أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - الجلبي وتحت موس الحلاق














المزيد.....

الجلبي وتحت موس الحلاق


هادي الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 859 - 2004 / 6 / 9 - 04:38
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قناة الفضائية الشرقية التي تبث من الأردن، مالت تقريبا في جميع برامجها الى فتح الملفات العراقية السياسية والثقافية القديمة، ربما ـ ومن يدري ؟ ـ تفعل ذلك من أجل أعادة الحياة الى الذاكرة العراقية المتوقفة بسبب الأرادوية والأنتقائية التي مارسها النظام البائد لصنع ذاكرة عراقية بديلة، تلهث وراء ما تنتجه أكاذيب ذلك النظام وخطب قائده الضرورة. ومن بين ما دأبت الشرقية على بثه هذه الأيام واحدة من تلك التمثيليات التي شكلت علامة من علامات تلك الذاكرة السبية، أنها تمثيلة ( تحت موس الحلاق ).
على بساطة، وأحيانا سذاجة ذلك العمل الفني بمقاييس هذه الأيام، الا انها أجبرتنا، خصوصا نحن الذين عشنا سنوات الخمسينات والستينات من القرن الذي مضى، في التسمر على كراسينا لمعاينة مقالب عبوسي بأستاده الحجي راضي.
على العكس منا تماما، نحن الذين تمتعنا بعفوية عبوسي الذي كان يتقفز بين الذكاء الحاد تارة، وبين الغباء المضحك تارة ثانية.
لم يتمتع بتلك التمثيلية لا أولادنا ولا أخواننا العرب في كل مكان ـ وأشدد هنا على كل مكان ـ، لا لسوء الصوت والصورة والقدم الذي أحاط بشكل ومضمون تلك التمثيلية ـ التاريخية ـ التي تجاذب بطولتها فرسان الشريط الأبيض والأسود العراقي أنذاك، ولكن لأنها بدت لهم ساذجة وهابطة لا تستحق تلك العناية وذلك الأهتمام وصرف كل ذلك الوقت لمشاهدة هلام منقرض غير واضح المعالم.
أعطيتهم كل الحق وفق المقاييس الفنية المتقدمة التي يشاهدوها هذه الأيام على شاشات التلفاز، ولكني تمتعت بكل مقاييس ذاكرة الأمس، بل أنها أخذت بي بعيدا، الى ملفات العراق المفتوحة، التي تغري المرء، بان ينبش في أوراقها كيفما يشاء. فهذا العبوسي الغر والساذج والعفوي، يطيح بأستاده الحجي راضي في أكثر من مقلب، بكل يسر وسهولة. حجي راضي، صاحب الخبرة بالحياة وأمور البشر، وواحد من القلة الذين يفكون الحروف في محلته، يلعب به صانعه الساذج، فيحيله عبوسي من موقف ملتبس محرج الى موقف أحرج منه! أليست غرائبية هذا المشهد تدعوك الى التأمل بالقدر الذي تدعوك الى الضحك؟!
تأملت وتاملت، فقادني تأملي في غرائبية (تحت موس الحلاق) الى قطب العالم الوحيد الفريد، الذي يسرح في الأرض والسماء بكل حرية وأطمئنان، انه الجبار الحاكم بأمره.. أمريكا! وقادني تأملي الفنطازي أيضا، الى الأستاذ والأقتصادي ورجل الأعمال والسياسي والدكتورالسيد أحمد الجلبي!!
في البدأ طبعا وضعت أمريكا بمكان حجي راضي، والجلبي مكان الناعس عبوسي، ومبرري في ذلك الأسقاط، أن الحجي مالك لرأس المال( دكان الحلاقة ) والخبرة التأريخية( الصاية والزبون)، أما عبوسي فنفر من أنفار الحجي يأمره ساعة يشاء، رغم أنه يستمع أحيانا الى مشورات عبوسي الناعس، تلك المشورات التي تؤدي بالحجي كثيرا الى أن يتحول الى( مضحكه) أو مهزلة، فيتحمل الأثنان النتائج، الأول، ضحك الناس عليه، والثاني(كفخات) الحجي.
أن العلاقة التي تحكم بين امريكا والدكتورالجلبي متعددة الوجوه، فالعلاقة التأريخية تمتد لنصف قرن تقريبا، والمدنية أنه احد مواطنيها الذي أقسم الولاء لخدمتها، والتعليمية أنه تهذب بمناهجها وتاريخها وحصل على كل شهاداته المدرسية والأكاديمية من مدارسها وجامعاتها، والعملية أنه خبر سوق المال والبورصة في ثكناتها الأقتصادية، والأجتماعية أنه تخلق بمحيطه السكني، الذي لا يخلوا فيه بيتا من مسدس، والمزاجية التي تطبع الأمريكيين بطابع التقلب والوقوف أرضية المصلحة اينما كانت.
أما أمريكا(العالم الحر!) فهي ذلك الشريط الهوليودي المتنافر الذي صدَر الى العالم منذ استحالت الأرض الأمريكية الى جحيما تحت خيام ساكنيها الأصليين من الهنود الحمر، الذين كنا نسميهم تحت تأثير هوليود(أوباش).
هذه هي خارطة الأثنين المتداخلة المركبة، أمريكا والجلبي، وهي ليست بالتأكيد نفس خارطة الحجي وعبوسي الناعس، ولكنه الأسقاط فقط. فبعد كل مقلب يرتبه عبوسي للحجي، تعود المياه الى مجاريها بعدعدد من( الكفخات)
من الحجي لعبوسي، وهكذا دواليك.
ومربط الفرس هنا هل أن الدكتور الجلبي الأن، يتلقى ( الكفخات ) من أستاده أمريكا بسبب المقالب التي رتبها أو التي لا يزال الدكتور يرتبها لها، والتي جعلتها في مواقف لا تحسد عليها، كذاك الموقف الذي سكر فيه حجي راضي حتى الثمالة، فضحكنا عليه رغم هيبته وشيبته؟!!
يأخذنا البزاز بشرقيته لأستكمال فاصل الضحك ذاك، الى مجموعة من أفلام
توم وجيري، فعبر مطاردات ومشاكسات الأثنين، مرة نضحك على توم وأخرى على جيري، مثلما ضحكنا من المقالب، مرة على عبوسي وأخرى على الحجي. يبدو أننا علة موعد مع الضحك من جديد، ولكن لا على ما سنرى من قناة البزاز، ولكن على ما سنسمعه من قنوات التسريب والفضائح والضحك الحية، فما احوج العراقيين الى الضحك المسموع بعد عقود البكاءالأخرس.



