أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سليم نصر الرقعي - الفكر وأثره في السلوك الديكتاتوري !؟















المزيد.....

الفكر وأثره في السلوك الديكتاتوري !؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 2927 - 2010 / 2 / 25 - 22:54
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


أنا من الذين يزعمون أن الإنسان يـُولد ديكتاتورا ً وأنانيا ً بالفطره وذلك بدافع حب البقاء وحب الإرتقاء المجبول عليه الإنسان بل ويريد هذا (الإنسان/الطفل) أن يكون مركز الكون ويتمنى أن يتحول كل ما ومن حوله إلى مجرد خدم وأدوات لإشباع رغباته ونزواته ولكن واقع الحياة والتربية والتنشئة الإجتماعية وظروف كل شخص منا تعمل على كبح وتهذيب نفسية الطفل الديكتاتور فينا وتعلمه فضائل المشاركة والتواضع .. ولهذا يضطر الطفل من أجل إرضاء أبويه ومحيطه الإجتماعي وبسبب الإصطدام بالواقع المادي شيئا ً فشيئا ً إلى التخلي عن شعوره بالأنانيه وطبيعته الديكتاتوريه وتهذيبها .. ومع ذلك فقد تظل حالة الأنانية والديكتاتورية الطبيعية كامنة في أعماق نفسه ولا تتلاشى فإذا أتيحت له الفرص المناسبة لممارسة أنانيته وديكتاتوريته فلن يتأخر عن ذلك ومن هذه الفرص شعوره بالإستحواذ على سلطة مطلقة تمكنه من أن يقول للأتباع كن فيكونون كيفما أراد وإشتهى!! .. لهذا قيل أن (السلطه المطلقه مفسده مطلقه) .. وهذه الحقيقة الطبيعية هي ما تفطن لها الناس في الغرب هنا وعملوا على إيجاد الآليات الكابحة والمؤسسات الفعاله لمقاومتها والحد من شرها على الأمة فيما يتعلق بسلطات الدولة فكان النظام الديموقراطي بما فيه من مبادئ وما يحتويه من مؤسسات وإجراءات للحد من السلطة ولضبط السلطان!.
وإن كان أساس الديكتاتورية هو في فطرة ونفس الطفل الأناني الراغب في لعب دور الإله المعبود والمسيطر إلا أن للأفكار والعقائد التي يتبناها ويعتنقها هذا الإنسان عندما يكبر دورا ً كبيرا ً وأثرا ً خطيرا ً على بذرة الديكتاتورية الموجودة في نفس كل منا أي في نفس ذلك الطفل الصغير المختبئ في اللاشعور! .. فبعض الأفكار التي يعتنقها كل منا قد تقاوم في نفوسنا بذرة الديكتاتورية وحالة النزوع للتسلط والتأله والسيطرة وفي المقابل فإن أفكارا ً أخرى قد تعززها وتنميها وتعطيها المبررات الفكرية للظهور!.
إن الفكر الشمولي الإطلاقي الأحادي الذي يفتقد للنسبية ويتصف بالصوابية المطلقة سواء كان ذا منطلقات دينية أو علمانية أو حتى "إلحادية ضد دينية" والذي يؤكد لأنصاره بشكل حازم ودائم أنه هو الفكر الصحيح الكامل والحق الوحيد والمطلق وأن ماعداه هو فكر باطل وفاشل ومحض أكاذيب وخداع ... إلخ .. مثل هذا الفكر الشمولي هو البيئة الخصبة للديكتاتورية الفكرية والسياسية على السواء! .. إن هذا النوع من الفكر الإقصائي الأحادي يساهم بالفعل في تسويغ الديكتاتوريه وتبريرها وخلق الشخصيات الديكتاتورية الشمولية المتألهة والقادة الشموليين المتسلطين على رقاب وعقول المجتمعات!! .. وكما أن هذا الفكر الأحادي والإتجاه الشمولي في التفكير يمكن أن يُوجد في منظومات ومذاهب الأفكار الدينية فهو كذلك يمكن أن يُوجد في منظومات ومذاهب الأفكار العلمانية واللادينية وضد الدينية كالفكر النازي والإشتراكي والشيوعي والفوضوي والوطني والقومي ... إلخ .. فليست الشمولية والديكتاتورية مرتبطة بالدين بشكل عضوي فهي قد ترتبط بل وإرتبطت بالفعل بمنظومات ومذاهب فكرية علمانية ولا دينيه !! ... وبإعتباري أنتمي للإتجاه الإسلامي التنويري الديموقراطي - لا الإتجاه الإسلامي التقليدي والمحافظ "الأصولي"- فإنني ألمس في بعض توجهات ومدارس الفكر الإسلامي الحديث بذور بل وتبريرات وتسويغات للديكتاتورية الفكرية والسياسية على السواء وهو فكر بشري حتى لو إستند للدين وإلى كلمات الله وتسويغات شرعية .. لذا ينصب جهدنا كإسلاميين ديموقراطيين نحو "دمقرطة" الفكر الديني الإسلامي المعاصر وتحديثه وتخليصه من كل بذور الشمولية والديكتاتورية .. وهذا ما نرجو أن يفعله الديموقراطيون العرب بكافة ألوان طيفهم وتوجهاتهم الفكرية في منظومة الأفكار التي يتبنونها و يعتنقونها كقيدة سياسية!.
