أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - مصطفى البارزاني : الزعيم الكردي و الوطني ! 1 من 2















المزيد.....

مصطفى البارزاني : الزعيم الكردي و الوطني ! 1 من 2


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 2945 - 2010 / 3 / 15 - 16:57
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تمرّ هذه الأيام الذكرى السنوية لميلاد القائد الكوردي الكبير، الملا مصطفى البارزاني . . الذي عاش ليس كقائداً كوردياً فقط و انما كاحد القادة العراقيين الكبار الذين قاسوا و ضحّوا بالنفس و الأهل و الأحبة، في سبيل قضية شعبه، و لعبوا ادواراً كبيرة و رائدة من اجل الديمقراطية في العراق، وسط انواع المكائد و الدسائس و المخططات التي حيكت من دوائر متنفذة دولية و اقليمية و داخلية، و وسط انواع الأقاويل و التقديرات الخاطئة او الملفقة الشوفينية الأهداف و المرامي . .
رغبت كثيراً وترددت بالكتابة عن القائد الكردي، عن زعيم لشعب مكافح مضيّع مكبّل . . احبّه والتفّ حوله ومنحه الثقة، التي لم ينلها الاّ بصبره و اصراره على النضال من اجل الشعب واخلاصه لقيم الأنسان مهما كان فقيراً ومعدماً، اضافة الى ادراكه الى انه حين دعى الشعب الكردي للعمل والنضال من اجل نيل حقوقه المشروعة كحقوق كل البشر، انما كان يخوض في دوّامة صراع معقّد دموي عنيف مخيف غير متكافئ، استطاع رغمه ان يحدد معالم الطريق، وان يشقّه محاولاً استثمار ما توفّر لشعبه، و ان يسعى لطرقِ وفتح ابواب جديدة وارحب للسير بسفينة القضية الكردية و بالتالي العراقية نحو آفاق العدل والخير والمحبة .
باستثمار الفرص المتاحة باليد، و بالنشاط و البذل من اجل انضاج فرص جديدة . . و باعطاء القضية الكوردية ابعاداً ليست قومية كوردية فقط وانما ابعاداً وطنية عراقية، كاسراً بذلك الطوق المفروض على كوردستان من الأنظمة المحيطة بها و من امتداداتها الدولية المتنفذة المتصارعة صراعاً لا رحمة فيه، خالقاً بذلك بعداً انسانياً متعدد الأطياف للنضال الوطني العراقي .
اقول ترددت . . لما تثيره الكتابة من رهبة تقصير او هفوة، حين تتناول زعيم شعبي التقت عنده اماني الراعي و الفلاح الكوردي في الجبال البعيدة، الفلاح الفقير و الميسور في الريف . . رب العمل، الطالب و المثقف،العامل والكادح في انحاء مدن كردستان . . و التقت عنده آمال وطموحات وحاجات كل المناضلين في سبيل الديمقراطية في العراق، فكان الأب والأخ وكان صديق المحن و المنعطفات العسيرة التي عاشتها بلادنا و عموم المنطقة بشهادة الأحداث الحلوة و المريرة التي مرّت و بشهادة معاصريه عرباً و كورداً و كلدوآشوريين وايزيديين .. خاصة و ان طيفه يعيش فاعلاً و ان رفاقه السائرين على خطاه . . ماضون على نهجه، الذي شكّل ظاهرة فريدة في واقع المنطقة . ظاهرة تستحق التقييم و التدقيق العلمي لدور بحث متخصصة .
. . .
. . .
منذ ان بدأنا نعي الحياة، في طفولتنا في الأعظمية التي سكنها عرب و كورد، باكستانيون و هنود و افغان . . تيمناً بمرقد الإمام الأعظم ابو حنيفة النعمان، حين واظبنا عند رحلات الدرس اطفالاً ، و كنا نغادرها لنشهد تفجّر المظاهرات و الصدامات مع الشرطة من اجل الحياة و الحرية للسجناء السياسيين عرباً و كورداً و مسيحيين و صابئة . . ومن اجل التضامن لإنقاذ بورسعيد من العدوان الثلاثي و النضال ضد الأحلاف العسكرية و من اجل السلام . .
وحين كنا صحبة اهالينا، في زيارات لأحبائنا في سجن نقرة السلمان وسجن بعقوبة، وفرحنا الطاغي بلقائهم، الذين كانوا كالقديّسين نحلف برؤوسهم وبسلامتهم لإنهاء اختلافاتنا ونزاعاتنا على امور يومية فكانت المشاحنات تتوقف عند رهبة ذلك الحلف الصادق . . رغم الصوندات التي ذقناها واهالينا ونحن نزورهم او نحييهم ولو من على بعد . كنا نسمع الذكر المتداول باحترام عن الكورد المعتقلين و عن عوائل عشائر بارزان المبعدة الى اعماق البلاد او الرازخة تحت نير السجون و الإبعاد، و كان يثير الرغبة فينا لمعرفة المزيد و المزيد عنهم .
لتمر الأعوام ونكبر . . و تنفجر ثورة الشعب في 14 تموز 1958 . . حين امتلئت الساحات والشوارع بالجماهير رجالاً و نساءاً من كلّ الأطياف ، تحيي و تهتف و تزغرد للعرس الوطني الكبير ، في جموع اطلقها فجر صباح ذلك اليوم الصيفي . . الذي جعل البيوت والمصالح تفتح ابوابها لإطعام المحتفلين والمتظاهرين، لتتزايد الأفراح بلقاء السجناء المحررين و بعودة المبعدين و المنفيين .
و في ذلك الخضم المتلاطم الذي كان يتواصل . . كانت الناس تتدافع لمشاهدة لقطات بثها تلفزيون بغداد لمراسيم وصول واستقبال القائد الكردي الملا مصطفى البارزاني حين قدم على ظهر باخرة سوفيتية الى ميناء البصرة التي خرج اهاليها ونقاباتها واتحاداتها تحييه وهي تهتف . . " على صخرة الأتحاد العربي الكردي تتحطم مؤامرات الإستعمار "
