أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - نحو مؤتمر وطني مناهض للتطبيع ..















المزيد.....

نحو مؤتمر وطني مناهض للتطبيع ..


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2921 - 2010 / 2 / 18 - 10:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


....لا نعتقد أن عقد مؤتمر وطني لمناهضة التطبيع،من شأنه أن يخلق موقف موحد جمعي شعبي ورسمي وحتى فصائلي من قضية التطبيع،ولكن ما نهدف إليه هو إيجاد حالة توافقية فلسطينية، ثوابت وخطوط حمراء ومرجعيات واضحة ومحددة من ولما لهذه القضية الهامة والخطيرة من تداعيات ذات تأثيرات عميقة تطال الوعي والثقافة والوجود الفلسطيني،فنحن ندرك جيداً أن الساحة الفلسطينية منقسمة سياسياً ومنفصلة جغرافياً،وهذا له تداعياته ومخاطره لجهة نظم موقف متطابق من هذه القضية،فصحيح أن المفاهيم من هذه القضية الجوهرية مختلطة باختلاط المواقف والمنطلقات والمصالح،ولكن ما هو صحيح ومهم أن العامل الحاسم في هذه القضية المفصلية والجوهرية هو الناس والجماهير التي تحتاج الى التواجد بينها من أجل فصل موقفها عن موقف السلطة وأحزاب التطبيع،فالسلطة المكبلة بالاتفاقيات السياسية والاقتصادية هي بلدوزر التطبيع الممنهج،والأحزاب والقوى السياسية الفلسطينية بمختلف ألوان طيفها السياسي، موقفها من هذه القضية فيه الكثير من البهوت وعدم الوضوح وعدم الجدية،أي أن مناهضة التطبيع في أوساطها،ما زال على شكل جنين يحبو،ويبقى من السهل تفريغه من محتواه.
وفي الورشة المحدودة التي بادرت إلى إقامتها لجنة الدفاع عن الأراضي المحتلة فلسطين والجولان بتاريخ 23/1/2010 في مقر اتحاد لجان العمل الصحي بالبيرة وبحضور معظم القوى الوطنية وغياب فتح وحماس رغم دعوتهما،وحضور وفد من الجولان وعدد محدود من المناهضين للتطبيع،كورشة عصف ذهني تكون مقدمة لعقد مؤتمر وطني مناهض للتطبيع،تسعى لعقده لجنة الدفاع عن الأراضي المحتلة فلسطين والجولان في النصف الثاني من شهر نيسان القادم، تشارك فيه كل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني وطنية وإسلامية والإتحادات الشعبية والنقابات والمؤسسات الأهلية والمنظمات غير الحكومية المناهضة للتطبيع،بغرض الخروج بموقف توافقي ورؤيا موحدة ومرجعيات واضحة من هذه القضية المفصلية،بحيث ترسم حدود وتضع خطوط واضحة تشكل سداً منيعاً أمام كل من يحاول اختراق هذا الموقف أو الالتفاف عليه أو يحاول تفريغه من مضمونه.
وقد لمسنا من خلال الورشة أن الجميع ضد التطبيع بعموميته،وإن برزت بعض التباينات والمسافات حول من هو الشكل الرئيسي للتطبيع فالبعض اعتبر التطبيع السياسي هو الشكل الرئيسي والخطر الداهم والجدي،في حين رأى آخرون ذلك الخطر في التطبيع الثقافي،وبغض النظر عن صوابية وجهة النظر هذه أو تلك،يتوجب علينا حتى نحسم الموقف وننحاز لهذه الرؤيا أو تلك، أن نحدد مفهوم التطبيع ومخاطره ومظاهره وما هي الإستراتيجيات أو الرؤى التي يجب استخدامها في مناهضة التطبيع،وأيضاً بسبب حالة التوهان والإنفلات التطبيعي واختلاط المفاهيم الوطنية،غابت المرجعيات،بل وأصبحت الساحة الفلسطينية أقرب إلى السوق"والبزنس" الكل يتاجر يبيع ويشتري لمصالحه وحسابه الخاص بلا ضوابط وبلا مرجعيات، يختلق الحجج والذرائع لممارساته وانتهاكه السافر للثوابت والخطوط الحمراء ويغلف ذلك بالمصالح العليا للشعب الفلسطيني،بحيث أضحى التنسيق الأمني يدخل في صلب تلك المصالح.
واستناداً لذلك فأنني أعرف التطبيع بالمفهوم العام مع الاحتلال الإسرائيلي والذي بدأ الحديث عنه مع توقيع اتفاقيات كامب ديفيد عام 1979 هو"إقامة علاقات سياسية،اقتصادية،ثقافية،واجتماعية واكاديمية طبيعية بين الدول العربية وإسرائيل قبل تحقيق السلام الشامل والعادل،وبالتالي فإن التطبيع مع إسرائيل يعني قيام علاقات طبيعية في واقع وشروط غير طبيعية.
