أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حمزه الجناحي - ما حكاية فلم الجياع الهندي الذي أنتجته مهراجات وزارة التجارة العراقية















المزيد.....

ما حكاية فلم الجياع الهندي الذي أنتجته مهراجات وزارة التجارة العراقية


حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 2900 - 2010 / 1 / 27 - 20:40
المحور: كتابات ساخرة
    


ما حكاية فلم الجياع الهندي الذي أنتجته مهراجات وزارة التجارة العراقية
في فترة من الفترات وعندما كانت في مدينة الحلة اكثر من اربع سينمات وكنا في مقتبل العمر كنا مولعين بذالك الجو الجميل جو السينما والعوائل والاطفال والنساء وهي تتوافد على تلك البناية التي تسمى سينما وكان اكثر مايدفعنا للذهاب هو ولعنا الشديد جدا برؤية الافلام السينمائية الهندية التي تجعلنا نذرف الدموع دون دراية ونتفاعل مع الفلم وكأننا أبطاله حتى وعند خروجنا من ذالك الجو نبقى نعيش المأساة وموت ابو البطل ومقتل اخية وحرق داره واصابة امه بالعمى كل هذه الماساة والجوع الذي يصيب تلك القرية التي تنتظر المخلص بطل الفلم (شامي كابور )او( راجي كابور)(او شاشي كابور )بعد ايام ننساها لننتظر مأساة اخرى هندية ومن ماساة هندية وكل عام وكل عيد ونحن في مأساة هندية حتى اختفت الأقلام الهندية واختفت السينمات الحلية (الخيام والفرات والجمهورية )وبقينا نحن نمثل ذالك الفلم الذي عجزت عن تمثيله ووليود الهند واستوديوهاتها العملاقة الى ان قرر العالم والنظام البائد ان يخرج فلم جديد هذه المرة بعيدا عن الحرب والقتل على جبهات القتال مع ايران ولا على موت الآلاف من الجنود العراقيين في عاصفة الصحراء بعد ان انتهى فلمها ليبدأ الجزء الثاني من ذالك الفلم الذي لم تكتب في نهايته (النهاية)بل كتب في نهايته (يتبع) وهكذا ادخلونا نحن المثليين العراقيين الذين عددنا الملايين وجميعنا نمثل دور البطولة فيه وليس الكمبارس دخلنا في تمثيل فلم التموينية او (البطاقة التموينية) لنعيش احلى الماسي الهندية الذي كنا صغارا نلهث لرؤيتها وجدنا انفسنا نحن ابطالها ....
كانت تلك الحصة التموينية في يوم ما هي الامل الوحيد للعوائل العراقية التي تنتظرها بفارغ الصبر ليس لتعيش عليها فقط بل حتى انها تشتري بواسطتها الملابس وتشتري ماتبقى من ثمنها الخضر والخضر فقط ذاك لأن العائلة العراقية كانت تبيع جزء من هذه المفردات لتعتاش بثمنها البخس حتى قرر مخرج الفلم يوما ان يغير الاحداث لنصحوا صباحا واذا بالجميع يتحدث عن البطاقة المحسنة (السوبر ) التي تحوي فيها اللحوم والدجاج وعلب البيبسي والشوكلاته وصار هؤلاء الممثلين يفكرون بالعلب الفارغة التي ستملأ الشوارع وورق المقوى الكارتون وورق العلكة والفواكه ومعاجين الاسنان وفرشها ومن ينظف الشوارع منها اذا تكدست وهل للبلدية طاقات واليات لكل ذالك لكن كل من هذه الاحلام الهندية لم تتحقق وضل الفلم يسير هكذا نذهب كل شهر الى الوكيل لنأتي بمفرداتها السيطة نبيع جزء منها لنستمر في التمثيل وبعض الاحيان يصرخ المخرج باعلى صوته (كت )ويتوقف كل شيء لأنه قرر المخرج اقصد البطل الاوحد قرر ان يتكرم على كل بطاقة تموينية بدجاجة واحدة فقط والمواطن وحظه فهناك بعض العوائل تتكون من عشرين ممثل وتصور دجاجة واحدة لعشرين ممثل تعب من التمثيل وينتظر دوره التالي كيف توزع لهم ومرت المأساة تلك بسلام منقطع النظير اذا تبين ان تلك الجاجة كانت هدية من الرئيس الليبي ومضى عليها اكثر من المدة المقرر لتصل الى هؤلاء الهنود وهي غير صالحة للأستهلاك البشري لكنها صالحة للمثليين الهنود فقط والذين يمثلون فلم الجياع (سبحان الله)لأول مرة تأتي الرياح بما تشتهيها السفن والسفانة ...
