولة طهران تحقيق نفوذ إقليمي إضافي، ولو عبر التهديد بالقوة النووية وجعلها أمرا واقعا، وذلك في مقابل اقتسام كعكة القوة والهيمنة في هذه المنطقة من العالم، مع الولايات المتحدة تحديدا، وهذا ما يفسّر الاصطفاف السلطوي الإيراني الأكثر انحيازا، لصالح طموحات نرجسية وأنانية ضيقة أثناء الغزو الأميركي للعراق، ومن قبله الغزو الأميركي لأفغانستان، وبالمقابل الانحياز لجبهة "ممانعة" سياسية فئوية وطائفية واضحة وغير واضحة، تمتد من لبنان إلى فلسطين إلى العراق إلى سوريا واليمن، وفي فضاء إقليمي ودولي أوسع عبر أميركا اللاتينية.

لهذا .. وفي غياب الفاعلية التاريخية والفاعلين التاريخيين في فضائنا العربي العام، أضحى يترتب على نظامنا الرسمي العربي ونخبه، ما هو أكثر من التبعية، ليس للفاعل الهيمني الدولـي وبقاياه، بل لفاعلين أقل نفوذا وهيمنة حتى اللحظة، كالقوى الإقليمية المؤثرة في منطقتنا كإيران وتركيا، مع الاحتفاظ برهان البعض على ارتباطات قوية، مع قوى خارج المنطقة كالصين وروسيا، وذلك في محاولة لاستبدال هيمنة بأخرى، في الوقت الذي تتكشّف فيه طبيعة الهيمنة، سافرة عن أهدافها الخاصة في إقامة نظم حكم سلطوية، لا تهتم كثيرا أو قليلا لسياداتها المنتقصة، بينما تلعب النخب المحلية فيها أدوارا تنداحُ دائما؛ عن كونها صنيعة سياسات وإستراتيجيات قوى دولية أو إقليمية، يزداد الطلب على هيمنتها، كلما واجهت تلك النخب السلطوية تحديات شعبية وسياسية معارضة، تُزاحمها على السلطة والنفوذ وموارد الثروات الوطنية.

ولكن إذا استمر النظام الرسمي العربي على جموده، دون أن يُظهر استعدادا لتبني سياسات إستراتيجية واضحة وموحدة، تشد لحمة أطرافه الفاعلة وغير الفاعلة، الوازنة وغير الوازنة؛ إلى بعضها، فلن يكون بالإمكان الحديث عن أجندة عربية واحدة، تمارس فعاليتها الطبيعية في محيط العلاقات الدولية الراهنة، واستنادا إلى القوة أو التهديد بها، كونها منجزا وطنيا وقوميا فاعلا؛ فإن أطراف هذا النظام المشتتة والمنقسمة بين موضوعتي الممانعة والاعتدال، لن يكون في مقدورها فرض أي مستوى من مستويات إلزام الأطراف الأخرى، ولو بالحد الأدنى من الشرط العربي الذي يشد إزر أنظمته الرسمية، إلى مسألة الصراع العربي – الصهيوني التي أصبحت بفضل تلك الأنظمة ذاتها وسلبية وإحباطات جماهيرها، وواقع تعبيرات الوطنية الفلسطينية المتردي، والشروط المحيطة بالوضع الوطني الفلسطيني، موضوعة من الماضي التليد. حتى مسألة الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي بدأت تتحول هي الأخرى، بفضل استمرار هيمنة الشروط ذاتها، مضافا إليها واقع الانقسام والشرخ الأفقي والعامودي بين القوى الفلسطينية ذاتها، إلى موضوعة صراع سلطوي يحتدم على وقع محاولات الهيمنة الفئوية وانحيازاتها، كما على وقع الدفع بهذا الصراع إلى الواجهة دائما، بدل العودة إلى بدهيات الصراع مع الاحتلال، كونه الموضوع الأول الأثير لشعب يفتقد سيادته على أرضه التاريخية، علاوة على تكريس قسمة هذه الأرض واقتسامها والقضاء على وحدتها نهائيا، طالما استمر الاحتلال جاثما فوقها.

لهذا كله.. فلا العام الجديد، ولا قمة طرابلس الغرب، وعلى جاري عادة القمم العربية السابقة، يمكنهما أن يشكّلا أحدى المحطات أو إحدى المعالم البارزة للتغيير على الصعد المحلية أو الإقليمية أو الدولية، ما دام القديم يرتع في قدمه، ليتمظهر كونه الحارس الأمين لموضوعة تواصل واستمرار الهيمنة، حيث يجري استعادة تخليقها وابتكارها كحصيلة لتجاذب أطراف متوائمة، على سياسات تشد إزر بعضها، إلى سياسات تتمرّس في صراعات النفوذ والهيمنة، في فضاء العلاقات الدولية، بما هي الأصل لا الاستثناء. فمتى يفهم العرب؛ أن مسألة الهيبة كما القوة والتهديد باستخدامها، لن تكون مجدية دون اقترانها بزمن من التحولات التقنية وانفكاك التبعية، واعتماد نهج واضح من الاستقلالية، وصولا إلى بناء المداميك الضرورية لتلك النتاجات الحداثية المستندة إلى التحولات التنويرية ومأسستها وانزراعها في قلب تربة شعوبنا، وبين مجتمعاتها الوطنية ونخبها، وهذا هو بالتأكيد وبالتحديد، ما يمكن أن يشكّل الملاذ الآمن لهم من اغتيال أحلامهم وأحلام أجيالهم الطالعة؟. وهي إحدى الآليات الأهم لمسيرة ومسار التقدم العقلاني والحداثة الممكنة، في عصر باتت العولمة الاقتصادية – على علاّتها – ترسم ملامحه المتجددة، وسط عالم يتغير، إلاّ ستاتيك القمم العربية وطقوسها؛ لا يغيّر ولا يتغيّر، ولا يبدّل أو يتبدّل.



#ماجد_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلدوزر الاستيطان الاسرائيلي حين يرسم حدود التفاوض وتعقيداته
- الانتفاضة الثالثة: حاجة ذاتية ودوافع موضوعية
- فرض التسوية و -الأيقونة المقدسة-
- اليونان.. هل تكون حبة رمل أوروبا؟
- الأوكرانيون يهزمون -ثورتهم البرتقالية- .. ديمقراطيا
- عودة إلى المسكوت عنه في العلاقات الأميركية - الصينية
- يهودية الدولة وهيمنة الخطاب الديموغرافي
- أي بدائل إقليمية لحل الدولتين؟
- تسوية دائمة لمشروع الدولة المؤقتة
- أولويات نتانياهو القومية ومهمات جباية الثمن
- نحو شراكة أوروبية - عربية في قضايا حوض المتوسط.. والعالم
- ماذا يريد الفلسطينيون من نظامهم السياسي؟
- الحداثة نقضا للخرافة
- أبعد من إفشال مهمة ميتشيل!
- .. أبهذا يُصار إلى التطبيع الثقافي؟
- المسار الفلسطيني وتسويته بين الفراغ والإفراغ
- الوطنية الفلسطينية ومخاطر هزيمتها من داخلها
- أي سلام يسعى إليه أوباما؟
- تركيا: وقائع انقلاب دستوري!
- الأوروبيون وشهوة الاستفراد الإسرائيلي


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ماجد الشيخ - عالم يتغيّر وقمم لا تبدّل ولا تغيّر