أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - خواطر وأسئلة عن التجربة الصينية !؟















المزيد.....


خواطر وأسئلة عن التجربة الصينية !؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 2901 - 2010 / 1 / 28 - 18:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


- ثورة "دينغ" .. الرجل الذي حرر الصين من "الماويه" ومن مقولات الكتاب الأحمر! -

إستطاعت الصين "الشعبية" "الشيوعية" في عهد "دينغ" أي بعد الكارثة والمجاعة التي لحقت بها بسبب تجارب "ماو" الإشتراكية الفاشلة والمفقره تحت مسمى "الكيمونات الشعبيه!" [1] وثورته الثقافية المدمرة ومقولات كتابه الأحمر أن تتحول في غضون ثلاثين عام فقط إلى هذا العملاق الإقتصادي المهيب والمثير للإعجاب إقتصاديا ً بل وأن تصبح أغنى دولة "شيوعية" في التاريخ وتتحول إلى قوة إقتصادية هائلة تتقدم على روسيا وتنافس أمريكا واليابان ! .. فلماذا وكيف!؟.

ماهو سر العملاق الإقتصادي الصيني !؟ .. وهل لازالت الصين "ماوية" !؟
السبب الأساسي من وجهة نظري في نهوض الصين الحالي هو التحرر من قيود "الإيديولوجيا" الشيوعية الطوباوية ومن كمامة وحبس مقولات "الكتاب الأحمر" الخانقة للإقتصاد ومن تعليمات وهرطقة "ماو" الثورية الخيالية وتجاربه الشعبوية الإشتراكية الفاشلة!.
السبب هو تحرير المجتمع الصيني والإنسان الصيني والإقتصاد الصيني والعقل الصيني من مقولات "ماو" وكتابه الأحمر وبالتالي الأخذ بنظام السوق الرأسمالي والسماح بوجود هامش من حرية التعبير للصينيين!.
السبب الرئيسي هو وجود قيادي ألمعي وجرئ وثوري وعملي مثل "دينغ شياوبينغ" الذي غلب مصالح الصينيين على عقائد الماويين والشيوعيين وحرر الإقتصاد الصيني بعد توليه السلطة عام 1978 من ثقل وقيود الإيديولوجيا الماوية وتوجيهات وتعليمات "قائد الثورة الصينية" "ماوتسي تونغ" وأفكاره الطوباوية ومقولات كتابه الأحمر وفكره الشعبوي وشر الوحدات الزراعية الجماعية الشعبية القصرية الفاشلة والمدمرة للإقتصاد!.
السبب الأساسي إذن هو الحرية .. نعم الحريه التي تحققت للصينيين بثورة التصحيح التي قادها "دينغ" وحرر بها شعبه ومجتمعه وإقتصاد بلده من مقولات وأفكار وأغلال "الكتاب الأحمر" الطوباوية!.. وخلصه من شر تجارب وتوجيهات "ماو" ولجانه ومحاكمه الثورية! [2].

