أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - في السعودية-3-المساجد والأسواق والفيصلية















المزيد.....

في السعودية-3-المساجد والأسواق والفيصلية


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2852 - 2009 / 12 / 8 - 23:29
المحور: الادب والفن
    


المساجد والأسواق والفيصلية
مكة المكرمة والمدينة المنورة تحتضنان الكعبة المشرفة والمسجد النبوي الشريف، ومقبرة البقيع التي تحوي رفات غالبية صحابة الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه، وأبناء مكة والمدينة هم أحفاد ذلك الجيل العظيم الذي حمل راية الاسلام على اكتافه، ولهذا وغيره فان مظاهر التمسك بتعاليم الشريعة الاسلامية واضحة لمن يزور المملكة السعودية.
وفي السعودية اثنان وعشرون ألف مسجد، موزعة في كافة مدن وقرى والتجمعات السكانية السعودية، عدا عن المصليات الموجودة في مختلف المؤسسات العامة، وحتى الخاصة، ففي كل فندق مصلى ومتوضأ، وفي سقف كل غرفة من غرف بعض الفنادق سهم يشير الى اتجاه القبلة، وفي الوزارات والمكاتب الحكومية ومكاتب الشركات والمجمعات التجارية مصليات ايضا.
والمساجد في السعودية مفروشة بالسجاد، وواسعة ايضا، اعداد كبيرة منها بناها فاعلو الخير من الميسورين، ومن ملاحاظتي هو عدم المبالغة في ارتفاع مآذن المساجد، كما ان الأذان يرفع من خلال سماعات لا صخب ولا مبالغة في ارتفاع الصوت منها، فهي تفي بالغرض المطلوب، وهو ايصال الأذان الى أهل الحي أو الحارة، ومن هنا تأتي روعة عدم تضارب أصوات المؤذنين، فأنت تسمع صوت مؤذن واحد وبهدوء تام، ولم أسمع أيّا من المساجد يُقرأ فيه القرآن قبل الأذان كما يحصل في بعض المناطق عندنا، ومن الملاحظ ايضا ان لا وجود لقسم نسائي في المساجد، وسألت البعض عن ذلك فأخبرني أحدهم ان(صلاة المرأة في بيتها).
وفي موعد الصلاة وحتى انتهائها لا بيع ولا شراء، فالمحلات التجارية تغلق ابوابها ...يتركها اصحابها ، ويذهبون للصلاة في المساجد القريبة، ولقد شاهدت بعض النسوة يجلسن في الأسواق عند وقت الصلاة، ولم أعرف ان كان ذلك عفويا أم هو من عاداتهن في هكذا أوقات .
ولا مجال امام الرجال الا التوجه للمساجد وقت الصلاة، لأن جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يلاحقونهم، ويوجهونهم للصلاة في المساجد .
الأسواق:
في الرياض العاصمة السعودية، وفي مدينة جدة- وهما المدينتان اللتان تجولت في القليل من اسواقهما- شاهدت أسواقا شعبية شبيهة بالأسواق الشعبية الموجودة في مدننا، كما شاهدت التجمعات التجارية الفخمة(المولات) وكل تجمع منها يكاد يكون سوق مدينة بذاته.
وهي مبنية بطرق معمارية حديثة، وتضاهي مثيلاتها في دول غرب اوروبا و امريكا، بل تزيد على الكثير منها مساحة واتساعا ونظافة، وفي هذه الأسواق يجد المتسوق ما يريده، ويلاحظ ان الباعة في غالبيتهم ان لم يكونوا جميعهم من الوافدين ...آسيويين من باكستان ، والبنجال، والهند وغيرها، أو من دول عربية شقيقة كاليمن وسوريا ولبنان والأردن وغيرها، والباعة جميعهم ذكور، ويحرم على النساء ممارسة هذه المهنة .
الفيصلية:
