أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مازن لطيف علي - سليم البصون.. سجل حافل في الصحافة العراقية















المزيد.....

سليم البصون.. سجل حافل في الصحافة العراقية


مازن لطيف علي

الحوار المتمدن-العدد: 2907 - 2010 / 2 / 4 - 10:59
المحور: الصحافة والاعلام
    


كثيرة هي الشخصيات اليهودية العراقية التي تركت اثراً واضحاً في المجتمع العراقي وكان لهم دورا ذات مساس حقيقي مرتبط ببقية افراد المجتمع العراقي في مجالات مختلفة " الطب، الفكر، الادب، الصحافة، الفن" وللتعريف للجيل العراقي بتلك الشخصيات سوف اتناول في هذه السلسلة العديد من تلك الشخصيات والتي سوف ابدأها برائد من رواد الصحافة العراقية الذي ما تزال بصماته واضحة في الصحافة العراقية .

ولد سليم البصون في بغداد في عام 1927 تلقى دراسته الأبتدائية في مدرسة الأليانس ، والمتوسطة في ثانوية شماش ، والاعدادية في ثانوية التفيض الأهلية المسائية ... وقد بدأ اتصالاته الأدبية والفكرية والسياسية في عام 1943وهو في السادسة عشرة ، عند اول اشتغاله في الصحافة ، وكان ذلك في جريدة " الشهاب " التي كان يصدرها النائب والمحامي شفيق نوري السعيدي. وفي عام 1945 عمل في جريدة الشعب محرر أو مندوبا برلمانيا لها ، فكان ان تعرف بسياسة البلاد وشخصياتها، انظم إلى الحزب الوطني الدمقراطي الذي كان يراسه كامل الجادرجي ، وكان آنذاك يشتغل في جريدة الشعب ، انظم إلى الحزب الوطني الديمقراطي الذي كان يراسه كامل الجادرجي ، وكان البصون آنذاك يعمل في جريدة الشعب ، وحين تألف الاتحاد الوطني الذي يرأسه عبد الفتاح ابراهيم اشتغل سكرتيرا للتحرير في جريدة " السياسة" ثم "صوت السياسة" لسان الحزب ، وحيث يعمل في جريدة لسان حزب آخر فقد انضم إلى نفس الحزب الذي كانت مبادئه واهدافه متقاربة مع الحزب الوطني الديمقراطي ، وبذلك اصبح سليم البصون المشرف على تحرير "جريدة السياسة" وفي نفس الوقت اختير محررا للجنة الدعاية والصحافة في الحزب . في سنة 1948 تولى سليم على حسابه اصدار جريدة " الأستقلال " لصاحبها طه لطفي البدري التي ورثها من ابن اخيه عبد الغفور البدري وقد اشرف على تحريرها وادارتها.

عام 1948 تزوج من الكاتبة والقصصية " مريم الملآ " التي كانت دائماً له نعم المؤازر والنصير. وبعد شهر من زواجه ، أي في شهر العسل القت السلطات القبض عليه واعتقل وبعد محاكمة صورية امام محكمة جزاء بغداد وفق مرسوم صيانة الأمن العام وسلامة الدولة ، حكم عليه بوضعه تحت المراقبة وقررت وزارة الداخلية نفيه إلى قضاء بدرة على الحدود العراقية الأيرانية لمدة سنة ، وكان هو المعتقل الوحيد من دون جميع المعتقلين في تلك الفترة من مختلف الفئات السياسية والأديان الذي رفضت وزارة الداخلية التي كان على رأسها مصطفى العمري صرف المخصصات المالية له ، وهي المخصصات المقررة للمعتقلين. فامضى شهر العسل والسنة الاولى من زواجه منفيا في قضاء بدرة على الحدود العراقية الإيرانية ، حيث امضى سنة كاملة .

وبعد انتهاء مدة نفيه اعيد مخفورا إلى بغداد ، وقبل ان يطلق سراحه صدر الأمر باعادة اعتقاله واحتجازه ، وظل شهرين محتجزا حتى توسط له بعض الأصدقاء والمعارف لدى قائد القوات العرفية الحاكم العسكري العام فاطلق سراحه بالكفالة .
بعد بضعة اشهر عاد إلى عمله في الصحافة فعمل في بعض الجرائد والمجلات ، كان منها جريدة الشعب في الفترة التي بدأت هجرة اليهود الجماعية إلى اسرائيل ، ثم انتقل إلى جريدة البلاد التي كان يصدرها رفائيل بطي ، وعمل مديرا للتحرير في عام 1954 حتى وفاة صاحبها حيث تولاها ورثته وهم اولاده ، فواصل العمل معهم . ،
وبعد انتهاء مدة نفيه اعيد مخفورا إلى بغداد ، وقبل ان يطلق سراحه صدر الأمر باعادة اعتقاله واحتجازه ، وظل شهرين محتجزا حتى توسط له بعض الأصدقاء والمعارف لدى قائد القوات العرفية الحاكم العسكري العام فاطلق سراحه بالكفالة .

في هذه الفترة طلب وزير الداخلية سامي فتاح منع اشتغاله في الصحافة واتصل باصحاب جريدة "البلاد" وطلب منهم استبعاده ، وخشية منه كادوا ان يفعلوا ذلك لولا ان احدهم وهو فائق بطي وكان قد درس الصحافة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة اصر على الأحتفاظ به او اوقف الجريدة عن الصدور ، فتم الأتفاق بين الأخوة على ان يحرر فيها ويرسل المقالات من البيت ويكون البيت واسطة للألتقاء والعمل .


