أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - نيغروبونتي: السجل الخطير لسعادة السفير















المزيد.....


نيغروبونتي: السجل الخطير لسعادة السفير


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 894 - 2004 / 7 / 14 - 05:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا اعلم ان كان السفراء يقدمون صحيفة اعمالهم ( CV ) ضمن ما يسمى "اوراق اعتمادهم", ولكن حتى ان فعلوا فأن احدا لن يطلع الناس في البلد المضيف عليها. والناس لاتهتم بذلك عادة, لكن في حالة السفير الامريكي نيغروبونتي يختلف الامر, بسبب خطورة وضع العراق, وخطورة دور بلد السفير فيه. فتعالوا اذن نبحث بانفسنا عن الحقائق, لعلنا نطمئن الى ان اميركا ارسلت لنا رجلا مناسبا ليساعدنا على عبور ازمتنا.

نطالع في الصحافة العربية عدد كبير جدا من المقالات في الصحافة العربية ومعظم الامريكية ركزت على مواهب جون ديميتري نيغروبونتي وحياته عمله. فنقرأ انه ولد في لندن لمالك سفن من اصل يوناني وهاجر مع أسرته إلى الولايات المتحدة ابان الحرب العالمية الثانية. وتلقى تعليمه الجامعي في القانون بجامعة هارفرد.
يتمتع بخبرة أربعة وأربعين عاماً في العمل الديبلوماسي, وكان في بداية حياته العملية ضابط اتصالات في فيتنام ثم مستشارا سياسيا في سايغون ,1964 ليصبح في ما بعد سفيراً في هندوراس والمكسيك والفيليبين واخيرا تولى منصب المندوب الأميركي في الأمم المتحدة, قبل ان يستلم منصبه الحالي كسفير في العراق.
يتحدث نيغروبونتي الاسبانية واليونانية والفرنسية والفيتنامية بطلاقة. ويصف كولن باول اسلوب نيغروبونتي في الادارة باعجاب بانه "الصرامة مطبقة بطريقة سلسة"
ثلاث اولويات لنيغروبونتي
نيغروبونتي حدد ثلاث اولويات لمهمته; الاولى الاعداد للانتخابات، والثانية تشكيل قوات عراقية، والثالثة تنشيط جهود اعادة الاعمار. رغم انها تبدو ايجابية جميعا, الا اننا نلاحظ انها تتجاوز كثيرا المهمات المنتظرة من السفراء عادة. نيغروبونتي يلاحظ تلك الشكوك بنفسه فيؤكد ان مهمته القادمة ستكون مساعدة الحكومة العراقية المؤقتة وليس قيادتها، مشددا على أن دوره سيكون مختلفا اختلافا جوهريا عن دور الحاكم الأميركي بول بريمر.
لكن تصريحه الذي ادلى به في مقابلة مع شبكة (ايه بي سي) التلفزيونية في نفس يوم وصوله الى بغداد يؤكد المقالق حين قال بانه يرغب في توجيه مسار الاحداث "في الاتجاه الصحيح" فمن الذي يفترض ان يحدد ما هو "الاتجاه الصحيح" لاي بلد؟ وهل لسفير الحق بالحيث عن "توجيه مسار الاحداث"؟
هل ستساعد حقيقة اشغاله منصبا في الامم المتحدة قبل منصب السفير في اعطاء الامم المتحدة دورا اكبر في العراق, كما ترغب الغالبية الساحقة من العراقيين؟
لايبدو ذلك, لانه, وبعد ان يقول ان العالم يتطلع باهتمام إلى الشرعية التي يمكن أن يضفيها دور المنظمة الدولية على العمليات هناك, يعود فيشير إلى أن هذا الدور يجب ألا يكون على حساب نفوذ واشنطن أو مصالحها. والحقيقة ان السبب الوحيد الذي يريد العراقيون لاجله دورا للامم المتحدة, هو الامل ان يؤدي نفوذ الامم المتحدة الى تقليل انفراد الولايات المتحدة بالقرار في العراق وتخفيف "نفوذ واشنطن ومصالحها", لصالح مصالح البلاد, وليس اعطاء شرعية شكلية ل"العمليات هناك".
السفارة القلعة
ثم نلاحظ ان ما سيوجد تحت تصرف نيغروبونتي المباشر, شيئ يصعب ان يسمى سفارة. فالتقديرات الامريكية المعلنة لعدد العاملين فيها تراوحت بين 3000 الى 1700 شخص, وهي بذلك تكون اكبر سفارة في العالم. ما الغرض من ذلك؟ العراق ليس اكبر ولا اهم دولة في العالم؟ لايخفى لعراقيون ولاغيرهم قلقهم من مثل هذا الشكل الكاريكاتيري للسفارة, فهي اشبه "بحكومة احتلال كاملة النصاب", منها الى سفارة, كما عبر الصحفي مايكل جودوفسكي.
نيغروبونتي نفسه اكد تلك المقالق وحاول تبرير حجم السفارة حين قال لمراسل الجزيرة: "إنها ليست سفارة عادية بكل الأشكال، والسبب هو حجم التحديات التي تواجهها الحكومة العراقية التي دعتنا إلى البقاء في البلاد بقصد مساعدتها". السؤال الطبيعي هنا, هل انه كلما واجهت دولة ما تحديات ذات حجم كبير, سارعت اميركا الى فتح سفارة فيها بهذا الحجم لغرض مساعدتها؟ وهل يحق لدولة ان تحدد بنفسها حجم سفاراتها بلا حدود, وبلا تدخل من الدولة المضيفة؟ اهي سفارة يحتاجها العراقيون ووافقوا على كل جزء منها بعد مناقشة؟ ام انها اختراع لتكريس سلطة احتلال بشكل اقل اثارة للجدل والحساسية للشعب المحتل؟ وهل سيتم "انسحاب" القوات الامريكية بعد سنين ان شاء الله باعطاء الجنود جوازات سفر دبلوماسية مثلا؟
الامم المتحدة
من المفيد دائما, لتقييم المتقدم الجديد لاي عمل قراءة ادائه في المنصب الذي كان يشغله قبل ترشيحه, ونيغروبونتي كما علمنا كان ممثلا للولايات المتحدة في الامم المتحدة فكيف جرت الامور حينها؟

