أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - 14تموز الثورة والحرية وعيدنا الوطني















المزيد.....

14تموز الثورة والحرية وعيدنا الوطني


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 897 - 2004 / 7 / 17 - 08:07
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تمرّ الذكرى السادسة والأربعون لثورة الرابع عشر من تموز 1958 في ظروف عراقية معقدة متشابكة. فمن جهة تحرر العراق من نظام الطغيان الدكتاتوري, ومن جهة أخرى يفتقد العراق إلى ظروف الأمن والأمان وظروف تكامل بنية مؤسسات إعادة إعمار بنية تحتية طاولها التخريب حوالي أربعة عقود من حكم بعثفاشي ومن حروبه العبثية ضد الجيران وضد أبناء شعب الحضارة والبناء!!!
إنَّ شعبنا العراقي لم ينسَ انتماؤه إلى جذور تاريخية منحت للبشرية المعرفة ووسائل البناء في شتى مناحي الحياة. وباقِ ِ في ذاكرته مجد التضحيات الجسام ومعانيها في القتدم نحو مسيرة إزالة العثرات الخطيرة التي ظهرت في تاريخه الطويل العريق.. ومن تاريخه المعاصر يستذكر دوما ثوراته التحررية مذ ثورة العشرين الوطنية التي نهض بها أبناء عراقنا من عربه وكرده ومن مسلميه ومسيحييه ومن شيعته وسنـَّته ومن كل أطيافه وتنوعاتها العريضة...
ومما يستذكره معاني ثورة الرابع عشر من تموز التي حررت البلاد من قيود تمليكها للشركات الأجنبية بخاصة إلغاء امتيازات شركات النفط التي أدارت أكثر من 99% من الأرض العراقية لمصالحها الخاصة وخرجنا من كتلة الاسترليني متحررين من ربط عملتنا بطريقة سلبية سيئة وتمَّ تحرير الفلاح من ربقة العلاقات الاقطاعية وظهرت قوانين منصفة لحقوق العراقي والعراقية ومنها قانون الأحوال الشخصية الذي حاول بعضهم إلغاؤه واستبداله بقرار يعود بالمرأة إلى زمن الحريم والعبودية...
ولا تنتهي قوائم منجزات ثورة الرابع عشر من تموز ولكن الدرس المُستفاد منها ليس في استعادة تلك القرارات والقوانين على ما هي عليه من نصوص استجابت في حينه لمصالح شعبنا ووطننا ولكن في تمثل الهدف أيّ الاستجابة لمصالح الجماهير العريضة وإشراكها في العمل لإدارة الحياة العامة وحيثما انحرف الأمر وجدنا مصائب ومجابهات خطيرة تودي بكل منجزاتنا كما أصاب الثورة حينما ابتعدت عن قاعدتها الجماهيرية.. ولكن الأمر من جهة أخرى يكمن في درس ضرورة إلتفات الجماهير العريضة لكيفية حماية منجزاتها وتقدمها إلى أمام حيث حماية المنجز ومنع الرجوع إلى الوراء لأية أسباب من جهة تقطـّع الأوصال وتمزّقها...
إنَّ ما يمكن أنْ نفيد منه هنا هو ضرورة تلاحمنا جميعا ومنع تمزيق جهودنا وتشتتها ومنع عزل قوة وطنية ما والحرص على التنسيق بل توحيد الجهود كافة بخاصة حين يتعلق الأمر بوحدة روافد العراق الأساسية الجوهرية من كلدوآشور وأرمن وتركمان وكرد وعرب من أيزيديين وصابئة ومسيحيين ومسلمين ومن شيعة وسنة.. ذلك أنّ مسألة الوحدة الوطنية هي الزاوية الحقيقة المتينة التي نستند إليها بوصفها قارب نجاة من أزماتنا ومما يحيق بنا من تهديدات بل من حافة هاوية وكارثة لا قيام لنا بعدها ولا وجود لعراق في غد التشتت والتمزق.. حينها لا وجود لأقسامه ولا لمصالح روافده صغرت أو كبرت في الحجم والوجود...
ولكنها تلك الروافد القومية والأثنية والدينية والمذهبية ستنال كل ما ينبغي وما تريد في ظل عراق الوحدة التعددي التداولي.. أيّ في عراق ديموقراطي فديرالي موحد.. عراق يحترم تعدديته ويبارك تنوع أطيافه ويمنحها استقلالية الشخصية وحريات ممارساتها لكل حقوقها وحق لعب أدوارها الإيجابية البناءة في مسيرة بناء عراق جديد يستجيب لجيله الحالي وللأجيال القادمة..
