أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مدحت قلادة - فى ذكرى الاربعين مواقف حياتية لرجل عظيم عايش















المزيد.....

فى ذكرى الاربعين مواقف حياتية لرجل عظيم عايش


مدحت قلادة

الحوار المتمدن-العدد: 2913 - 2010 / 2 / 10 - 14:11
المحور: سيرة ذاتية
    


إن جفت دموع العين فلن تجف دموع القلب في رثاء أب روحي ليس لي فقط!! بل لكل أقباط العالم!! أب فريد يحمل من الصفات ما يجود به الزمن كل عدة قرون. عايشت المهندس عدلي في فترة ساخنة من حياته فيها الكثير من التجارب والمواقف التي تعكس هويته، فترة كفاح من أجل أقباط مصر، فترة حافلة بالمؤتمرات والحوارات واللقاءات مع مسؤولين رسميين بالدولة، وغير رسميين، أو إعلاميين، فترة ثمينة بالفكر والتصدي للمواقف الصعبة.
أثناء التحضير لمؤتمر 2004 اتصل به أحد الكتاب ليتدخل في تغيير اسم المؤتمر فلم يفلح.. اتصل عدة مرات محاولاً التدخل في قرارات المؤتمر ولم يفلح.. أخيراً بعد فشله طلب من المهندس عدلي ألا تنص قرارات المؤتمر على كلمة اضطهاد فأدرك المهندس عدلي الرسالة جيداً وجاءت في قرارات المؤتمر عبارة "إن ما يعانيه أقباط مصر هو اضطهاد وليس تمييزاً كما يدع البعض".
يوم 6 يناير 2005 وصل فاكس من أحد الأقباط يحمل عبارات من النقد للمهندس عدلي فأخذ الفاكس وعلَم على الجمل الغير لائقة فإذ بهم اثنين وعشرون جملة.. وجاء رد فعل م. عدلي: (بالطبع يوجد من لا يتفق معنا.. ومعهم حق.. ولكن من لا يتفق معنا فليؤسس بنفسه منظمة قبطية.. فمن المصلحة وجود عشر منظمات قبطية في كل بلد فهذا إضافة للعمل القبطي).
كان المهندس عدلي يتصل تليفونياً من 4 إلى 5 ساعات يومياً ، وكان يستمع لشكوى البعض من أمور مختلفة، وكان يكرر هذه الجملة يومياً عشرات المرات: (لا يوجد شخص كامل فالشخص س يؤيدنا بنسبة عشرة بالمائة والآخر عشرون، وآخر خمسون، وبالنهاية فجميعهم إضافة لنا يجب أن نهتم بالعمل ونترك الشكليات).
نتيجة لتعب المهندس عدلي في التحضير لمؤتمر سبتمبر 2004 قد أُرهق ونصحه طبيبه بتقليل ساعات العمل ولكنه لم يستمع لنصائح الأطباء مما اضطره لحضور مؤتمر 2004 على كرسِ متحرك.
حضر نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان وتقابل المهندس عدلي معه ثلاث مرات (أدعوك لمقابلة أعضاء المجلس القومي لحقوق الإنسان بمصر) فرد المهندس عدلي: (لن احضر لانكم لا تملكون من أمركم شيء!!) ولم يجامله).
حضر احد اعضاء لجنة السياسات مؤتمر الأقباط في نيوجيرسي وألقى المهندس عدلي الكلمة في المؤتمر فإذ بكلمته تحمل في طياتها تهديد للأقباط، وتحملهم مسؤولية اضطهادهم فإذ بالمهندس عدلي يتصدى كالأسد للدفاع عن أقباط مصر.
تم فضح السعودية على يد مهندس عدلي كمصدر رئيسي لمتاعب أقباط مصر وأن التغلغل الوهابي هو الذي أفسد أولى الأمر وحول مصر إلى مستعمرة وهابية!! كان هو أول من فضح دور المملكة الوهابية ونشرها الأيديولوجية المتطرفة بين المصريين وشحنتهم بكم من الحقد والكراهية لشريك الوطن.. ولكننا كشباب لا نملك الخبرة ولا الحنكة ولا بعد الرؤية التي يملكها المهندس عدلي اعترضنا على تلك الرؤية بقولنا له: (لماذا نفتح جبهة أخرى؟!! فلنركز على مصر) فما كان منه إلا أن شرح لنا بالتفصيل دور السعودية المخرب لمصر والمنطقة وصدقت رؤيته فكل المصريين الشرفاء والوطنيين بالمنطقة يذكرون بعده دور السعودية المخرب للمنطقة وللعالم أجمع ومازالت السعودية نفسها تئن من الوهابية كما انت من الاخوان كما ذكر الامير نايف وزير الداخلية السعودى عن الاخوان " اعتقدنا انهم سبب عزاء ولكنهم سبب وباء " .