لم تجر بسلاسة على الاطلاق, فقد قوبل ترشيح الرئيس بوش لنيغروبونتي لتمثيل بلاده في الامم المتحدة باحتجاجات واسعة من قبل منظمات حقوق الانسان وغيرها, حول دوره في دعم الارهاب في اميركا الوسطى!!

المنظمات النيكاراغوية مثل (NISGUA) وشبكة نيكاراغوا (Nicaragua Network) بذلت جهدا كبيرا ودعت الى التضامن العاجل والعمل على منع تنصيبه سفيرا للامم المتحدة, باعتباره شخص سيء السمعة, لعب دورا اساسيا في اسناد الارهاب الذي كانت تدعمه وكالة المخابرات المركزية الامريكية في حرب عصابات الكونترا ضد نيكاراغوا.

كانت الاحتجاجات من القوة بحيث دفعت بمجلس الشيوخ الى التحقيق في الامر, وتأخير استلامه لمنصبه لمدة ستة اشهر. لكن ادارة بوش اصرت على ترشيحه, بل حاولت اسكات الشهود الذين يعرفون معلومات قد تهدد تعيينه. ففي 25 اذار, كتبت "لوس انجلس تايمز" تقريرا عن الابعاد المفاجئ لبعض اعضاء فرق الموت الهندوراسية, الذين كانوا يعيشون في الولايات المتحدة. احد المبعدين كان الجنرال لويس الونزو ديسكوا, مؤسس فرقة الموت 3-16, سيئة الصيت. فقد الغيت تاشيرة دخول الجنرال ديسكوا الذي كان يعمل نائبا لسفير الهندوراس في الامم المتحدة, لكنه تمكن من كشف دور الولايات المتحدة في انشاء الفرقة 3-16, قبل ان يرحل.
ريد برودي من مؤسسه مراقبة حقوق الانسان في نيويورك علق قائلا: "اتساءل ما هي الرسالة التي تقصد ادارة بوش ايصالها للعالم بهذا الترشيح".