"إن الفتنة التي خلفها عصر "ماو" وثورته الثقافية المرعبة غرست في قطاع عريض من الناس تقديراً عميقاً للاستقرار وللحرية وتوقاً إلى العمل بلا تدخلات حكومية وسياسية في حياتهم .. ولقد نجح "دينغ" في استثمار سأم الناس ومللهم من الثورة والتجارب الثورية والشعبوية الفاشلة لماو! .. فعمل على تقليص الدور الذي تلعبه السياسة والدولة في الحياة الخاصة للناس وبالتالي تحريرهم على النحو الذي يسمح لهم بإطلاق طاقاتهم الكامنة في ملاحقة أهدافهم الخاصة.. فضلا ً عن فتح الأسواق وتحرير الإقتصاد أمام الطموحات الفردية والإستثمارات الخارجية!."[3]

"دينغ" الذي كان موضع شك من قبل الزعيم "ماو" وكان شخصا ً بغيضا ً بالنسبة لرجال الحرس "الماوي" القديم بسبب أراءه التحررية ورؤيته العملية بالرغم من أنه كان من قدامى الشيوعيين ولكنه كان هو الرجل المناسب لإجراء التصحيح الكبير والتغيير الجوهري الذي أنقذ الصين من الدمار الهائل الوشيك بسبب مضاعفات وأفكار وتجارب "ماو" وتعصبه الإيديولوجي!! .. فالعم "ماو" وإن كان هو بطل تحرير الصين من الإحتلال الياباني وبطل وحدتها الوطنية ومحررها من هيمنة الإقطاع الزراعي التقليدي وإن كان يصلح لقيادة حركة تحرر وزعامة ثورة مسلحة وحرب عصابات فهو بالتأكيد لم يكن رجل دولة ولا رجل إقتصاد!! .. فليس كل من يكون صالحا ً للعمل الثوري والإنقلابي والعسكري هو بالضرورة صالح لقيادة دولة والنهوض بأمة فلكل مقام رجال ولكل مرحلة رجالها !! .. وبالتأكيد أيضا ً بأنه لولا ثورة "دينغ" التصحيحية - أو إن شئت "الرأسمالية!!" [4] - لكان مصير الصين الإنهيار المحتوم بل إن "دينغ" لم ينقذ الصين وحدها بل أيضا ً أنقذ "الشيوعيين" من المصير المجهول ومن ثورة الجياع والدوس بأقدام الجماهير الشعبية الغاضبة إذا خرجت من عقالها بسبب الفشل الإقتصادي الذريع الذي كانت تعاني منه الصين بسبب التمسك بمقولات "الكتاب الأحمر" الطوباوية وبسبب التحجر الإيديولوجي المفسد والمميت!.... ولهذا خاطب "دينغ" الصينيين بمنطق عملي عقلاني في سبيل فتح الباب أمام الصينيين لدخول ميدان إقتصاد السوق الطبيعي والتجارة الحرة فذكر مثلا ً صينيا ً شهيرا ً أوضح فيه فلسفته في التغيير حيث قال :
(لا يهم إن كانت القطة بيضاء أم رقطاء ولكن المهم أن تكون قادرة على إصطياد الفئران !)
وهو يعني هنا بأنه ليس المهم شكلانية ولون الوسائل المستخدمة ولكن المهم فاعليتها وكفاءتها في أداء المهام وتحقيق الأغراض منها وفي تحقيق النفع العام للبلاد! .. فالإشتراكية ونظام المزارع والمصانع الجماعية والشعبية التشاركية أثبتت فشلها وعدم فاعليتها وعدم إنتاجيتها وزادت الصينين فقرا ً على فقر بعكس الرأسمالية وإقتصاد السوق المتسمة بالإنتاج والفاعلية وتحقيق الرفاهية النسبية لأكبر قدرممكن من المواطنين خصوصا ً إذا صاحب ذلك نظام للضرائب التصاعدية ونظام للضمان الإجتماعي والرعاية الإجتماعية كما هو في أوروبا الغربية! .. لذلك فقد قالها "دينغ" بكل صراحة ووضوح عام 1978 : (ان الوقائع هي معيار الحقائق منذ اليوم!) بمعنى أن المعيار ليست الإيديولوجيا أو النظريات والعقائد السياسية ومقولات "ماو" وكتابه ألأحمر التي ثبت فشلها عند التطبيق!.. بل المعيار هو النتائج والمردود الفعلي الملموس!.
ولقد صفق معظم الصينيين لزعيم ثورة التصحيح بل ثورة التحرير الثانية "دينغ" حيث أن "ماو" وإن كان قد نجح في تحرير الصين من الإستعمار الياباني والإقطاع الزراعي ووحد الصين لكنه أوقع الصينيين تحت طائلة سلطان الدولة وأخضعهم لتجارب الإشتراكية المفقرة وحبسهم في مقولات الكتاب الأحمر المدمرة! .. فكانت خيبة الأمل كبيرة والإخفاقات كثيرة والمضاعفات خطيرة فجاء "دينغ" في الوقت المناسب ليحررهم من هذا الجمود والتكلس والفشل "الماوي" العتيد من خلال تبني إقتصاد السوق والإستفادة من الرأسمالية ومن التقدم التقني والإداري والتنظيمي والتقنيني في الغرب الرأسمالي الليبرالي المتفوق!.