ومن الهام جداً القول بأن التطبيع مع إسرائيل بعد أوسلو،قد اختلف بشكل كبير جداً عن مرحلة ما قبل أوسلو،فأسلو كبل الجانب الفلسطيني بالكثير من القيود السياسية والاقتصادية على وجه الخصوص،فعلى سبيل المثال لا الحصر،يحظر على الطرف الفلسطيني القول العدو الإسرائيلي،واستبدال ذلك بالطرف الآخر،وعدم وصف من يسقطون بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي بالشهداء،ولعل الجميع يذكر الوقاحة الإسرائيلية،عندما اتهموا الرئيس عباس ورئيس وزرائه فياض بالتحريض ودعم وتشجيع"الإرهاب" والمقصود المقاومة،وذلك لكون الأول وافق على إطلاق اسم الشهيدة دلال المغربي على أحد الميادين في رام الله،والأخر وصف المقاومين الثلاثة الذين اغتالتهم إسرائيل بدم بارد في مدينة نابلس عقب قتل مستوطن إسرائيلي في طولكرم بالشهداء،وكذلك في الجغرافيا الفلسطينية،يحظر على الفلسطينيين في منهاجهم الدراسي،القول بأن مدن عكا ويافا واللد والرملة وغيرها من مدن الداخل الفلسطيني مدن فلسطينية،كما أن اتفاقية باريس الاقتصادي،تلزم الطرف الفلسطيني بإقامة المشاريع الاقتصادية المشتركة،وكذلك إقامة علاقات بين المؤسسات والاتحادات الشعبية الفلسطينية والإسرائيلية وغيرها.
ان الداعين إلى التطبيع مع إسرائيل عرب وفلسطينيين،ينطلقون في دعوهم بأنه علينا أن نكون واقعين وعقلانيين وأن نتعامل مع الواقع،وأنا أرى أن مرد ذلك يعود الى ثقافة الهزيمة،ثقافة الإستسلام والتسليم بالأمر الواقع،والتي أرسى دعائمها المغدور السادات بالقول أن 99% من أوراق الحل بيد أمريكا وإسرائيل،ومن جاؤوا بعده من قيادات النظام الرسمي العربي،صاروا على نفس النهج،وأرسو مدرسة تطبيعية عنوانها الخنوع والاستسلام،مدرسة التفاوض من أجل التفاوض،وأي تفكير أو بحث خارج عن هذا الإطار،هو تطرف وعدم عقلانية وواقعية و"إضرار بالمصالح العربية"،ونحن شهدنا الهجمة الشرسة التي شنها النظام الرسمي العربي على دعاة نهج وخيار المقاومة على الساحة العربية بدءً من حزب الله وزعيمه سماحة الشيخ حسن نصر الله والذي وصفوه بالمغامر وأبعد من ذلك، وكذلك فصائل المقاومة الفلسطينية.
اذاً،التطبيع هنا يصبح آلية سياسية وثقافية واقتصادية تستهدف القفز عن الجذور والأسباب التاريخية للصراع وأيضاً التعامل مع نتائج الأمر الواقع باعتبارها معطيات طبيعية،بمعنى تكريس نتائج الحروب العدوانية الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني والأمة العربية والقبول بتلك النتائج باعتبارها حقوق إسرائيلية مكتسبة.
ولعل أخطر ما تحمله وتهدف إليه سياسة وثقافة التطبيع هو فرض التعامل مع إسرائيل كدولة طبيعية وكأن الصراع معها انتهى،وهذا جوهر ما قامت عليه خطة الرئيس الأمريكي "أوباما" وقف الاستيطان مقابل التطبيع الشامل مع العالم العربي،أي تشريع وتكريس الاحتلال وتأبيده،وأبعد من ذلك توفير الغطاء السياسي والثقافي لذلك الاحتلال ،ونزع الأبعاد السياسية والثقافية والأخلاقية عن شرعية النضال الفلسطيني لإنهاء الاحتلال.
ومن هنا فإنني أجد مبادرة لجنة الدفاع عن الأراضي المحتلة فلسطين والجولان،لعقد مؤتمر وطني مناهض للتطبيع في النصف الثاني أو الثلث الأخير من شهر نيسان القادم،مبادرة على درجة عالية من الأهمية،لما لقضية التطبيع من أهمية وخطورة وتداعيات على الوعي والثقافة والوجود والمشروع الوطني الفلسطيني،على كل القوى السياسية الفلسطينية وطنية وإسلامية،أن تشارك في هذا المؤتمر بفاعلية وبشكل مقرر من خلال فرز ممثليها للجنة التحضيرية المنوي تشكيلها لعقد هذا المؤتمر،من أجل تحديد المرجعيات والاتفاق على أشكال النضال لمواجهة التطبيع ومهام العمل التي يجب الاتفاق عليها والتي تخدم حقوق الشعب الفلسطيني والمرتبطة بهذا الصراع،وكذلك تحديد مظاهر التطبيع من أجل العمل على مواجهتها ورسم استراتيجيات العمل لمناهضة التطبيع على المستويات الفلسطينية والعربية والدولية.