كنا نتابع ونحن مبهوري الأنفاس صورة قائد الأكراد وهو بملابسه القومية، وباليشماغ الكوردي " الجمداني " الملفوف على رأسه ، وبابتسامته العريضة الواثقة و هو يحيي الجموع العراقية بكل الوان طيفها . . الصورة التي كانت تتكرر و تتجسّد في الأذهان كلما غنىّ المطرب العراقي احمد الخليل بمصاحبة عوده :
هر بزي . . كورد و عرب ، رمز النضال
. . .
هاي خوّتنا و تأريخ انكتب
النا حافل بالمجد و التضحيات
ايد ايد و كَلُب مشدود لكلب
حلوه مره .. اثنينّا نعيش الحياة
قلوبنا تخفق سوا جنوب و شمال ..
. . .
. . .
لتراوح المسيرة بعدئذ . . و تتداخل و تتحوّل الى مشاحنات ارادتها مجاميع لم يرُق لها ما كان يموج، رافعة زوراً شعارات قومية نبيلة محوّرة ايّاها الى شعارات قومية ضيّقة دعت الى الثأر ! و كان لها للأسف ما ارادت في افعال و ردود افعال . . حين غازلت التعصّب و التعالي القومي، لتحدث عواقب تحمّل مسؤولية تبعاتها وقتذاك اكثر من طرف و اكثر من جهاز حكومي، في متوالية كثيرة التعقيد . .
فبدأت الصفوف تتصدّع ، و اخذ العنف يظهر . . من حوادث فردية الى صدامات محلية هددت بالتوسع و الشمول، حتى وصلت اوجها باندلاع القتال في كوردستان خريف 1961 . . حين اشتبك رتل عسكري مع فصيل بيشمركة في دربندي خان ، و كأنما كان الشرارة التي اشعلت صداماً عنيفاً لاحقاً في مضيق بازيان ، ليعم اللهيب في انحاء كردستان . .
و بدأت مسيرات و مظاهرات كبيرة و فعاليات لم تنقطع في شوارع العاصمة بغداد نظّمها الحزب الشيوعي العراقي طالبت بـ " السلم في كوردستان " . . وحتى تنظيمه المظاهرة المركزية الكبرى التي قدّر عدد مشاركيها باكثر من نصف مليون آنذاك رجالاً و نساءً ، والتي انطلقت من ساحة النهضة وتصدّت لها وحدات الأمن . . و " الأنضباط العسكري " الذي انضم قسم من افراده الى المتظاهرين . . وتسببت بجرحى و معتقلين اثر صدامات بين رجال الأمن والمتظاهرين . . في وقت بدأت فيه البلاد كلها تعاني من مآسي القتال و من طوابير قتلى المتحاربين من ابنائها، ثمناً لتلك الفتن . .
لتصل الى الأنقلاب الدموي في شباط عام 1963 الذي اجهز على مكاسب الجمهورية الأولى
التي كان من اهمها اقرارها بأن البلاد شراكة بين العرب و الكرد . . والذي تسبب بمقتل واعتقال عشرات الآلاف من الديمقراطيين و اليساريين و الشيوعيين . . لتشمل طاحونته الأكراد و ليتجدد القتال بشكل اعنف مما مضى في كوردستان، رغم مراهنة اوساط في الثورة الكوردية عليه، لتثبيت الحقوق القومية التي اعترفت بها حكومة الزعيم عبد الكريم و لم تأخذ طريقها للتنفيذ ؟! بمنظارهم .
و كانت الناس تتناقل اخبار ما لعبه الملا مصطفى البارزاني قائد الثورة الكوردية من دور هام في احتضان الذين تشرّدوا جرّاء العنف الدموي و اوامر التصفيات الجسدية التي كان يذيعها راديو الأنقلابيين، التي تسببت بلجوء العشرات الى كردستان . . الأمر الذي رفع من تزايد مشاعر الأخوّة و الرفقة الكفاحية بين عوائل الديمقراطيين في بغداد والعوائل الكردية الساكنة فيها، والتي اخذت نيران الأنقلاب الدموي تطالها . . حتى صار الملا مصطفى و الثورة الكوردية، رمزاً فاعلاً لرفض الدكتاتورية العسكرية الدموية الجديدة، و جبهة للنضال الجماهيري و المسلّح من اجل الديمقراطية للعراق و الحكم الذاتي لكوردستان، آنذاك .
جبهة اسس لها تأريخ الأخوة العربية ـ الكوردية الطويل و المعبّد بآيات التضحيات في النضال من اجل الحرية و العدالة الإجتماعية . . و اسست لها الفعاليات الحاشدة و الصدامات اللاحقة التي راح العديد ضحايا لها في سوح العاصمة و الوسط و الجنوب، و التي طالبت بـ " السلم في كوردستان " و بالأخوة العربية الكوردية على اساس الأنتماء للوطن، قبيل الأنقلاب . . و بدأتها المقاومة العنيدة لأنقلاب شباط في بغداد التي لعب فيها عقد الأكراد دوراً بطولياً بارزاً اضافة الى المقاومة في الكاظمية والشاكرية و غيرها . . حين وجد الديمقراطيون و الشيوعيون انفسهم في خندق واحد بمواجهة العداء للديمقراطية و التكبّر القومي و العرقي . . ثم حين توالت الأعتداءات واعتقالات الأكراد و المسيحيين و غير المسلمين على الهوية ! بشتى الحيل .
و فيما يصف قسم موقف البارزاني الخالد باحتضانه ضحايا الأنقلاب آنف الذكر، بكونه موقف لاينسى لأنسان شهم نبيل قادر . . يرى كثير من السياسيين و المحللين بأنه بالإضافة الى ذلك، فأنه نبع من ادراك و معرفة القائد البارزاني بأن الحقوق القومية للشعب الكوردي لايمكن بلوغها دون تحقيق الديمقراطية الحقّة في عموم البلاد، و دون دعم الأحزاب و القوى المناضلة بحزم من اجل الديمقراطية للعراق، التي يضمها معها خندق واحد في النضال من اجل التقدم و العدالة الإجتماعية و في النضال ضد الحرب و الشوفينية و الأنعزال القومي . (يتبع)



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنتخابات النزيهة انقاذ لوحدة العراق ! 2 من 2
- الإنتخابات النزيهة انقاذ لوحدة العراق ! 1 من 2
- - اتحاد الشعب - كتحالف ديمقراطي يساري !
- لماذا يحذّر العراقيون من عودة (حزب البعث) ؟! 2 من 2
- لماذا يحذّر العراقيون من عودة (حزب البعث) ؟! 1 من 2
- د. حبيب المالح في الذاكرة ابداً ! * 2 من 2
- د. حبيب المالح في الذاكرة ابداً ! 1 من 2
- دولنا العربية و (حزب الأغلبية الحاكم) 2 من 2
- دولنا العربية و (حزب الأغلبية الحاكم) 1 من 2
- تحية ل - الحوار المتمدن - مع اطلالة عامه الجديد !
- في ذكرى ثورة اكتوبر العظمى ! 3 من 3
- في ذكرى ثورة اكتوبر العظمى ! 2 من 3
- في ذكرى ثورة اكتوبر العظمى ! 1 من 2
- من اجل قانون احزاب وطني يصون البلاد ! 2 من 2
- من اجل قانون احزاب وطني يصون البلاد ! 1 من 2
- الأربعاء الدامي . . و الديمقراطية ؟
- - اي رقيب - من يوميات طبيب مع البيشمركةالأنصار الجزء الثاني
- هل تكمن العلّة حقاً في الشعب ؟! 2 من 2
- هل تكمن العلّة حقاً في الشعب ؟! 1 من 2
- عيدك للشعب . . افراح وآمال ! 5


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - مصطفى البارزاني : الزعيم الكردي و الوطني ! 1 من 2