هل ستصبح الصين ديموقراطية تعددية على النمط الغربي !؟؟
صحيح أن "الصين" لم تتحول بعد إلى نظام ديموقراطي تعددي من الناحية السياسية ولكنها تحولت إلى إقتصاد السوق أي إلى التجربة الرأسمالية وتركت التجربة الشعبية الجماعية الإشتراكية الفاشلة وراء ظهرها ولكن دون حاجة ملحة إلى إستعارة النظام السياسي الغربي كنظام للحكم .. ويبدو بالنظر إلى التجربة الصينية وبعض التجارب الأخرى أن ليست الديموقراطية التعددية الحزبية شرطا ً ضروريا ً لتقدم ونمو الإقتصاد الوطني وشيوع الرفاهية الإجتماعية ولكن بلا شك فإن هناك قدرا ً من "الحرية الفكرية والإعلامية والإقتصادية" الضرورية التي لا يمكن تصور حصول هذا النمو الإقتصادي والتقدم الحضاري والعمراني بدون توفرها في المجتمع وهذا ما تحقق في الصين بعد ثورة التصحيح التي قادها "دينغ" وهو ما سمح بحصول كل هذا النمو الإقتصادي والتقدم العمراني الكبير المشهود! .. ولكن يجب أن لا ننسى هنا أثر عدد السكان في إتساع حجم السوق وبالتالي في نمو حجم الناتج القومي وتقدم وضخامة الإقتصاد الوطني! .. فالتاجر أو الصانع الذي يعمل في سوق ضخمة وكبيرة يكون من الطبيعي ناتجه أكبر وأضخم ممن يعمل وينتج في سوق محدودة الزبائن وفي بلد محدود السكان أو يعاني من فقر سكاني – مثل ليبيا - حتى لو كان دخل هؤلاء السكان مرتفعا ً!! .. فالصين قنبلة بشرية وطاقة بشرية هائلة بل وسوق كبير ومتسع مع إتساع وكثافة السكان! .. وأخشى ما أخشاه أن تتغلغل الرأسمالية في العقلية والنفسية الصينية وتحول الصين شيئا ً فشيئا ً إلى دولة "إمبريالية" تغزو الدول الأخرى طلبا ً للموارد الأولية وبحثا ً عن أسواق لمنتجاتها كما فعلت الدول الغربية الرأسمالية زمن الإستعمار وكما تفعل الآن تحت ألف ستار وستار! .. فالرأسمالية – على الرغم من أهميتها وضرورتها للنمو والتقدم – فإنها مع كل فوائدها إذا لم يتم ضبطها وكبح جماحها بالأخلاق والقوانين فقد تنقلب إلى وحش كاسر نهم يلتهم الأخضر واليابس وهذا ما يفعله "الإسلام" مع "الرأسمالية الطبيعية" فهو يسمح بها من حيث المبدأ ولكنه يحاصرها بجملة من التوجيهات الأخلاقية والتشريعات القانونية كي لا تطغى ولا يلغيها كما تفعل الشيوعية!! ...... فهل يمكن أن تغير "الرأسمالية الصينية" من طبيعة وطباع الشعب الصيني المسالم وغير العدواني وتحفزه في المستقبل للغزو والإستحواذ "الإمبريالي" كما فعلت الرأسمالية الغربيه!؟؟ .. لا أدري على وجه اليقين !!؟ .. ولا أدري كذلك هل سيستمر صعود الصين الإقتصادي أم أنها ستصل إلى حد أعلى من النمو الإقتصادي ثم تنهار!!؟ .. ولا أدري هل سينتهي هذا النمو المطرد في الإقتصاد والتقدم الصناعي والنمو الإجتماعي ونمو الطبقة الوسطى والرأسمالية إلى إقامة نظام ديموقراطي تعددي حزبي على النمط الغربي أو الياباني أم لا!!؟؟ .. وهل سيصلح هكذا نظام لأمة يقارب عدد سكانها المليارين نسمة !!؟ .. لست أدري !!؟.
