أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليم نجيب - خطاب مفتوح الى سيادة الرئيس محمد حسني مبارك














المزيد.....

خطاب مفتوح الى سيادة الرئيس محمد حسني مبارك


سليم نجيب

الحوار المتمدن-العدد: 852 - 2004 / 6 / 2 - 04:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مونتريال في 1 يونيو 2004

خطاب مفتوح الى سيادة الرئيس محمد حسني مبارك

سيادة المستشار ماهر عبد الواحد النائب العام
فضيلة الامام الأكبر الدكتور الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر
السيد/ جلال دويدار رئيس تحرير جريدة الأخبار
السيد جلال عارف نقيب الصحفيين

تحية واحتراما وبعد،

الدين لله والوطن للجميع. ان كل اتجاه ينحرف عن هذا الشعار الذهبي يكون انحرافا عن الديانة الحقة الى التعصب الممقوت وخيانة للوطنية الصادقة ابتغاء الاستعلاء على الناس وتحقيق المآرب الشخصية وانشاء مراكز قوى مسيطرة في داخل الدولة.

ان أخطر ما في هذه الاتجاهات أنها تعتمد على المظهريات الدينية الزائفة في خداع عامة البسطاء استغلالا للمشاعر الدينية وتسبب في النهاية الحرج الشديد للمسئولين والقادة حتى ترغمهم على قبول الأمر الواقع بجميع أبعاده التعسفية الغاشمة.

ومن أخطر تلك الاتجاهات المتطرفة المتعصبة الكتابات التي تسخر لخدمتها مختلف وسائل النشر والاعلام والاذاعة والتليفزيون والمساجد وذلك للمناداة بانتقاد العقيدة المسيحية والتعريض بأصول الايمان المسيحي الى حد التجريح الصارخ ورمي المسيحيين بالشرك والكفر كما نسمع أحيانا كثيرة في خطب الجمعة من المساجد المنتشرة في البلاد حيث يستخدم بعض مشايخ المساجد منابرها وميكروفوناتها في تحقير المعتقدات المسيحية. ولقد سبق أن ندد مجمع الآباء الكهنة والمجلس الملي وممثلي الشعب القبطي بالاسكندرية في المؤتمر الذي عقد ببطريركية الأقباط بتاريخ 17 كانون الثاني (يناير) سنة 1977 (كتاب نبيل عبد الفتاح) "المصحف والسيف"، صفحة 216-227، لقدد نددوا بهذه الظاهرة الخطيرة وطالبوا المسئولين آنذاك بمساءلة ومحاكمة هؤلاء المتعصبون الذين يريدون الاصطياد في الماء العكر واشعال فتنة طائفية. وها نحن في عام 2004 ولازال الأقباط يتعرضون لسب وقذف واهانة عقيدتهم المسيحية دون مساءلة قانونية.

ففي يوم الجمعة الموافق 21/5/2004 نشرت جريدة الأخبار مقالا مطولا من المدعو د. محمد عمارة الذي يشغل منصبا رسميا داخل الأزهر. فعلى سبيل المثال لا الحصر يقول صراحة "ان الدين الاسلامي أفضل الأديان السماوية لذا فمن المقبول أن نجد أن معظم المسيحيين الشرقيين وقد تحولوا الى الاسلام لأنهم وجدوا فيه تعبيرا عن التوحيد أكثر ملاءمة لعقليتهم الواضحة أكثر مما وجدوا في المسيحية".

ثم يستطرد المدعو د. عمارة قوله عن "تميز القرآن وامتيازه أنه وحي أي كلام الله الذي لم يصيبه تحريف ولا تعديل ولا تبديل وتميزه وامتيازه في ذلك عن التوراة والانجيل".

مما لا شك فيه أن هذه العبارات تشكل جريمة سب وقذف وازدراء بالأديان طبقا للمادة 161 من قانون العقوبات والتي تنص على :-"يعاقب بتلك العقوبات كل تعدي يقع باحدى الطرق المبينة بالمادة 171 على أحد الأديان التي تؤدى شعائرها علنا". وقد اعتبرت المادة 171 سالفة الذكر أن "الكتابة" والرسوم والصور وغيرها من الطرق اذا وزعت بغير تمييز على عدد من الناس أو اذا بيعت أو عرضت للبيع في أي مكان". ولا يخفى بالطبع أن جريدة الأخبار القاهرية تعد من كبريات الصحف المصرية وأكثرها انتشارا وتوزيعا داخل مصر وفي الوطن العربي.

