أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد البشيتي - -سورة الأنفاق-.. يتلوها علينا الشيخ طنطاوي!














المزيد.....

-سورة الأنفاق-.. يتلوها علينا الشيخ طنطاوي!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2877 - 2010 / 1 / 3 - 14:20
المحور: كتابات ساخرة
    


في عهد الزعيم الإيطالي الفاشي موسوليني، عرَّف أحدهم، وهو من أشباه الشيخ محمد سيد طنطاوي، "الحقيقة" قائلاً: "إنَّها ما يُفكِّر فيه موسوليني الآن"!

الشيخ طنطاوي هو رأس هرم المرجعية الإسلامية السنية الكبرى (الأزهر). ولو أردتم فهم "العلمانية"، في العالم العربي، معنى ومبنى، فما عليكم إلاَّ أن تقفوا على أوجه وخواص ومحتوى العلاقة الحقيقية والواقعية بين "الرأسين"، أي بين رأس "السلطة الروحية (الدينية)" ورأس "السلطة الزمنية" في مصر.

إذا ناديتم بـ "العلمانية" في مصر فسوف يظن ويتوهَّهم المنافحون عن "الدولة الدينية الإسلامية" أنَّكم تنادون بفصل الدين عن الدولة بما يؤدِّي إلى تخليص (وتحرير) الدولة من قبضة رجال الدين، أي تخليص (وتحرير) الدولة في مصر من قبضة الشيخ طنطاوي!

إنَّها المهزلة بعينها أن تُفْهَم "العلمانية" في عالمنا العربي على أنَّها نسخة من "العلمانية الأوروبية"، فالأوربيون اتَّخذوا من "العلمانية" سلاحاً للقضاء على ظاهرة الملوك الدمى، فالكنيسة هي التي كانت تتحكَّم في الملوك، وتسيِّرهم على هواها؛ واشتدت الحاجة بالتالي إلى تخليص الدولة من قبضة رجال الدين المسيحيين.

أمَّا عندنا فالحاجة تشتد إلى "علمانية في اتِّجاه معاكِس"، أي إلى "علمانية" تؤدِّي إلى تخليص (وتحرير) الدين الإسلامي ورجاله من قبضة السلاطين والحُكَّام ورجالات الدولة، وإلى (بالتالي) إنهاء ظاهرة "الشيخ طنطاوي" الذي لم يردعه رادع عن أن يقول ضِمْناً إنَّ الحق والحقيقة والشرع.. والإسلام الحنيف هو ما اتَّفَقَت عليه ليفني ورايس، واستخذت له مصر إذ شرعت تبني جداراً عازلاً فولاذياً (تحت الأرض) على حدودها مع قطاع غزة.

هذا الشيخ "الجليل"، شيخ السلاطين، برأسه الصغيرة، ونفسه العظيمة، مصاب بالخرف، أي بـ "الزهايمر"؛ وقد أتى الخرف حتى على ذاكرته الدينية والسياسية، فلمَّا سُئِل، ذات مرَّة، عن مصافحته للرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس، والتي تزامنت مع اشتداد الحصار الذي تضربه إسرائيل على قطاع غزة، شمالاً وشرقاً وغرباً.. وحتى "جنوباً"، أجاب قائلاً: "ليس لديَّ علم بحصار غزة"؛ ثمَّ تساءل قائلاً: "وهل إسرائيل هي التي تحاصِر غزة؟"!

وكلكم تَذْكرون حادثة إجباره طالبة مصرية على خلع نقابها، فلمَّا خلعته أمامه، ونظر في وجهها الذي لم يرَ فيه من الجمال ما يبرِّر ارتدائها النقاب، وبَّخها قائلاً: "ماذا كنتِ ستفعلين لو كان وجهكِ جميلاً؟!"!

لا تدهشوا، فحال شيخنا، الذي شاخ عقلاً وفكراً وضميراً، والتي تسرُّ العدى، وتغيظنا، هي الحال الطبيعية لرأس الأزهر في بلاد "رؤساء من المهد إلى اللحد"، فرأس الدولة هو الذي عيَّنه في منصبه هذا، ليؤدِّي من خلاله عملاً واحداً لا غير هو "التحليل الديني (الإسلامي)" لكل قرار أو إجراء يمكن أن يُفْهَم شعبياً على أنَّه حرام من وجهة نظر دينية إسلامية، أو مسيء إلى حقِّ عام، أو مصلحة عامة؛ وحتى ينتظم الشيخ في سيره، ولا يحيد عنه قيد أنملة، تولَّى الإشراف المباشِر عليه رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف، بصفة كونه "وزير شؤون الأزهر".

الشيخ اجتهد، وبذل جهده، فأفتى بما يوافِق ما أُمِر به، إذ قال، أي قاء، إنَّ الجدار الفولاذي "حلال شرعاً".

