بروميثيوس خلف هويمل

علاء الفزاع

الحوار المتمدن-العدد: 868 - 2004 / 6 / 18 - 06:29
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

في الأساطير اليونانية أن بروميثيوس تعرض لسخط مجمع الآلهة وعقابه، نظرا لأنه سرق سر النار وأعطاه للبشر، فأضاء حياتهم، وأعطاهم مزيدا من القدرة على مواجهة الطبيعة، وعلى التحرر من سيطرة المجمع. وفي الأساطير الأكاديمية الأردنية أن الطلبة الفقراء حازوا على غضب وعقاب مجاميع التعليم العالي في الجامعات لأنهم حاولوا الوصول إلى سر التعليم الجامعي، ليضيئوا حياة أهاليهم في الأغوار وفي البقعة و حي الطفايلة و الغويرية ومعان وغيرها من مناطق المواطنين العاديين، ممن لم يحوزوا على تصنيف سوبر مواطن، ولم ينالوا خلود الدولار.
الأساطير طبعا ليست حقيقية!
وتكمل الأسطورة فتقول أن رفع رسوم التعليم العالي كان للحد من أعداد (غير القادرين) الذين أخذوا يزاحمون أولاد الذوات في الجامعات. أخذوا ينافسونهم على "السكوير" في الجامعة الأردنية، وعلى ساحة الهندسة في جامعة العلوم والتكنولوجيا، وعلى ساحة "النجيل" أمام كلية الاقتصاد في جامعة مؤتة، ولم يبق إلا أن يدخلوا-كأولاد الذوات- إلى مكدونالدز وكنتاكي وتشيلي هاوس.
ومجمع الآلهة يا سادة لا يرتضي أن يقترب البشر من مصاف الآلهة، كما تقول الأسطورة اليونانية طبعا، ولهذا فإن لافي ومحمد ووطفة وزينب لا يجوز أن يدرسوا في كلية الطب والهندسة وال IT مثل جيمي و نادين. لماذا يجب على خلف هويمل ان يقتطع من نفقات عائلته-المقتطعة أصلا- كي يصرف على دراسة إبنه بروميثيوس؟ إن ذلك البروميثيوس أوجع دماغ والده، فبعد أن حصل على معدل مرتفع في التوجيهي، رغم ضعف مستوى المدرسة في منطقته النائية، ورغم عدم وجود مدرس خصوصي قادر على التهام راتب الأب وراتب محموديوس-أخ بروميثيوس-الذي يعود من العسكرية كل نهاية أسبوع ليحض أخاه على الدراسة، بعد ذلك كله نراه يريد أن يدرس في الجامعة!! يا للوقاحة ويا للهول! يريد أن يتطاول...
الكلام حتى الآن للأسطورة، فلا تلوموني. فالأسطورة ترى أن البشر يجب أن يبقوا بشرا، وأن يقتنعوا بما نالوه من التعليم، وكفاية وخير وصولك للثانوية العامة، وحتى للصف العاشر، ويا حبيبي لا ترهق أهلك وتوجع راسهم بدراستك.
هذا وقد نما إلى علمنا أن أعضاء مجمع الآلهة حمدوا تعليموس-نظير زيوس-على محاسن الصدف التي أزالت العراق عن الخارطة التعليميةالمجانية، واستذكروا بكل خير الجهود التي أوقفت أولئك المشاغبين في الجامعات السودانية وأبعدتهم من هنا. وتمنوا بكل جوارحهم لو تتوقف أعداد البروميثيين القادمين من جامعات سوريا، ليصفو الجو، ويروق الحال، وترتفع "سويّة" التعليم!
هذا كله طبعا كلام أساطير. إياكم أن تصدقوا كلام أسطورة.

#علاء_الفزاع (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات