أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - م. زياد صيدم - صخب الموانئ ( 6 ).














المزيد.....

صخب الموانئ ( 6 ).


م. زياد صيدم

الحوار المتمدن-العدد: 2862 - 2009 / 12 / 18 - 20:17
المحور: الادب والفن
    


ما تزال دعوات أم سعد ترن في أذنيه، بينما كان متجها إلى أخذ حمامه المعتاد بعد قيلولته اليومية، وإن كانت تختلف عن بقية الأيام من حيث صخب ما رآه في نومه ... مسكين يا إبراهيم، قالها وهو يمر من أمام المرآة مختلسا نظرة عابرة على نفسه، لم يتوقف ليستمع إلى ردها عليه؟ ألقى بنفسه على كنبته المفضلة أمام التلفاز، بدأ يقلب المحطات الإخبارية، يتنقل ما بينها كعادته، في هذه الأثناء كانت قهوته قد وصلت، وراحت رائحة الهيل المميزة تغمر الهواء بانتعاش محبب، رافقها على الصينية كأس من عصير الليمون قد نصحته بها حنان، فأصبحت تلازم قهوة ما بعد العصر كروتين تتبعه أم سعد...

يتناول ليمونه فيحس بحنان تداعب شفتيه، تتسرب إلى مسامات جسده، تصل إلى أعماقه فتنعشه رائحتها، مذاقها، إحساسه بوجودها بين يديه، كان شعورا يتوق إليه، منتظرا الليل أن يفضى بستاره ليكون معها بقلبه وأحاسيسه... في هذه اللحظات، يأتي إليه أبناءه جميعا يجتمعون من حوله، يتبادل معهم الحديث، يوجه ويعطى نصحه إلى ابنته الكبرى على مسمع من بقية صغاره، حيث تتكور صغيرته في أحضانه، تداعب شاربه وتلاعب أنفه، تقطع حديثه أحيانا، يبعد يديها بحب وخفه عن فمه ليستمر بحديثه، كان يستمع إليهم، يلبى رغباتهم ومتطلباتهم التي كثرت في الآونة الأخيرة بكل فرح وسعادة، ينفذها لهم دون تردد أو حتى نقاش، لأنه الآن بالنسبة لهم بمثابة الأب والأم، كان يحاول أن يكتسب حنانه من حبيبته حنان، فينجح في أن يكون لهم نبع الحنان والحب والاحتواء...

اقتربت الساعة من السابعة مساءً، حيث سيلتقي مع أصدقائه، فقد عاد صديق طفولة كان قد ارتحل مع والديه قبل أكثر من عقدين إلى حيث بلاد العم سام، فدعوه هذه الليلة على عشاء في مطعم يليق بحفاوة الاستقبال...
وصل المكان، فوجدهم جميعا بانتظار صديق صباهم سامح، الذي سيصل برفقة كرم أحد أفراد الشلة، التي اعتاد قضاء أوقات المساء في اغلب الأحيان، كالعادة تطرق حديثهم إلى أخبار الساعة وما آلت إليه الأمور الداخلية والخارجية للبلاد، يتبادلون أطراف الحديث ويتجاذبون في حيثياته، يتفقون ويختلفون في الرؤى، غير أنهم اجمعوا على أن الأحوال رثه، قاتمة، بحاجة إلى تغيير سريع وإلا فالأزمة ستمتد كنقطة زيت في كل الاتجاهات والمنحنيات، انتفض إبراهيم فجأة على صوت صديقه: إنهم هناك قد وصلوا، وصل سامح يا شباب ...

كان اللقاء حميما، عاشوا فيه أجواء الصبا، تذكروا سنوات مرت كلمح البصر كأنها الأمس القريب، المدرسة، ومربي الفصل، وكثير من الزملاء الذين لا يعرفون ماذا حلّ بهم، حيث ألقت بهم أقدارهم إلى مختلف بقاع الأرض، في زمن كان الجميع يلهث للخروج من دوامة الفقر والحاجة والعوز إلى حيث رحاب الأرض الشاسعة، سعيا وراء لقمة العيش وإن كانت مغمسة بالذل والغربة والبعاد...
-يتبع –
إلى اللقاء.





#م._زياد_صيدم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عجوز صنارة وبحر (قصة قصيرة)
- قطارات مسافرة (قصص قصيرة جدا )
- يسحبون البحر بالحبال !(قصة قصيرة).
- مجرد أقوال ! ( قصص قصيرة جدا )
- صخب الموانىء 4
- في ذكرى الشهيد أبا عمار بايعناك أبا مازن.
- صخب الموانئ (3)
- صرخات ندم ( ق. ق.ج )
- صخب الموانئ 2
- فرحة لم تكتمل / (ق .ق.ج) .
- صخب الموانىء 1
- كان زعيما ( قصص قصيرة جدا).
- لم يكن كلبا ! (قصة قصيرة).
- أمنيات رجل مختلف (2 ) أفول طيف.
- أمنيات رجل مختلف


المزيد.....




- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...
- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - م. زياد صيدم - صخب الموانئ ( 6 ).