أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - م. زياد صيدم - لم يكن كلبا ! (قصة قصيرة).














المزيد.....

لم يكن كلبا ! (قصة قصيرة).


م. زياد صيدم

الحوار المتمدن-العدد: 2705 - 2009 / 7 / 12 - 01:55
المحور: الادب والفن
    



لم تكن المرة الأولى التي تفزع احمد في ليل بهيم بلا أنوار ..! سبق وان حاصرته الهموم الممتدة بامتداد الوطن وفي مناطق عدة.. حاولت النيل منه دون جدوى.. كان يزداد إصرارا وعزيمة، وكانت تتولد في دواخله قوة غريبة على التحدي .. كانت مكتسبة من سنوات متلاحقة صنعت منه رجلا في بواكير الشباب..إلا أنها لا تزال في ذاكرته يحاول أن يعلمها إلى أجياله القادمة...

فى تلك الليلة بلا أنوار.. سمع الابن خرفشات تجوب ذاك المكان، وخاصة في مخزن مهجور في زاوية بعيدة من حديقة المنزل.. هرع لوالده والخوف يعتريه...

- والدي هل أنت ما زلت يقظا ؟
* نعم بني فانقطاع الكهرباء يؤلمني ويزيد من متاعبي وقلقي فلا اعلم بما يدور خارج محيطنا هذا المتقلب في كل ثانية ؟.. تنهد الوالد مخرجا ذاك الزفير الساخن الممتد !...

- والدي هناك أصوات غريبة تنبعث من هناك واخشي بان يكون احد الكلاب الضالة قد تسلق أسوار مسكننا الآمن ليعيث بالزرع خرابا.. ويأكل الدواجن والحمام رمز السلام فلا حول لهن ولا قوة ...

* ماذا ! استنفر احمد على الفور مذهولا.. وهم مسرعا بعد أن تناول عكازه الخيزران الذي ورثه عن أبيه، ومضى بخفة وهدوء مشوبة بالحذر الشديد...

كان المكان مظلما والجميع يغط في نوم عميق فلا أصوات من الجيران تسمع كعادتها والشوارع يكتسيها صمت يتكرر في هذه الحالات مؤخرا .. فالظلام كان سيد الموقف، يرخى بهدوئه على الجميع.. تسحب بخفة وحذر صوب المخزن، وابنه من خلفه والذي لا يزال فتى بعد لم يشتد ساعده، إلا أن شجاعته في كثير من المواقف تبشر بمستقبل واعد له.. وصل قرب المخزن.. انتظر احمد قليلا يسترق السمع... لا اثر لكلب ضال... لا أصوات دالة عليه .. تفحص الأرض بكشاف يعمل بالبطارية، لم ير أي من أثر خطواته على الأرض..!! هنا استبعد فورا فكرة ابنه بوجود كلب ضل طريقه.. حيث الأسوار كانت عالية وهو لا يمكنه تسلقها بأي حال من الأحوال، تفحص البوابة كانت مقفلة ولا أثر للص كما خطر ببال أحمد..

- والدي أنا متأكد بأني سمعت خرفشات قوية هنا.. بينما كنت أتفقد الحمام والدواجن بالماء فالجو حار جدا.. كرر الابن على سمع أحمد..

بدا احمد بالاقتراب والتركيز أكثر .. فجأة بدأت أصوات خرفشات قوية تصدر من هناك...نعم إنها من أسفل أغراض مبعثرة على أرضية المخزن.. يا الاهى استهجن أحمد .. إنها أصوات أشبه بزقزقة حادة غريبة...!!!

كشف بعكازه صندوقا من الكرتون يحوى أعلاف الدواجن، وهنا تراجع قليلا بعد أن أحس بجزع وقشعريرة .. شعر برعشة تسربت إلى جسده كماس كهربائي ؟! ...

فجأة تقدم فتاه اليافع، وبماسورة مياه قديمة هوى بها على رأس ذاك الكائن القذر في منظره وصوته وشكله، البشع في عبثية وجوده هنا في المسكن الآمن بين حمام السلام ودواجن وديعة لا تقوى الدفاع عن نفسها...
تناثرت دماء الكائن المسخ ... كانت ضربة على الرأس قاتله من فتى لا يزال صغيرا لكنه بشجاعة الرجال ... تهلل وجه احمد فرحا... كان ضوء الكشاف لا يزال مركزا إلى مكان الحدث، كان وجه الطفل الرجل يزهو بنوع من الانتصار..وبحركة لا إرادية قام بتعليقه بماسورته ورفعه عاليا ؟... كأنه يمارس طقوس رقص في أدغال نائية عن الحضارة ، منسية من الإنسانية !.. كانت أشبه برقصات قبائل بعد انتصارها على أقوامها وناسها بغريزة لم تنزل بكتاب، أو تكتب في سفر في أصقاع المعمورة مارسها الفتى على وقع طبول النصر...

نظر احمد إلى طرف الماسورة التي يرفعها الفتى، ساد صمت غريب ثم التفت إلى ولده :
لم يكن كلبا يا بني،لأنها لا تعرف الغدر.. انه جرذ مقزز، وقد استحق نهايته..

إلى اللقاء.



#م._زياد_صيدم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمنيات رجل مختلف (2 ) أفول طيف.
- أمنيات رجل مختلف


المزيد.....




- “القط بيجري ورا الفأر”.. استقبل Now تردد قناة توم وجيري الجد ...
- الان Hd متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر ...
- تابع حلقات Sponge BoB تردد قناة سبونج الجديد 2024 لمتابعة أق ...
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟
- وفاة الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- بتهمة -الغناء-.. الحوثيون يعتقلون 3 فنانين شعبيين
- دراسة تحدد طبيعة استجابة أدمغة كبار السن للموسيقى
- “أنا سبونج بوب سفنجة وده لوني“ تردد قناة سبونج بوب للاستمتاع ...
- علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي ...
- استقبل الآن بجودة عالية HD.. تردد روتانا سينما 2024 على الأق ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - م. زياد صيدم - لم يكن كلبا ! (قصة قصيرة).