أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - مؤيد الحسيني العابد - التلوّث الإشعاعي في العراق بين مدّ الواقع وجزر السياسة الحلقة الثالثة















المزيد.....


التلوّث الإشعاعي في العراق بين مدّ الواقع وجزر السياسة الحلقة الثالثة


مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث

(Moayad Alabed)


الحوار المتمدن-العدد: 2946 - 2010 / 3 / 16 - 15:51
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


لقد أشرنا في الحلقتين الاولى والثانية الى ما يلي:
إستعراض بسيط لتأريخ تأثير الاشعة النووية.
إشارة الى المصادر المشعة الثابتة والمتحركة
أمثلة على التعرض للاشعة النووية عبر التأريخ
اهم سمات التاثير البايولوجي للاشعاع
جدول يتضمن بعض الارقام للمصادر الاشعاعية الطبيعية والاصطناعية
[الجرعة المكافئة بوحدة الريم= 5 × عمر العامل بالسنين ــ 18]
الارقام التي أشارت الى الجرعة المكافئة والممتصّة
فعل الاشعة الحقيقي على أعضاء الجسم
قيمة العتبة تختلف من عضو الى آخر
ان حالات الشفاء التي تمت لعدد من المصابين قد تركت آثاراً متعددة على المصابين واستمرار عدد من الاعراض بصور متعددة بعد الشفاء
ان هناك من الاعراض ما يكون عرضاً شديداً وعضوياً واضحاً لجيل بعد الاصابة
الملاحظ للعديد من حالات الإصابة في البصرة خاصة قد أثارت الكثير من الهلع بسبب تعدد الإصابات بنوع واحد من المرض وفي أماكن متعددة من المدينة
لقدأشارت الكثير من الفحوصات على المرضى الى زيادة واضحة بنسبة الاصابة بفعل التعرض لليورانيوم
معدلات الإصابة باللوكيميا بين الأطفال، ارتفعت بنسبة تصل إلى 22 في المائة، عن الحالات المسجلة في العام 2005، فيما ارتفعت معدلات الإصابة بسرطان الثدي بين النساء، بنسبة 19 في المائة في البصرة وميسان
كشفت دراسة لكلية الطب بجامعة البصرة((ارتفاعاً قياسياً في عدد حالات السرطان الناجمة عن ويلات الحرب، معتبرة أن الأمراض السرطانية أصبحت أحد أكبر العوامل التي تسبب وفاة المواطنين في مناطق الجنوب العراقي)).
ان عملية التعرض التي أشرنا اليها، تتمّ على شكلين الاول قبل الاخصاب والثاني بعد ان تتم عملية الاخصاب

الان الى الحلقة الثالثة

لقد مضت ستون سنة على وضع الاساس لما يسمى بالاشعة المؤيِنة والتي اصبحت جزءاً مستمراً في انبعاثها اليومي في كل ناحية من حياتنا وبيئتنا واصبحت الضيف الثقيل لنا حينما اكتشفنا تاثيراتها على اجيالنا من خلال الطفرات الوراثية التي تحدثها.
ان الدراسات المعمقة اشارت الى ذلك من خلال التجارب العديدة على نماذج من النباتات والحيوانات حيث اظهرت هذه الدراسات والتجارب طفرات وراثية Genetic Mutations بشكل واضح على جيل مشوّه من هذه النباتات والحيوانات المذكورة( اذا ما استثنينا تلك الدراسات المسيطر عليها ضمن الاستخدامات النافعة لكل من النبات والحيوان في الوقت الحالي على الاقل).اما الضرر الذي شوهد مليّاً فكان مما تركته آثار القنبلتين اللتين اسقطتا على اليابان عام 1945 وكذلك ما لاحظناه كحدث قسري من آثار ووندسكيل عام 1957 و ثري مايل 1979 وتشرنوبيل عام 1986(بالإضافة الى ما تركته الاحداث المشار لها في تفاصيل المقالة في العراق منذ بداية الحرب التي شنّها صدام على إيران والكويت وعلى الشعب العراقي في أماكن عديدة من البلاد! حيث أشرنا الى إنتشار غير طبيعي للعديد من التشوهات الناتجة عن خليط الفعل الاشعاعي الكيميائي!! وقد كان التأثير في الجيل الاول بعد استخدام اليورانيوم المنضّب في العراق عام 1991 بصورة خاصة من قبل الجيش الامريكي وما تركه النظام العراقي المنقرض من آثار في كل من التويثة وبعض المناطق الاخرى بفعل تجاربه الآنفة الذكر). حيث ظهر جيل من البشر يحمل تشوهات غريبة وهم يمثلون اكثر من جيل متضرر بفعل الجرع الكبيرة التي تعرض لها الآلاف من الناس .
ليس من السهولة التكهّن بخطورة الاشعاع على الخلايا الجنسية حيث من الصعوبة بمكان ان تتم الدراسة على تلك الخلايا بسهولة حيث لاتظهر الحالات غير الطبيعية الا اذا تمت مراقبة مستمرة ولفترات طويلة للجينات المصابة وتتم الدراسة بشكل دقيق في حالة حصول الطفرة الوراثية التي ربما تظهر لاكثر من جيل حيث تتغير عدة عوامل حينذاك. وقد تحصل طفرات من نوعين مختلفين احدهما في الجينات المتغلبة Dominant Gene او يتم التاثير على الجينات المنتجة Recessive Gene وتلك من الصعب التعرف فيها على الضرر الناتج.
ان من الطرق المهمة لمعرفة تعرض الانسان للاشعة هو معرفة الانحراف الحاصل بالكروموسومات في نوى خلايا الدم البيضاء المسماة باللمفوسايت.حيث هناك العديد من الاصابات تمت دراستها من خلال ما ذكر بعد عدة سنوات من التعرض للاشعة ، حيث لوحظ التلف في الكروموسومات واضحاً .وقد لوحظت هذه الاعراض على المصابين بعد حادثتي هيروشيما وناكازاكي بعد 18 سنة من عملية التعرّض.
في الخلية النباتية او الخلية الحيوانية يكون الحامض النووي (DNA) الهدف من تدفق الاشعة النووية المؤينة الى الخلية لكي تؤثر على المعلومات الوراثية الضرورية لتطوير الخلية، وعلى قابليتها على الدفاع او حمايتها واسس تقسيم تلك الخلية المذكورة. اغلب الضرر المسجل للحامض النووي DNA يمكن معالجته ،لكن النسبة القليلة من الخلايا يكون فيها الحامض النووي دائم التغير. وربما تكون نتيجة الضرر المذكور اما الموت او زيادة غيرطبيعية في نمو تلك الخلايا الذي يدعى علمياً وطبياً بالسرطان في تلك الخلايا،او يؤثر على حالة تشكّل الخلايا والنسيج الذي تكونها تلك الخلايا. وبالتالي تكون تلك التغيرات تغيرات جينية مستمرة ومؤثرة على الاجيال القادمة. ان اغلب التغيرات الناتجة عن الطفرات الوراثية تكون ضارّة والقليل المتوقع من النتائج التي ظهرت من العديد من التجارب البحثية دلت على ان الجرع التي اخذت من قبل الناس وبعض العاملين في الصناعة النووية دلت على ان الضرر الذي اثر على الانسجة الحية كان قليلاً. وعندما نقول قليلاً فالمقصود وجود تاثير معين لكنه لم يترك التاثير العميق على النسيج الحي او على الجينات لفترات طويلة انما كان التاثير على المدى القريب هكذا اظهرت النتائج لبعض الدراسات التي اجريت على عدد من الناس البعيدين عن منطقة الاصابة في هيروشيما وناكازاكي وعلى اؤلئك الذين يعملون في الصناعة النووية ضمن حدود التطبيق الرسمي لتوصيات اللجنة الدولية للوقاية من الاشعاع. ولذلك لوحظ ان العينات التي درست كان نسيجها الحي ذا ضرر قليل والعدد القليل منها قد بدأ النمو غير الطبيعي لخلاياه اي ما يعرف بالسرطان .كما لوحظ ان الولادات التي خضعت للدراسة وكان عددها 75000 من حديثي الولادة وان الدراسة اجريت على آباء وامهات العدد المذكور والذين تعرضوا الى الجرع المذكورة آنفاً وهي جرع عالية قياساً بما هو معروف علماً ان هذه العينات المذكورة اخذت لأولئك الذين تعرضوا الى حادثتي هيروشيما وناكازاكي عام المشار اليهما، حيث لوحظت الآثار عليها بشكل واضح رغم انها ضمن الحدود التي يكون ضررها اقل من الخطر الذي يودي الى الموت المحتّم(كما أشرنا).
ان الحياة على الارض قد بدأت وتطورت عندما كان المحيط فاعلاً لعدد من الازمان بالنشاط الاشعاعي كما هو الان. لذلك يمكن القول ان الاشعة النووية لم يكن وجودها وتاثيرها ظاهرة غريبة على الارض ولو ليس بالشكل الحالي. اذا كفلنا ان ليست هناك اي زيادة دراماتيكية في التعرض للاشعة العامة تكون الاكثر ضرراً بسبب الاشعة التي باتت ذا اهمية واضحة.
