أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داليا علي - المعلومات ونشر المشاعر السلبية إيذاء للنفس















المزيد.....

المعلومات ونشر المشاعر السلبية إيذاء للنفس


داليا علي

الحوار المتمدن-العدد: 2858 - 2009 / 12 / 14 - 21:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


فال ادموند سبنسر "إن العقل هو الذي يجعلك سليما, أو مريضا, تعيسا أو سعيدا, غنيا أو فقيرا"
وقال رالف والدو إيمرسون " إن تضحك كثيرا, وتفوز باحترام الأذكياء وحب الأطفال, وإن تحظي بتقدير النقاد الأمناء وتتحمل خيانة الأصدقاء, وإن تقدر الجمال, وتري الأفضل في الآخرين, وترغب في تحسين صورة العالم – ولو قليلا – سواء بتنشئة طفل صحيح أو زراعة حديقة صغيرة, أو تصحح أوضاع اجتماعية, أو أن تعرف أن حياة فرد قد سارت سهلة بسبب وجودك, فهذا هو النجاح"
وقال توماس هنري هسكلي "الفعل وليس المعرفة هو الغاية العظمي من الحياة"
ومع تطور الإنسان والسلطة من الأقوى جسميا لسلطة راس المال وصلت الآن لسلطة العلم والمعرفة, فمن يمتلك المعرفة وطرق نفلها حاليا يمتلكوا ما كان للقادة في الأزمان الغابرة من سلطة نكاد تكون سلطة مطلقة, فكما كتب " جون كينيث جالبريت":" أن المال كان وقود المجتمع الصناعي, أما في مجتمع المعلومات, فان المعرفة هي الوقود وهي السلطة" وبذلك فالمعرفة مهمة ولكي تكون لها هذه القوة لابد وان تكون صادقة فكما كان يفتك بأولي السلطة عندما يسقطوا إذا ما كانت سلطتهم مبنية علي جبروت يفتك ويحقر من يسقط قناع سلطة المعرفة عنه عندما يكتشف كذبة وخداعة ولذلك لكي تكون المعرفة أداة للتفوق لابد أن تكون منزهة وصادقة حتى لا تكون سلاح ذو حدين للإنسان فتنقلب عليه وتؤذيه في حال ما كان كاذب أو مخادع أو مدعي معرفة
ولكي لا ننخدع ونعتقد أن امتلاك المعلومة فقط هو السلطة والقوة عليك ان تفهم إنها ليست المعلومة كمعلومة ولكن العمل بها هو ما يعطيها هذا البعد من القوة, بمعني أن يجب أن تكون قادرة علي الفعل والعمل والتصرف" ولذلك فالمعلومة المبتورة أو المعلومة التي لا تؤدي لفعل وعمل وتصرف.. لا تعطي لصاحبها أي بعد والمعلومة التي لا تفيد في فعل وعمل التي لا تفيد في اكتساب ما يجعل من العقل أداة ومحرك وما تفيد في الحياة لتجعلك إنسان أكثر نجاح بصفات النجاح التي اشرنا لها فهي بلا فائدة وتناولها اضر من الجهل نفسه
ولكي تكون المعلومة مؤثرة لابد أن تكون قادرة علي إضافة شيء جديد في حياة الآخرين... ولكي تصبح سلطة مؤثرة لابد وان تكون قادرة علي تغيير رؤية الإنسان للعالم.. ومن الطبيعي أن يكون المطلوب هو تغيير الرؤية للأحسن والأفضل ومن الطبيعي أيضا أن تجعل من يتناولها يشعر بنظرة أفضل للعالم وبشعور داخلي انقي وأفضل وأحسن وألا تتحول المعلومة لأداة لقتل النفس والإنسان,,,
وعلينا ان نفهم ان كثرة تداول المعلومات السالبة ونشر الأكاذيب والاستمرار في تداول المعلومات التي تؤدي لزيادة مشاعر الغضب وتنمي الكراهية داخل النفوس وتجعل السيطرة للمشاعر السلبية داخل الإنسان تجعل من المعلومة أداة هدم لا بناء. فكثرة المشاعر السالبة داخل الإنسان تحيله دون أن يدري خاصة مع عدم قدرة الإنسان الحالي التواصل مع النفس تحيل الإنسان تدريجيا ودون إرادة لإنسان كئيب مريض النفس ناقم وساخط فالمشاعر السالبة التي يتناولها الإنسان بدون قدرة علي التواصل ومع نفسه والسيطرة عليها لا محالة تحيله دون أن يدري لحطام نفسي داخلي وتظهر خارجيا في جميع مظاهر العنف والتكاسل والسخط البادي في المجتمعات الغاضبة دون أن تدري حاليا نتيجة تداولها لمعلومات سلبية
فمن المؤكد أن مشاعرنا ليست نتيجة مباشرة لما يحدث في حياتنا. بل هي في تفسيرنا لما يحدث لنا. وبالتالي فحياتنا لا يحددها ما يحدث لنا ولكن ما نفعله تجاه ما يحدث لنا
ولذلك علينا الحرص والحرص الشديد تجاه تناول المعلومات وفهمنا لها والتفاعل تجاهها,,, فمعظم ما يحدث في حياتنا هو نتيجة ورد فعل للكثير الذي يتسرب لنا دون أن نحاول فهمة بطريقة ايجابية مما يغير نظرتنا للحياة فنتحول من التفاؤل للتشاؤم ومن المرح للكآبة ومن القدرة علي العطاء للأنانية ومن المحبة للكراهية ومن تفضيل عمل الخير لتفضيل تجريح الغير
وعلينا أن ندرك ونعي تماما أن لا شيء معني سوي المعني الذي نضفيه عليه. وعلينا أن ندرك إننا تركنا عملية التفسير لتصبح تلقائية وبذلك فقدنا السيطرة علي تفكيرنا ومشاعرنا وتركنا الآخرين يتحكموا فينا بما يوحوا لنا وبما دربنا عليه عقولنا من نظرة سلبية للأمور فأصبحنا أكثر سلبية وتشاؤم وسوداوية في تفسيرنا لمحيطنا ولكل معلومة نستقبلها ونحولها بفهمنا الخاطئ المبرمج والمدرب علي التلقي السلبي لسوداوية وظلامي في التفكير
ونسي اغلبنا إننا قادرين علي التحكم في أنشطتنا الذهنية والسلوكية واستسلمنا لبرمجة عقولنا تفسر لنا وسقطنا تحت يد البرمجة المسبقة والتي غالبا من كثرة تناول السلبيات ما عاد بها أي نظرة ايجابية وأي جانب ايجابي
