أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبد القادر الحوت - حين يتحدث القذافي














المزيد.....

حين يتحدث القذافي


عبد القادر الحوت

الحوار المتمدن-العدد: 2936 - 2010 / 3 / 6 - 09:53
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


أن يقوم خليفة المسلمين بإعلان الجهاد المقدس تبعًا لرغباته الشخصية أو للتهرب من ديون خاصة أو لإستخدامه كوسيلة ضغط في صراع شخصي، هو أمر غير مقبول من عامة المسلمين نظرًا إلى أن الجهاد يقتصر على التبشير في الدين الإسلامي و لا يشمل أي معركة أخرى بما فيها الدفاع عن النفس.
و لكن رغم ذلك، نستطيع تفهم القرار نظرًا إلى أن من أطلقه هو خليفة المسلمين. و الخليفة هو الرجل المسلم الوحيد الذي يحق له إعلان الجهاد المقدس. و على المسلمين طاعته و إن كانت دعوته ليس لها أي سند أخلاقي أو إستراتيجي.

أن يقوم رجل دين، إمام أو مفتي، في غياب الخليفة، بإعلان الجهاد بما فيه لأسباب خاصة، هو أمر نستطيع تفهمه أيضا. فرجل الدين، من المفترض أن يملك من المعرفة و التعمق و الحكمة في الدين كي يملك مرجعية دينية لإعلان الحرب على دولة أو شعب آخر.

أن يقوم رئيس، تتعرض دولته أو دولة حليفة له لهجوم من قبل عدو مشترك، بإعلان الجهاد كوسيلة لإستخدام الغرائز الدينية من أجل زيادة حماس شعبه و شعوب أخرى للدفاع، هو أيضا أمر نستطيع تفهمه.
ففي حالة الدفاع عن النفس، تسقط كل العوائق الأخلاقية أو الدينية، و يبقى الهدف هو البقاء.

أما أن يقوم إنقلابي وصل إلى السلطة بقوة السلاح و قمع معارضية لعشرات السنين و قام بعمليات إرهابية في مختلف أنحاء العالم، و قام بغدر و خطف و ربما قتل رجل دين مسلم هو الإمام موسى الصدر، ... بإعلان الجهاد المقدس ضد دولة أخرى مسالمة و محايدة، فقط لأن شرطة هذه الدولة أوقفت إبنه لأنه كان يعذّب خدمه، فهو، ليس فقط أمر غير مقبول، بل فضيحة أخلاقية تُضاف إلى فضائح هذا الإنقلابي. و هو دليل جديد على أن هذا المهرّج ليس إلا رجل مجنون، يعتبر أن ليبيا هي أرض خاصة له، و أن شعب ليبيا هم عبيد عنده.
هذا "الزعيم" الذي يحكم بقبضة حديدة، بدعم أمريكي منذ بضعة سنوات، لا يملك أي سلطة أخلاقية لإعلان الحرب على دولة أخرى. لأن ما قام به القذافي هو إعلان حرب. فالجهاد هو حرب في سبيل الله.
فأن يعلن القذافي الجهاد ضد سويسرا، يعني أنه يعلن الحرب عليها.

لم يكتفي المهرّج الليبي بإعلان الحرب على سويسرا، بل عاد إلى ممارسة هوايته التقليدية في خطف المواطنين الأبرياء. فكما خطف الإمام موسى الصدر قبل ثلاثة عقود، قام قبل سنتين بخطف رجلي أعمال سويسريين، أحدهما من أصل عربي، و سجنهما منذ ذلك الوقت.
و قد أطلق سراح السويسري من أصل عربي مؤخرا، فيما حُكم على الثاني بأربعة أشهر من السجن بتهمة الإقامة غير الشرعية!

ثار المهرّج لأن إبنه المتمرّد إعتقل في سويسرا، و هو الإبن الذي كان قد أوقف قبلها في باريس بعد أن خرق قوانين السير و هو يسير بسرعة فاقة و يخرق إشارات السير في الساعة الثانية صباحًا، و الذي قام حرّاسه وقتها بالإعتداء بالضرب على رجال الشرطة الفرنسيين.
طبعا فرنسا ليست دولة محايدة و ضعيفة كسويسرا. فرنسا تستطيع محو الجيش الليبي في نصف ساعة و إحتلال كل ليبيا في ساعتين. لذلك سكت القذافي الأبن، و أرسلت السفارة الليبية وفدًا للإعتذار بشكل رسمي من تصرف إبن الزعيم.

إذن، فإعلان الجهاد من قبل مهرّج ليبيا، لا يُلزم إلا المجانين من أتباع المعمّر. فمن يرغب في شن حرب من أجل الثأر من إعتقال سويسرا لرجل كان يعذّب خدامه (و هو أمر محرّم في الإسلام)، فله الحق كاملا. و لكن عليه أن يتحمل تبعات حربه وحده.
و ما دام القذافي لم يعيد للبنان، إمامنا المخطوف، فلن يحصل منّا على أي دعم و بشكل خاص على دعم و غطاء أخلاقي لمغامراته و مغامرات أبناءه المجنونة.



#عبد_القادر_الحوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشرة طوائف صغار
- ثلاثة أشهر من الفشل الطائفي
- من هو الطائفي؟
- خبث الرأسمالية الطائفية
- نعمة الإنقلابات العسكرية
- هل بنادق العسكريين مختلفة في الضاحية؟
- لول يا رجال الدين... لول!
- إنتحار شيوعي (قصة قصيرة)
- صدق المنجمون و إن كذبوا
- أختاه...
- لا لإختيارية الزواج المدني
- دروس كوريا الشمالية
- وهم إلغاء الطائفية السياسية
- الحركات الإسلامية، نقاط الخلاف الأساسية
- إلى اليسار اللبناني... إقتراحات


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبد القادر الحوت - حين يتحدث القذافي