أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - صلاح بدرالدين - كلمة وفاء في ذكرى مناضل














المزيد.....

كلمة وفاء في ذكرى مناضل


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2826 - 2009 / 11 / 11 - 10:11
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    



كلمة وفاء في ذكرى مناضل
صلاح بدرالدين

في أربعينية الراحل محمد ملا أحمد " توز "
أتوجه الى عائلة وذوي ومحبي ورفاق وأصدقاء الراحل بهذه الكلمات النابعة من القلب في لحظة أعادتني عقودا من السنين الى الوراء وفاء لذكرى أستاذ وصديق ورفيق فقد عرفته للمرة الأولى عندما كنت تلميذا في مدرسة صلاح الدين بقامشلو وهو معلم واذا لم تخنني الذاكرة كنا في العام الدراسي 1959 – 1960 وكنت حينها رغم صغر عمري عضوا حزبيا ( الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا ) في أول خلية كان منوطا بها بناء التنظيم في مناطق شرق قامشلو وكان لدي احساس بأنه حزبي مثلي بل مسؤول أيضا حيث كان الظرف حساسا وجهاز المكتب الثاني برئاسة العقيد – حكمت مينة - نشطا يرصد مناضلينا ويزج بهم في معتقلات التعذيب وتشاء الصدف وفي أحد الأيام خلال التنفس في الساحة شاهدت الأستاذ خارجا من غرفة المدرسين باتجاه المرافق الصحية ووقعت من جيبه ورقة ملفوفة فتناولتها وفتحتها – حبا للاستطلاع – واذا بها قصيدة ( وطنية باللغة الكردية ) لشاعرنا الراحل الكبير – أحمد نامي – وهي من المحظورات التي تؤدي الى الاعتقال فانتظرته لحين عودته وناولته الورقة قائلا : هذه الورقة لك فأخذها بحذر وبعد أن سألني عن اسمي ومكان اقامتي زال الحذر من معالم وجهه وأصبحنا – أصدقاء – من بعيد في المدرسة وشهدت السنوات التالية زيارات متبادلة بيننا وتعرفت على والده وكان شخصية وطنية بارزة مصقلا بتجربة نضالية غنية وبأخيه الشاب الأنيق السيد عبد الرزاق ثم سكنا أنا وأخي عبد القادر لمدة عامين في غرفة بمنزلهم بقصد الدراسة بسبب صعوبة الطريق ( غير المعبد ) حينها خاصة بفصل الشتاء بين المدينة وقريتنا جمعاية ( تبعد خمسة كيلومترات عن المدينة ) وأصبحنا يوما بعد يوم من الأصدقاء المقربين في اطار العلاقات الحزبية المتينة .
بعد انطلاقة كونفرانس الخامس من آب عام 1965 ( حيث استقل الجناح اليساري القومي الديموقراطي ) كان الأستاذ أحد القياديين القلائل من الرواد الأوائل القريبين منا والمتعاطفين مع نهجنا ومن الذين كانوا يحظون باحترامنا والاستماع الى آرائهم بين الحين والآخر وبعد المؤتمر الأول صيف 1966 – ( الذي انعقد في مزرعة أحد الأصدقاء الكائنة على طريق قامشلو – حسكة ) وقد تكون هذه المعلومة مفاجأة للبعض خاصة من شبابنا - كلفتني القيادة بعد نقاش مقترح من جانبي شخصيا وموافقة الجميع بمفاتحة الأستاذ من أجل الانضمام للقيادة وبعد مدة ليست بالقصيرة وافق وحضر عدة اجتماعات وأصبح عضوا مرشحا للمكتب السياسي ثم تقرر منحه العضوية الكاملة الا أن اتصل بي ذات يوم مبلغا قراره المؤسف بترك العمل الحزبي نهائيا لأسباب خاصة وبعد الحاحي عليه لبيان السبب الحقيقي فأوضح لي بصراحة بعد أن اشترط علي عدم البوح به لأحد ومازلت ملتزما بعهدي حتى الآن ( قد أبحث الموضوع مستقبلا اذا اقتضت المصلحة العامة ) .
