أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - م. زياد صيدم - صخب الموانىء 4














المزيد.....

صخب الموانىء 4


م. زياد صيدم

الحوار المتمدن-العدد: 2835 - 2009 / 11 / 20 - 21:21
المحور: الادب والفن
    


صخب الموانئ 4 بقلم: م. زياد صيدم

تناول إبراهيم فطوره الصباحي، وارتشف قليلا من فنجان قهوته التي أعدتها له أم سعد، عندما وصل سائقه على السابعة والنصف ليقله إلى عمله.. في الطريق يفتح حقيبته ،يسترجع بعض الأوراق في ملف هام يتابعه شخصيا، والذي سيكون قفزة نوعية للمؤسسة فهو من اكبر المشاريع التي ستنفذها دائرة المشروعات بصفته المسؤول الأول عنها مباشرة.. دخل المبنى بخطواته السريعة متجها إلى مكتبه.. – صباح الخير باش مهندس كانت روان تلقى عليه تحيتها الصباحية المعتادة، بابتسامة مهذبه رقيقة، كانت تحمل بيدها ملف أوراق ومستندات جاهزة للتوقيع.. تركته على مكتبه قبل أن تطلب له قهوته المفضلة .. يشعل سيجارته ويبدأ في تفحص الملف المعد.. بدأ يعطى توجهاته الشفوية لها، وهى تدون ما يقوله كما ويكتب ملاحظاته الهامة بقلم أحمر، على صفحات بعض الأوراق أمامه ..- يسأل روان عن موعد الاجتماع مع إداراته لهذا اليوم .. - عند العاشرة والنصف أجابته .. ما أن انتهى وأغلق الملف حتى تناولته وهمت بالانصراف.. وإذا به يقول: لماذا تغير مذاق القهوة هذا الصباح ؟.. – لك ذوقا مميزا باش مهندس بالقهوة حقا، ردت روان و اردفت قائلة: انه صهيب ابن المراسل الذي حضر اليوم بدلا عن والده حيث يعانى وعكة صحية مفاجئة.. هز برأسه وأشار لها بالانصراف...
تنفس عميقا بشهيق ملأ صدره، ثم نفذ هواءه بهدوء وبطء أشعره براحة، بينما كان يطل من شباك مكتبه المشرف على البحر مباشرة، وهو يشعل سيجارته الثانية .. ثم طلب رقم الطبيب المختص في المصحة التخصصية التي تقبع فيها زوجته.. - صباح الخير دكتور نصري ،- أهلا باش مهندس إبراهيم، سبقتني فعلا، فقد كنت سأتصل بك بعد قليل لتذكيرك بموعدنا اليوم أجابه .. – كيف لا أتذكر يا دكتور ؟، سأكون في مكتبك حال انتهائي من الاجتماع ، سأصلك قرابة الواحدة، - بانتظارك إذا ، _ إلى اللقاء ...
بينما كان اجتماعه منعقدا مع طاقمه الفني، لمناقشه مشروع تطوير حوض السفن.. وإذ بضجيج وضوضاء تُسمع أصواتها من داخل غرفة الاجتماعات ؟.. تشتد الأصوات وتقترب !.. تدخل روان وتهمس إلى إبراهيم: مسكين ابن المراسل قد ضربته رافعة تحميل، وتضرج بالدماء وفقد وعيه كليا.. وقد اتصلوا بالإسعاف .. يهرع إبراهيم على وجه السرعة مع مساعده، ليتفقد ويطمئن على أحوال الصبي.. حينها كانت سيارة الإسعاف لتوها تصل المكان، وتحمله على وجه السرعة إلى المستشفى..سمع بعض العمال يتهامسون بأنه فارق الحياة .. وآخر سمعه يقول: كان يرمش بعينيه، ولازال يتنفس عندما نقلوه إلى داخل سيارة الإسعاف.. وهنا أشار إبراهيم إلى مساعده بان يخبر سائقه بالتحرك، ليقلهما إلى المستشفى للحاق بالصبي والاطمئنان عليه فورا.. إنها مسؤوليته الأولى، كما هو واجبه الأخلاقي تجاه الصبي ووالده، الذي يعمل على خدمتهم منذ أكثر من عشر سنوات، حتى أحبه الجميع لإخلاصه وأمانته ...
وصلا قسم الطوارئ.. قابلا الطبيب الذي عاين حالة الصبي .. كان إبراهيم متجهم الوجه، شاحب الملامح، اعتقادا بما سمعه من حديث العمال.. فطمأنه الطبيب: بان حالته الأولية جيده وقد أغمى عليه نتيجة ارتطامه بالأرض.. وهو يستعيد وعيه الآن، وقد ذكر اسمه صهيب وهذا مبشر على عدم حصول ارتجاج في المخ أو فقدان للذاكرة، كما أفاد: هناك بعض كسور في ساقه وذراعه سيتعافى منها في اقرب وقت ... تنفس إبراهيم الصعداء وحمد الله كثيرا .. طالب معاونه بالبقاء لمتابعة الإجراءات كلها، وعمل وتقديم ما يلزم .. واستأذن الطبيب، وخرج مع سائقه وهو يتمتم بكلمات شكر ودعوات لصهيب بالشفاء العاجل...
نظر إلى ساعته التي كانت تقترب من الثانية عشرة والنصف.. فأشار إلى سائقه بالتوجه إلى المصحة الخاصة .. حيث موعده مع دكتور نصري.. الذي قرر اليوم بان يلتقيا ثلاثتهم مع زوجته، بعد فترة علاجية مركزة ،حيث منع الزوج من لقائها لفترة أسبوعين متتاليين حيث كان يتطلب علاجها ذلك !.. فور وصوله مكتب الطبيب، كان بانتظاره و توجها على الفور إلى غرفة رقم: 22 حيث تكون زوجته ..
شق إبراهيم طريقه في الممر الطويل الموصل إلى الغرفة.. وقد أحس بان قدميه تخوران.. وقد بدأ جسده في الارتعاش، فتوقف لحظات مستندا إلى الجدار.. لم ينتبه الطبيب إليه، واستمر في خطواته.. بينما تحامل إبراهيم على نفسه، واستعاد توازنه وبدأ في اللحاق بالدكتور، الذي توقف على باب الغرفة.. واستدار جهة إبراهيم، ليجده ما يزال يمشى متثاقلا نوعا ما .. فابتسم له محاولا تلطيف الأمر عليه.. كأنه شعر بصعوبة الموقف !!.. فبادله إبراهيم ابتسامة قصيرة، لم تدم طويلا على وجهه.. دق باب الغرفة، حتى سمع صوتها يأذن بالدخول...
يتبع..
إلى اللقاء.






#م._زياد_صيدم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى الشهيد أبا عمار بايعناك أبا مازن.
- صخب الموانئ (3)
- صرخات ندم ( ق. ق.ج )
- صخب الموانئ 2
- فرحة لم تكتمل / (ق .ق.ج) .
- صخب الموانىء 1
- كان زعيما ( قصص قصيرة جدا).
- لم يكن كلبا ! (قصة قصيرة).
- أمنيات رجل مختلف (2 ) أفول طيف.
- أمنيات رجل مختلف


المزيد.....




- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - م. زياد صيدم - صخب الموانىء 4