نحن بحاجة لعراق يستجيب لدروس منجزات ثورة الرابع عشر من تموز من جهة ويستفيد من دروس الخسائر القاسية التي منيت بها الثورة ومن ثمَّ مُنِيَ بها شعبنا حيث لم يذبح الطغاة البعثفاشية زعيم الثورة بل ذبحوا أمانيها وتطلعات شعبنا في التحرر والديموقراطية ومنعوا على شعبنا استكمال مسيرة بناء جمهورية ديموقراطية تقوم على الانتخابات الحرة النزيهة التي يشارك فيها كل الطيف العراقي ...
ومن هنا كان لتلك الثورة التي حققت النصر لشعبنا أهمية خاصة ومميزة في تاريخه المعاصر إنَّها ثورة وطنية للتحرر والديموقراطية ولتحقيق استقلالنا الناجز. إنَّ حدثا بهذا الحجم وبأغلبية حققها على صعيد قناعة الجماهير الشعبية به وبالتفافها حوله تعني أهمية استذكارها بوصفها عيدا وطنيا أساسا وثابتا يظل في ذاكرة الاستعادة السنوية على تاريخنا اللاحق القادم..
وعليه فمن الجدير بروح المسؤولية الوطنية جعل عيد جمهوريتنا الجديدة مؤسَّسا على أول جمهورية عراقية منحت لشعبنا فرصة التحرر والاستقلال وليبقَ عيد ثورة الرابع عشر من تموز عيدنا الوطني حتى مرحلة تاريخية بعيدة من حياة عراقنا حيث يمكن لكل جيل أنْ يختار محداته لرسم العيد الوطني ..
ونحن اليوم بحاجة للأخذ بعيد الرابع عشر من تموز والتفاعل معه والإفادة منه لوضوح عوامل التفاعل مع دروس الثورة المستفادة والعبر المهمة التي من دونها لا يمكننا إلا أن نقع سريعا في كبوات جديدة فيما سيكون من اللازم الإفادة من ثورتنا التحررية الوطنية لمواصلة مشوار ترسيخ الخروج من دائرة الاستعباد والطغيان وأفعاله التخريبية وما جرَّه علينا من دمار ومصائب...
وسيكون من المفيد بعد أربعة عقود من الزمن التي مرّت أنْ يراجع العراقيون معاَ َ تجاريب تلك الثورة الوطنية الكبرى وأنْ يقرأوا سويا ما جاء منها وما كان عليها وأنْ يتفاعلوا مع مع قراءة مخصوصة للأخطاء التي اُرتـُكِبت من كل جهة سياسية وألآ يكون الإرث السياسي الحزبي نصا مقدسا لا يُمَس بل أنْ نلتزم جميعا وسائل مراجعتنا الذات قبل الآخر ما سينعكس إيجابا على كل مفردات التفاعل بيننا من دون تشنجات أو توترات لها من التقادم الزمني ما ينبغي ألا نتمسك بعروة الاختلاف بقدر ما ينبغي تمسكنا بعرى الأخوّة الوطنية ..
إنَّ تقديم الانتماء للوطن على الانتماء الحزبي هو ترسيخ لروح حزبي جديد يجعل من الحزب السياسي حزبا وطنيا صائب المسيرة صحيح البرامج وإلا فإنَّ أية قوة تقدِّم الروح الحزبي الضيق سيكون على أقل تقدير في المدى المنظور خسارتها أكيدة وزوالها بقرار من الناخب العراقي الذي ماعاد يخفى عليه أمر وما عاد يقبل بخيارات تضعه في مسارات غير وطنية..
لأنَّ العراقي يعرف يقينا ما جرّه ذياك الروح الضيق من متاعب وخسائر ومصائب فالعراقي يتجه إلى تلك القوى والفعاليات التي تأخذ بيد وحدته الوطنية وببرامج تعود عليه بالوئام والتفاعل وتبادل احترام جميع أطياف العراق الوطنية الصادقة المنتمية إلى وجوده الموحد المؤمنة بالفديرالية والديموقراطية..
هنا يبرز أمام العراقي وأمام القوى السياسية ضرورة الالتفات إلى أهمية إشادة صرح منظمات المجتمع المدني الكفيلة بترسيخ تمدننا وتحضرنا وتقدمنا إلأى عراق نستظل برايته ولا يفكر عراقي بحيف أو ظلم أو اعتداء عليه من وجوده في عراق جديد هو عراق الديموقراطية الحقة ... إنَّ منظمات المجتمع المدني هي حجر زاوية ورقيب وطني على برامج الإدارة [الحكومة] التي سيظل وجودها بوصفها إدارة لخدمة تنفيذ برامج الشعب وقواه وخياراته وليس لتزعّم الطغيان من جديد..
ولعلنا بعد ذلك وقبله لا نحيد عن دروب ثورة الرابع عشر من تموز بعد أنْ كنّا ابتعدنا طويلا عن محدداتها وضوابط فسلفتها التحررية الوطنية فلنعُدْ إلى أجواء الروح الديموقراطي التحرري في ظلال فجمهورية فديرالية لعراقنا الجديد وعيدنا الوطني في الرابع عشر من تموز..