وذات يوم من ايام فلسطين الثقافية في الرياض، هاتفنا سعادة الاستاذ جمال الشوبكي سفير فلسطين في الرياض، وأخبرني بأنه قادم الينا في مقر اقامتنا في فندق (هوليدي ان) بصحبة فوزي عبده - احد ابناء قريتنا- ، فأسعدني ذلك الخبر، فصاحبنا فوزي يصغرني بعامين، وهو ابن الدكتور داود عطية عبده، احد رواد التعليم في قريتي السواحرة احدى قرى القدس الشريف، وهو حامل شهادة الاستاذية-الدكتوراة- في اللغويات، وسبق له ان عمل محاضرا في عدة جامعات في الاردن والكويت وامريكا كما عمل في اليونسكو، وهو الآن في الثمانينات من عمره ويعمل محاضرا في جامعة فيلادلفيا في الاردن .
تذكرت فوزي عندما عاد الى القرية بعد ان عاش عدة سنوات مع والديه في لبنان، حيث كان والده يدرس في جامعة بيروت الامريكية، وبيت أسرتهم بجوار المدرسة ...عاد فوزي يتكلم اللهجة اللبنانية، مما اثار استغرابنا (وسخريتنا) نحن الاطفال الذين نتكلم اللهجة القريبة الى لهجة قاطني البوادي، لكنه ما لبث ان تعلم لهجتنا المحلية،ولات يزال يتكلمها أين حلّ وارتحل، ومنذ حرب حزيران 1967 العدوانية وما رافقها من احتلال وحشي لوطني،وتشريد الملايين من أبناء شعبي لم ألتق بفوزي، وها هي الظروف تجمعنا ثانية في الرياض .
وصل فوزي بصحبة سعادة السفير جمال الشوبكي، كان مع فوزي ابنه غسان، وهو مهندس خريج جامعة العلوم التطبيقية في اربد، جاء للعمل مع أبيه، وكان معهم رجل الاعمال الفلسطيني خليل البيك، وفوزي رجل أعمال ناجح، يقيم في السعودية منذ العام 1985، في حين بقيت زوجته وأطفاله في عمان، وفوزي صاحب شركة (سرايا البناء) في الرياض يعمل في المقاولات، ويستثمر في المطاعم، وهو رجل أعمال ناجح ومعطاء ، كريم طيب القلب كثير الاعتزاز بأصوله ومسقط رأسه، تجاذبت وإياه اطراف الحديث عن ذكرياته في قريتنا مسقط رأسه، وأقسم اغلظ الايمان ان يدعونا الى حفل عشاء في مطعمه في (الفيصلية) وسط الرياض، وهي برج مكون من ثمانية وثلاثين طابقا يرتفع على شكل قلم، وسميت بهذا الاسم نسبة الى المغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز، اقامها ابناؤه الذين يديرون صندوق الملك فيصل للأعمال الخيرية، وريع هذا البرج لصالح الصندوق، ويحتل مطعم فوزي الذي يحمل اسم(مطعم قصر فخر الدين) الطابق الحادي عشر من البرج، ومساحته ألف وستمائة متر، مطعم على دائري الشكل، يحيط به برندة بعرض ثلاثة امتار، من خلاله تستطيع مشاهدة مدينة الرياض، والمطعم يحوي ديكورات وأثاث يجعله من المطاعم الفاخرة على مستوى عالمي، وزبائنه من علية القوم واثريائهم وسادتهم .
ولبينا الدعوة التي كان على رأسها سعادة السفير جمال الشوبكي، والمستشار في السفارة الدكتور ماهر الكركي، وسعادة الدكتور عبد العزيز بن محمد السبيل وكيل وزارة الثقافة والاعلام السعودية، وخمستنا نحن من تبقى من الوفد الفلسطيني لآداء فريضة الحج، وزملائي هم الأستاذ موسى ابو غربية الوكيل المساعد في وزارة الثقافة، والشاعر الشعبي المبدع موسى حافظ، وأنور ريان ونبيل النوباني الموظفان في وزارة الثقافة.
كان العشاء متعدد الأطعمة وبالتقسيط المتتالي، ومعد بطريقة شهية، حيث أكلنا اكثر من المعتاد، وفوزي يردد كل مرة(العشاء لم يأت بعد) مما دفعنا الى تذكر بعض الطرائف عن التخمة، وذكرنا الدكتور السبيل بما يقوله اخواننا المغاربة بأن (الطعام يجد مكانا له) وذلك ردا على مثلنا الشعبي ( عيار الشبعان اربعون لقمة)

