أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - غسان سالم - قراءة في كتاب (الاختيار)















المزيد.....

قراءة في كتاب (الاختيار)


غسان سالم

الحوار المتمدن-العدد: 2847 - 2009 / 12 / 3 - 15:35
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


في هذا الكتاب يؤشر بريجنسكي على أمريكا بأنها مهووسة بأمنها الخاص ويخاطبها بـ(أمريكا القلقة)، ويؤكد بأنها ستصبح (منعزلة في عالم عدائي) ان استمرت بهذا السلوك الأحادي، وسيتحول موطن الأحرار إلى (دولة حصن عسكري).
ويعتقد ان شعور أمريكا بـ(القلق) يعود لكونها القوة الأعظم في العالم، وهذا الموقع يؤجج مشاعر العداء، وهذا الشعور -القلق- يزداد بسبب انتشار تقنيات الاتصال والقدرة على صنع أسلحة الدمار الشامل، ليس بين الدول فقط بل حتى من قبل مجموعات سياسية تعادي أمريكا، لأنها كما قلنا مركز القوة العالمية (سياسيا،اقتصاديا، عسكريا).
ويقول "ربما تكون أمريكا فريدة في قوتها في المنظور العالمي، لكن أمنها الداخلي مهدد بشكل فريد-، قد يكون اضطرارها إلى العيش في مثل هذا الجو من انعدام الأمن حالة مزمنة على الأرجح".
والقضية الأهم التي يؤسس بريجنسكي أفكاره المتعلقة بـ(خيارات أمريكا المستقبلية) هي الأمن الأمريكي، وتزايد المخاوف داخل الولايات المتحدة من الخطر العابر للمحيط. والشعور بالقلق يحرك صاحب القرار لاتخاذ إجراءات أحادية (الهيمنة)، والسلوك هذا سيقود حتما لانهيار أمريكا بسبب تزايد الكراهية لهذه الهيمنة، ليس من الأعداء بل حتى من قبل حلفاء كانوا لوقت قريب من اشد المناصرين لأمريكا ، لكنهم باتوا يشعرون ان أمريكا بدأت تتحول إلى قوة عسكرية غير عقلانية، وبدأ يخبو البريق الأمريكي كونها ارض الديمقراطية، ومركز الإشعاع الحضاري، وهنا يطرح بريجنسكي مقولته المستقبلية (القيادة بدل الهيمنة)، إشراك القوى الأخرى كالاتحاد الأوروبي واليابان والصين، وغيرها من القوى الإقليمية في توحيد الجهود، لتكون أمريكا القائد لهذه الشراكة، وسيعمل هذا الخيار (الاستراتيجي) على تقليل حالة الكراهية، ويمنع نشوء تكتلات معادية لأمريكا، ويناقش خيارات هذه التحالفات بشكل مفصل ويعطي جميع احتمالاتها.
ويرى ان البر الأمريكي يرتبط بالحالة العامة للشؤون العالمية "يتعين من الآن فصاعدا اعتبار الأمن الأمريكي مرتبطا بشكل وثيق بالوضع العالمي".
ويستعرض في كتابه هذا، مراحل تطور مفهوم الأمن القومي الأمريكي، ويحدده بثلاث مراحل ويطلق عليه بـ(الجدال التاريخي بخصوص دفاعها القومي) وهذه المراحل هي:
الجدال الأول: الذي ظهر مباشرة بعد الاستقلال ودار حول (هل تمتلك الدولة جيشا نظاميا في أوقات السلم) حيث رفض الكونغرس في البداية الموافقة على تأسيس جيش نظامي.
الجدال الثاني: والذي ظهر بعد الحرب العالمية الأولى، اثر رفض أمريكا الانضمام لعضوية (عصبة الأمم) واستمر ثلاثة عقود إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية، ودخلت أمريكا في (منظمة الأمم المتحدة)، والتزمت أمريكا بالحفاظ على امن أوروبا، واعتباره الخط الأمامي للدفاع عن الأمن القومي الأمريكي.
الجدال الثالث: وما يزال مستمرا، وظهر بعد أحداث (11/أيلول) ويتضمن السؤال عن المدى الذي ينبغي ان تذهب إليه الولايات المتحدة في تعزيز أمنها الخاص، وعن التكاليف المالية والسياسية، وحجم المخاطر بروابطها الإستراتيجية مع حلفائها.
ويعتبر صيانة القدرة العسكرية غير كاف دون بذل الجهود في تعزيز الاستقرار في المناطق غير المستقرة، والتي يتحدث عنها بتفصيل واسع، ويحددها بمصطلح جديد (البلقان العالمي) ويقصد بها المنطقة الممتدة من الخليج العربي إلى كسين جيانغ، ويحث أمريكا على التخلص من الأسباب الدافعة للعنف السياسي، لان هذه المناطق غير المستقرة (البلقان العالمي الجديد) تدفع إلى نمو مجاميع سياسية معادية لأمريكا، وهذه المجاميع باتت قادرة أو على وشك ـ امتلاك أسلحة الدمار الشامل، لانتشار تقنيات صناعة هذه الأسلحة، ليس عند الدول بل حتى المنظمات غير المرتبطة بدولة.
وينتقد الديماغوجية في وصف وتفسير العداء لأمريكا، وتعريف هذا العداء بأنه (شر)، كوصف إدارة بوش الابن (محور الشر) أو أعداء الله والإنسانية عندما يتم التحدث عن (القاعدة) ، واعتبر ذلك ناتجا عن النوازع الدينية للرئيس، وخاصة استخدامه عبارات لاهوتية في توصيف الأحداث، صراع بين (الخير والشر) ويعتبر هذه التوصيفات مفيدة في الحصول على تعبئة شعبية، لكنها في المدى البعيد لا تمثل أساسا منطقيا، ومبهمة للغاية، لكن بريجنسكي وقع في الخطأ ذاته فقد استخدم عبارة إنجيلية في وصف أمريكا في نهاية كتابه هذا "لا يمكن ان تخفي مدينة مبنية على جبل... هكذا فليضئ نوركم قدام الناس ليروا اعمالم الصالحة". انجيل متى (5:14-16)
ويرى في عبارة (الحرب على الإرهاب) غير مفهومة، فالإرهاب هو (أسلوب أو تكنيك) وهو من تقنيات الحرب، تستخدمه المجموعات والدول، ويسأل ما معنى ان تشن أمريكا حربا على (الأسلوب) دون تشخيص من هو (العدو) ويقول "لم يعلن احد عند بداية الحرب الثانية ان الحرب تشن ضد الحرب الخاطفة".
وينتقد السياسة الأمنية، والسياسة الخارجية لأمريكا، التي تضع الإرهاب محورا أساسيا، ويعتبر هذا المحور ضيقا، واعتبر أطلاق الحرب على الإرهاب مفهوما ضبابيا، لا يحتوي على تعريف واضح للعدو "تعريفها للعدو غامض جدا".
ويدعوا أمريكا للعمل المشترك وليس الأحادي، لإشاعة الاستقرار في منطقة (البلقان العالمي) لأنها أساس الاضطراب السياسي الحاد، والسيطرة عليها يعني السيطرة على العالم، لما تحتويه من كثافة سكانية متداخلة بين أقوام وشعوب لم تتحقق فيها أسس الدولة الصحيحة، ويعتبرها الخطر الحقيقي على الأمن العالمي، ولتحقيق هذه السيطرة والاستقرار فان أمريكا بحاجة إلى حلفاء دائميين يرتبطون معها.
وهنا يطالب أمريكا بتطوير حلف الناتو وجعله حلفا بين أوروبا وأمريكا وليس حلفا بين ست وعشرين دولة قومية، بعد ان تتحقق شروط الوحدة الأوروبية (السياسية والعسكرية) والتي يعتقد بتحققها بعد عقدين من الزمن، ويدعوها إلى ترسيخ (علاقة أمنية أكثر بنيوية) مع اليابان والصين.
وبرأيه هذا ما سيجعل أمريكا تستمر بتفوقها وبقيادة العالم، لان الهيمنة ستنتهي لا محال أو كما يقول "الهيمنة ما هي إلا مرحلة تاريخية عابرة"، فأمريكا بإشراكها حلفاء أقوياء اقتصاديا وعسكريا، وسيجعلها هذا تستمر بدورها المميز في العالم وستعطى الشرعية لسلوكها الساعي للحفاظ على أمنها، فأمنها الداخلي مرتبط بالأمن العالمي، بحسب بريجن وأخيرا يرسم بريجنسكي في كتابه هذا (الاختيار) طريقا مستقبليا لأمريكا كي تحافظ على دورها التاريخي المميز، لما تمتلكه من قدرات خلاقة، ويؤكد على قادتها "تشجيع الوعي المتنامي للمصير المشترك للبشرية، فالمصلحة المشتركة تقتضي إيجاد توازن بين العوائد والمسؤوليات، وتفعيل القدرات لا الإملاء، وأمريكا في وضع فريد يؤهلها لقيادة تلك العملية.


