أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - الباججي و يا مغرب ، خرب














المزيد.....

الباججي و يا مغرب ، خرب


هادي الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 857 - 2004 / 6 / 7 - 04:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أفادتنا التجربة، أن الأنسان الذي يسعى لفعل الخير ومنفعة الناس لوجه الله، لا ينتظر ثمنا، حتى لوكان بسيطا، بل أنه يذهب أبعد من ذلك كثيرا، فيضحي بأشياء عديدة، تصل أحيانا الى حياته، كي يكون وفيا لقناعاته التي قاعدتها فعل الخير، لاسيما أذا كان هذا الأمر يتعلق بمصير شعب هذا الأنسان ووطنه.
الدلالة هنا تاريخية، ومجيرة بأسم ملايين البشر، ممن ضحوا بأنفسهم من أجل قيم أنسانية متفق على أصالتها، أو وطنية أشترك الجميع على تزكيتها. وظاهرات أضرحة الجندي المجهول التي لا يخلوا منها بلد، جزء من وفاء وعرفان بتضحيات أولئك المجهولين الذين لا يخلون من الأسماء طبعا، ولكنها حكمة التضحية ليس ألا.
وفاعل الخير، كما ترسخ في أذهاننا، وهج بلا ملامح، تلامس فعله دون أن ترى منه خنصرا، وتخضر بذاره دون حقل، سوى الضمير والذاكرة، فينموا لا يتنازعة النسيان، أو الأمحاء. ولنا من الأسماء العراقية الكثير، تلك التي آثرت الخير للناس على حساب مصلحتها هي، فأعطت ولم تأخذ، ووهبت دون أن تطالب.
بعد السقوط المريع للنظام الدكتاتوري البائد، أنفتحت أبواب الساحة السياسية العراقية على مصاريعها بعد أن كانت حكرا على شمولية الحزب الواحد الأحد، ذاك الأحتكار الذي مرغ كرامة العراقيين ـ ليس كلهم طبعا ـ في وحل فضلات الخنازير، فصاروا كالجذام، يفر منهم العدو والشقيق، فسبتوا في ضيمهم، وقبلوا على مضض قطيعة الأخرين لهم، فأستكانوا معبأين بالصمت والأنتظار لفرج لابد آت.
بعد أنفتاح تلك الأبواب نهض الضمير العراقي من رماده كالعنقاء، ردت له الحياة، وتسابق الجميع رغم العثرات والأخطاء، الى البناء، ووضع البلاد على سكة السلامة، وأتفقوا على أن لا مناص من الحرية والديمقراطية، أذا
أريد للعراق أن ينهض من القاع الذي اورثته له شمولية عمياء، ليس لها من لغة غير لغة المسدس الأعمى والمقصلة الخرساء.
حالة التوافق التي شكلت قاسما مشتركا في مناهج خيارات القوى السياسية العراقية التي عارضت الحكم الشمولي، طمئنت العراقيين على ان الخير آت، وأن اليوم أفضل من الأمس ، وأن غدا أفضل من اليوم. مبعث هذا الأطمئنان بني على الخطوة الناجحة التي أرساها مجلس الحكم الأنتقالي، بدورية رئاسته. لقد عرفنا من تلك الخطوة الرائدة، كيف تمارس الديمقراطية قبل أن تكتب، ولمسنا التوافق والأيثار من نجاح تلك الممارسة، رغم الأخطاء والهفوات التي سعى البعض جاهدا لتكريسها على انها ليست بأخطاء أو هفوات. وأزداد تعلق العراقيين ـ ليس كل العراقيين طبعا ـ بهذا النهج والمنهج، وأعتباره الحلقة المفقودة في شريعة العراقيين، التي تتطلب التشديد في ممارستها، فبدون الحرية والديمقراطية لا ينهض العراق.
هكذا كان الدرس، حين حلت لحظة خيارات التكليف لرئاسة العراق. شخصيا أنتمي لقوة سياسية عراقية فاعلة بمنهجها وتأريخها، وهذا يتطلب مني أن أحكم تمنياتي بالأنحياز الى القوة التي تمثلني، الا أني أجلت هذا الأحتكام لحين خروج العراق من أزمة التعقيد الذي اوقعنا بها الأحتلال ومن
نفق العتمة الذي يدفعنا اليه رعب الرهاب المنفلت دفعا.
قناعة الخيارات في مجلس الحكم الأنتقالي حطت على السيد غازي الياور، دون السيد عدنان الباججي. وقد صفقنا للسيد الباججي أكثر من رئيس جمهورتنا ، السيد غازي ألياور، لأن السيد الباججي ذكرنا بخالد الذكر، رئيس السودان السابق " عبد الرحمن سوار الذهب "، الذي وعد فاوفى، فصار مثلا للأيثار من أجل وطنه وشعبه. لقد فهمنا أعتذار السيد الباججي على أنه جزء من الفضاء الديمقراطي الذي بشرنا به نفسه، ولم يدر بالخلد أن هذا الصرح الدبلوماسي يضمر غير ما يعلن، فحديثه في المؤتمر الصحفي الذي عقده بعد أنتهاء خيار السيد ألياور، كان هاديء وغير مخدش، وفيه من الدبلوماسية ما ضاعف من قناعتنا به، ولكن بمجرد ما حطت الطائرة العسكرية الأماراتية الخاصة التي نقلته من بغداد الى أبو ظبي، حتى تغيرت لغة الحكمة والتجربة الى لغة التجريح والتسفيه بأعضاء مجلس الحكم، وكأنه لم يكن واحدا منهم قبيل ساعات من وصوله الى عاصمة الأمارات.
لقد كان الباججي في المقابلة المتلفزة التي أجرتها معه فضائية العربية غير السيد الباججي الذي تعودناه متوازنا سلسا، يغري حديثه بالأنتباه والأقتناع, ويفرض على سامعيه أيمائة الرضا. لقد كان متوترا، حانقا على زملاء الأمس في مجلس الحكم، تسري في عروق أجاباته نظرية المؤامرة، ناسيا بأنه يجب أن يكون مقنعا، ومتمكنا من عواطفه وأنفعاله، لأن أمامه مشوار طويل من رحلة الديمقراطية ذات النكهة العراقية. لقد كان باديا عليك الحنق يا سيدي من زملائك الذين شاركتهم الطاولة المستديرة التي أتسعت لكم جميعا رغم الأختلافات العديدة في وجهات النظر، ولكنكم جلستم حولها أكثر من عام، ويا له من عام صعب، تداولتم فيه واتفقتم ونقضتم، هل أذكرك كيف الغيتم القرار رقم 137محمين بغطاء الديمقراطية، لم نسمع اي ملاسنة معلنة أو رفض لمجلس الحكم من لدن زميلكم الذي كان مسؤولا عن ذلك القرار. لقد كنت يا سيدي في تلك المقابلة المتلفزة مع العربية غير مقنعا على الأطلاق، ولا تليق بشخص كان يطمح ولا يطمع أن يكون رئيسا لعراق جديد بكل شيء، لقد كنت أشبه، ويا للأسف، بذاك الذي ينطبق عليه مثلنا العراقي الذكي " يا مغرب ، خرب " .