لقد قدم الأستاذ خلال حياته خدمات وتضحيات في سبيل قضية شعبه ومن أجل تعزيز كفاح الحركة الكردية وتعرض للاعتقال والمساءلات والتهديدات والحرمان من العمل الوظيفي كما ساهم في تطوير الثقافة القومية وأبدى اهتماما كبيرا في السعي الى كتابة تاريخ الحركة والحزب وامتازت أراءه ومواقفه بالموضوعية خاصة بما يتعلق بكونفرانس الخامس من آب وقضايا الخلاف بين اليمين واليسار حول تعريف الكرد والعلاقة بالسلطة والمعارضة وطبيعة الحزب وأساليب النضال وقد أثارتشخيصه لبنية ومظاهر الخلاف في كتبه ودراسته الطويلة حول ذلك حفيظة السلطات والسائرين في ركابها ( بعد لجوئه الى ألمانيا الاتحادية وخلال زيارته عدة مرات وبحضور عقيلته شرح مفصلا انواع تلك الضغوطات ) الا أنه سار من دون تردد بحثا عن الحقيقة حتى آخر أيامه كما صدر له كتاب عن جمعية خويبون قامت رابطة كاوا للثقافة الكردية بطبعه وتوزيعه اضافة الى أعمال أخرى حول الشأن القومي .
حتى الآن ومنذ أكثر من قرن بل ومنذ مأساة الجنرال شريف باشا الذي فارق الحياة وهو مشرد في شوارع باريس ( استقيت معلومات موثقة حول هذا الموضوع من الباحث والناشط الكردي السوري المقيم بباريس الصديق عقيل ) وقد كتب على الكثيرين من نخب شعبنا من مثقفين وسياسيين ومفكرين الحرمان والهجرة والتشرد وكتب على شبابنا وهم الأمل والرجاء التوجه نحو ديار الشتات والمنافي في حين أن موقعهم الحقيقي بين شعبهم وعلى أرض وطنهم أحرارا معززين مكرمين مدعومين من أجل المزيد من العطاء والابداع في الأجواء المناسبة كما هو حاصل في المجتمعات المتحضرة الديموقراطية وبمناسبة استذكار ابن شعبنا البار الأستاذ محمد توز وفي حضرة مجلسه الموقر أقول أن الأهم من كل شيء وفي هذه اللحظة التاريخية الاستثنائية في حياة شعبنا وسائر شعوب المنطقة هو أن لانفقد الأمل بالمستقبل وأن نعيد ترتيب وبناء هويتنا الثقافية ونرمم ونجدد ونوحد قوانا السياسية ونطرح برنامجنا للسلام والتعايش ونصقل خطابنا الموحد ونبني تحالفاتنا المبدئية السليمة ومن موقع القوي مع شركائنا في الوطن لنحقق سوية التغيير المنشود ونتظلل تحت خيمة الدولة السورية التعددية الديموقراطية المنشودة وهو أمر غير بعيد المنال في المناخ الدولي الاقليمي المتحول بسرعة فائقة في عصرنا الراهن .
القيام بواجب الوفاء للرواد الأوائل ولكل من قدم كثيرا أو قليلا لشعبه دليل عافية وأصالة .
دمتم ودامت ذكراه العطرة في القلوب
• أضيفت الجمل الموضوعة بين قوسين لمزيد من الاستعلام .




#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من حل - مواطني - للقضية الكردية
- القوة الرابعة
- قراءة في التحولات التركية - الكردية
- اتجاهات التقارب السوري التركي
- حكاية اللاجئين في سوريا
- محاكم الجنايات الدولية هي الحل
- مابين تحولات - أوباما - وثوابت - بوش -
- أيها العراقييون : شعوب الجوار عمقكم
- نظام سوريا ومهنة - المرابي - الاقليمي
- مدرسة آرام ديكران
- مشروع - الحركة الوطنية الكردية في سوريا -
- حقبة - الفدرالية الثانية - في كردستان ) 2 (
- حقبة - الفدرالية الثانية - في كردستان
- انهم يضرسون - حصرم - حلب
- ملامح - مشروطية - دستورية في كردستان
- المنظومة الأمنية السورية تعيد بناء هياكلها
- الصين أمام تحديات المسألة القومية
- هل من منظمة سرية وراء مقتل المجندين الكرد ؟
- الاستبداد الشرقي في مشهده الجديد
- ولكن ماذا عن حركات شعوب ايران


المزيد.....




- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - صلاح بدرالدين - كلمة وفاء في ذكرى مناضل