أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - الفساد المالي والإداري والانتخابي الذي ينخر جسد العراق















المزيد.....

الفساد المالي والإداري والانتخابي الذي ينخر جسد العراق


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 2837 - 2009 / 11 / 22 - 19:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفساد الانتخابي ظاهرة أوجدها الفساد المالي والفساد الإداري باعتبارهما تؤمان لا يمكن فصلهما وقاعدة أساسية له، والفساد بشكله العام ترعرع كما هو معروف في ظل النظام السابق أكثر بكثير من الأنظمة التي سبقته لكن وبعد زواله تضخم وتوسع حتى أن نتائجه المروعة والتخريبية أصبحت تضاهي نتائج الإرهاب المتعدد الوجوه والأشكال التدميرية والتخريبية وقتل المواطنين الأبرياء، وعلى الرغم من تشخيص العلة والكشف عن ظواهره وخيوطه الأخطبوطية والمسؤولين عنه لم تأخذ إجراءات حاسمة للحد منه ومن الذين يقفون خلفه بل العكس فان الفاسدين غيروا من خططهم وتحركاتهم ووسائل حمايتهم في مجالات الرشاوى والنهب بواجهات قانونية وغير قانونية ، الفساد لا يمكن أن يتواجد إذا لم تكن هناك أرضية له وفاسدين يستغلون الأوضاع يهيئون مستلزمات وآليات لتوسعه في جميع مواقع الدولة والمجتمع، وفي العراق أضيف فساد انتخابي كما أسلفنا ليكون القاسم المشترك مع أقرانه وحسب منظمة الشفافية الدولية فقد تصَدر العراق وعدداً من الدول الأكثر منه فقراً قائمة الترتيب السنوي للفساد مثل الصومال وأفغانستان والسودان واحتل الموقع الرابع في التسلسل المذكور ومن هنا وبالمقارنة ما بين الإمكانيات والثروات الغنية التي يمتلكها العراق والدول المذكورة نجد مدى اتساع ظاهرة الفساد المالي والإداري ، ولكون هذا الفساد لا يمكن أن يستمر إلا عن طريق إصدار قوانين تخدم توجهاته وتجعل من أحزاب الإسلام السياسي الطائفية أن تهيمن على مقاليد السلطة وعلى ضوء ذلك عطلت العديد من القوانين التي تخدم ترسيخ الديمقراطية في العملية السياسية وفي مقدمتها قانون العلم الذي يتحجج له بشعار ( الله اكبر ) الذي استغل ليكون قاعدة للدولة الدينية في المستقبل وقانون الأحزاب الذي كان يجب أن يقر ويشرع من قبل البرلمان منذ زمن لتنظيم الحياة الحزبية وفق أصولها الديمقراطية ووفق الدستور والتعددية المنصوص عليها فيه وهذا التنظيم يجعل من المنافسة الحرة على أسس قانون انتخابات عادل يساوي بين المكونات ويمنح حقوق الصغير قبل الكبير وبما أن الفساد المستشري في كل مفاصل الدولة لا يرغب بوجود قانون للأحزاب وتنظيم عملها القانوني وشرعية وجودها وفق الدستور الذي كان من الضروري تعديل البعض من بنوده فقد توجه لتشويه العملية القانونية لإصدار قانون انتخابات يتماشى تقريباً ومصالح الكتل المستفيدة والتي تريد ابتلاع الصغير والأصغر منه بدون مراعاة أحقية التمثيل النيابي ولو بصغرها مقارنة مع إمكانياتها ومقاعدها الكثيرة لأنها لا تريد أية معارضة وطنية وديمقراطية مهما كان حجمها توجع لها رأسها المملوء بالخطط ومنها توجيه الدولة وبنائها على أساس ديني طائفي بحجة الأقلية والأكثرية ثم التوجه للقمع والاستبداد بالحجة نفسها ولهذا شرع قانون رقم 16 / 2005 وصار ما صار وكلنا شهود على نتائج الانتخابات وبخاصة مجالس المحافظات والاستيلاء على أصوات الناخبين بواسطة عمليات فاسدة وفساد إداري ومالي استغلت فيه وسائل الإعلام الحكومية ودفعت مئات الملايين من الدنانير والدولارات والمواد العينية لتغيير التوجهات الديمقراطية والحصول على الأصوات بواسطة الرشاوى لكن نتائج التصويت ونسبتها أدخلت الهلع والخوف في قلوب المهيمنين على السلطة بعدما امتنع ولأسباب عديدة حوالي 49% من مَنْ يحق لهم التصويت حسب إحصائيات منظمات مستقلة كانت تراقب نتائج الانتخابات ونسبة المشاركين فيها، لقد ساعدت ظواهر عديدة على انتشار الفساد وتشعبه من بينها عدم وجود المراقبة القانونية النزيهة لكبار مسؤولي الدولة وأعضاء في البرلمان وما يتقاضونه من رواتب ضخمة لا يصدقها العقل إذا ما قورنت بدول العالم، وتم طمس أكثر الحقائق وعدم الكشف عن الفساد المالي الضخم والمفسدين السارقين والمختلسين الذين تجاوزوا على المال العام وغيبت بحقهم العدالة خوفاً من فضح الكيانات والأحزاب التي ينتمون إليها وفي هذا المضمار كشف كمثال جديد من مئات الأمثلة " كمال الزيدي " رئيس مجلس محافظة بغداد " أن تحقيقاً قد فتح عن فساد مالي يقدر بمليارات الدنانير في أمانة بغداد اشترك فيها ستة موظفين وامرأة هاربة يجري البحث عنها" وعلى الرغم من عشرات القضايا للفساد المالي وفضحها وتناولها في وسائل الإعلام فقد أغمضت الحكومة عيونها عنهم كما جرى التجاوز على صلاحيات هيئة النزاهة ومطالبتها المستمرة للكشف عن جرائم اختلاس قام بها مسؤولين عراقيين حيث سدت الأبواب على قضاياهم وعدم تقديمهم لسوح القضاء وتحقيق العدالة بتطبيق القوانين وجعلهم عبرة أمام الآخرين، هؤلاء المجرمون أصحاب الضمائر العفنة الذين يتجاوزون على المال العام وقوة المواطنين الذين يعانون الضغط المزدوج من الإرهاب والمليشيات الخاصة ومن الأوضاع المعيشية المتردية والبطالة وإهمال الخدمات وتلويث البيئة، أمام كل ما ذكر عن الفساد فهل من المعقول سن قانون انتخابي عادل وديمقراطي وقانوني؟ أم يجب أن يكون خادماً لترويج الفساد الانتخابي لمساندة الفساد المالي والإداري بسرقة الأصوات والمقاعد البرلمانية بدون واجهة حق والتجاوز على حقوق المواطنين من القوميات الصغيرة والأديان والانتماءات غير الإسلامية والعديد من القضايا الحقوقية؟ ولهذا عندما نعلن ونؤكد هذه المرة إن الفساد الانتخابي أصبح ظاهرة جديدة اصطف مع الظواهر الأخرى ليشكل المجرى العام للتوجهات نحو إقامة دولة يدعى أنها ديمقراطية ولكن! الديمقراطية التي تعجبهم وتميل نحو مصالحهم وإذا انبرى صوت مخلص يشكك بما يحدث تنبري الأبواق معلنة الخيانة وتخريب العملية السياسية وهم أنفسهم مسؤولين عن التخريب وإفشالها، من يعتقد أن المظاهرات التي رسم لها من بعض أحزاب الإسلام السياسي الطائفي في البصرة والنجف أنها فعلاً اصطفت مع القانون الانتخابي المجحف؟ هل تتصور هذه الأحزاب أن القوى المعارضة لهذه التعديلات المخالفة للديمقراطية لا تستطيع حشد المواطنين للخروج في مظاهرات بالضد من المادتين الأولى والثالثة في قانون الانتخابات؟ فإذا لا تعي أحزاب الإسلام السياسي الطائفي مقدار المخاطر والمسؤولية التي تحيط بالبلاد والمواطنين فإن الآخرين يعون ذلك وهم حريصون على امن وسلامة المواطنين العراقيين، وهل أدرك جميع المواطنين الذين تظاهروا بالضد حقيقة المادة الأولى والثالثة المنافية للديمقراطية والتي تكرس الفساد الانتخابي والتجاوز على المواطنين وحقوقهم الانتخابية؟أليس ذلك الانفعال داء يراد منه البقاء بدون علاج ؟ نشك بمرامي من دفع المواطنين الأبرياء لهذه المظاهرات التي هي بالضد من مصالحهم إذا وعوا ما يدور خلف الكواليس وما يخطط لهم وغيرهم من المواطنين، نشك أن أحزاب الإسلام السياسي الطائفي تستطيع إيجاد حلول عادلة لمشاكل البلاد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، نشك بهم أن استطاعوا إيقاف إيران من تجاوزاتها وتدخلاتها المتكررة في الشأن الداخلي والتدخلات الأخرى، ونشك أيضاً أنهم وبما يرسمونه وينتهجونه لمصلحتهم الذاتية بأنهم سيتغلبون على الإرهاب والمليشيات والمافيا والفساد المالي والمفسدين وحرامية بغداد لا بل العراق، لماذا نقول ذلك لأننا خبرناهم وجربناهم واكبر مثال قانون الانتخابات وتعديلاته غير الديمقراطية الذي يريدون فرضه على الشعب العراقي.






