أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -بالون أوباما- إذ -نفَّسه- نتنياهو!















المزيد.....

-بالون أوباما- إذ -نفَّسه- نتنياهو!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2817 - 2009 / 11 / 1 - 13:38
المحور: القضية الفلسطينية
    


الرئيس أوباما هو الذي ألزم نفسه بنفسه إذ قال، غير مرَّة، مُذْ تولَّى الحكم، إنَّ إدارته ستتوسَّط بين إسرائيل والفلسطينيين، توصُّلاً إلى ما يشبه البداية الجديدة لمفاوضات السلام، والمسبوقة بالوقف التام للنشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وإنْ دعا دولاً عربية إلى أن تساعده في مسعاه هذا من خلال قبولها تطبيعاً أوَّلياً لعلاقتها بالدولة العبرية؛ فهل كان سيِّد البيت الأبيض الجديد، فارس الأحلام، يفهم هذا "الوقف"، أو "الوقف التام"، على أنَّه ليس بـ "الشرط (لاستئناف المفاوضات)" حتى يدعو، عبر كلينتون، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى أن يقبل استئنافاً فورياً لمفاوضات السلام مع استمرار النشاط الاستيطاني؟!

ولو عاد الرئيس أوباما إلى كل ما قاله وأدلى به من تصريحات في شأن أهمية وضرورة الوقف التام للنشاط الاستيطاني، والذي بفضله تشجَّع عباس والعرب، وتفاءلوا خيراً بالوسيط الجديد ووساطته، لَمَا احتاج إلى من يقنعه بأنَّه ألزم نفسه بنفسه أنْ يستهلَّ وساطته بـ "الأخذ"، أي بأن "يأخذ" من حكومة نتنياهو ما يلبِّي مطلبه "الوقف التام للنشاط الاستيطاني".

لقد استخذى الرئيس أوباما للضغوط، فتراجع، فدعا الرئيس عباس إلى أن يحذو حذوه، أي إلى أن يتراجع مثله، مُظْهِراً اقتناعاً بجدوى ما أعطاه إيَّاه نتنياهو.

كل من علَّل نفسه بوهم صلابة وبسالة "الوسيط الجديد"، أظهر إيماناً بأنَّ المفاوضات لن تُسْتأنف قبل أن "يأخذ" أوباما (من نتنياهو) ما أراد (في شأن وقف النشاط الاستيطاني). وها هي السيِّدة كلينتون تتولَّى محو هذا الوهم بممحاة إسرائيلية، قائلةً، بعد محادثاتها "الصعبة والصريحة" مع عباس، في أبو ظبي، "هذا ما أعطانا إيَّاه الإسرائيليون حتى الآن؛ وإنَّنا نطلب استئناف المفاوضات على أساسه"!

تخيَّلوا، أي توهَّموا، أنَّ السيِّدة كلينتون، التي أبلغ إليها الرئيس عباس أن لا استئناف لمفاوضات السلام قبل الوقف التام للنشاط الاستيطاني، قد قالت، بعد محادثاتها مع نتنياهو وباراك وليبرمان، "هذا ما أعطانا إيَّاه الفلسطينيون حتى الآن؛ وإنَّنا نطلب استئناف المفاوضات على أساسه"!

أهذا هو "منطق جديد" للسلام، يسعى "الوسيط الجديد" إلى "حلٍّ نهائي" يوافِقه ويتَّفِق معه؟!

اليوم، حيث مهمة الساعة هي "استئناف المفاوضات"، قالت السيِّدة كلينتون هذا الذي قالته؛ وغداً (الذي لا يعرف سوى الله متى يأتي) ستقول، في شأن "الحل النهائي"، "هذا ما أعطانا إيَّاه الإسرائيليون؛ وإنَّنا ندعو الفلسطينيين إلى أن يوقِّعوا"!

ولكن، ما عساه يكون هذا الذي "أعطاه" نتنياهو (ضِمْن صفقة مع المبعوث ميتشل) من أجل جَعْل استئناف المفاوضات أمراً ممكناً وضرورياً، والذي وصفته السيِّدة كلينتون بأنَّه "غير مسبوق"؟

أعطى ما يشبه الالتزام بالمضي قُدُماً في بناء ثلاثة آلاف منزل للمستوطنين في مستوطنات مقامة في الضفة الغربية، وببقاء الاستيطان في القدس (الشرقية) حُرَّاً من كل قيد، بدعوى أنَّ "القدس ليست مستوطنة"، وبالاستمرار في بناء "المباني العامة الحكومية" في الضفة الغربية والقدس الشرقية حتى بعد الانتهاء من بناء الثلاثة آلاف منزل.

