|
وَدَاعٌ
علم الدين بدرية
الحوار المتمدن-العدد: 2845 - 2009 / 12 / 1 - 00:13
المحور:
الادب والفن
وَدَاعٌ علم الدين بدرية تَنْأَىَ بِنَا الْوُعُودُ عَلَىَ صَفَحَاتِ مَوْجٍ مُسَافِرَةٍ عَبْرَ مَسَاحَاتٍ شَاسِعَةٍ فَوْقَ مِيَاهِ الْمُحِيْطِ ، وَتُبَاعِدُ بَيْنَنَا مَسَافَاتٌ تُضَلِّلُنَا عَبْرَ جَلِيْدِ الطُّرقَاتِ الْمَحْفُوُرَةِ عَلَىَ أَخَادِيْدِ الْقَمَرِ الآفِلِ فِي مُهْجَةِ الْقَدَرْ ، يَسْتَعْمِرُنَا زَمَنٌ آخَرُ لا يُحَدِّثُنَا عَنْ مَوْعِدٍ قَادِمٍ لا تُشْرِقُ فِيْهِ شَمْسٌ مِنْ جَدِيْد ... يَا امْرَأَةً تَصْنَعُ بِي الشَّوْقَ لِرَائِحَةِ عِطْرِهَا وَحَرْفِهَا وَجُمُوحِ عِشْقِهَا فَكُلُّ شَيءٍ يَعْبَقُ بِهَا .. كَلِمَاتِي شُعُوُرِي وَأَحْلامِي ... هَلْ يُصْبِحُ الْذِي عِشْنَاهُ فِي الأَمْسِ ذَاكِرَةً بَعِيْدَةً ، أَمْ تَغْدُوُ الذَّاكِرَةُ أَوْهَامَ لُغَةٍ لِغَدٍ جَدِيْدٍ .. كِيْفَ يَخُوُنُنَي زَمَنِي التَّرَاجُعِيِّ فِي لَحَظَةِ الْمَغِيْبِ وَيُمْسِي الشُّعُورُ الثَّاكِلُ فِي الأَعْمَاقِ رُوحًا تَتَشَظَّى ، تَسْتَرْجِعُ زَمَنًا غَيْر آتٍ تَنْصَهِرُ بِهِ يَنَابِيْعُ الْمِلحِ فِي صَحْرَاءَ الْوَاحَاتِ الْجَنُوْبِيَّةِ ؟!!.. أَمُوْتُ عَطَشًا وَشَوْقًا وَيَبْقَى السَّرَابُ فِي حُضُوْرِ الرِّمَالِ الْمُلْتَهِبَةِ أَضْغَاثًا وَاجْتِرَارًا لِشَوْقٍ مَاتَ لِيُوْلَدَ مِنْ جَدِيدْ .. تَتَخَثَّرُ أَحْلامِي حِيْنَ تُعَانِقُ أَشْجَارُ الْلَّوْزِ الْبَيْضَاءُ خَرِيْفَ التُّعَسَاءِ ، فَكَيْفَ حَاكَتْ ثَوْبَهَا الزَّهْرِيّ عَلَىَ مَشَانِقَ الشَّقَاءِ وَسَقَطَت آخِرُ وُرُودِ الْخَمِيْلَةِ تُعْلِنُ رَحِيْلَ الْعَصَافِيْر الْمُغَرِّدَةِ قَبْلَ قُدُومِ الشِّتَاءْ ..!! كَيْفَ.. يُسَافِرُ يَا صَغِيْرَتِي فِي مَوْسِمِ الْهِجْرَةِ كُلُّ الأَحِبَاءْ ؟! آهٍ.. مَا أَصْعَبَ الْفُرَاق وأَبْعَدَ مَسَافَات الْلِّقَاءْ ..!! كَيْفَ سَتَرْسُمَنِي لَوْحَةُ اللَّيْلِ الْقَادِمِ ، حِيْنَمَا تُطْفَئُ شَمْعَتِي الأَخِيْرَة فِي مِعْرَاجِ الْبَقَاءِ وَتَبْقَى الْمِشْكَاةُ يَتِيْمَةً تَشْكُوُ الْبَرْدَ الْقَارِسَ وَظُلْمَةَ الْمَسَاءِ ...!! كَانَ إشْرَاقُكِ فِي نَهَارٍ خَرِيْفِيٍّ مُتَكَدِّرٍ بِالْغُيُومِ وَرَحَلتِ فِي مَسَاءِ ذَلِكَ الْيَوْمِ الْمُتَجَهِّمِ بِصَقِيْعِ الشَّمَالِ وَالرِّيَاحِ الشَّرْقِيَّةِ ..!! اِحْتَجَبَ قَمَرِي مُنْذُ أَنْ غَابَتْ شَمْسُكِ وَسَقَطَ فِي أُفُولٍ أَبَديٍّ أَوْ اِبْتَلَعَتْهُ نُقْطَةٌ سَوْدَاءُ عَظِيْمَةٌ .. لَقَدْ خُسِفَ قَمَرُكِ اللاَّزَوْرَد وَابْتَلعَهُ حُوتُ الْغُرْبَةِ الْمُدَثَّرِ بِبَقَايَا الأَوْهَامِ وَالسَّرَابِ الْمُخَادِعِ .. فَسَرْمَدِيَّةُ حُبُّنَا.. لَمْ تَكُنْ إلاَّ تَعْتَعَاتِ وِلادَةٍ حَزِيْنَةٍ فِي أُفُقِ الظُّهُورِ الأَوْلِ الْذِي يَكْتَنِفَهُ ضَبَابٌ مُنْذَ فَجْرِ الْخَلِيْقَةِ ..!! مَاذَا عَسَايَ أَنْ أَكْتُبَ لَكِ .. تَأْكُلُنِي الْغُرْبَةُ عَنْ عَالَمِ الذَّاتِ وَتَعْصِفُ بِي رِيَاحُ الْفُرَاقِ ، أُحَاوِلُ لَمْلَمَة شَتَاتِي لأَصْنَعَ عَالمِي الْجَدِيْد .. لَكِنَّنِي عَبَثًا أُحَاوِلُ وَعَبَثًا تُبْحِرُ الْمَرَاكِبُ .. فَشَوَاطِئِي لَمْ تَعُدْ مَرَافِئَ أَحْلامٍ .. وَلا مَلاذَ وُعُوْدٍ لِطِيُورِ النَّوْرَسِ الْقَادِمَةِ مِنْ مَنَافِي الْعَدَمِ الْمُتَأَلِّقِ فِي مَحَاجِر الْعُيُونِ .. تَجْتَاحَنِي هُمُومٌ لا تَعْرِفُ الرَّحِيْل.. فَكَيْفَ يَذْوي الْوَرْدُ فِي حَدَائِقِي .. وَكَيْفَ تَتَعَرَّى شَجَرَةُ اللَّوْزِ مِنْ ثَوْبِ زَفَافِهَا الأَبْيَضْ .. وَكَيْفَ يَمُوتُ أَمَلٌ أَشْرَقَ فِي الْقُلُوبِ ..؟! لَمْ يَعُدْ لَيْلِي إلاّ مِشْوَار عَذَابٍ أُحَاورُ فِيْهِ الْمَدَى،وَتُعَاوِدُنِي ذِكْرَيَاتُ حُبٍّ يَمُوتُ عَلَىَ أَوْرَاقِ صُفْصَافٍ حَزِيْن .. مَاذَا أَكْتُبُ لَكِ .. ؟! عَنْ بِحَارِ الشَّوْقِ .. عَنْ عُمْرٍ بِلا رَبِيْع ، عَنْ أُفُولٍ فِي مَرَايَا الذَّاتْ .. عَنْ حَيَاةٍ لا تَكْتَمِلُ تَدُورُ خَلْفَ دَائِرَةِ الزَّمَانِ والْمَكَانْ ..!! آهٍ شَمْسِي الْخَرِيْفِيَّة .. كَمْ أَوَدُّ الرَّحِيْلَ ..!! ذَاقَتْ بِي الدُّنْيَا وَاعْتَصَرَتْنِي رَيَاحُهَا الصَّفْرَاءُ ..تَصَدَّعَ وَجْهُ السَّمَاءْ !! وَلَمْ أَعُدْ سُوُى خُرْقَةً بَاليَّةً تَدَحْرَجَتْ عَلَى مُفْتَرَقِ طَريْقِ الأَنْبِيَاءْ..
#علم_الدين_بدرية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إيقاع خريفي
-
أَطْلالٌ وَبَقَايَا
-
عِتَابٌ أَخِيْر
-
رِحْلَةُ قَصِيْدَة
-
وَعْدٌ
-
السّعادة بمفهومها البشري
-
قَدَرٌ وانْعِتَاق
-
حَنِين
-
الاغتراب وقضايا أخرى في الشعر الحديث
-
رِحْلَةُ يَقِيْن
-
ذِكْرَيَاتٌ وَحَنِيْن
-
نهوض
-
سَامَرَّاءْ
-
انعتاق في البعد الآخر
-
* رُوحٌ لا جَسَدْ *
-
ضَحَالةُ فِكْر
-
خِدَاعُ الْعِشْق
-
سحايا الذاكرة
-
المَلْهَاةُ
-
دَيْمُومَةُ الذَّاتِ
المزيد.....
-
إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر
...
-
مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز
...
-
الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
-
اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
-
نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم
...
-
هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية
...
-
بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن
...
-
العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
-
-من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
-
فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|