#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة الجديدة، مشروع للضمير العراقي القادم
- المؤتمر الوطني للسلم والديمقراطية في العراق،تأسيس لعراق المس ...
- قاسم عبد الأمير عجام مثقف عراقي قتله حلمه الذي رواه بحب
- الفشل المصري الذريع في أحتضان كأس العالم 2010 فشل سياسي مخزي
- قذارة أن تمتهن كرامة الأنسان
- الطبقة العاملة العراقية - سرد تأريخي غير موثق
- العراق.. سيزيف بثوب جديد - هذيان الفرح والحزن
- الشاعرالفريد سمعان يا لجين يطرز الجبين - من وحي المناسبة
- مؤتمر المصالحة الوطنية العراقية ـ أربيل خطوة الألف ميل الصحي ...
- بكره يذوب الثلج ويبان المرج
- شهادات وادي الخيول (كه لي هس به) لمناسبة العيد السبعين لتأسي ...
- لماذا لايصدر أي بيان مشترك عن زيارات رؤساء مجلس الحكم الى أي ...
- ضحك يشبه البكاء
- الثامن من آذار.. يوم تستحق فيه المرأة التهنئه
- قرنفلة حمراء للنصيرات بمناسبة 8 آذار
- يجب أن ننظر الى الماضي بغضب..
- كيف كان يحتفي أنصار الحزب بميلاده في جبال كردستان
- الأنتخابات العراقيه غاية كل العراقيين..ولكن!!
- 14شباط يوم الشهيد الشيوعي في العراق
- الدكتور كاظم حبيب والدكتور المسفر


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - الباججي و يا مغرب ، خرب