وهذا الذي "أعطاه" نتنياهو لا يرقى، بحسب وصف إدارة الرئيس أوباما له، إلى ما يلبِّي مطلبها "وقف النشاط الاستيطاني"؛ ولكنَّه يمكن أن يكون كافياً لوصفه بأنَّه "كبح وتقييد" له.

أمَّا نتنياهو نفسه فيزعم أنَّه، في صفقته تلك مع ميتشل، أبدى مرونة قصوى؛ لأنَّه "قَبِلَ" الامتناع عن "بناء مستوطنات جديدة" في الضفة الغربية، وعن (بالتالي) مصادرة أراضٍ جديدة من أجل هذا البناء.

ولم يُحِطْنا نتنياهو، ولا "الوسيط"، علماً بما يمكن أن يحدث للنشاط الاستيطاني في الضفة الغربية بعد اتمام بناء الثلاثة آلاف منزل، المقرَّر بناؤها من قبل، على ما تزعم الحكومة الإسرائيلية.

ولكنَّ الفلسطينيين أوضحوا للسيِّدة كلينتون، بالخرائط والوثائق والأرقام، أنَّ البناء الاستيطاني بين سنتي 2010 و2011 سيكون أكبر بكثير من البناء الاستيطاني بين سنتي 2008 و2009.

أوضحوا لها ذلك؛ لأنَّها سعت في إقناعهم بأنَّ دولةً لهم ستُبْنى؛ وقد تَكْتَمِل بناءً، بين سنتي 2010 و2011، إذا هُمْ قَبِلوا استئنافاً فورياً لمفاوضات السلام على أساسٍ من هذا الذي "أعطاه" نتنياهو لإدارة الرئيس أوباما.

وهذا إنَّما يعني للمتفائلين خيراً من فلسطينيين وعرب أنَّ "بناء الدولة" و"البناء الاستيطاني" سيتسارعان بين سنتي 2010 و2011!

الرئيس عباس اشترط أيضاً (أي إلى جانب اشتراطه الوقف التام للنشاط الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية) تحديد مرجعة السلام ومفاوضاته، وأنْ تُسْتأنف المفاوضات مع حكومة نتنياهو من النقطة التي انتهت عندها في كانون الأوَّل 2008، فهذه الحكومة تسعى في إقناع إدارة الرئيس أوباما بأن تُقْنِع الفلسطينيين بأهمية وضرورة قبولهم دولة ذات حدود مؤقَّتة، مع تعهُّد إسرائيلي بـ "توسيعها" مستقبلاً، عملاً باقتراح وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق شاؤول موفاز (من حزب "كاديما"، والذي يمكن أن ينضم إلى ائتلاف نتنياهو الحاكم).

صفقة نتنياهو مع ميتشل، والتي اقتنعت بها السيِّدة كلينتون، فأقنعت بها سيِّد البيت الأبيض، تذهب أوَّلاً بمطلب أوباما "الوقف التام للنشاط الاستيطاني"، ثمَّ تَفْرِض على الفلسطينيين التخلِّي عن شروطهم الثلاثة لاستئناف المفاوضات؛ أمَّا "العرض المغري" الذي تقدِّمه لهم إدارة الرئيس أوباما، في مقابل ذلك، فهو "عودوا إلى طاولة المفاوضات فوراً، فكل شيء سيكون على ما يرام، ولسوف يتابع الرئيس أوباما الأمور"!

وفي تبرير سخيف لتراجعها عن مطلبها "الوقف التام للنشاط الاستيطاني" قالت إدارة الرئيس أوباما، أو كأنَّها قالت، إنَّ "وقف النشاط الاستيطاني" هو "جزء من قضية الاستيطان برمَّتها"؛ و"الجزء" ينبغي له أن يخضع لِمَا يخضع له "الكل"، فإذا كانت قضية الاستيطان من القضايا التي ستكون مدار التفاوض بين الطرفين للتوصُّل إلى "حلٍّ نهائي"، فلا بدَّ لمطلب "الوقف التام للنشاط الاستيطاني" من أن يكون هو أيضاً (أي أن يصبح) موضع تفاوض!