#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الباججي و يا مغرب ، خرب
- الحكومة الجديدة، مشروع للضمير العراقي القادم
- المؤتمر الوطني للسلم والديمقراطية في العراق،تأسيس لعراق المس ...
- قاسم عبد الأمير عجام مثقف عراقي قتله حلمه الذي رواه بحب
- الفشل المصري الذريع في أحتضان كأس العالم 2010 فشل سياسي مخزي
- قذارة أن تمتهن كرامة الأنسان
- الطبقة العاملة العراقية - سرد تأريخي غير موثق
- العراق.. سيزيف بثوب جديد - هذيان الفرح والحزن
- الشاعرالفريد سمعان يا لجين يطرز الجبين - من وحي المناسبة
- مؤتمر المصالحة الوطنية العراقية ـ أربيل خطوة الألف ميل الصحي ...
- بكره يذوب الثلج ويبان المرج
- شهادات وادي الخيول (كه لي هس به) لمناسبة العيد السبعين لتأسي ...
- لماذا لايصدر أي بيان مشترك عن زيارات رؤساء مجلس الحكم الى أي ...
- ضحك يشبه البكاء
- الثامن من آذار.. يوم تستحق فيه المرأة التهنئه
- قرنفلة حمراء للنصيرات بمناسبة 8 آذار
- يجب أن ننظر الى الماضي بغضب..
- كيف كان يحتفي أنصار الحزب بميلاده في جبال كردستان
- الأنتخابات العراقيه غاية كل العراقيين..ولكن!!
- 14شباط يوم الشهيد الشيوعي في العراق


المزيد.....




- بحشود -ضخمة-.. احتجاجات إسرائيلية تدعو نتانياهو للموافقة على ...
- -كارثة مناخية-.. 70 ألف شخص تركوا منازلهم بسبب الفيضانات في ...
- على متنها وزير.. أميركا تختبر مقاتلة تعمل بالذكاء الاصطناعي ...
- حملة ترامب تجمع تبرعات بأكثر من 76 مليون دولار في أبريل
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- هل تحظى السعودية بصفقتها الدفاعية دون تطبيع إسرائيلي؟ مسؤول ...
- قد يحضره 1.5 مليون شخص.. حفل مجاني لماداونا يحظى باهتمام واس ...
- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - الجلبي وتحت موس الحلاق