أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - نورس برحلة مجانية للخلود














المزيد.....

نورس برحلة مجانية للخلود


عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2882 - 2010 / 1 / 8 - 20:16
المحور: الادب والفن
    


تستقصي عن خبر الأحبة... لم تكن هنا سنوات الجزار بينوشيت.. فلم يكن لشيلي ربيع وخريف بل سنوات دم.. ولكن الفصول هنا كلها مُلك الفاشيين.. عباس شاب من عامة الناس.. لايميزه عن شقائهم وبؤسهم وقشفاتهم ومزاحاتهم ،ملامحا تستحق التسطير سوى إنه رحل إلى الخلود دون انْ يجدوا له جثة! تبقى لنا ليست ملامحه المستعصية على ذاكرة النسيان...بل أرملة وبنتان أصغرهما لم ولن تَلُكْ بلسانها الطفولي المتعثّر كلمة بابا للابد!
عباس يعمل في منشأة حكومية ترتبط إمتدادها بالفاشيين سابقا وتضم موظفين من كل الطوائف والملل.. وفيها إمتدادات للماضي الفاشي المقيت لونّت حاضرها بصبغتها المقرفة التداول..
أصبح عباس الحداد فنيا، من حراسّ الموقع دون أن يفقه انه أصبح في زون خطر داهم فواجبات الحراسة معروفة الخطر في كل العالم وبتلك المنطقة لم يدر بخلده إنه أصبح من المسُتهدفين لانه سيعلم مالايجب أن يعلم! وسيرى مالايجب أن يرى... ولكنه كان محبورا لان دوامه الحراسي سيمتعه بعطلة أيام بعد دوام يوم كامل.. وهذا ما يحتاجه للارتزاق الإضافي كبائع أحذية ببسطة متواضعة الإركان في سوق الكاظمية المزدحم بالمتسوقين يوميا..
ظهيرة يوم العودة من المنشاة بعد يوم سهري حراسي كانت خطوط السيارات ناقلة الموظفين معلومة الجغرافية والمذهب فقد فقأت الطائفية عيون مرتديها ومعتنقيها فأصبحوا صُمّ عُمي بُكم لايفقهون ،دلف عباس مرهقا في سيارة خطه وتهالك في مقعد قريب.. يبحر في فضاء الإعداد لشراءمنتجات إضافية تطويرية لبسطته المهلهلة...
تحركت كل الخطوط النقلية متوجهة لإهدافها ف المنشأة بعيدة عن مركز مدينة بغداد وإذا بعدّة مسلحين ملثمين يلجون للسيارة على الطريقة الهوليوودية يأمرون السائق بالتوجه للبساتين المقابلة للمنشأة ليخطفوا خطا كاملا من الموظفين!
لم يعلم أحدا رغم مرور 3 سنوات على الحادثة ماذا حلّ بالمفقودين المخطوفين أبدا! الجميع الناجون لم يتحدثوا بالأمر فقد كان الجُناة يعرفون من يختاروا بالاسماء والتشخيص وأنزلوهم وعصبّوا أعينهم واحدا تلو الآخر وبعد سنوات أورد الناجون ما يمكن أن يتحدثوا به! قال أحدهم إن الخاطفين عصبّوا اعينهم بعد طلب الإنخفاض بالرأس بين المقاعد لما بين الأقدام ثم أنزلوهم قرب حضيرة حقل دجاج عرفوها من تعالي الروائح.. أنزلوهم عدا النساء المرتعبات هلعا كاتمات الصراخ مرتديات الإنذهال ..وإن عباس بالذات من فرط الدهشة والرهبة سقطت من يده على سطح السيارة مسبحته ال سوداء التي يحملها كل يوم ويداعب خرزها تكويرا وهزا بزهو وإستمتاع ثم يورد الناجي أن كل الموظفين أضجعوهم على بطونهم في فراش أرض بستان مهجور ، فأستلقواعلى بطونهم تحت تهديد السلاح و شررغضب المسلحين وهم يضعون أقدامهم بعنف على رقاب النائمين عنوة، واحدا تلو الآخر ثم يرفعون رأس الوِجل المرتعب بشدّ شعره بعنف والتحقق من سحنته كمطلوب ويسألون الملثم المتخفي هل هذا منهم؟ معهم؟ ثم يطلقون بعد الإيجاب النار عليه فورا في رأسه! لم يكن التحقق ممكنامن المغدورين إلا أن عباسا كان من الضحايا الحتميين وتناقضت الروايات حول مصير الجثث ..فمنهم من قال إن الضحايا المغدورين رموهم بنهر دجلة القريب لذا كان آهاليهم ينتظرون في الضفاف مايرميه الموج من قذف بشري طائف كالاسماك الميتة!!وقيل أن القتلة قاموا بصبّ! الاطراف السفلى للضحايا بالآسمنت ورموهم بدجلة ليركزوا في القاع وهي الرواية التي لم توردها الصحاح لليوم!!إنتشى المجرمون وغدروا مقرهم الفاشي لُيطلق الناجون العنان رجالا ونساءا العنان لإقدامهم هربا من مَنْ؟ وإلى مَنْ؟ فقد يعود القتلة وقد يكونوا بالمرصاد... فوصلوا متفرقين للشارع العام بعناء كإنها رحلة للجحيم غير مصدقين النجاة! فما حال النساء وقتها؟
قالوا مسكوا القتلة.... قالوا عرفوا المكان القبري النهري والارضي للجثث ولكن عباس لم يظهر لاخبرا ولاجثة اما إبنته الصغرى فقد تَعلمتْ الكلام والُمزاح كأبيها ولكنها لم ولن تلفظ كلمة بابا للابد لانها لاتعرف ماهو بابا؟!



#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرصاصة المجانية 15
- الرصاصة 15 مجانية
- باقر جامع تشتت مشاعر الوطن المنسية
- الآبهق
- صريع فرحة نجاته
- الاقهدية
- هل القادم رئيس عراقي جديد؟
- تمثال لحسين سعيد
- دَفِينْ مقبرة الغرباء
- للظلم فروع طفولية
- قرض إسكاني ام ذبح للاوداج؟
- ماذا اعدّ الشيوعيون العراقيون للانتخابات القادمة؟
- إدعموا هادي احمد لنجاح الدوري القادم
- العراق هدروفوضى في إستيراد السيارات
- حسين سعيد ضامن الفوز! ويبحث عن ضمانات حكومية
- طؤاريء لاتحتمل التاجيل
- صرخة الهضبة الوسطى
- ماهو حق المرأةالمسلمة في حج بيت الله؟
- الكاميرا البؤبؤية
- هل للزوجة حقا في السكن المُستقل؟


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - نورس برحلة مجانية للخلود