الاختيار
(السيطرة على العالم أم قيادة العالم)
تأليف زبيغينو بريجنسكي
ترجمة عمر الأيوبي
الناشر: دار الكتاب العربي 2004



#غسان_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب بناء الدولة ل(فوكوياما)
- الايزيديون والبرلمان العراقي القادم
- قراءة في كتاب (الديمقراطية التوافقية مفهومها ونماذجها)
- تناقضات الإعلام العراقي في الأربعاء الدامي
- الايزيديون والشبك ضحايا الصراع والتطرف
- قراءة في كتاب (عام قضيته في العراق)
- المغلوب على أمره .. !
- الانسحاب المشرف يشترط دولة مستقرة
- قراءة في كتاب (في قلب العاصفة)
- خلل يجب تجاوزه
- قراءة في كتاب (نهاية العراق)
- (الوطنيون الجدد) و دكتاتورية الأغلبية
- احتفاء
- سبعة ايام في ايران (3)
- سبعة ايام في ايران..(2)
- الهوية اولا
- سبعة ايام في ايران...(1)
- الايزيديون والخيار الصائب
- الوطن يجب ان يحقق فرص الرخاء لمواطنيه
- الحوامل ينقذن العراق


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - غسان سالم - قراءة في كتاب (الاختيار)