وفي يوم اغبر ممتلأ بالتراب تحول كل شيء وتغير وصرنا نسميه يوم التغيير ياسلام قتل مخرج الفلم الاوحد على ايدي ليس الممثلين الجياع بل على ايدي قوة ألاهية من السماء نزلت بدباباتها وبرجالها مبعوثة من الله لتأتي مجموعة اخراجية جديدة وتبدأ بالعمل لكن الغريب ان هذه المجموعة اظهرتها وكشفتها الايام سارقة وحوكم احد اهم اشخاصها الذي سموه السوداني وهو ليس بالسوداني بتهمة السرقة لكنه هرب او قل هربوه المتنفذين او المنتجين الكبار وانتهى فصل اخر لتلك المأساة ...
اليوم وهذه التي اود ان انقلها لعشاق الافلام الهندية المأساوية ولو علمت ان السينما الهندية قد تغيرت كثيرا عن سابقاتها التي كانت افلامها تعرض في سينمات الجمهورية والفرات تبين انها تحوي على بعض لقطات الفرح والرقص الغير باكي الحقيقة انا لم اشاهد هذا النوع من الافلام وفضلت البقاء على التمثيل في الفلم الكبير لأجد واكتشف ان المنتجين والمخرجين يسرقون من الممثلين اموالا وفي كل شهر وهذا ما اثار استغرابي فالممثل هو الفقير الحافي العاوي والمنتج والمخرج يسرق منه كيف والجميع قد تعلم درسا لم يتعلمه احد غيره على هذه المعمورة وهو درس الجميع تعلموه بمر السنين هو فتح عيونهم باللبن ويرون كل شيء وكذالك قراءتهم للممحي وما وراء السطور وحتى معرفة ما يدور بالنيات كيف يسرقون منهم الاموال بدأت القصة عندما اصبحت البطاقة التموينة تفقد اذرعها وبدأت بفقدان سيقانها واليوم هي تفقد راسها وعيونها فلم يبقى منها الا الاسم والدفع من اجل الحصول عليها وهي لم تأتي لكن الجميع يدفع ثمنها ثلاث سنوات يدفع الممثلين ثمن البطاقة التموينية ولم يستلموا مفرداتها فهم يذهبون كل شهر الى الوكيل ليستلموا حصتهم لكنهم يستلمون فقط مفردو واحده اما الصابون فقط ويدفعون ثمن كل المواد وفي الشهر الثاني يدفعون ثمنها ليستلموا الطحين فقط وفي الشهر الذي يليه يدفعون ثمنها ويستلموا حليب الاطفال وبعض العوائل ليس لديها اطفال لكن يجب ان يدفعوا تصوروا كثر من ست ملايين عائلة تدفع ثمن البطاقة شهريا ولم تستلم الا مفردة واحدة مليارات الدنانير شهريا يدفعها الهنود ولم يستلموا الا حليب الاطفال او الصابون والمخرج والمنتج يعلم ان هؤلاء الهنود ليس بحاجة الى الصابون والتايت ...
اين تذهب تلك المليارات ومنذ اكثر من ثلاث سنوات والعرض مستمر والابطال نفس الابطال والحكاية الهندية مستمرة ولعل المخرج ينتظر دورة البرلمان القادم ليمثل رواية (مئة عام من العزلة) لماركيز ويحطم الرقم القياسي وهو ينتظر ورثة هؤلاء الممثلين واحفادهم ...
اما صابون او تايت او حليب الأطفال أو الطحين والوكيل يذهب كل شهر ليسلم الصك الى المركز التمويني بعد ان استوفى مبالغ الشهر القادم ويقف الناس طوابير والعوائل تنتظر ولو مكرمة من مكارم الزمن الاجرب او حلم من احلام علب البيبسي كولا او حتى لو قطعة من الشوكلاته لكن يبدوا ان المخرج هذه المرة اشد قسوة من كل هؤلاء الذين يضحكون على الناس واعتقد انه محقا لأنه يريد ان يخرج فلما يتباهى به ويحطم ويكسر كل القصص الهندية لكن هذه المرة على ارض الرافدين ارض السواد ارض المليارات من الاحتياط النفطي ...
هكذا هي حال اخر احلام اهل العراق حلم البطاقة التموينية الذي وصلت الى ان تكون مدخل الى سرقة الأموال بطريقة جعلت الشيطان نفسه يهرب من العراق لأنه لم يفكر بمثل هذا التفكير .
ملاحظة : الفلم بحاجة الى ممثلين ولازال العمل جاريا ولم يتوقف