هل الصين لا زالت بالفعل على شيوعيتها !؟
لست متأكدا ً من دقة وصحة إعتبار الصين – بعد التعديلات أو الإنقلابات التي جرت - دولة "شيوعية" بالفعل ؟ .. كيف؟ وهي تتبنى اليوم إقتصاد السوق والنمط الراسمالي التجاري الذي يقوم على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج وعلى ألية الربح وهذا يتناقض جوهريا ً وجذريا ًمع أسس الشيوعية بوجه عام ومع أسس الماركسية بشكل خاص؟ .. ومع هذا التناقض الإيديولوجي الصارخ والعجيب فقد حافظت النخبة الحاكمة في الصين – أي قيادة الحزب الشيوعي والجيش الصيني – على المظهر الشيوعي العام للنظام وعلى الشعارات الشيوعية في الشق السياسي وأطلقت العنان للسوق في الإقتصاد!؟ .. فنجح الشيوعيون في الإفلات من ريح التغيير الجذري التي أطاحت بالغالبية العظمى من دول المعسكر الإشتراكي الشيوعي المنهار وعلى رأسه "الإتحاد السوفيتي" أواخر حقبة الثمانينيات من القرن المنصرم !؟ .. فلماذا لم تلغ الصين شيوعيتها وتتخلص من "ماو" نهائيا ً وتنبذ تركته كلها وتتخلص من الجمل المريض بما حمل!؟ هل لأن الشيوعيين وعلى رأسهم "ماو" كانوا هم بالفعل من قاد الشعب الصيني في حركة النضال لأجل التحرر من الغزو والإستعمار الياباني ولهذا أرتبطت الشيوعية من ثم في وجدان الصينيين بذكريات حركة التحرر الوطني من الإستعمار الياباني لا بحركة التحرر الإجتماعي فقط من الإقطاع !!؟ أم لأن الطبقة الشيوعية الحاكمة في الصين من رجال الحزب الشيوعي والجيش الصيني يريدون الحفاظ على مصالحهم وإمتيازاتهم في المجتمع فتوصلوا بقيادة رجل ألمعي وعبقري ونفعي وعملي مثل "دينغ" لهذا الحل التاريخي الوسط والإتفاق الإجتماعي الضمني العجيب مع القوى الإجتماعية الكارهة للإشتراكية والطامحة للثروة بحيث يبقى الشيوعيون في السلطة ويحافظون على إمتيازاتهم في الحزب والجيش والدولة ويتركون السوق للرأسماليين والطامحين للثروة والإثراء الرأسمالي!!؟؟ .. فيحصل كلاهما على ما يريد ويشتهي !!؟ .. أم أن الشيوعيين الصينيين وصلوا بعد كل تجارب قائدهم "الملهم" "ماو" الشعبوية والإشتراكوية الفاشلة وبعد طول إلتزام بتوجيهاته الثورية وبكتابه الأحمر إلى قناعة "برجماتية" عملية مفادها أن القبول بالرأسمالية وإقتصاد السوق هو مرحلة وسطى وإنتقالية ضرورية لقيام الشيوعية في نهاية المطاف حيث أن "ماركس" فيلسوف ومنظر الشيوعية الشهير أكد بنفسه على هذه النظرية أو القناعة أي ذكر أن الشيوعية كمرحلة نهائية وحتمية وتمثل "الإنعتاق النهائي للبشر" لا يمكن أن تتحقق إلا بعد المرور بمرحلة الرأسمالية كمرحلة ضرورية نحو الشيوعية والإنعتاق النهائي من الملكيات والحكومات! .. أي أن الشيوعية لن تتحقق إلا بعد أن تنجز الرأسمالية مهامها في المجتمع بتحقيق الإنتاج الضخم والكبير من جهة وبالتسبب في التفاوت الإجتماعي الطبقي الحاد و الخطير من جهة أخرى فتكون قد إستنفدت أغراض وجودها وحان وقت سقوطها النهائي ليقوم على أنقاضها المجتمع الشيوعي الحر السعيد!!؟ .. هكذا تصور "ماركس" العملية وطريقة قيام الشيوعية وهكذا تنبأ بالمستقبل !!!؟؟ .. فهل وصل الشيوعيون الصينيون إلى هذه القناعة الماركسية الأولى وعادوا إلى الإقتناع بفكرة المراحل الحتمية التي لا يصح القفز فوقها وتجاوزها من قبل الثوريين وبالتالي ضرورة الصبر على الرأسمالية كمرحلة إنتقالية ضرورية حتى تنجز مهامها الإقتصادية والإجتماعية في الصين وتستنفد أغراضها التاريخية لتكون – من ثم - الأوضاع العامة ناضجة وجاهزة بالكامل لقيام المجتمع الشيوعي الحر السعيد حيث "الكل يعمل حسب طاقته ويأخذ حسب حاجته!!!" وحيث الكل سواسية كأسنان المشط ولتموت الرأسمالية ويموت معها "الشيطان" إلى الأبد ولتجد البشرية نفسها في نهاية التاريخ حيث الشيوعية الأبدية والسلام التام والرخاء العام والفردوس الشيوعي المفقود!!! .. ياله من حلم جميل ولذيذ لو كان قابلا ً للتحقيق بالفعل !!؟ ولكن هيهات..هيهات.. وكل ماهو آت آت! .. فالشيوعية كفكرة طوباوية نهائية نموذجية مثالية مثلها مثل الديموقراطية الشعبية المباشرة التي قال عنها فيلسوف الحكم الشعبي المباشر وأكثر من نظر لها ودافع عنها "جان جاك روسو" بأنها غير قابلة للتطبيق لأنها تحتاج إلى شعب من الآلهة!؟؟ .. ونزيد من عندنا أو شعب من "الملائكة"!! .. وكذلك الحال بالنسبة للشيوعية وأخواتها ولكل بنات عماتها وبنات خالاتها!!!؟؟.. كلها مجرد شطحات وأحلام طوباوية غير قابلة للتطبيق المفيد ! .. فهل توصل الشيوعيون الصينيون لمثل هذه القناعة؟ .. أي القبول بالرأسمالية كمرحلة ضرورية في طريق الشيوعية !!؟ .. لست أدري !! ومن يدري !!؟؟ [4].
إسقاطات التجربة الصينية الفاشلة ثم الناجحة على التجربة الليبية!؟:
ماذا يمكن أن نستفيد من التجربة الصينية ؟ وماذا يمكن أن يستفيد نظام "القذافي" الإشتراكوي الشعبوي في ليبيا من التجربتين الصينيتين الأولى أي التجربة الشعبوية الإشتراكية الفاشلة في عهد "ماو" والتي وصلت إلى طريق مسدود وأنهكت الشعب الصيني وكذلك التجربة الثانية "الرأسمالية" الإنفتاحية التصحيحة في عهد "دينغ"!؟ .

إن أول شئ نستفيده أن الشعارات الثورية المثالية "لا توكل عيش" ولا تشبع ولا تغني من جوع! .. وأن الثورة الثقافية كانت خطأ فاحشا ًوعادت بالضرر على المجتمع ككل.. وأن الإشتراكية الشعبوية ليست منتجة على المدى الطويل وهي مشروع فاشل حتما ً ويعيق الإقتصاد الطبيعي للبشر ويعيق النمو الطبيعي الإقتصادي والإجتماعي والعمراني للمجتمعات! .. وأن مقولات "الكتاب الأحمر" في الصين كما هو حال مقولات "الكتاب الأخضر" في ليبيا أصبحت بمثابة القيود والأغلال أو الحبس الحديدي الذي يعيق حركة العقل وحركة المجتمع وحركة الإقتصاد مما يعني الجمود والتكلس والإنهيار العمراني والفشل الكلوي الإقتصادي! .. وأن الأفكار الإشتراكية والشعبوية والشيوعية قد تبدو من حيث الشكل الخارجي والسطحي – وللوهلة الأولى - كأفكار وشعارات جميلة وغاياتها طيبة ونبيلة ولكنها في النهاية وعند التحقيق والتأمل العميق بل وبعد التطبيق سنكتشف أنها "مثالية" والمثالية لا تصلح للواقع ولا تصلح لإصلاح وتنمية أحوال المجتمعات البشرية خصوصا ً إذا صاحب محاولة تطبيقها التعسف والفرض الفوقي والعنف والإرهاب الثوري !!! .. وأن الحل يكون عن طريق التحرر.. التحرر من مقولات الكتاب البشري "المقدس" .. التحرر من الإيديولوجيا النظرية والفرضيات غير الواقعية! .. والتحرر من وصاية الرجل الفريد والمفكر الوحيد ! .. وأن الخطوة الأولى لابد أن تكون عن طريق تحرير الناس في ليبيا وتحريرالمجتمع الليبي والعقل الليبي والإنسان الليبي والإقتصاد الليبي من هذه كل هذه المقولات المثالية والإيديولوجية " النظرية" ومن الحبس بين دفتي "الكتاب الأخضر" ومن ثم ترك الناس أحرارا ً يفكرون ويبدعون ويتبادلون المنافع والأراء بكل حرية وإنسياب وأمان في ظل نظام من العدالة الواقعية والنسبية والممكنة بعيدا ً عن كل الشطحات الطوباوية والتنطعات الثوروية المدمرة غير البناءة! .. فالمثال يظل جميلا ً مادام مثالا ً يحفز الناس للرقي ولكن يوم ينزل للواقع يفسد ويـُفسد هذا الواقع ويتلوث بالدم !! .. وبالنهاية فليس المهم لون وشكل "القطة" هل هي حمراء أم بيضاء أم سوداء أم رقطاء وإنما المهم أن تكون قادرة على إصطياد الفئران! .. هذا هو المهم لمن أراد أن يفهم ويتعلم من تجارب السابقين والله خبر مرشد وخير معين!.