من الضروري الاشارة الى ان التعرض يتم على نوعين من التعرض:الاول التعرض المباشر من قبل العاملين في مجال الطاقة النووية بجميع اشكالها ومراحلها الاطباء المتخصصون بالاشعة لاغراض التشخيص او المعالجة والعاملون معهم، والمرضى المصابون بامراض تحتاج الى استخدام الاشعة النووية او غيرها. وكذلك العاملون في مجال انتاج النظائر المشعة ومختبرات الفصل ومحطات الطاقة الكهرونووية بجميع انواعها وكذلك العاملون في مجال استخراج الوقود النووي وهو خام وفي محطات الردم للنفايات النووية، وغير ذلك من منشآت إعادة معاملة الوقود. والثاني التعرض العام اي تعرض من قبل عامة الناس الذين يسكنون بالقرب او بعيداً عن مصدر الاشعة النووية.
لقد ازدادت نسبة التلوث في كثير من اجواء الدول بل وقد اثّرت هذه الزيادة على الغلاف الجوي للارض فبعد ان توقف نمو ثقب الاوزون لفترة وجيزة بعد ان وصلت مساحته الى ضعف مساحة الولايات المتحدة الاميركية، رجعت المساحة الى الاتساع لعدة اسباب من ضمنها سبب التفجيرات النووية العديدة والاختلال بنظام المحطات والمفاعلات النووية الذي حدث ويحدث لاسباب تقنية وغير تقنية.
ورب سؤال يسأل لماذا هذا التوجه الى المحطات النووية بدل المحطات الحرارية إذا كانت هذه الاضرار هي المرشّحة للتأثير في الناس وفي المحيط؟ وللجواب على هذا السؤال نقول: قبل كل شيء انها اكثر كفاءة واوفر طاقة حيث ان العمر الافتراضي لها اكثر من عمر المحطات الحرارية الافتراضي بحوالي خمس سنوات على الاقل وان سعر انتاج كيلو واط في الحرارية يزيد على سعره في النووية بمقدار 35% كما ان المحطات الحرارية لاتخلو من مشاكل، حيث انها تطرح كميات كبيرة من غاز ثاني اوكسيد الكربون وغاز ثاني اوكسيد الكبريت عند احراق الوقود فيها، وبذلك هي سبب رئيس في تكوين الامطار الحامضية.
ان من الامور المهمة التي يجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار هي عملية الخفض في المستوى الاشعاعي للنفايات المشعة، حيث يرتكز هذا المبدأ المهم لعملية الخفض على خفض فعالية المصدر المشع ومعالجة او اعادة معالجة المصدر المشع والتي تتم في مراحل عدّة منها فرز هذه النفايات وفصلها ضمن مجموعات تقسم بمميزات معينة ثم تؤخذ إجراءات في عملية المعالجة وإزالة التلوث من حاويات المادة المشعة إضافة الى خطوات ثانوية أخرى. ومن الركائز الاخرى كذلك تخفيض حجم النفايات عموماً بالوسائل المتيسرة المعروفة. حيث تهدف هذه العملية الى تسهيل مهمة عملية الفرز والخزن والنقل الى الاماكن الخاصة بها. ومن المهم القول ان عملية تخفيض فعالية المصدر المشع من العمليات الاهم هنا لخفض كمية النفايات المشعة.ويبدأ العمل بهذا المبدأ المهم من الوقت الذي يتم فيه تصميم المنشأة والاخذ بنظر الاعتبار التعديلات المرتقبة ضمن التصميم المذكور ثم تحديد المصدر المطلوب ضمن التصميم او ضمن التطوير المذكور وتستمر مع عملية المراقبة المستمرةاو مع ممارسة فعلية للنشاط . ومن المهم في معالجة النفايات المشعة هو تغليفها تمهيداً لنقلها الى الاماكن الخاصة بالتخزين المؤقت. ثم تتم عملية النقل المتعدد حسب الطلب من المعالجة كأن تنقل لاعادة معالجتها او تنقل لغاية عمليات اخرى. او لحين حصول الاضمحلال الاشعاعي لتقل الفعالية الاشعاعية الى القدر الذي تخفف منه نسبة الخطورة اثناء التعرض. (من المشاكل الخطيرة التي مازالت تتعرض لها مدن البصرة والناصرية والسماوة هي هذه الكميات الهائلة من السكراب الملوث بالاشعة بمختلف أنواعها لتعدد إحتوائها على النظائر المشعة كاليورانيوم والثوريوم*(أنظر المصدرالتالي:
Crimes of the Century: Occupation & Contaminating Iraq with Depleted Uranium
Dr. Souad N. AlAzzawi ـAssociate Professor in Environmental Engineering, Iraq
بالاضافة الى النظائر المشعة ذات الاعمار النصفية القصيرة(عدد من الساعات أو الايام أو الاسابيع الى عدة أشهر) والتي ضعفت خلال الفترة الزمنية التي أعقبت التعرض الاول لتلك النظائرالمذكورة بعد أن فعلت تأثيراتها في النصف الاول من عمرها.. علماً أنّ كلّ المعاهدات الدولية والاتفاقيات حول هذا الموضوع تحمّل قوات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن:
عدم إتّخاذ إجراءات مناسبة للتعامل مع هذه المواد الضارة بالمجتمع عموماً وتدوين الاحصاءات المناسبة لاغراض التشخيص والمعالجة. والقيام بعمليات التنظيف للبيئة التي لوّثوها بالمواد الممنوع إستخدامها في هذا المكان وفي هذه الحالة بصورة خاصة.. إضافة الى تحملها المسؤولية الكاملة عن منع الباحثين العراقيين بالقيام بواجباتهم حينها حيث إزدادت نسبة الاصابات نتيجة ذلك. وكذلك أن تقوم قوات الهندسة الامريكية والبريطانية المسؤولة عن هذه الكارثة بنقل المواد الملوّثة الى أماكن دفنها كمقبرة لهذه المواد والتي يتم التعامل معها بكل حذر. إن من إبعادها عن عيون المياه الجوفية وعن المدن الآهلة بالسكان وعن تأثيرات المناخ بشكل عام.وتدوين ذلك بسجل خاص يسلّم الى الحكومة العراقية وللمراكز المتخصصة في هذا الجانب(وسنذكر المزيد من المعالجات الضرورية حولها في حلقات قادمة).

