أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود المصلح - طقوس الكتابة














المزيد.....

طقوس الكتابة


محمود المصلح

الحوار المتمدن-العدد: 2881 - 2010 / 1 / 7 - 01:41
المحور: الادب والفن
    


طقوس الكتابة
2

تبقى طقوس الكتابة اثيرة عند الكاتب ، وتبقى مادة الكتابة متجددة ، ويبقى الشوق الى الابداع ما بقيت روح الكاتب تنبض بالحياة ، فالكاتب عين المجتمع وضميره الواع ، المتحفز المتيقظ ، تلفت انتباهه شجرة خضراء يانعة ، يهتم لامر قطة بائسة تعرج ، شاب عاطل عن العمل أو اسرة بلا معيل ، يحترق بنار الاهتمام للاحباط والفساد والتسيب والفوضى كما يرقص طربا لكل نجاح او تقدم .

طقوس الكتابة شيء من احتراق الذات ، وبعض من ذوبانها في المجتمع ، فالاهتمام نبض الكتابة ، والاحساس والالم والفرح وقود النار وعقل الكاتب حبرها وورقها ، ما كتبت الا وانا في اشد احد الحالات اما فرحا محلقا بعيدا في سماء لا يحدها حد كفراشة في مهب الريح ، او حزينا تعسا اكاد اسكب دمعي مع كلماتي واحتراقاتي الداخلية بركان يغلي .

الموسيقى ( خصوصا ) ام كلثوم تخلق في الدافعية ، وتثير في الحماس ، وتدفعني للكتابة ، وتخلق البيئة المناسبة التي سرعان ما استغلها ، فاجلس الى زاويتي وركني ، وادخل سردابا جوانيا ، وتسدل ستائر غير مرئية تفصلني عن محيطي ، تاخذني بعيدا ، تحلق بي في فضاءات ارسمها وترسمني اكتبها وتكتبني ، تشكلني بالف شكل تلونني بالف لون ، اذهب في هذه الرحلة بعيدا ، ارافق خيالاتي وافكاري ، وصوري واحلامي ، شخوصي الافتراضيين ، اعرف اسمائهم ، واعرف اشكالهم ، واعرف صفاتهم ، اعرف ادق اسرارهم ، وهم يمنحوني الثقة لابوح باسرارهم لنفسي دون ان ابوح لبعضهم ، يأتوني ليلا في المنامات ، يناقشون ، يحتدون ، يغضبون ، فمنهم من يقول انا لست كما صورتني ،ولست كما وصفتني ، ومنهم من يصاحبني ويعجب بما رسمته له من طريق وما سلكته له من مسلك ، ربما يرى البعض ان هذه الشخوص شخوص من حبر على ورق ، بلا جسم ولحم ودم ، وبلا كيان له ذاته وحياته ودورته ودوره ، لكنهم عكس ذلك فانا احس بهم ، وسازعم أنهم يحسون بي ، هو شيء من الجنون اللذيذ، ربما اصادف احدهم بالطريق ، وتقع عيني عليه فاعرفه ، كما حدث حينما كتب روايتي ( دوائر الموت ) وقابلت احدهم وانا اظن انه المهرب صالح الوهر ..
وعندما اعود من تلك الرحلة الجميلة الى واقعي ، اتمنى ان اعود في وقت قريب ، فاعود محملا بالفكار والروءى
الجميلة ، اعود وفي مخيلتي هدية لكل من شخوصي ، اصافحهم ، واعيد خلقهم ، ورسمهم ، ليرسموني هم من بعد .
ما كتبت الا وانا اشعر بثمة من يقف خلفي ، ينظر الى شاشة الكمبيوتر ، أو اوراقي ، كم احسست انني لست وحدي وان هناك من يقف معي ويساندني ويملي علي ما اكتب .. قد تقولون هو مجرد تحليق كاتب وخيال مبدع
ولكن اقسم ان ما هذا الا حقيقة وجدت نفسي فيها منذ أن ، بدأت اقترف فعلة الكتابة والابداع عموما .. وجل ما اجده واضحا اراه أبان كتاباتي الروائية والقصصية على وجه الخصوص .
ومما اذكره انني عندما كتبت روايتي (دوائر الموت ) وجدت انني حينما بدات في مرحلة المراجعة النهائية لها أنني اود أن اغير بعض الفقرات أو الجمل .. وكانت تأتي هكذا محظ ألهام .. وجدت أن الجملة التي جائت على خاطري هي بالذات الجملة المكتوبة .. وقد تكرر هذا اكثر من مرة في مجمل الرواية .
وتبقى الكتابة الابداعية مختلفة عن مجمل الاعمال الكتابية الاخرى ، فأنا على سبيل المثال تجتاحني حالة من الحمى اثناء الكتابة ، واذهب بعيدا عن محيطي ونفسي حتى لو كنت في وسط الزحام ، واشعر بالافكار تنهال وكانها المطر حتى ارى احيانا انني غير قادار على متابعة الكتابة للافكار كلها ، فيكون خطي اذا ما كتت على الورق بالحبر خطا غير مقروء لغيري وكانها الحجب ، انما اذا ما كنت اطبع على الكميوتر فانني افتح اكثر من نافذة لكتابة الافكار كملاحظات ورؤس اقلام ، يمكن ان تفتح ابوابا كثيرة للموضوعات كثيرة ،



#محمود_المصلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرجة....
- الانحيازالى السينما
- القدس
- عندما تنحاز السينما لنا .. ننحاز لها ..
- همسات في شارع السينما
- ماوراء الصورة
- منح الجنسية .. سحب الجنسية
- الاتحاد الاوروبي ... تركيا
- سلمدوغ مليونير
- في مقامات المديح للجلاد..
- الى عذاباتي...
- السائق الغريب
- جرائم الشرف
- عرب يا رسول الله ...
- فيصل القاسم والاتجاه المعاكس
- أيام في بيروت ... 2/5
- ايام في بيروت ..3/5
- ايام في بيروت 4/5
- السقوط في فخ النجاح
- ايام في بيروت 1/5


المزيد.....




- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود المصلح - طقوس الكتابة