ان هذه النوعية من المقالات ليست الأولى الصادرة من هذا الكاتب المتعصب التي تجرح مشاعر وأحاسيس المواطنين الأقباط وتبث وتنشر الحقد والكراهية والتعصب وتسئ الى الوحدة الوطنية وتثير فتن طائفية نحن في غنى عنها لعن الله الفتنة ومن أيقظها.

اننا ننبه حضرات السادة الأفاضل أن هذا الكاتب المتعصب خالف القانون والمواثيق الدولية لحقوق الانسان بارتكابه تلك الجريمة في حق الوطن والمواطنين الأقباط.

اننا فضلا عن تسجيل احتجاجنا الصارخ عن تلك الجريمة فاننا نرجوا أن تضعوا الأمور في نصابها حتى لا تستمر هذه المفاهيم الخاطئة والسم الزعاف الذي يقتل الوحدة الوطنية ويسئ الى وطننا اساءة بالغة داخل مصر وخارجها.

ان الصحافة المصرية بقيت صامتة صمت أبو الهول وكذلك الكتاب والمثقفين. الجميع صمتوا ولم يحتجوا بكلمة واحدة ازاء هذا التهجم السافر المقيت على العقيدة المسيحية. فبناء عليه تطالب الهيئة القبطية الكندية المسئولين كل في موقعه بأن يقدم هذا الكاتب المدعو د. محمد عمارة الى المساءلة الجنائية –ان كنا في دولة سيادة القانون- ليكون عبرة لكل من تسول نفسه ارتكاب جريمة ازدراء الأديان.

أفلا يكفي ما يعيشه الأقباط كمواطنين من الدرجة الثانية وكل مشاكلهم المتراكمة لازالت حتى الآن بلا حل حيث نجد محاولات غير وطنية ولا انسانية للتغطية على واقع سيئ يعيشه الأقباط ينذر بالخطر. واقع أفرزته ممارسات سياسية متعصبة ازدادت رعونة وتخلف منذ السبعينات من القرن الماضي حتى يومنا هذا. تلك السياسة التي بدأت في تهميش الأقباط من الحياتين السياسية والعامة منذ ثورة العسكر عام 1952 حتى يومنا هذا.

يا حضرات السادة الأفاضل
هل انتهت كل مشاكل بلادنا بحيث لا يوجد موضوع سوى الدين المسيحي والازدراء به. ولسوف يسجل التاريخ حسنات كل حاكم وسيئاته في انتهاكاته لحقوق الانسان لمواطنيه فالتاريخ لا يرحم ولا ينسى. اننا نسدي لكم نصيحة مخلصة لوجه الله والوطن أن تحترموا كل العقائد الدينية حفاظا على سمعة بلادنا في الخارج وكفى ما يجري في العالم من أحداث عالمية.

الله يهديكم ويرشدكم ولمصرنا العزة والازدهار،

د. سليم نجيب
رئيس الهيئة القبطية الكندية دكتوراه في القانون والعلوم السياسية
محام دولي وداعية حقوق الإنسان - قاض سابق
عضو اللجنة الدولية للقانونيين بجنيف
Fax: (514) 485-1533
E-mail: [email protected] Or [email protected]



#سليم_نجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية الهيئة القبطية الكندية في الاصلاح السياسي والثقافي في م ...
- مواطنون مصريون مسيحيون محرومون من الصلاة في أرض مصر
- نتمنى للحوار المتمدن كل الازدهار والنجاح المستمر من أجل نشر ...
- أين الأمن والأمان لفتيات أقباط مصر؟
- تفجر الأوضاع فى مدينة أسيوط الأحداث بالتفصيل
- نحو إصلاح سياسي شامل في مصرفصل الدين عن سياسة الدولة العلمان ...
- القضاء المُسَيَس فى مصر ... إلى متى وإلى أين يأخذنا
- نداء إلى الضمير العالمي
- نداء إلى ضمير الكتاب والصحفيين والمثقفين والمتنورين في مصر
- حقوق الأقليات وحقوق المواطنة-2
- حقوق الأقليات وحقوق المواطنة - 1
- أين ضمير مصر من المسئول عن إيقاف مسلسل خطف الفتيات المسيحيات ...
- نداء إلى سيادة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العرب ...
- المحكمة الجنائية الدولية وقضية الأقباط
- أوضاع الأقباط قبل وبعد ثورة يوليو 1952


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليم نجيب - خطاب مفتوح الى سيادة الرئيس محمد حسني مبارك