كذلك اشار الصحفي بيل فان في مقالة له (http://www.globalresearch.ca/articles/VAN111A.html ) عن مرشحي ادارة بوش لوظائف هامة, الى ان نيغروبونتي, والذي رشح لتمثيل الولايات المتحدة في الامم المتحدة بعد اسبوع واحد فقط من هجمات 11 سبتمبر, كان مسؤولا عن تنظيم دعم ال (CIA ) لمرتزقة الكونترا والتي تسببت في مقتل 50 الف انسان, وقال انها مسخرة ان يرشح شخص متورط بمثل تلك الاعمال الوحشية, ليتحدث للمجتمع الدولي عن "محاربة الارهاب".

بيتر كورنبلو, محلل اقدم في ارشيف الامن القومي, وخبير في التدخل السري للولايات المتحدة في اميركا اللاتينية قال: " ان ما قام به [ نيغروبونتي ] من مساندة للعمليات الحربية المحرمة للكونترا, وغض النظر عن الاظطهاد الذي كان يمارسه الجيش الهندوراسي, يتعارض بشكل مباشر مع مباديء واهداف الامم المتحدة."
اخرون تساءلوا كيف سيتمكن نيغروبونتي ان يتحدث عن الخسائر التي سببها الارهاب في هجمات نيويورك وواشنطن, دون ان يبدوا منافقا امام من يعلم ان الولايات المتحدة رفضت دفع 17 بليون دولار, والتي حكمت بها المحكمة الدولية في دنهاخ (لاهاي) كتعويضات عن اعمالها التخريبية في نيكاراغوا والسلفادور عندما كان يدير تلك الاعمال من سفارته في الهندوراس المجاورة. وكيف سيتمكن من استدراج تعاطف العالم مع الالاف الثلاثة من ضحايا الارهاب الامريكان حين ينظر اليه كمسؤول عن سياسة كلفت دول اميركا الوسطى الصغيرة ما يقدر ب 200 الف قتيل وتشريد مليونين؟
اميركا الوسطى
ما الذي جرى في امريكا الوسطى اذن عندما كان نيغروبونتي سفيرا في الهندوراس, وما هو دوره في ما حدث؟
يقول بعض ناقدي نيغروبونتي ان انتهاكات حقوق الانسان في هندوراس اخذت شكلا منتظما بعد استلامه السفارة الامريكية هناك.
اشارت "نيويورك تايمز" الى ان انه يسجل لنيغروبونتي " تنفيذ السياسة السرية لادارة ريغان لسحق حكومة "الساندنيستا" في نيكاراغوا" خلال تواجده كسفير في الهندوراس ما بين 1981 و 1985. فقد تامر على قرار الكونغرس بمنع المساعدة الحكومية الى الكونترا بمنحه المساعدة اللوجستية لاثنين من تجار الحرب الامريكان (Thomas Posey و Dana Parker ) ينويان تجهيز جيش الكونترا بالسلاح. وعندما كشفت العملية بعد 9 اشهر, انكرت حكومة ريغان معرفتها بالامر رغم ثبات اتصالهم بنيغروبونتي. خلال تواجده في سفارة اميركا في الهندوراس ازدادت المساعدات العسكرية الامريكية لها من 4 ملايين دولار الى 77,4 دولار في العام.