حمزه—الجناحي
[email protected]



#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عدم اقرار الموازنة آخر لعبات البرلمان القذرة وخيانته العظمى ...
- ما هو السبب الملح وراء طلب وزير خارجية بريطانيا للقاء المالك ...
- من هو المسئول الذي سمح لأمراء الخليج بالعبث ببيئة العراق واح ...
- العراق قبل المغرب ومصر وسوريا فقرا..عيش وشوف
- هل هي الصدفة؟...لمحة تحليلية في سبب قطع يدين العباس بن علي ف ...
- دكتاتورية مجالس المحافظات ..مجلس بابل وتهديده للأعلامي محيي ...
- حقل الفكه العراقي ..يميط اللثام صراحة عن حاجة العرب إلى عراق ...
- ما أرخصك يا دم العراقيين ...السيد المالكي يطالب بتشريع من ال ...
- تراشقوا تنابزوا ليتهم بعضكم البعض ...فالموتى لا يعودون ثانية ...
- إلى السيد برهم صالح مع التحية ..ليس المرة الأولى ولا اعتقد إ ...
- تفجيرات اليوم كانت مؤجلة ..لضرب عصفورين بحجر الحقد
- الحوار المتمدن عذرا ..وقفت وصفقت لك أ لأني وجدت نفسي عاجزا ع ...
- الهاشمي سينقض ثانية..و165 لنقض النقض غير ممكن
- إلى الإعلاميين العراقيين حصرا..ادخلوها بسلام امنين لكن بدون ...
- زهور وبراعم تلعب لعبة الحرب والقتل
- عماد العبادي ...آلاف من الشموع ومسدسات كاتمة يعتريها الخوف
- لو لم تكن عماد ألعبادي لما حاولوا قتلك
- دولة كردية على أنقاض دولة العراق ...السيد البرزاني ينشا جيش ...
- السيد الهاشمي ...ضربة معلم
- الياكل اشمدرية واليثرد اثبت...وزارة التجارة اثبت وأدرى من ال ...


المزيد.....




- استقبل الآن بجودة عالية HD.. تردد روتانا سينما 2024 على الأق ...
- -انطفى ضي الحروف-.. رحل بدر بن عبدالمحسن
- فنانون ينعون الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- قبل فيلم -كشف القناع عن سبيسي-.. النجم الأميركي ينفي أي اعتد ...
- بعد ضجة واسعة على خلفية واقعة -الطلاق 11 مرة-.. عالم أزهري ي ...
- الفيلم الكويتي -شهر زي العسل- يتصدر مشاهدات 41 دولة
- الفنانة شيرين عبد الوهاب تنهار باكية خلال حفل بالكويت (فيديو ...
- تفاعل كبير مع آخر تغريدة نشرها الشاعر السعودي الراحل الأمير ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 158 مترجمة على قناة الفجر الجزائري ...
- وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبدالمحسن عن عمر يناهز 75 عاماً ب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حمزه الجناحي - ما حكاية فلم الجياع الهندي الذي أنتجته مهراجات وزارة التجارة العراقية