إنَّه، وبعد الاتِّكال على الله، وإعماله الذهن في المسألة بجوانبها وأبعادها كافة، قرَّر أنَّ هذا الجدار "حلال شرعاً"؛ لأنَّ لمصر حقَّاً شرعياً في أن تبتني في أراضيها من المنشآت والسدود ما يصون أمنها القومي، وحدودها، وحقوقها، فالأنفاق تُسْتَعْمَل لتهريب المخدرات وغيرها (من قطاع غزة إلى مصر) فيتزعزع، بالتالي، أمن مصر.. والجدار الفولاذي إنَّما هو عمل تأمر به الشريعة الإسلامية؛ والذين يعارضونه إنَّما يخالفون ما أقرَّته شريعة الإسلام!

هل رأيتم توظيفاً سياسياً للدين، أي توظيفاً لـ "شرع الله" في خدمة "جدار ليفني ـ رايس"، أسوأ من هذا التوظيف؟!

هل رأيتم استهزاءً بعقول وذكاء الناس أسوأ من هذا الاستهزاء؟!

"الأنفاق" إنَّما هي، بحسب هذا الشيخ الذي قال لتلك الطالبة ولمعلِّمتها إنَّه رجل له أفق يسع كل شيء ولا يسعه شيء، أنفاق لتهريب المخدرات والفسق والفجور.. من شعب محاصَر بالجوع والمرض والفقر إلى مصر؛ ولقد حقَّ لـ "الفضيلة"، التي هي نفسها فضيلة الشيخ، أن تبتني لها جداراً ضد "الرذيلة"، فالأمم إنَّما هي الأخلاق ما بقيت..!

حدود مصر مع إسرائيل هي وحدها الحدود الآمنة، فلا مخدَّرات، ولا أشباهها، ولا زعزعة للأمن القومي المصري، تُهرَّب عبرها من إسرائيل إلى مصر!

لا تسألوه عن رأي الشرع في استمرار الحصار العربي لقطاع غزة، وفي استمرار إغلاق البوَّابه المصرية من معبر رفح، فالشيخ أوضح لكم من قبل أن ليس لديه علم بحصار قطاع غزة، فكل ما يعلمه علم اليقين هو أن غزة تحاصِر شعب مصر بالمخدرات!

لقد شرح لنا الشيخ على خير وجه معاني "سورة الأنفاق"، فبُناة الأهرام خشوا أن يرتكبوا إثماً ومعصيةً من خلال مساهمتهم في بناء "جدار ليفني ـ رايس الفولاذي"، فأوعز رأس السلطة الزمنية إلى رأس السلطة الروحية بأن يَسْتَحْدِث له فتوى، يُصوَّر فيها بناء هذا الجدار على أنَّه عمل حلال شرعاً، ويُصوَّر بُناته، وسائر المساهمين في إخراجه إلى حيِّز الوجود، على أنَّهم متساوون في الأجر والثواب مع حافري "الخندق" في زمن الرسول؛ وكان له ما أراد!

وهذا الذي تضافرت جهود "السلطتين" على تحقيقه لا ينطوي على أقل انتهاك لحرمة مبدأ "الفصل بين الدين والسياسة"؛ لأنَّ الدولة، التي ينبغي لها أن تحظر الأحزاب التي تقوم على أُسس دينية، يحقُّ لها، في الوقت نفسه، أن توظِّف الدين في خدمة مصالحها المتغيِّرة في استمرار!





#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احذروا فضائيات التكفير!
- شيء من -الاقتصاد الإعلامي-
- قيادات في تيه سياسي!
- -جدارٌ فولاذي- لفَلِّ -الأنفاق-!
- أزمة الإصلاح السياسي والديمقراطي في الأردن
- الحقُّ في السؤال!
- معالي الوزير!
- ترقَّبوا -النبأ العظيم- من -سيرن-!
- بين مفاوضات مُفْلِسَة ومقاوَمة عاجزة!
- أعداء -السببية- يَنْعُون -السبب-!
- هذا التمادي في شتم العرب!
- الطريق الملتوية إلى -الدولة ذات الحدود المؤقَّتة-!
- رياضة بروح سياسية.. وسياسة بروح رياضية!
- طاب الموت يا طابة!
- -نعم- للقرار الدولي.. و-لا- لإعلان الدولة!
- مسار -الدولة من طرف واحد-.. ماذا يعني؟
- عندما يجوع البشر لوفرةٍ في الغذاء!
- بعض من ملامح -البديل- الفلسطيني
- ما هي -المادة-.. وكيف يُمْسَخ مفهومها ويُشوَّه؟
- كيف تُدَجِّن شعباً؟


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد البشيتي - -سورة الأنفاق-.. يتلوها علينا الشيخ طنطاوي!