#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بَعْدَ أن ادخلوها في مأزق هل سيؤجل موعد الانتخابات؟
- همٌ علمني شراكة الأسى
- القائمة المفتوحة وترقيع القانون رقم 16 لسنة 2005
- كذبة الحي الميتْ ديدنهم لتشويه الحقائق والوقائع والتاريخ
- إلى متى يستمر مسلسل الانتقام من الشعب العراقي ....؟
- اتفاقية الجزائر 1975 التي أضاعت حقوق العراق
- خطيئة جرحي..!
- رُحِّل قانون الانتخابات إلى المجلس السياسي بحجة -واكركوكاه-
- رُحِل قانون الأحزاب إلى الدورة القادمة بوجود الأحزاب
- قانون العلم الجديد أصبح طلسماً كقانون الانتخابات
- معايير قانون الانتخابات الديمقراطي دائرة واحدة وقائمة مفتوحة
- أهداف مريبة غير ودية خلف تجفيف أنهار العراق
- هيمنة الأصابع البعثقاعدية الخفية والضجة المفتعلة في نينوى
- لماذا يلاحق الحيف المفصولين السياسيين من قبل لجنة التحقيق في ...
- عودة الوجوه المخططة
- مخابئ لأسلحة وذخائر وصواريخ لا تحصى، للتدمير والقتل
- التدخل في شؤون النقابات العمالية والمهنية مخالف لحرية التنظي ...
- الفصل السابع وما أدراك ما الفصل السابع
- هل اصاب أم أخطأ التقدير الاستاذ كريم أحمد
- القوى الوطنية الديمقراطية والمشاركة في الانتخابات القادمة


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - الفساد المالي والإداري والانتخابي الذي ينخر جسد العراق