أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - لا تعتذر يا تركي السديري














المزيد.....

لا تعتذر يا تركي السديري


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2803 - 2009 / 10 / 18 - 12:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كنا قد طالبنا، بعودة سورية إلى لبنان، وأعلنا ذلك على الملأ، في أوج الهجمة البوشية المسعورة ضد سوريا، وبزمن طويل، قبل مقال الأستاذ تركي السديري، المعنون "لماذا لا يعود لبنان إلى سوريا؟"، الذي أثار لغطاً شديداً، واعتراضاً على عدة مستويات، ما أفضى لمقال اعتذاري لاحق، من قبل نفس الكاتب، والطريف أن بعض المواقع التي اعتادت على إعادة نشر مقالات الأستاذ السديري، "على عماها"، تمنعت عن نشر هذا المقال، لأن فيه كلمة حق، وصرخة وجدان حقيقي وضمير مرهف يدرك بفطرته كنه الأشياء وجوهرها، لكن يبدو أن تلك المواقع آلت على نفسها الابتعاد، والقطيعة عن كل ما يمت لذلك بصلة.

كما تزامنت دعوتنا المتواضعة، أيضاً، وبصوت عال، ومجلجل، إبان نشر المناضل القومي النعوي، ما غيره، لإعلان بيروت دمشق-دمشق بيروت، الذي حشر فيه نفسه، مع رهطه النيو شرق أوسطيين، بشأن ومسألة وطنية سورية عليا ، ونصـّب من نفسه قيـّماً على آمال وطموحات السوريين، مستفيداً من المناخ الدولي الضاغط آنذاك على سوريا، والذي كان يوحي بنهاية وشيكة، ومرتقبة، ودراماتيكية للنظام، على النمط العراقي، ومع ذلك، جهرنا بتلك الدعوة "الآثمة"، غير آبهين بأي اعتبار. ( والطامة الكبرى أن، صاحبنا عاد للتنظير القومي وكأن شيئاً ما لم يحصل!!!)

وللحقيقة، فإننا نتفهم بواعث وأبعاد اعتذار الأستاذ السديري، والتراجع التكتيكي الدبلوماسي قد يكون مطلوباً، ومفهوماً، في أحايين كثيرة، تفرضها اعتبارات متعددة، لكنه لا يغير بالضرورة، وأبداً، من الحقيقة، وواقع الحال. ولكن، سواء اعتذر الأستاذ السديري أم لا، وسواء أخذته العاطفة والحمية، وهو يرافق جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز، في زيارته إلى سورية، وسواء كان بفعل بعد نظره، وصدق رؤيته، وحبه للبنان وأهله، أم لا، فهو لم يكن في الحقيقة، بعيداً عن واقع الأمور الواقعية، وضروراتها الحتمية، وخواتمها الطبيعية. نعم فلبنان، ومنذ أن خرجت سورية، بملء إرادتها منه، وهو يصارع التخبط والتيه والضياع، وعدم الاستقرار. ونقول اليوم، كما قلنا سابقاً، بأن الفترة الذهبية الوحيدة التي عرف فيها لبنان المنعة والأمن، والازدهار، وراحة البال، ومنذ أن أحم إقحاماً على الخريطة السياسية في بلاد الشام، هي في فترة الوجود السوري، الذي استطاع أن يحقق التوازنات الدقيقة في البنيان السياسي اللبناني الهش، والمعقد بدرجات عز نظيرها في أي بلد، مما لا يؤهله البتة لأن يكون وطناً، بقدر ما هو كيان، وصنيعة ليس إلا.

