أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - سياسة تصدير الفتوى..














المزيد.....

سياسة تصدير الفتوى..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2860 - 2009 / 12 / 16 - 20:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قد لا نجانب الحقيقة كثيرا إذا عزونا اسباب كل هذا الارتباك والفوضى الضاربة بأطناب ساحة الإفتاء الشرعي,إلى التمطط الكبير لمصطلح "الشيخ" في أذهان البسطاء من العامة الذين يطمحون إن يلاقوا ربهم بقلب سليم..فبشروط عيانية ميسرة لا تتعدى اللحية المرجلة بعناية وارتداء الجبة او القفطان وحمل المسبحة واضفاء بعض الورع على سيماء الوجه .. يمنح المرء على اثرها فورا لقب المشيخة الغالي بدون ادنى تدقيق في ماضيه العلمي الفقهي، ودون ادنى سؤال عن خلفيته البحثية اوعن مصادر فتاواه.. وهذا ما يجعل من الصعوبة بمكان استيعاب امكانية التوفيق ما بين كل هذا التساهل الكبير والتبسط الكامل مع مسألة الافتاء-رغم خطورتها- وما بين التباكي الدائم والادعاء والتشكي بعالي الصوت من الهجمات وسوء الفهم والضغائنية المبيتة التي يتعرض لها الاسلام من كل حدب وصوب..
فمن المحير فعلا ان نبرر تطوع الامام اليمني المدعو أنور العولقي، بإصدار فتوى تعتبر ما قام به الرائد نضال حسن الفلسطيني الأصل والأمريكي المولد من إطلاق النار على زملائه في قاعدة فورت هود بولاية تكساس والذي ادى الى وفاة ثلاثة عشر وجرح ثمانية جهادا في سبيل الله. والاكثر غرابة هو اعتبار ما قام به حسن من الافعال التي يجيزها الاسلام..
فبذخيرة من مثل هذه الفتاوى يكون من الخطل الاقرب الى اضاعة الوقت والجهد مجادلة المواطن الغربي بكون الاسلام دين تسامح واخاء..او المطالبة بحق المسلم في ممارسة شعائره وبناء مآذنه في دول ومجتمعات لا تدين بالدين الاسلامي..خصوصا مع الخرس المتواطؤ للقيادات الروحية تجاه مثل هذا العبث الفقهي..
ان اشاعة ثقافة تغليب النقل على العقل بلا تمحيص او استدراك او مراعاة للظروف الزمكانية للبيئة التاريخية التي افرزت المنقول ..واقتصار تدخل المؤسسات الرسمية على ما يمكن ان يمس بالحكم من قريب او بعيد وترك ما دونه ..وفسح المجال لكل من يعاني من هوس مرضي من حب الظهور..لا يمكن ان يؤدي الا الى اخراج المجتمع الاسلامي من سياقات الحياة المعاشة المعاصرة..ولا يمكن ان ينتج الا ارتكاسات متوالية مستمرة الى مابين دفات الكتب العتيقة المصفرة..
فمن المؤلم ان نجد العلماء يفتون في عهد الخديوي اسماعيل ب" جواز الاختلاط بين الرجل والمرأة بهدف تلقي العلم، ما لم يتم الخروج على محارم الله"بينما نجد فقهاء ثورة الاتصالات وعصر المعلومات يفتون بجواز شرب بول النبي عليه الصلاة والسلام للتبرك..ومشغولون في تثبيت تقنيات ارضاع الكبير ..وحصر منتهى العلم بقضايا الطهارة والحيض والنفاس والعلاقات الزوجية..وهل من المعقول ان يفتى بدم البعوض ولعاب الكلب ..ولا يهتدي احد ورثة الانبياء لحد الآن الى الافتاء في شرعية الاستئثار بفئ الدولة ومواردها من قبل السلطان والاقربون فالاقربون بالمنكر كان اوبالمعروف..وهل يجوز ان تاخذ البعض الغيرة والحمية على الاسلام والمسلمين الى حد تحريم التجنس بالجنسية الامريكية ولا يناقش التخريج الفقهي لتوريث السلطة الى الابناء ..وأليس في اليمن ما يكفي من المشاكل التي تدفع فضيلة الشيخ الى الاهتمام بها تاركا مهمة تصدير الفتاوى الى الغرب لمن هو اكثر فهما وعقلا ودراية منه؟..أن وجد..
يقول الاستاذ عبد الحميد صيام صادقاً:"والغريب أن هذا الإمام يشاهد ما يجري في اليمن ولا يثير ذلك لديه أي نوع من الاهتمام ليصدر فتاويه. فلماذا لا يفتي بتحريم سفك دماء المسلمين في صعدة؟ ولماذا لايفتي بتحريم الاحتكام إلى السلاح عند اختلاف أبناء الوطن الواحد والدين الواحد؟ ولماذا لا يفتي، لا فض فوه، بعدم شرعية نظام الحكم الذي يجلس على صدور اليمنيين منذ عام 1978؟ "
أنَّ فوضى الافتاء التي نشهدها تقترب من مستوى الازمة ..وهي ازمة جادة وحقيقية تستدعي وقفة شجاعة تتعاطى مع ما ينفع الناس ويحقق مصالحهم وتتصدى لكل الزبد من فتاوي التخدير الغرائزي والترويج بالغريب من المسائل الاقرب الى الحيل الشرعية ..والا فالاسلام سيخسر الكثير الكثير من مواقعه ويتضاءل تأثيره باضطراد ويزداد تقوقعه في خندق المدافع المحاصر اليائس..وعندها لن يجد فضيلة الشيخ من يسمعه ..ولن يجد من يهلل له ..ولن يجد من يدفع اليه اجره..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالله عليكم..لا ترقصوا على اشلائنا..
- واقعة ام درمان ..وفخ التملق الاعلامي المهلك
- على باب مصر..
- عندما يتحدث محامي الشيطان..
- اسئلة متعجلة ..اجابات صعبة
- القائد العربي الشامل..
- لا بديل عن المحكمة الدولية..
- صدام حسين..فضائياً
- قراءة متأنية لخطاب العقيد المتعجل..
- لا -مانيكان- بعد اليوم..
- فاروق حسني..خيبة جديدة للعرب..
- الدكتورة هالة مصطفى والمحرقة الانتقائية..
- تهمة الاستقواء بالخارج..بين النظام و الشعب
- لا تنتظروا شيئاً من منتظر..
- طائفية المنجز الابداعي..
- المعادلة الصعبة ما بين ذوات الارواح..وذوي العقول..
- القذافي..والصاروخ..
- نعم..نعم..للمحكمة الدولية..
- الرياضة..والزعيق العنصري المقيت..
- صعدة..دارفور اليمن السعيد..


المزيد.....




- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - سياسة تصدير الفتوى..