إن من العمليات المعروفة للتعامل مع النفايات النووية المشعة هي تجميعها وفرزها وفصلها ضمن مجموعات خاصة ووفق مواصفات معينة متعارف عليها دولياً او في اطار النظام المتبع ضمن الدولة المستخدمة ومسجل ترتيبها في سجل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما تشمل العمليات كذلك التغليف والنقل وتدوين معلوماتها التفصيلية في السجلات الخاصة الرسمية والتي من الضروري تدوين الاوصاف الكاملة للنفايات. كي تكون هذه السجلات في مأمن من اي تلاعب او زيادة ( كما يحصل فيما يسمى بالقرصنة النووية التي تتعرض فيها الكثير من المعلومات الى التلاعب لاغراض عدة باتت معروفة !).
عندما نشير الى هذا التفصيل في الحديث عن تفرّعات ضمن التعامل مع النفايات النووية لاهمية الموضوع بإنعكاساته على الساحة العامة وعلى الساحة العراقية بشكل خاص! حيث تعرّض العراق الى مصادر عديدة من الاشعة النووية التي تشير لها العديد من الابحاث في هذا المجال(كما أشرنا)
حيث أشارت الدراسات العلمية التي إنبثقت من حالات الإصابة المدوّنة في سجلات المستشفيات في البصرة وبغداد والمدائن الى أنّ الاصابات كانت توحي الى الاصابة باليورانيوم وبجرعات مختلفة أخرى من المصدر الذي ذكرناه آنفا بالاضافة الى ما نشير له بين الحين والاخر من جرعات تدلّ على الاصابات المباشرة وغير المباشرة(بطرق متعددة! ان من التجارب او الابحاث في هذا المجال في مراكز البحوث العراقية وتسربها خارج هذه المؤسسات بسبب او آخر) وقد ظهرت الاصابات على شكل سرطانات متعددة الانواع أو مرض التهاب فايروسي سببه الاشعة النووية ايضاً. حيث سجلت الارقام من مستشفى الطب النووي في بغداد أرقاماً وصلت الى 120ـ 140 الف مصاب بالاضافة الى 7500. وقد سجلت نسبة 5% من العراقيين مصابون بمرض الالتهاب الفايروسي.الناشيء عن الاصابة بالاشعة النووية بحيث كانت النسبة المذكورة نسبة مخيفة الى الدرجة التي تثير الكثير من الشكوك حول كمية التعرض ومكان التعرض هنا أو هناك!!وقد أشارت بالفعل العديد من التقارير الى ان البيئة العراقية ملوّثة بالآلاف من الاطنان من الاسلحة الملوّثة للبيئة المشبّعة بالاشعة الصادرة من اليورانيوم المنضّب(وغيره!!) والمنتشرة بكميات هائلة خاصة في الجنوب وعلى الحدود السعودية والكويتية كما وانتشرت العديد من مخلفات النظام العراقي السابق في بغداد وفي مدن اخرى عديدة. بل ظهرت العديد من التشوّهات الغريبة التي لم تسجّل في أوقات سابقة لا في العراق ولا في الدول المحيطة بالعراق. وقد كانت التلوّثات قد وصلت الى خطورة كبيرة في مياه الشرب وفي الاغذية التي دخلت الى الوطن عبر مناشيء وبعلم الدولة العراقية في نظامها السابق وقد ادت الى الكثير من المشاكل الصحية التي أراد بها النظام السابق أن يجيرها الى مصالحه ورمي المشكلة على عدو خليط من عديد من الاعداء الذي يكون النظام السابق نفسه واحداً منها!! بالاضافة الى حالة الفوضى التي إنتابت الوضع الجديد في سنة 2003 وما تلاها بالاضافة الى الحدود المفتوحة مع دول أخرى قد سرّبت ما سرّبت من مشاكل على مستوى البيئة. إضافة الى ما ذكرنا من المعدات العسكرية التي تركت منذ زمن النظام السابق والتي سجلت نسبة اصابات عالية من جراء هذا التلوث.