فالفكر البشري – إذن – قد يشجع على ممارسة الديكتاتورية وإلى إقامة نظم شمولية قاسية بل ويبررها بدعوى تحقيق الغايات النبـيلة كالعدالة الإجتماعية والإشتراكية والتحرر من الطغيان أو الإحتلال الأجنبي أو تطبيق الشريعة ... إلخ ... كما أن الفكر الشمولي الديكتاتوري الأحادي والإقصائي – سواء في صورته الدينية أو العلمانية - قد يسوّغ هذه الدكتاتورية والشمولية بعد قيامها بدعوى أن تصفية الثورة المضادة ضرورة حتمية وثورية أو بدعوى القضاء على اليمين الرجعي والعملاء المعاديين للنظام الجديد والمجتمع الوليد وبقايا المجتمع القديم المباد أو بدعوى القضاء على الكفرة والمرتدين وتطهير المجتمع المتدين منهم ... إلخ ...... والفرق الأساسي بين الفكر الديموقراطي (التعددي النسبي المنفتح) والفكر الشمولي (الديكتاتوري الأحادي والمغلق) أن الفكر الديموقراطي غاياته ديموقراطية ووسائله ديموقراطية بينما الفكر الشمولي الديكتاتوري سواء أن تلحف بالإشتراكية والعدالة الإجتماعية أو تلحف بالدين أو بالوطنية أو القومية أو حتى بالشعارات الديموقراطية فإن أدواته ووسائله وأساليبه تعسفية ديكتاتورية تستند إلى التعسف والعنف والتصفية الجسدية والإقصاء وتكميم الأفواه وممارسة الوصاية "البابوية" على الشعب بدعوى أن لا صوت يعلو صوت الثورة أو بدعوى فرض العبودية لله بقوة السلطان على من أحب أو كره أو بدعوى فرض الإشتراكية وديكتاتورية الطبقة الكادحة على الطبقة البرجوزية والرأسمالية بالقوة أو بدعوى فرض الوحدة القومية بالقوة تحت شعار الإشتراكية أو الشرعية الثورية أو ديكتاتورية الشعب .... إلخ أو بدعوى أن المجتمع - وبسبب تخلفه الطويل الأمد - قاصر وغير قادر على إستيعاب الفكر "الإيديولوجي" الجديد والنظام النموذجي الفريد فلابد – إذن - من وضعه تحت الحراسة والوصاية والرعاية و"الحضانة الثورية" حتى يتثقف ويتعلم ويعي مصلحته الحقيقية ويكون بالتالي جاهزا ً لتدبر أموره نفسه بنفسه !!!! .. وفي كل الحالات طالت هذه المرحلة الضرورية من الحضانة الثورية بلا إنقطاع !!! .. وبالطبع فإن هذه الوصاية والرعاية والحماية ستمارسها النخبة القائدة المعلمة بإعتبارها الطليعة الواعية والعارفة لمصالح الشعب الحقيقية سوى تمثلت هذه الطليعة في حزب واحد أو تجسدت في القائد الملهم المعلم الفريد !!! .. قائد الدولة وقائد الثورة .. القائد الضرورة !!؟؟ .. هذا القائد الملهم الذي يكون في بداية قيادته للمجتمع بمثابة النبي ثم بمثابة الوصي ثم بمثابة الإله المقدس المعبود! .. وهذه قمة الديكتاتورية والشمولية! .
والفرق الأساسي بين الفكرة الديموقراطية التحرريه وبين الفكرة الشمولية الديكتاتورية هو أن الأولى تؤمن بحرية الناس وبحقهم المقدس في أن يختاروا فكرهم و نظامهم وقيادتهم السياسية بأنفسهم من بين عدة أفكار ونظم وقيادات معروضة أمامهم بكل حرية وأمان بينما الثانية أي الفكرة الشمولية تصادر هذا الحق من الناس بشكل معلن أو مبطن وتمارس أقسى وأقصى صور الوصاية الفكرية والسياسية الجبرية على المجتمع ككل تحت ستار وشعار الشرعية الثورية أو ربما الإرادة الإلهية!.. فكلها بالنهاية شمولية ! .. والشمولية مهينة للإنسان الفرد ومدمرة للمجتمعات الإنسانية!.



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفقر عيب وألف ألف عيب !!؟
- التوريث الجاري مطلب إمريكي وقد يتم بمباركة الإسلاميين!؟
- هل يمكن تصور ديموقراطية في مجتمع قبلي أو طائفي !؟
- مصادرة رواية -الزعيم يحلق شعره- قمع وغباء!؟
- هل الديموقراطية ليبرالية وعلمانية بالضرورة !؟
- خواطر وأسئلة عن التجربة الصينية !؟
- هل الحريات في ظل الإحتلال أفضل منها في ظل الإستقلال !؟
- إصلاح أحوال النخبه أولا ً !؟
- الطبقية أمر طبيعي وحتمي !؟
- المساواه أم العداله !!؟؟
- هل النظام الرأسمالي ينهار حقا ً !؟


المزيد.....




- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سليم نصر الرقعي - الفكر وأثره في السلوك الديكتاتوري !؟