ولقد نفث نتنياهو في روع الرئيس أوباما أنَّه، بدعوته من قبل إلى الوقف التام للنشاط الاستيطاني، هو المسؤول عن هذا "الإصرار الفلسطيني غير المسبوق" على أن تُوْقِف إسرائيل كل نشاط استيطاني قبل، ومن أجل، استئناف المفاوضات.

"الوقف التام للنشاط الاستيطاني" في الضفة الغربية والقدس الشرقية، كان "مطلباً" للرئيس أوباما نفسه، ثمَّ تخلَّى عنه، قابلاً بدلاً منه "الكبح"، ثمَّ تواضعت السيِّدة كلينتون مع نتنياهو على وصف ذلك المطلب بأنَّه "شرط فلسطيني مسبق"، ينبغي للرئيس عباس التخلِّي عنه، ثمَّ سوَّلت الروح الانهزامية لإدارة الرئيس أوباما أنْ تقول، وكأنَّها قائل "وجدتها"، إنَّ "وقف النشاط الاستيطاني" هو جزء من قضية الاستيطان، وينبغي له، بالتالي، أن يكون موضع تفاوض مثلها!

وبعد كل ذلك، وبفضل كل ذلك، تستطيع إدارة الرئيس أوباما أنْ تُقْنِع كل مَنْ يشكُّ، أو يشكِّك، في قدرتها على حلِّ مشكلات اللاجئين والقدس والانسحاب إلى خط الرابع من حزيران..، بأنَّها جديرة بالثقة، وبتفاؤل المتفائلين بها خيراً؛ وهل من دليل على أنَّها جديرة بذلك، أهلٌ له، أقوى من هذا الدليل الذي أتت به إذ قدَّمت للفلسطينيين ذاك "العرض المغري"؟!

بقي علينا أن ننتظر لقاء السيِّدة كلينتون مع وزراء خارجية عرب في المغرب، فهي حرصت على أن تقول "هذا ما أعطانا إيَّاه نتنياهو حتى الآن"، فبعد، وبفضل، هذا اللقاء المرتقب، في المغرب، يمكن أن يعطي نتنياهو أكثر!

وأحسب أنَّ السيِّدة كلينتون ستخاطب نظراءها العرب قائلةً: أعطوني شيئاً من التطبيع لعلَّني أُؤلِّف به قلب نتنياهو، وأحصل منه على أكثر ممَّا حَصَلْت، فإذا أبيتم واستكبرتم، فإنَّ عليكم أن "تُقْنِعوا" عباس بقبول "العرض" الذي قدَّمناه إليه.. إنِّي خيَّرتكم فاختاروا!





#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فساد شيراك..!
- في التفسير الميثولوجي للتاريخ.. والسياسة!
- في مديح وهجاء -وادي عربة-!
- قيادات فضائية!
- ما هي -الدولة-.. عربياً؟
- بوستروم.. لقد أسمعتَ لو ناديتَ حيَّاً!
- في الجدل الانتخابي العراقي!
- نحو حل -الدولتين الفلسطينيتين- للنزاع بين الفلسطينيين!
- الفأس والرأس.. اللقمة والرأي!
- غولدستون -المسار- هو الأهم من غولدستون -التقرير-!
- -الاحتكام إلى الشعب-.. فلسطينياً!
- الاعتراف ب -يهودية- إسرائيل هو تهويدٌ للعقل!
- القيادات الفلسطينية.. رؤوسٌ تبحث عن عقول!
- -نوبل-.. ونُبْلُ أوباما!
- -أردي- جاءت تأكيداً لا نفياً لنظرية داروين!
- محادثات واشنطن..أهي تجربة تفاوضية جديدة؟
- الدكتور زغلول النجار إذ هبط بالعِلْم إلى الدرك الأسفل من الش ...
- الحلُّ في حلِّ -مشكلة الحدود- أوَّلاً!
- -التعصُّب- إلغاء للعقل!
- نتنياهو يطلب تشدُّداً فلسطينياً وعربياً!


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -بالون أوباما- إذ -نفَّسه- نتنياهو!