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما ينتظرنا من مسؤوليات ومهام لبناء عراقنا الجديد / القسم الر ...
- موقع ألواح سومرية معاصرة / إعلان
- ما ينتظرنا من مسؤوليات ومهام لبناء عراقنا الجديد / القسم الث ...
- ما ينتظرنا من مسؤوليات ومهام لبناء عراقنا الجديد / القسم الث ...
- تمهيد فيما ينتظرنا من مسؤوليات ومهام لبناء عراقنا الجديد - ا ...
- العراقي والثقافة بين الاتصال والانعزال
- -حملات وطنية عالمية -من أجل إعادة بناء المخرّب من دور العلم ...
- انتخابات عراقية وطنية شاملة بمشاركة كل العراقيين في الداخل و ...
- ندوة عن الوضع العراقي الراهن وآفاق العمل المستقبلي وواقع الم ...
- من أجل تنشيط دور الثقافي في السلطة الوطنية الجديدة
- تواضع العلماء وتجاوز الجهلاء!
- حول مكونات الطيف العراقي القومية والدينية ومواقعها وأدوارها ...
- حول الأمية المعلوماتية والمؤسسات العراقية الجديدة
- السيادة الوطنية محدداتها وطبيعتها بين الأمس واليوم؟
- حياة الإنسان لا تساوي ورقة في سجل!؟ -وحقوقه مجرد قرار إداري ...
- دولة القانون المؤمَّلة قرار شعبي؟
- حول الجنسية العراقية والقنابل المستقبلية الموقوتة!
- حول برامج الأحزاب الوطنية ومصداقية التفاعل فيما بينها والتوج ...
- حق تقرير المصير للشعب الكردي؟
- بصدد المؤسسة الإعلامية العراقية الجديدة


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي ...
- حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
- -حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
- روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول ...
- 10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة ...
- إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة
- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - 14تموز الثورة والحرية وعيدنا الوطني