أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احسان المصري - الاغنية الملتزمة : من سانتياغو الى بغداد















المزيد.....

الاغنية الملتزمة : من سانتياغو الى بغداد


احسان المصري

الحوار المتمدن-العدد: 2815 - 2009 / 10 / 30 - 15:39
المحور: الادب والفن
    




- الحادي عشر من سبتمبر-ايلول ، تاريخ ذاع صيته بعد التفجيرات التي حصلت في نيويورك وواشنطن عام 2001 . ولكن قلة من الناس تعرف 11 ايلول 1973 . في هذا التاريخ ، قامت مجموعة من العسكر المدعوم اميركياً يتزعمهم الجنرال اوغوستو بينوشيه بانقلاب على حكومة الوحدة الشعبية المنتخبة ديمقراطياً و من ثم اعدمت الرئيس سلفادور الليندي و باشرت عمليات الاعتقال والتصفية والاسر لمناصري الحكومة .
- وتعود اهمية هذا الحدث لانه يشكل نقطة مفصلية بالنسبة الى اميركا اللاتينية سيسبقه ويليه العديد من المحاولات منها ما نجح ومنها ما فشل في سياق اخضاع الجزء الجنوبي من القارة الاميركية . وبغض النظر عن الاهمية السياسية للانقلاب ، فقد كانت له ارتداداته الفنية ايضاً ، اذ لحقه رحيل الشاعر العالمي بابلو نيرودا الحائز على جائزة نوبل في 23 ايلول ( كان نيرودا مصاباً بسرطان البروستات وتوفي بسكتة قلبية نتيجة تأثره الواضح بالاحداث السياسية ) . كذلك قامت السلطات باعتقال ابرز ممثلي الاغنية الشيلية الحديثة المغني و الكاتب والمسرحي فيكتور خارا ، الى استاد شيلي وبعد ممارسة ابشع انواع التعذيب بحقه قامت بقتله في 15 ايلول . كذا كانت حال العديد من المبدعين التشيليين الذين لحقهم الاعتقال والاضطهاد و النفي ... وقد ظن الديكتاتور بافعاله انه يخنق صوت الاغنية لكن اصداءها ترددت اثر ذلك في كل ارجاء العالم وقد ساهم الفنانون المنفيون في نشر موسيقى وتراث بلدهم مما جعلها تحتل موقعها المستحق في ما يسمى بموسيقى العالم او World Music .
- بدايات الاغنية التشيلية الحديثة ( Nueva Canción Chilena ) كانت مع الفنانة فيوليتا بارا التي وضعت الاسس لتجديد الفولكلور وتطويره . وسيكون لاخيها نيكانور وابنها انخيل وابنتها ايزابيل دوراً فنياً مهماً فيما بعد . في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات اختمرت الظروف التي طبعت الاغنية الحديثة بطابعها : من الحراك السياسي في صفوف الشباب والجامعات الى التعاون مع العمال والفلاحين والطبقات الفقيرة وصولاً الى العلاقات التي نسجها الفنانون مع فصائل اليسار المختلفة : الحزب الاشتراكي ، الحزب الشيوعي ، حركة اليسار الثوري ....وقد لعبت الاغنية دوراً سياسياً ملتزماً وتأثرت بالاحداث السياسية (حادثة بويوتومونت ، انتخابات 1970 ، التضامن مع كوبا وحركات التحرر في اميركا اللاتينية و العالم ...) وكان طبيعياً ان تتلقى دعماً من حكومة واحزاب الوحدة الشعبية بعد وصولهم الى الحكم .
- فنياً ، شكلت هذه الاغنية نقلة نوعية بتطويرها للفولكلور التشيلي والتراث الهندي وتحديثها الآلات المستعملة والايقاعات المختلفة وبادخالها الانماط الموسيقية المختلفة من جاز وبوب وروك ... كما برزت نوادي الاغنية واهمها ( la pena de los parra … ) واقيمت المهرجانات و قد لعبت شركة التسجيل ديكاب DICAP (Discoteca del Cantar Popular) دوراً في تسجيل اكثر من 60 اسطوانة . وتطورت علاقة الاغنية مع الفنون الاخرى ( الادب ، الرقص ، المسرح ، السينما ، الرسم .. ) في علاقة تأثر وتأثير متبادل واهم العلاقات نسجت مع شعر بابلو نيرودا ومع القصيدة الشعبية ( سانتا ماريا دي ايكويكي مثلاً) . ومن اهم المساهمين في هذه الاغنية عدا عن آل بارا وفيكتور خارا نذكر : فرقتي كويلابايون وانتي الليماني اللتان لا تزالان فاعلتين حتى اليوم . سيرجيو اورتيغا ، لويس ادفيس ، باتريسيو مانس ، سيلفيو رودريغيز، رولاندو الاركون ، ايلابو ....