فقد اشرف نيغروبونتي على انشاء قاعدة "الاكواكات" الجوية, حيث درب الامريكان عصابات الكونترا النيكاراغوية, وكانت تستعمل كمعتقل ومركز للتعذيب خلال الثمانينات. وقد كشفت الحفريات في اب 2001 عن 185 جثة, من ضمنها جثتين لامريكيين في موقع القاعدة.
تبين السجلات كذلك ان الفرقة 3-16 والمدربة من قبل ال (CIA ) والجيش الارجنتيني, قد اختطفت وعذبت وقتلت مئات الاشخاص, من ضمنهم اعضاء في بعثات تبشيرية امريكية. الاعتقاد السائد ان نيغروبونتي كان على اطلاع على ما يجري وانه كذب على الكونغرس بشأن ذلك,

وانه متورط ايضا في فضيحة ايران – كونترا حين خالفت الادارة الامريكية في عهد ريكان قانونا شرعه الكونغرس سرا, وباعت لايران اسلحة, ثم خالفت القانون مرة اخرى باستخدام ريعها لدعم قوات الكونترا التي كانت تقوم بعمليات ارهابية ضد الساندينستا, اول حكومة منتخبة في نيكاراغوا.
لكثرة التهم الموجهة الى نيغروبونتي بالتستر على انتهاكات حقوق الانسان في امريكا الوسطى في الثمانينات, وصفه
جوزيف ميكيل فيفانكو ب " السفير النعامة" الذي " لايرى اي شيء خطأ, ولم يسمع ياي انتهاك جدي لحقوق الانسان, كانه كان يعيش في بلاد اخرى"
ريك جيدستر, احد موضفي السفارة العاملين تحت امرة نيغروبونتي, ابلغ " بالتيمور سن" ان الاخير اجبره على حذف كمية كبيرة من المعلومات المتعلقة بحقوق الانسان من التقرير الموجه الى الحكومة عام 1982
لاحظت الفايننشيال تايمز انه قد لايكون مصادفة ان قامت الهندوراس بسحب قواتها في العراق في الوقت الذي تم اختيار نيغروبونتي لمنصبه الحالي.
الراهبة لاتيتيا بورديس والراهبات المختفيات
في ايار 1982, سافرت الراهبة لاتيتيا بورديس, والتي كانت قد قضت عشرة سنين في السلفادور, الى الهندوراس في بعثة للتحقيق في مصير ثلاثين من الراهبات والمؤمنات, هربوا الى الهندوراس عام 1981, بعد اغتيال القس اوسكار روميرو (http://en.wikipedia.org/wiki/Oscar_Romero ). ادعى نيغروبونتي ان السفارة لاعلم لها بالامر. لكن جاك بينس, السفير السابق لنيغروبونتي, والذي كان قد وثق انتهاكات لحقوق الانسان في المنطقة, وابلغ نيغروبونتي بها قبل مغادرته منصبه, صرح في عام 1996 في مقابلة مع "بالتيمور سن", بان مجموعة من السلفادوريين, من ضمنهم النساء اللواتي كانت بورديس تبحث عنهم, قد القي القبض عليهم في 22 نيسان 1981, وعذبوا بوحشية من قبل شرطة الهندوراس السرية (DNI ), ثم القي بهم احياء من طائرات الهيليوكوبتر.
ويفيد التحقيق الذي اجرته صحيفة " بالتيمور سن" ان الفرقة3 – 16 بقيادة الجنرال كوستافو الفيريز (خريج مدرسة "الامريكات" ( school of the Americas ) سيئة الصيت في الولايات المتحدة) كانت مسؤولة عن اختطاف واغتيال المناهضين للحكومة, وان هناك 184 حالات قتل موثقة من قبل منظمات حقوق الانسان, من ضمنهم القس الامريكي جوزيف كارني. وذكرت تقارير الصحيفة ان الفرقة المذكورة كانت تفضل استعمال الصدمات الكهربائية والخنق في التحقيق, ثم قتل الاسرى بعد استنفاد الفائدة منهم ودفنهم في قبور غير معلمة. وقالت ان ال (CIA) و السفارة الامريكية كانا على اطلاع على العديد من انتهاكات حقوق الانسان, ورغم ذلك استمرا في دعم الفرقة 3-16, وحرصتا على ان لايحتوي التقرير السنوي لحقوق الانسان على كل الحقيقة.
في رسالة ل "الايكونومست" في عام 1982 كتب نيغروبونتي "انه ببساطة غير صحيح ان فرق الموت قد ظهرت في الهندوراس" واصر انه "لايوجد هناك اي سجناء سياسيين في الهندوراس" , وان " حكومة الهندوراس لاتغمض عينها, ولاتسمح باغتيلات سياسية ولا اية اغتيالات اخرى"
ما الذي ينتظر من نيغروبونتي في العراق ؟
بعض وسائل الاعلام قالت انه يتوقع من نيغروبونتي ان "يلطف صورة الولايات المتحدة" التي ينظر اليها على انها قوة احتلال. ولكن كيف يلطف صورة بلاده من كانت صورته هو نفسه غير لطيفة على الاطلاق؟
" إلا ان الاميركيين يدركون ان الكثير من العراقيين لا يزالون متشككين تجاه الولايات المتحدة."
ويقول فرانسيس ريسياردوني، الذي اشرف على تخطيط وزارة الخارجية الاميركية لسفارة الولايات المتحدة الجديدة في العراق، انه" سيكون هناك تشكيك من جانب العراقيين، وان البعض سينظر الى اعضاء الحكومة العراقية الجديدة كـ«دمى» في يد الولايات المتحدة. لكن ريسياردوني يأمل ان يدرك العراقيون ان واشنطن بدأت في تغيير طريقة تعاملها معهم."
وكيف سيفعل نيغروبونتي ذلك؟
يصف البعض نيغروبونتي, الذي وصفه بانه يقوم بمهمته" دون اثارة امواج"
روبين رايت وستيفن وايزمان يكتبان في «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» ان نغروبونتي يعتزم ان يكون «سفيرا خفيا» وان لايظهر في الاعلام كثيرا.
اما كيف سيتصرف نيغروبونتي في الخفاء فترى صحيفة لوس انجلس تايمز:" من المحتمل ان يستمع الى نصائح الجنرالات العسكريين بالتعاون مع بعض اعضاء حزب البعث. فمثلما جرى في المانيا واليابان, فان هؤلاء هم الذين يعرفون كيف يديرون الحكومة" (لوس انجلز تايمز , 22 نيسان 2004)
رد فعل مايكل جوسودوفسكي كان مقالة بعنوان: "بوش يعين ارهابيا كسفير لاميركا في العراق"