وعندما تتعلق المعلومات بأحداث وتاريخ فالتفسير للموقف الواحد يختلف بين الأشخاص ويتباين بطريقة يصعب معها تحديد الحدث الفعلي فكل حدث يتم ترشيحه عند دخوله العقل من خلال المعتقدات والاتجاهات والقيم وأمر أخر يسمي بالبرامج العليا ولذلك يفسر الحدث الواحد بأكثر من تفسير وقد يكون سلبي وايجابي في نفس الوقت وليس بالضرورة أن يكون أيهما هو الصواب كما قال اينشتين "أن كل من يحاول أن ينصب نفسه حكما في مجال الحقيقة والمعرفة سوف تقهره ضحكات الآلة"
وبما إننا لا نعرف حقا ما هي حقيقة الأمور ولكن كل ما في الأمر نحن نعرف كيفية تمثيلها لدينا كيفية تمثيلها لأنفسنا وبالتالي الاستمرار في تكرار المعلومات التي لا قبل لأحد عي إثباتها يعد تحت بند مضيعة الوقت خاصة إذا ما كانت قد تصل بالإنسانية والإنسان لما يفيده ايجابيا ويزيل عنه البرمجة السلبية المؤثرة علي النفس البشرية كما أوضحنا ... فكثرة تداول قصص وأساطير ومقولات حتى وان اثبت صحتها مع الأخذ في الاعتبار أن التفاسير ما هي إلا رؤية شخصية فقط كما أوضحنا الاستمرار في هذا يعد عبث بعقول وضمائر ليس فقط من يراد النيل منهم ولكن من عقول ونفوس الأصدقاء فكما ينتظر أن يتناولها الأخر وتؤثر عليها سيتناولها الصديق وهنا إما أن تؤثر عليه سلبا فالمساوئ حتى وان كانت في الغير ترهق متناولها نفسيا... وبذلك تضر. إما لو لم تضر وأسعدت وهذا عكس طبيعة البشر .. أن أكثرنا من نشر ما يؤذي الإنسان السليم ولا تؤذيه فمعني هذا أن عينه ونفسه اعتادتهم وبالتالي ما أصبح قادر علي السيطرة علي التأثير السلبي لهما فهو أصبح مبرمج عليه وهنا يكون الخطر النفسي علي الإنسان أكثر ... مثل من قتل مرة ثم مرة ثم أصبح القتل عادة بحيث لم يعد يؤذي مشاعره ... هل يكون طبيعي مؤكد إنسانيا لا ولكنه ما عاد قادر علي التوقف عن التلذذ بالقتل ومعني هذا أن جهاز القيم الداخلي عنده عطب وما عاد قادر علي الرجوع للحد الإنساني الطبيعي بحيث يشعر بمشاعر الإنسان الطبيعية... وأصبحت القيمة عنده هي الإيذاء وما عادة القيم الطبيعية والإنسانية هي التي تحكمه
أن الحياة مثل النهر, فهي متحركة. ومن الممكن أن نفع تحت رحمة النهر أن لم نقم بأفعال متعمدة وعن وعي لتوجيه أنفسنا ناحية الصواب وان لم نستطيع إيقاف أنفسنا عن الانجراف ناحية الغضب وناحية المشاعر السلبية وعلينا أن نتذكر دائما أن السلوك الإنساني يكون نتيجة الحالة النفسية التي تنتاب المرء... ولذلك عندما نجد السلوك يتجه دائما للعدوانية والأفعال والأقوال لا تخرج عن حدود العدوانية وإيذاء الغير أو إننا ما عدنا نستمتع غير بإيذاء الغير وما عاد لنا هدف غير اكتراء النظرة العدائية والتفكير العدائي علينا حينها أن نقف ونحاسب أنفسنا ونعيد برمجة عقولنا لنذكرها بان الأخر هو أيضا إنسان. علينا أن نعيد تذكير أنفسنا بان الغاية لا تبرر الوسيلة, علينا أن نعيد تذكير أنفسنا بالقيم والأخلاق وحدود الصواب والخطاء والحرص علي عدم التجني والكذب واستخدام الطرق الملتوية للوصول لما فيه دمار نفوسنا قبل دمار الآخرين.. وان مهما تغير العالم لن تتغير القيم والصواب والخطأ وان الغاية والهدف هي السعادة والراحة النفسية وان نجعل من العالم مكان أفضل وأقيم مكان مبني علي المحبة وليست الكراهية مبني علي حب الخير وليس إيذاء الغير البحث عن الجمال والتخلي عن أساليب البحث عن القبيح فلن تبني الأمم بالكراهية ولكن بالحب لن نصلح العالم بالكراهية ولكن بالمحبة والتفاهم
القوي هو من يكون قادر علي التحكم في مشاعر الكراهية والغضب, القوي من يكون قادر علي إعطاء المحبة, فمن السهل جدا أن نهدم من السهل أن نعطي كل فرد حتى متخلفين المجتمع معول ليهدم حتى الهرم لكن من هو الذي يقدر علي بناء حتى عشه صغيرة أو زرع حديقة أو زرع المحبة بين الناس من السهل انتشار الكراهية والأحقاد وتعميم الفوضى من السهل إطلاق أكذوبة من السهل تفسير حتى اقوي كلمات الحب وتحويلها بعقل مريض لكلمات بغض وكراهية من السهل تشويه لوحة بمجرد خط اسود عليها لكن القوي والموهوب هو من يكون قادر علي رسم لوحة أو حتى أن يمحوا الخط الأسود بدون أن يفسد اللوحة
ومن هنا نرجع لنقطة المعلومة والقوة فلنكن من القوة بحيث نسيطر علي مارد المعلومات بنشر الحقائق وليس الأكاذيب بإشاعة المحبة ومحو العداء برسم خرائط التقدم وليس البحث في خرائب التاريخ وخرائب نفوس الضعفاء ومناطق الضعف والضرب تحت الحزام وتشويه التاريخ وتشويه اي قيمة خاصة بالأخر لمجرد إننا نختلف معه نكرة ونتمسك بكراهيتنا حتى لو تأكدنا إنها تأخذنا للحضيض كبر وعدم اعتراف بالخطأ وتصور أن هذه هي القوة .. ناسين أو متناسين أن من يزرع في القلب آمل من يضع علي الشفاه بسمة من يوقظ في العقل أمل هو الإنسان الناجح لأنه اختار الطريق الصعب ومضي فيه وترك فيه بصمة ايجابية في الأخر ومحي به أثار أقدام السفهاء والضعفاء التي تهدمه بنشر الكراهية والضغينة والسواد والعداء بين بني البشر ...



