أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سليم نصر الرقعي - المساواه أم العداله !!؟؟














المزيد.....

المساواه أم العداله !!؟؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 2457 - 2008 / 11 / 6 - 04:36
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


من المؤكد أن بعض قراء هذه المقاله سيستغربون عنوانها متسائلين في أنفسهم : وهل هناك فرق بين العدالة والمساواة حتى نفاضل ونـُخيّر بينهما ؟ .. اليست العدالة هي المساواة ؟ (1) .. والمساواة هي قمة العداله ؟ .
والحقيقة – ومن وجهة نظري على الأقل – أن الأمرين ليسا بشئ واحد في كل الأحوال! .. فلا العدالة تعني المساواة في كل الأحوال .. ولا المساواة بين الناس في كل شئ من العدالة في شئ ! .. إذ دائما ً سيفرض السؤال التالي نفسه على تفكيرنا وهو : هل المساواة بين غير المتساويين من العدالة في شئ !؟ .

إنظر إلى هذا المثل البسيط التالي : فلنفرض أن لدينا 10 أرغفة خبز نريد قسمتهن – بالعدل والإنصاف – على 5 أفراد فماهي القسمة العادلة في هذه الحاله ؟

والجواب الإعتيادي المتوقع هنا هو : أن نقسم العشر أرغفه على الخمسة أفراد بالتساوي أي أن كل فرد منهم سيكون نصيبه العادل رغيفين إثنين .. فهل هذا هو العدل بالفعل ؟
قد يظن البعض – للوهلة الأولى – بأن هذه القسمة - حسب الظاهر - هي عين العدل لأن العدالة في إعتقاده هي المساواة بين الناس بهذه الكيفيه وهو أمر – في إعتقادنا – غير سليم ولا هو بعادل ! .. لماذا ؟

لأننا نعتقد أنه – ولتحقيق العدالة في مثل هذه الحاله لابد أن نسأل : هل عملية التقسيم هذه تأتي هنا وفي هذا المثال من باب ( الإهداء و العطاء ) أم أنها تأتي من باب ( المقابل والجزاء ) لأنهم شركاء في إنتاجها ؟

فإذا كانت من باب الهدية والعطاء - لا من باب الأجر والجزاء - فقد يعتقد البعض هنا أيضا ً وللوهلة الأولى أنها قسمة عادله – أي بقسمتها بينهم بالتساوي - إذ أن لا أحد منهم بذل جهدا ً في إنتاجها .. وهذا يصح إذا كانت ظروفهم وإحتياجاتهم متساوية بالفعل ولكن ماذا لو كانت ظروفهم غير متساوية وكانت حاجة أحدهم للخبز أكثر من حاجتهم جميعا ً كأن يكون أحدهم له زوجة وأربعة أولاد وهم لا زوجات لهم ولا أولاد ؟ .. فماهو الحل ؟ وماهي القسمة العادله في هذه الحاله ؟ .. وهل من الإنصاف والعداله أن نغض الطرف هنا وفي مثل هذه الحاله عن إحتياجات الأفراد الفعليه عند القسمة وخصوصا ً أن هذه القسمة تأتي من باب الوهب والعطاء لا من باب الأجر والجزاء ؟ .

وجوابي هنا أنه لابد من مراعاة الفروق في الإحتياجات بين أطراف القسمة في مثل هذه الحالات والتقسيمات المبنية على الوهب والعطاء لا على الأجر والجزاء أي لابد أن تكون ( الحاجة ) هنا هي معيار التقسيم فالمرء وحاجته أي أن (( لكل ٍ بحسب حاجته )) ! .. فيكون نصيب الفرد المتزوج والذي له أولاد أكثر من غيره كأن يكون – في أحسن الأحوال - نصيبه 6 أرغفة على حسب عدد أفراد عائلته ويكون للأربعة الآخرين رغيف واحد لكل منهم ! .. أما إذا كانت القسمة هنا من باب الأجر والجزاء وكان هؤلاء الأفراد شركاء في عملية إنتاج الخبز ومع إفتراض أنهم في ملكية أدوات إنتاج الخبز ( كالفرن ومحل العمل ) والمواد الأوليه اللازمه لإنتاجه ( كالدقيق والملح والماء والخميره ... إلخ ) سواسيه - وليست ملكا ً لأحدهم أو لطرف آخر ليس أحدهم فإن البعض هنا أيضا ً – وللوهلة الأولى – قد يعتقد أن التقسيم العادل هنا – أي توزيع ناتج الإنتاج ( الخبز ) – بالمساواة بين هؤلاء المنتجين بشكل تام بحيث يكون لكل منهم رغيفان ! .. ولكن ماذا لو كانت مجهوداتهم في عملية صناعة الخبز لم تكن متساويه .. والأوقات التي قضاها كل منهم ليست متساويه !؟؟ .. فهل من العدالة عندها أن تكون أجورهم وحصصهم متساويه !؟ .. والجواب في إعتقادي أن العدالة في مثل هذه الحاله تقتضي أن يكون معيار القسمه هنا هو ( الجهد ) فالمرء وجهده وعطاؤه أي أن (( لكل ٍ بحسب جهده )) ومن الظلم هنا أن يكون هؤلاء الشركاء في ناتج الإنتاج سواسيه فهي عندئذ ستكون قسمة ضيزى وظالمه ! .. وهنا قد يرد سؤال آخر – وهو السؤال نفسه الذي أوردناه عند القسمة في حالة الوهب والعطاء - وهو : ماذا لو كانت ظروف هؤلاء الشركاء في الواقع ليست سواء وكانت حاجة أحدهم للخبز أكثر من حاجتهم جميعا ً كأن يكون أحدهم له زوجة وأربعة أولاد وهم لا زوجات لهم ولا أولاد ؟ .. فماهو الحل ؟ وماهي القسمة العادله في هذه الحاله ؟ .. هل نعود هنا إلى معيار الحاجه ؟

وجوابي هنا .. لا .. فالعدالة الصارمه في هذه الحالة تقتضي أن يكون نصيب كل فرد بحسب إنتاجه وجهده وما بذله في العمليه الإنتاجيه من وقته وطاقته لا بحسب حاجته ! .. فهو إذا أراد كفاية حاجته وحاجة عائلته فعليه أن يحاول أن يزيد من نصيبه في الإنتاج من خلال زيادة جهده .. وهنا أيضا ً يأتي دور التسامح والإحسان ودور الرحمه والتكافل الإنساني والتضامن الإجتماعي من أجل مساعدة المحتاجين والعاجزين عن إشباع حاجاتهم وحاجات من يعولون .. وفي رأيي أننا هنا - وفي مثل هذه الحاله - نكون قد خرجنا في حديثنا وبحثنا من الحديث عن موضوع ( العدل ) والحديث عن الميزان والقسمه والعداله الموضوعيه إلى موضوع آخر وهو موضوع ( الفضل ) والحديث عن الإحسان والرحمه والكفاله الإجتماعيه (2) .. وهو موضوع مهم آخر وضروري للغاية ولكنه - في إعتقادي - لا يدخل في مجال تحقيق القسط والعداله .
وللحديث بقيه ....

(1) قد يظن البعض أن هذا الموضوع هو موضوع فلسفي بحت وليس له أية أثار عمليه على حياة الناس وليس هذا بصحيح فإن سياسات الدول ونظمها الإقتصاديه والسياسيه تقوم على مفاهيم العداله والمساواة عند من يصوغون التشريعات ويقررون السياسات وهو ما سنتطرق إليه لاحقا ً
(2) جاء في القرآن الكريم : (( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى .. وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي .. يعظكم لعلكم تذكرون )) ( النحل : 90 ) .. فالعدل غير الإحسان .. لأن العدل هو أن تعامل العاملين بالقسط فتـُعطيهم ما يستحقون من الأجر والمال بحسب جهدهم وعملهم من باب الجزاء وشراء الجهد أما الإحسان فهو أن تعطيهم حقهم وزياده – أي أكثر من حقهم – بالنظر إلى إحتياجاتهم الفعليه وبهدف التوسعه عليهم .



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل النظام الرأسمالي ينهار حقا ً !؟


المزيد.....




- شركة روسية تعلن عن حاسب لوحي بمواصفات منافسة
- طريقة مبتكرة لزيادة إنتاجية محاصيل القمح حول العالم
- إعلام: -ماكدونالدز- تسجل انخفاضا مفاجئا في مبيعاتها العالمية ...
- إطلاق مشروع بناء ناطحة سحاب تحمل علامة -ترامب- التجارية في د ...
- دوري المؤتمر الأوروبي.. تشيلسي يضع قدما في النهائي وبيتيس يه ...
- سلطان الجابر يبحث سبل تعزيز الشراكة بين -أدنوك- و-OMV-
- المستهلك الأميركي.. هل هو الخاسر الأكبر من سياسات ترامب؟
- زخم اليورو.. هل هو بداية لاتجاه طويل الأجل؟
- نمو اقتصاد السعودية 2.7% بالربع الأول بدعم القطاع غير النفطي ...
- الصين تحشد العالم ضد واشنطن بينما يوسع ترامب صفقاته التجارية ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سليم نصر الرقعي - المساواه أم العداله !!؟؟