ليس التأثير ناشئاً فقط عن اليورانيوم الذي ذكرناه إنّما أشارت الدراسات الى وجود البلوتونيوم عالي السمية مع النفايات التي ألقيت على العديد من الاماكن كالبصرة مثلاً. حيث يعتبر البلوتونيوم من العناصر عالية السمّية لذلك يعبر عنه بالعنصر الخطر .بالرغم من ان العنصر المذكور وثيق الصلة بما يمكن اجراء مقارنة سمّيته مع المواد الاخرى التي تدخل في حياتنا من جهات متعددة. فلو تم بلع البلوتونيوم باي طريقة كانت فسيكون اكثر خطورة مما هو معروف عنه من سمّية، حيث تكون سمّيته اعلى من السيانيد او اعلى من ارسينات ( زرنيخ) الرصاص. انها الخطورة الاساسية القادمة من تناول الغبار الملوث بالاشعة والذي يمتص من قبل الرئتين. حيث يزيد هذا البلوتونيوم من السرطان خلال فترة لاتزيد على 15 سنة بعد تناوله. حيث توفيت الكثير من العينات التي لوّثت بهذا النظير خلال فترة وجيزة بعد ظهور السرطان عليها خلال فترة سبقت الموت كما ذكرتها العديد من المصادر التي تحفل بها شبكة الانترنت. من ناحية ثانية ولبيان ضرر البلوتونيوم اكثر بالنسبة للناس فقد لوحظ بعد قيام عدة دول باجراء التجارب النووية، ان كانت فوق الارض(حيث هناك ما تتمّ فيها التجارب تحت الارض والتي تكون أقل ضرراً إذا ما درسنا نفس المؤثرات لكليهما)، أنّ هناك زيادة مضطردة بنسبة الاصابة بالسرطان الناتج عن تلك الكميات المتسربة من البلوتونيوم من تلك المناطق المحيطة بمناطق التجارب النووية. لكن للاسف لا توجد دراسات واضحة حول هذه التاثيرات بسبب قيام هذه الدول بعدم الاعلان عن تفاصيل مثل هذه التجارب ان من ناحية القدرة التفجيرية وان من نوعية المواد المستخدمة. وغير ذلك من الامور التي ان لم تتوفر لايستطيع المرء ان يصل الى مبتغاه من دراسة دقيقة ونتائج مرضية حول ذلك(إلاّ من خلال الآثار التي تظهر بعد حين!!خاصة اذا ما علمنا ان التاثيرات الصحية لتسرب البلوتونيوم هي نفس التأثيرات التي تحدثها المواد الكيميائيّة في هذه الحالة! والتي تسبب مرض السرطان(وهو نتيجة من نتائج التسمم الذي يحدثه البلوتونيوم). اضافة الى العامل الزمني الذي يتناسب مع هذه العوامل المنتشرة هنا وهناك.
وهناك مشكلة اخرى هي مدى تاثير هذه العوامل الكيميائية اوالبلوتونيوم على الاجيال القادمة التي تلي الجيل الذي تعرض لهذه العوامل. إضافة الى الاعمار النصفية للنظائر التي تسربت الى الطبيعة حيث أنّها تنحل خلال فترة قصيرة بينما تستمر بعض النظائر بالتاثير الى سنوات طويلة قد تصل الى آلاف السنين وبالتالي لايعرف مدى التاثير الذي ستتركه اذا ما علمنا ان عامل التراكم الزمني يلعب دوراً خطيراً في ذلك( اي فيما تتركه من تاثير للسرطان والتسمم . هناك ايضاً من المواد التي تسبب التسمم ذلك التسمم الذي لا يختلف كثيراً عن التسمم الذي يتركه البلوتونيوم من هذه المواد الزئبق، الكادميوم والرصاص وهذه المواد هي مكون لكثير مما يحيط بالانسان كما هي الاشعة النووية التي بات تاثيرها او وجودها لا يختلف عن وجود مثل هذه المواد الى حد ما. لكن المهمة الجوهرية للحكومات او لتلك الشركات او كل الجهات المتخصصة او السائرة في الركاب النووي ان صح التعبير تصبح منع الزيادة المفرطة للتسمم الذي بات يصيب الناس والذين عُدّوا من المتضررين عياناً، كذلك اصبح من الضروري جداً بل ومن الملح ان نضع حلولاً متقدمة لطرق حديثة اقل ضرراً لمعالجة مثل هذا التسمم الذي ادى كما يؤدي كل يوم الى زيادات واضحة بنسبة وفيات الناس لان التسمم لا يعرف عنواناً للاصابة!
ان من الواضح اجمالاً نقول ان التاثيرات التي توضحت لنا من خلال هذه المميزات انها (اي الاعراض) هي تاثيرات غير عشوائية ، واضحة ، مؤكدة في تاثيراتها على الجسم الحي.وان الاعراض المذكورة تظهر عندما تتجاوز الجرعة الممتصة قيمة نسميها قيمة العتبة وهي القيمة التي عندها تبدا الاعراض بالظهور بشكل او باخر.