وحين قامت ثورة 14 تموز 1958 بقيادة عبد الكريم قاسم وسقطت الحكومة. وتألفت اول جمهورية عراقية ، كان اشتغاله بالصحافة من مركز قوة ، حيث كان مدير تحرير جريدتين رئيسيتين كانتا تنطقان باسم زعيم الثورة عبد الكريم قاسم ، هما جريدة الرأي العام للشاعر الكبير الجواهري ، وجريدة الجمهورية وكذلك جريدة الأخبار ، وكانت فترة كان فيها يشرف على تحرير صحفتين صباحيتين بارزتين وصحيفة مسائية وصحيفة اسبوعية . بلغ عدد الصحف والمجلات التي اشتغل في تحريرها اكثر من عشرين خلال 30 عاما من 1943 لغاية 1973

اعتقل البصون مرات عديدة 1943 و 1948و 1956و 1959 وفي عام 1963 قرر البصون الابتعاد عن العمل الصحفي خوفاً على زوجته واولاده. فبدأ بالعمل كمدير لكراج سيارات ولوريات تابع لشركة أهلية ، وجرت محاولتان لقتله في سنتي 1959 و 1963 واحتجز ايضا من قبل مخابرات الأمن في سنة 1973. بعد ان تأزم وضع اليهود العراقيين هاجر اولاده العراق ولم يبق مجال للعيش في العراق بعد ان اوقف سليم البصون عن العمل فهاجر من العراق في آب 1973.
بعد خروجه من العراق عمل ايضاً في عالم الصحافة .. زامل سليم البصون الشاعر محمد مهدي الجواهري في العمل الصحفي وربطتهم صداقة حميمة وقد كتب البصون كتاباً عن الجواهري عنوانه "الجواهري بلسانه وبقلمي" وهو كتاب ضخم يحتوي على حوادث خاصة مع الجواهري ووثائق غير منشورة ودراسة واسعة عنه . فضلا عن قصائد ورسائل خاصة عن الجواهري والذي كُتب من خلال لقاءات متعددة بينهم والتي امتدت لساعات طويلة.

أكمل سليم البصون تحضير الكتاب في العراق ولكنه لم يطبعه هناك خشية أن تعرقل هذه الخطوة استطاعته الخروج من العراق بعد ان صدرت موافقة وزارة الداخلية على منحه جواز السفر- موضوع حساس جداً بالنسبة لأي يهودي عراقي.
اصطحب سليم كتابه الذي كان بالنسبة له مشروع حياته الى اسرائيل وهناك فكر في طباعته. ولكن ومع الاسف جابهته مشاكل أخرى، الأولى منها هي مراعاة ما قد يسبب للجواهري والذي كان انذاك على قيد الحياة ويعيش بين العراق وجيكوسلوفاكيا من أصدار كتاب عنه بقلم كاتب "يهودي .

وللراحل البصون العديد من الكتب الكتب المخطوطة من ابرزها كتابه " الجواهري بلسانه وبقلمي " و " النازية في العراق " و ´وحقائق عن الحركة الكردية " و " صحفيون ادباء " و " هؤلاء عرفتهم " وشخصيات من التاريخ " و " دراسات سياسية " و" تراثيات " ومجموعة قصص " قدر يسخر " .

وتسعى الان زوجته "مريم الملا " وبالحث من اولادها ، طباعة ونشر كتبه وتوثيق اسم سليم البصون الصحفي العراقي الذي توفي بدون ان يحقق اي من احلامه الكبيرة او الصغيرة.

توفي سليم البصون في شهر آب عام 1995 بعد ان اصيب بمرض اقعده لمدة اربعة عشر عام وأضطر للوقوف عن العمل.

سليم البصون بقي فخور بعراقيته حتى يومه الأخير.



#مازن_لطيف_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدل العقلانية في الفلسفة النقدية لمدرسة فرانكفورت
- صدور العدد الأول من مجلة اطياف
- مذكرات دولة..السياسة والتاريخ والهوية الجماعية في العراق الح ...
- يهود الديوانية .. اسماء وذكريات
- الحداثة في العمارة الاسلامية
- رأس اللّغة جسمُ الصّحراء
- سيد محمود القمني : بلادنا لم تعرف نظام الدولة العلمانية منذ ...
- مروة كريدية: المعارضة لا تعني الطمع بالسلطة لان مفهوم الدولة ...
- غادا فؤاد السمان : خالفت العُرف والمألوف والمُعتاد الذي تدخل ...
- يهود اليمن
- الفنان التشكيلي سيروان شاكر عقرواي : الفن التشكيلي العراقي ك ...
- جمهورية مهاباد الكردية .. نجاحها وفشلها
- النشاط الاقتصادي ليهود العراق 1917_1952
- د. عبد الخالق حسين : الجهات المعادية للعلمانية هي المهيمنة ع ...
- الصحف اليهودية العراقية في ثلاثينيات القرن العشرين
- الشاعرة المغربية فاطمة الزهراء بنيس :لا شعر بدون حدس و خيال ...
- الشاعر صلاح حسن: الشعر يخاطب الأحاسيس والرواية تخاطب العقل
- القاص والروائي سعد محمد رحيم: المثقف الآن هو فاعل اجتماعي يد ...
- رشيد الخيون : هناك أكثر من سبعين آية قرآنية أشارت إلى العلما ...
- الروائي المبدع برهان الخطيب:المثقف يغني في غابة سبطانات


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مازن لطيف علي - سليم البصون.. سجل حافل في الصحافة العراقية