حقا لقد رأينا كرم الضيافة من فوزي بطريقة يصعب نسيانها، فذلك الرجل الطيب أصر على صحبتنا اثناء العودة الى مقر اقامتنا ومبيتنا، ولازمنا يوم مغادرتنا الرياض حتى صالة الوداع في مطار الرياض في طريقنا الى جدة، ومن ثم لآداء مناسك الحج، وكان دائم الاتصال بنا هناك.
ولاحقا أخبرنا سعادة السفير بأن فوزي قد تبرع ايضا بالعشاء للمدعوين في بهو السفارة اثناء الحفل الذي أقيم فيها وزاد المدعوون فيه على المائتين، ذلك الحفل الذي أحيته فرقة أصايل بقيادة الفنان ناجي شمروخ، والفنان الشاعر الشعبي موسى حافظ، وفرقة الفنون الشعبية التي ترعاها السفارة، والمكونة من أفراد من أبناء الجالية الفلسطينية في الرياض .
وكان سعادة الدكتور عبد العزيز السبيل قد اصطحبنا ذات مساء أنا والأخ موسى أبو غربية وسعادة السفير جمال الشوبكي والدكتور ماهر الكركي والدكتور الشاعر السعودي عبد الله الوشمي الى مطعم الجزيرة للأسماك، وهو مطعم صيني فاخر، قرب الفيصلية، يتكون من طابقين، ومن جناحين واحد للأفراد وآخر للعائلات، وهذا المطعم مثير للدهشة فغالب أرضيته زجاج تحته احواض ماء مليئة بالأسماك الحية متعددة الألوان والأشكال والأحجام، تتهيب الدوس عليه ان لم تكن تعرفه سابقا، وتناولنا العشاء عدة انواع من أطايب الأسماك -التي لا اعرف اسماء انواعها- وأكلنا بشهية ونحن نتبادل اطراف الحديث، فمضيفنا مضياف كريم النفس ويعرف كيف يكرم ضيوفه.
8-12-2009
يتبع





#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في السعودية-2-العاذرية والمتحف
- في السعودية - ناد ومركز ثقافيان
- السعودية بعيون فلسطينية
- السياسة العنصرية لبلدية القدس
- ما يجري في القدس ليس عفويا
- لا فرق بين أسير وأسير
- بدون مؤاخذة- للأقصى حماته
- بدون مؤاخذة-حروب اسرائيل والجريمة بحق الانسانية
- بدون مؤاخذة-لا أوحش الله منك يا رمضان
- نتنياهو يعي ما يريد
- بدون مؤاخذة-تزوير ملكية العقارات في القدس
- عام دراسي مصحوب بالمصاعب في القدس
- بدون مؤاخذة- بدون تعليق
- قادة اسرائيل غير مستعدين للسلام
- بدون مؤاخذة-التطرف الديني وليد الهزيمة
- بدون مؤاخذة:تعددت الامارات والذبيح واحد
- بدون مؤاخذة:لن يتغيروا ما لم نتغير
- مسرحية(الأمريكي) في ندوة اليوم السابع
- عدالة ما يجري في القدس
- مسرحية الأمريكي ترفض الهزيمة


المزيد.....




- أكشاك بيع الصحف زيّنت الشوارع لعقود وقد تختفي أمام الصحافة ا ...
- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - في السعودية-3-المساجد والأسواق والفيصلية