فأي بلد هذا الذي لا يستطيع، وبعد مرور حوالي النصف سنة على ما يسمى انتخابات، تشكيل حكومة "وطنية"، نظراً لعدم استقلاليته، ونظراً للقدرات التعطيلية التي تتمتع بها قوى إقليمية ودولية عدة، لم تكن حالها كذلك في الفترة الذهبية اللبنانية، ألا وهي فترة الوجود السوري هناك؟ أي بلد هذا الذي يتحكم بقدراته السياسية من لا يحمل جنسيته، ومن لم يعش فيه، ولا يعرف أسراره وخباياه السياسية، واشترى الوزارة والإمارة، والانتخابات النيابية، بالمال السياسي؟ وأي بلد هذا الذي تعيث فيه عشرات الأجهزة الاستخباراتية الأجنبية من كل حدب وصوب ، بحيث ، تضبط فيه، في كل يوم، تقريباً شبكة تجسسية تابعة لهذا البلد أو ذاك؟ وهناك اليوم الكثير من الثغرات الأمنية والسياسية والقضائية، وصلت حد الفضائح في لبنان، بحيث يتجلى الغياب التام لأية سلطة أو هيبة أو قدرة حكومية تستطيع فرض أي قرار. لبنان ليس بلداً، ولن يكون كذلك ما دامت الحال على ما هي عليه اليوم، وبكل تأكيد، لن حاله، أبداً، كما كان أيام الوجود السوري في لبنان.

لقد حاولت عدة جهات العبث واللعب بلبنان، والتحكم فيه، بما فيه أعتى القوى العالمية، محاولة تحقيق أي نوع من التوافق والاستقرار السياسي، والمجتمعي، والأمني فيه، ولكن نصيبها، جميعاً، وبالمطلق، كان الفشل المريع، وظهرت عاجزة تماماً عن فرض أي قرار، أو أي نوع من الاستقرار هناك. مقارنة مع ذلك، وحدها سوريا التي حافظت على استقرار وأمن وسلامة لبنان خلال فترة وجودها هناك. ومن هنا فعودتها للبنان ليس من قبيل التنزه والسياحة والاستجمام، أو فرض لهيمنة، أو كسب أية امتيازات مادية، أو استراتيجية، وغير ذلك من التقولات، بقدر ما هي نوع من الواجب الوطني، والأخلاقي والإنساني، بات على الجميع الإقرار والتسليم به، وليس من أجل أي شيء آخر، لكن فقط رأفة بلبنان، وشعبه، واستقلاله الذي أصبح، بغياب سوريا، على كف عفريت، وفوهة البركان.

لا تعتذر يا أستاذ تركي السديري، فما قلته هو الحق، وعين الصواب.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- Never Trust Them لا تثقوا بهم أبداً
- سوريا وتركيا وبدو العرب
- نعم ليهودية إسرائيل
- ثقافة الأولمبياد
- هل المساجد لله؟
- أوباما وفضيحة نوبل
- مأساة معسكر أشرف: ومسؤولية حكومة المالكي
- العربي الرخيص: مهزلة تبادل الأسرى
- C/V لمسؤول عربي
- سجالات وردود
- ليلة القبض على الثقافة العربية: وزراء ثقافة أم وزراء أوقاف؟
- وزراء ثقافة الطلقاء 2
- وزراء ثقافة الطلقاء
- حمار عربي أصيل!!!
- لماذا لا يستشهدون؟
- اسم على غير مسمى
- لماذا يُفرض الحجاب في الدول الدينية؟
- البكيني مقابل الحجاب والأكفان السوداء
- وإذا أنت أكرمت اللئيم تمرّدا
- الحكام أم المحكومون العرب؟


المزيد.....




- ردا على بايدن.. نتنياهو: مستعدون لوقوف بمفردنا.. وغانتس: شرا ...
- بوتين يحذر الغرب ويؤكد أن بلاده في حالة تأهب نووي دائم
- أول جامعة أوروبية تستجيب للحراك الطلابي وتعلق شراكتها مع مؤ ...
- إعلام عبري يكشف: إسرائيل أنهت بناء 4 قواعد عسكرية تتيح إقامة ...
- رئيس مؤتمر حاخامات أوروبا يتسلم جائزة شارلمان لعام 2024
- -أعمارهم تزيد عن 40 عاما-..الجيش الإسرائيلي ينشئ كتيبة احتيا ...
- دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية تكشف عن عدد السكان
- مغنيات عربيات.. لماذا اخترن الراب؟
- خبير عسكري: توغل الاحتلال برفح هدفه الحصول على موطئ قدم للتو ...
- صحيفة روسية: هل حقا تشتبه إيران في تواطؤ الأسد مع الغرب؟


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - لا تعتذر يا تركي السديري