#داليا_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلي اين تقودكم ثقافة الكراهية
- ثقافة الكراهية
- الضمير والعقل ,,,,, والخير والشر والصواب والخطأ
- هي التي غيرتني ....... غيرتني لأنها أحبتني وما أحببت انأ نفس ...
- استخدام الميزة النسبية للانسان عن الحيوا - النفس والضمير
- داروين........واين نحن من الحيوان
- البحث العلمي وقصة زواج عائشة المكررة
- العلم,الاكتشافات والنظريات ثم الاختراعات تعريف الاخلاق والمث ...
- هذا تشويه للعقل وليس انتحار للعقل
- المرأة في الاسلام -2 
- جمال المرأة - ولذلك انا احب كوني انثي
- تأملالت خطرة
- رحلة داخل عقل امرأة - مستوحاة من مقالة صلاح يوسف
- ردي علي رد السيدة المجهولة المعروفة في الرد علي مقالتي الساب ...
- المرأة في الاسلام - 1
- محمد.... هذا الإنسان - كتاب للكاتبة البريطانية كارن ارمسترون ...
- الرد علي مقولة المرأة نصف الرجل في الشهادة والميراث
- التحرير الإسلامي للمرأة من نصوص ومنطق وفقه القرآن الكريم


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داليا علي - المعلومات ونشر المشاعر السلبية إيذاء للنفس