- بالتزامن مع الاحداث في تشيلي كانت الاغنية الملتزمة تنطلق بزخم في العالم العربي . وتعبيراً عن تضامنهم مع رفاقهم في تشيلي كتب احمد فؤاد نجم : " سلفادور الطيب مات " و انشد عدلي فخري وسمير عبد الباقي " بابلو نيرودا " :
" صوتك على موج البحور لقلوبنا الساري، زي ابتسامة الطفل في القلب اليساري ".
- ولكن التأثير الابرز للاغنية التشيلية كان في العراق تحديداً . ففي بلاد الرافدين نهضت حركة فنية ملتزمة في صفوف الحزب الشيوعي العراقي كانت فرقة الطريق البصرية اهم نتاجاتها (عرفت اولاً بجماعة تموز للأغنية الجديدة ). ومن الاسماء التي عملت في فرقة الطريق او عملت مستقلة احياناً في مجالات التلحين والكتابة والغناء نذكر : حميد البصري، جعفر حسن، كوكب حمزة، شوقية العطار، طالب غالي، فؤاد سالم، سامي كمال، طارق الشبلي، كمال السيد، عباس الجميلي، فلاح صبار ...
ولعل الظروف السياسية المتشابهة الى حد ما ، لعبت دورها في هذا التأثير . ففي البداية تحالف حزب البعث والحزب الشيوعي في اطار الجبهة الوطنية التقدمية والتي غنت لها الفرقة ( اغنية " لا تسألني عن عنواني " مثلاً ).ولكن هذا التحالف ما لبث ان انفرط عقده وانقلب صدام حسين على الشيوعيين وبدأ بمطاردتهم وتعرضت الفرقة وفنانوها للنفي الى صنعاء ودمشق وبيروت في مراحل مختلفة حيث تابعت اعمالها.
في هذه الظروف غنى العراقيون لتشيلي و ما ميز غنائهم هو هذا التشابه بين الحالتين . غنوا :
" يرف قلبي على تشيلي
وعيني تبشي جارا
يجيني سواد ليلي
نيرودا يرد ثارا
انا انطي عهد لينين وفهد
انا انطي عهد فرج الله وفهد
ما يردني حذر لخدمة البشر " .
وايضاً :
" سانتياغو دم في الشوارع
سانتياغو دم في المصانع "
و غنوا لبابلو نيرودا :
"اعلانات الى بابلو نيرودا :
في شيلي ممنوع ان تبكي
ممنوع ان تصمت
ممنوع ان تحتج في شيلي ....."
لقد كانت تشيلي المثال فغنى كوكب حمزة " تشيلي تمر في الليل نجمة في سمانا " و " يا اطفال كل العالم يا حلوين يا اطفال تشيلي الثائرة وفلسطين " ،
و للمرأة غنى "للمرأة غنواتنا والها محباتنا يلا نغني نغني ونناضل ايد بايد " على لحن اغنية لفرقة
Inti Illimani ( Canciones De La Revolución Mexicana -Rin del angelito) .
ان ذكرنا هذه الاعمال فلأنها تضمنت تجارب جديدة في التلحين من ناحية ادخال الغيتار مثلاً والايقاعات اللاتينية مثلاً وغناء الشعر الملتزم المرتبط مباشرة بقضية تشيلي .
ولكنهم لم يكتفوا بذلك بل كانوا المبادرين في تجديد التراث العراقي تماماً كنظرائهم اللاتينيين فغنوا " خيو بنت الديرة" قبل ان يغنيها سعدون جابر " واي شيء في العيد" و"مندل دلوني " ....
وقد لعب مظفر النواب دور بابلو نيرودا فغنى جعفر حسن " مرينا بيكم حمد " ( غناها ياس خضر فيما بعد) وغنى له سامي كمال " مو حزن " و" صويحب " ....
وغنى كوكب حمزة وجعفر حسن "يا دجلة الخير" للجواهري وغنوا لسميح القاسم " اغنية المستحيل " و " كفر قاسم " ...
غنوا للحزب والعمال ، لفلسطين ولبنان وسوريا وانغولا وكوبا وتشيلي ، للمرأة والشباب .....
و هذا ليس سوى غيض من فيض من ابداعات هؤلاء الفنانين المغيبين في عالمنا العربي اليوم للاسباب المعروفة للجميع. واذ نعيد التذكير بهذه الاعمال ، ليس بهدف الحنين الى ماضٍ قديم وانما بهدف احياء ونبش هذا التراث الذي يستحق ان ينشر في كل بيت عربي كما اعاد التشيليون نشر فنهم . على امل ان نكون قد ادينا اقل ما يمكن من واجبنا تجاه هؤلاء المبدعين الكبار .
احسان المصري






#احسان_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة غير موزونة في عصر غير موزون
- بيروت القاتلة المقتولة (تحية الى الشهيدين جورج حاوي و خليل ح ...
- حب سادي
- حزن
- رسالة لمن لم تأت
- رحلة على متن الذكريات
- غرابٌ بليد
- تحية متواضعة الى طفل غزاوي
- مرثية لابي العلاء
- معرض الجثث
- صورتك و صلاتي
- هذيان المنافي
- المثقفون العرب بين سارتر وكامو


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احسان المصري - الاغنية الملتزمة : من سانتياغو الى بغداد