ان اختيار واشنطن لنيغروبونتي سفيرا للعراق مؤشر خطير على توجه الولايات المتحدة في سياستها في العراق. فعندما تختار مرشحا لعمل, فانك تختار عادة من مارس عملا اقرب ما يكون الى المهمة التي تنتظرها منه. ان السيناريو الاكثر احتمالا هو ان يكون نيغروبونتي مكلفا بتكوين نظام ارهابي يتكون اساسا من بقايا نظام صدام, لان هؤلاء بالذات مستعدين لخدمة اي غرض بسبب ضعف موقفهم, وتمرس ضمائرهم على اغماض عيونهم عن اية انتهاكات لحقوق الانسان, اضافة الى خبرة العديد منهم في اظطهاد الشعب العراقي.
هذه السيناريوهات السياسية معروفة منذ قرون, حيث كتب ميكيافيلي في "الامير" : " ان الذين كانوا بعتبرون من الاعداء في بداية عهد حكومة جديدة, يسهل اجتذابهم الى صفوف الامير, لاسيما اذا كانوا ممن يحتاج الى الدعم, وسيجدون انفسهم مرغمين على خدمته باخلاص لانهم يعرفون انهم عن طريق اعمالهم وحدها يستطيعون ان يزيلوا ما علق بالاذهان عنهم من فكرة سيئة في الماضي".