ولنا معلومات أخرى في الحلقة القادمة

د.مؤيد الحسيني العابد
Mouaiyad Alabed



#مؤيد_الحسيني_العابد (هاشتاغ)       Moayad_Alabed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تفعلها السعودية من جديد؟!
- نعم سأنتخب وطني العراق..
- التلوّث الإشعاعي في العراق بين مدّ الواقع وجزر السياسة الحل ...
- التلوّث الإشعاعي في العراق بين مدّ الواقع وجزر السياسة
- ما الذي يجعلنا نتخبّط بالأحلام ..بعيدا عن الحقيقة؟
- منطقة الشرق الأوسط .. هل تكون منطقة منزوعة السلاح النووي؟! ا ...
- منطقة الشرق الأوسط .. هل تكون منطقة منزوعة السلاح النووي؟! ا ...
- منطقة الشرق الأوسط .. هل تكون منطقة منزوعة السلاح النووي؟! ا ...
- بين دولة القانون ودولة العشائر..من الغالب؟!
- التّوجّه النّووي في منطقة الشّرق الأوسط .. أسباب ومبرّرات - ...
- حول الاتفاق النووي الجديد
- التّوجّه النّووي في منطقة الشّرق الأوسط .. أسباب ومبرّرات ال ...
- التّوجّه النّووي في منطقة الشّرق الأوسط .. أسباب ومبرّرات
- هل ينتهي العالم بالتصادم القادم؟!!
- برنامج الاسلحة النووية (الاسرائيلية) 3
- برنامج الأسلحة النوويّة (الإسرائيليّة) 2
- برنامج الأسلحة النوويّة (الإسرائيلية)
- من مشكلات النفايات النووية في منطقتنا الحلقة الثالثة
- البرنامج النووي الايراني بين الحقائق العلمية والصراعات السيا ...
- البرنامج النووي الايراني بين الحقائق العلمية والصراعات السيا ...


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - مؤيد الحسيني العابد - التلوّث الإشعاعي في العراق بين مدّ الواقع وجزر السياسة الحلقة الثالثة