سليم نصر الرقعي
[1] شاهد هنا شريط وثائقي من مقطعين من حقبة الكميونات الشعبية والثورة الثقافيه واللجان الثوريه في عهد "ماو" :
http://www.youtube.com/watch?v=ZHyvsSQiiUc
[2] لاحظ في الشريط ذكر "اللجان الثوريه" التي أسسها "ماو" وإستعملها في "الثورة الثقافية" ولاحظ كيف أن القذافي إستعار من "ماو" هذه التسميات وهذه التطبيقات المرعبه والمروعة للشعب !!.
[3] هذه الفقره إقتبستها بتصرف من مقالة بعنوان : ما السبب وراء إزدهار الصين؟ .. تجدها على الرابط التالي :
http://www.project-syndicate.org/commentary/delury1/Arabic
[4] هذه المقالة عبارة عن سلسلة من الخواطر والأسئلة التي دارت برأسي فور مشاهدتي لشريط بعنوان "ثورة دينغ الرأسمالية!" فاحببت أن أشارك القارئ العزيز في هذه الأفكار والأسئلة لعلها تكون بداية لمناقشات ودراسات أخرى للتجربة الصينية!. شاهد هنا على اليوتوب فقرات من برنامج : ثورة "دينغ" الرأسمالية!؟ .. على الرابط التالي :
http://www.youtube.com/watch?v=UxDk08ykFOQ
[5] عندما كتبت هذا الجزء من المقالة لم أكن وقتها قد شاهدت الجزء الثاني من برنامج "ثورة دينغ" ولكن بعد المشاهدة إتضح لي أن بعض الشيوعيين الإصلاحيين الصينيين الذين ساندوا "دينغ" كانوا بالفعل قد ذهبوا إلى هذه القناعة الإيديولوجية التي ذكرتها آنفا ً كمبرر "إيديولوجي" لتعطيل المسار الإشتراكي وهي ضرورة القبول بالرأسمالية كمرحلة ضرورية في طريق الشيوعية وفقا ً للتسلسل الحتمي والتاريخي والجدلي لقانون تطور المجتمعات البشرية الذي ذكره وتصوره "ماركس" في نظرياته أي بعكس وخلاف رؤية الشيوعيين الثوريين (اللينينين) الذين يعتقدون صحة نظرية "لينين" في إمكانية حرق المراحل والقفز فوقها بفعل الثورة والإرادة الثورية!.. ونحن بالطبع نرفض هذا التسلسل الذي ذكره "ماركس" والذي كذبه الواقع حيث لم تحدث الثورة الشيوعية في "بريطانيا" كما توقع "ماركس" ولم تنجح الشيوعية في أي مكان في عالم وحتى الصينيون نجحوا في الإقتصاد عندما ركبوا حصان "الرأسماليه" .. وربما بنية أن يكون لهم هذا المركوب بمثابة "حصان طرواده" !!؟؟.



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الحريات في ظل الإحتلال أفضل منها في ظل الإستقلال !؟
- إصلاح أحوال النخبه أولا ً !؟
- الطبقية أمر طبيعي وحتمي !؟
- المساواه أم العداله !!؟؟
- هل النظام الرأسمالي ينهار حقا ً !؟


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - خواطر وأسئلة عن التجربة الصينية !؟