هل تريد واشنطن "الاستفادة من خبرة نيغروبونتي" لتجعل من بغداد مصدرا لارهاب اية حركة سياسية لاتعجبها في دول الجوار كما فعلت نفس الحكومة الجمهورية, في اميركا الوسطى في الثمانينات مستفيدة من نفس السفير؟ ان اجراءات الحكومة الامريكية من فرض الحصانة للامريكان من محاسبة القانون في العراق, الى تعيين هذا السفير سيء السمعة, تثير القلق الشديد حول النوايا الاميركية. ففي نفس الوقت الذي تسيطر فيه الشكوك على الشارع العراقي, باعتراف الامريكان انفسهم, وتتعرض الحكومة العراقية للاتهام بانها من ال "دمى", وتطالب بابداء الاستقلال والشفافية وتزداد حاجتها الى تعاون الولايات المتحدة لطمأنة الناس على ما يجري في الغرف المغلقة, يأتي تعيين "السفير النعامة" صاحب السجل الاكبر في التعتيم على الحقائق, والقادر اكثر من غيره على ضمان ان لاتثير زوابع الاعماق السياسية اية "امواج" على السطح, يأتي ليس مؤكدا لمقالق العراقيين فقط, بل مؤشرا على عدم اهتمام واشنطن بزيادة الامر صعوبة بالنسبة للحكومة المتعاونة معها في العراق.

لايسهل علينا ان نصدق ان نيغروبونتي جاء ليحسن "تصرف اميركا" في العراق ويضمن ان جرائم مثل "ابو غريب" لن تتكرر, بل يبدو انه جاء ليحسن "صورة اميركا" بأن يضمن ان "ابو غريب" القادمة يمكنها ان تستمر اكثر وابعد دون ازعاج الكامرات!
المصادر:
1. UN biography (http://www.un.int/usa/negroponte_bio.htm)
2. "Our man in Honduras": New York Review of Books (http://www.nybooks.com/articles/14485)
3. Honduras Documentation Project (http://www.gwu.edu/~nsarchiv/latin_america/honduras/) (at GWU s National Security Archive)
4. John Negroponte (http://www.derechos.org/nizkor/negroponte/eng.html) (at Derechos.org)
5. "Iran-contra men return to power" (http://www.guardian.co.uk/print/0,3858,4241959-103681,00.html)(from The Guardian)
6. "A carefully crafted deception" (http://www.baltimoresun.com/news/local/bal-negroponte4,0,2326054.story) (Baltimore Sun on Negroponte in Honduras)
7. "Iran-Contra gangsters resurface in Bush administration" (http://wsws.org/articles/2001/aug2001/cont-a01.shtml) (World Socialist Web Site)
8. Face-off: Bush s Foreign Policy Warriors by Peter Roff and James Chapin, http://www.globalresearch.ca/articles/ROF111A.html
9. US s new United Nations Ambassador John Negroponte, San Francisco Examiner http://mai.flora.org/forum/31397
10. Help Defeat John Negroponte s Confirmation as Ambassador to the U.N! http://www.nisgua.org/articles/urgent_action.htm
11. Bush Nominee linked to Latin American Terrorism, by Bill Vann, http://www.globalresearch.ca/articles/VAN111A.html
12. Bush Employs Iran-Contra Veterans by Tom Raum, http://www.globalresearch.ca/articles/RAU204A.html
13. http://www.usatoday.com/news/washington/2004-04-19-iraq-ambassador_x.htm
14. http://www.cbsnews.com/stories/2004/04/13/iraq/main611673.shtml
15. http://www.geocities.com/ravencrazy/Negroponte.html
16. http://globalresearch.ca/articles/CHO404E.html



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امن اللصوص وجدار التوسع
- صدام وشرف الجنس
- الجيش الصغير والحلم القديم بالسلام
- عراقي ارهابي ام عراقي عميل؟
- مداح القمر
- العراق يعبر الشارع الخطر
- لحظة ايها الملائكة
- الانتخابات الاوربية في هولندا: نصر لليسار وهزيمة للحكومة وعد ...
- الهدية الرئاسية
- منطق النمل: غضب عراقي في البرلمان الهولندي
- القراءة الطائفية
- بحثا عن - التكنوقراط
- كلام الملوك
- الثأر...الثأر...لدماء كربلاء والكاظمية!
- 188: احترام لمرونة الشريعة


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - نيغروبونتي: السجل الخطير لسعادة السفير