تابع مهندس عدلي بكل جوانحه كل مؤتمراته، وشرح لنا كيفية إرسال دعاوى للكتاب والنشطاء وأعداد كبيرة للحضور للمؤتمرات، فذكرت له ذات يوم يابشمهندس ممكن أن يندس بين المدعوين مخابرات ورجال أمن... فكان رده في حكمة وجيزة "الحديد موصل للحرارة" ليتهم يحضروا لينقلوا لهم ما نقوله بصدق وموضوعية.
بعد نجاح مؤتمر واشنطن عام 2005 فى رفع القضية القبطية عالميا اخبرة المتحدث باسم المؤتمر انه ذاهب لمصر فرفض المهندس عدلى ذلك واصر على رفضة فقال له يا اينى مش هايدولك حاجة مشاكل الاقباط معروفة للجميع مش محتاجة حوارات ونقاشات وقال له انا مش موافق اخبره لو نجحت تعالى قابلنى ونشرب سويا نخب ذلك ولكنك لن تنجح فتعالى وسوف نشرب قهوة سادة ومازال اهالينا يشربوا قهوة سادة على ضحاياهم من الخانكة لنجع حماد .
قامت الصحف الصفراء والأمنية على مؤتمرات المهندس عدلي وأرادت أن تشيع بأن هذه المؤتمرات تمول من اليمين اليهودي وغير ذلك الإشاعات الكاذبة فأرسل خطاب إلى للمستشار أحمد عزت بسفارة مصر يطلبه للحضور والتحقق من أن كل سنت صرف على كل المؤتمرات من حر ماله الخاص ضارباً مثالاً في الشفافية والصدق والشجاعة.
كمحبين لمعلمنا المهندس عدلي كنا نستاء من كل كلمة بطالة توجه من الصحف الأمنية والقومية ضد شخصه العظيم فكان رده: (يا ابني أنا لا يهمني مادح ولا قادح أنا رجل صاحب رسالة ولن يزيدنى المدح كما لن يصيبني القدح).
كان المهندس عدلي رجل أوجاع كثيرة فكان يذهب مرات عديدة أسبوعياً للمستشفى أو للدكتور وكنا بعد كل زيارة.. نريد العودة به للمنزل كي يستريح فكان يصر على الذهاب للعمل ويظل يعمل حتى الساعة السابعة أو الثامنة مساءاً ويكمل عمله بعد عودته لمنزله وانطبق عليه قول الشاعر "إن كانت النفوس عظاماً تعبت في مرادها الأجسام.
داوم المهندس عدلي على الاتصال بخمسة عشر من الكتاب والنشطاء من مصر والعالم وكانت جميع كلماته مع الأشخاص تحمل تشجيع، أو معرفة، أو استفهام، وكسب العديد من الناشطين في العالم مسلمين وأقباط، وكتاب وحقوقيين من مصر والعالم أجمع كما استطاع كسب المهمشين في المنطقة وأعطاهم مثلاً حياً في كيفية اغتصاب الحقوق المسلوبة والشجاعة وبذل الذات فاتصلوا من ليبيا، والمغرب، والسويد، والسعودية، وسوريا، و الجزائر، وأبو ظبي... كل هؤلاء ليقدموا تعازيهم في أبينا الراحل كإخوة في عملنا الحقوقي.
أخيراً هناك العديد من المواقف التي عايشتها وساذكرها تباعا.. تؤكد على تمتع المهندس عدلى بصفات ندرت أن وجدت في شخص واحد مثل: الخبرة، والصدق، والصراحة، والقوة، والشراسة في الدفاع عن الحق... هذه صفات معلمي العظيم.. فقد سهرنا يومياً على مدار الأسبوع للساعة الثالثة والرابعة صباحاً في اتصالات هاتفية بمعظم دول العالم مع كُتَاب مسلمين وأقباط، لم يعط لعينيه نوماً ولا لأجفانه نعاساً من أجل رفع الظلم عن أقباط مصر.



#مدحت_قلادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حُكم إعدام سياسي
- شكرا إخواني السريان
- رسالة من قبطى متطرف إلى متأسلم
- إلى شركاء الوطن
- مظاهرات يوم الاحد بباريس
- الدماء الرخيصة
- مهندس عدلي أبادير شمس لا تغيب
- شهداء المسيحية وشهداء الاسلام
- اطفال الحجارة واطفال الاقباط
- شيزوفرنية المتاسليمن
- رسالة قبطي لمفتي الديار المصرية وشيخ الأزهر الشريف
- النهاردة الأحد
- العلمانيون والإنتماء للكنيسة
- الدخول ببطاقة الرقم القومى
- سفير مصر بالنمسا لا يتجمل
- هل أصابت العنصرية غالبية المصريين؟
- لي حيلة فيمن ينم
- الإخوان والنظام والمزايدة على حرق مصر
- لماذا لايثور نشطاء الاقباط؟
- استيراد التخلف


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مدحت قلادة - فى ذكرى الاربعين مواقف حياتية لرجل عظيم عايش