القدس- فلسطين
18/2/2010
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس معارك في كل الاتجاهات/ هدم منازل ...حفريات ....مصادرات ...
- لماذا التقرير والنشر الآن ..؟؟
- من ذاكرة الأسر/ الأسير المجاهد ابراهيم بارود يدخل عامه الاعت ...
- من ذاكرة الأسر/ الأسير المناضل ناصر عبد ربه يدخل عامه الاعتق ...
- المفاوضات مارثون غير منتهي ..
- من ذاكرة الأسر/ الأسير المجاهد فؤاد الرازم يدخل عامه الإعتقا ...
- من ذاكرة الأسر/ الأسير المناضل حسام شاهين يدخل عامه الإعتقال ...
- من ينقذنا من جهلنا وتخلفنا ...؟؟
- صفحات مشرقة من ذاكرة الأسر/ الأسير المناضل كريم يونس ..
- جولات ميتشل والفشل المحتوم ..
- الأسير المناضل علي جردات والاعتقال الاداري ..
- لماذا استهداف الشيخ رائد صلاح وقيادات الداخل ..؟؟
- مقارنة بين أردوغان وبين-أبو الغيط- ...
- الرئيس أبو مازن ورئيس الوزراء فياض متهمون بالتحريض ..؟؟
- القدس والضفة الغربية معركتنا الأساسية ..
- فتاوي على مقاسات أنظمتهم ..
- لماذا العودة الى دهاليز المفاوضات الثنائية ..؟؟
- حصاد عام فلسطيني منصرم
- سياسة الأهمال الطبي في السجون/ الأسير محمد الريماوي نموذجاً ...
- بعد عام على العدوان/ العدوان والحصار مستمرين


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - نحو مؤتمر وطني مناهض للتطبيع ..