أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - صلاح بدرالدين - اتجاهات التقارب السوري التركي















المزيد.....

اتجاهات التقارب السوري التركي


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2801 - 2009 / 10 / 16 - 09:26
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    




تشهد العلاقات بين الحكومتين السورية والتركية تقدما مطردا منذ التوقيع على اتفاقية – أضنة – قبل أكثر من عشرة أعوام وتسارعت وتيرتها خلال العامين الأخيرين بفعل التطورات السياسية داخل البلدين وجوارهما وظهور عوامل ضاغطة تقضي بتوفير مستلزمات حاجاتهما الآنية وصيانة مصالحهما لكي تتوافق مع متطلبات المسارات السياسية على الصعيدين الاقليمي والدولي وبشكل خاص افرازات الأزمة العامة التي تعصف ببلدان المنطقة من ايران مرورا بالعراق وانتهاء بلبنان وفلسطين ومسؤولية الدولتين المباشرة بتفاقم تلك الأزمة وتعميقها .
وقد شكل اللقاء الأخير الذي جمع " المجلس الاستراتيجي الأعلى " التركي – السوري بحلب وغازي عنتاب في الثالث عشر من الشهر الجاري تحت شعار أن للجانبين " مصير واحد تاريخ واحد مستقبل واحد " تتويجا لعلاقاتهما الرسمية حيث صدر بيان مشترك تضمن " العديد من المواضيع مثل توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والخدمي والتنسيق فيما يخص الحرب ضد حزب العمال الكردستاني " . كما اتفق الجانبان التركي والسوري على " انهاء العمل بنظام الفيزا والسماح لمواطني البلدين بالتجوال اعتمادا على البطاقة الشخصية فقط. كما تم الاتفاق على منح الصلاحية لسفارة وقنصليات كل بلد في تمثيل البلد الآخر لدى الاطراف الدولية " وعلى هامش الاجتماع صرح مسؤولو البلدين ليس على الالتزام الكامل ببنود اتفاقية – أضنة – الأمنية السرية فحسب بل توسيعها وتطويرها .
ليس خافيا على أحد أن جميع الاتفاقيات والتحالفات التي تحولت الآن " استراتيجية " والصلات العلنية منها والسرية التي يبرمها ويقيمها وينسجها نظام الاستبداد في بلادنا مع أي طرف خارجي دولة كانت أو منظمات موسومة بالارهاب أو جماعات غير شرعية قريبة أو بعيدة اقليمية أو دولية عربية أو اسلامية يرضخ كما هو حال القرارات والاجراءات الداخلية لأجندة وحسابات مصالحه وشروط استمراريته وهي تتم دون استثناء ليس بمعزل عن ارادة ومواقف ومصالح السوريين ومن وراء ظهورهم فحسب بل وفي معظم الأحيان من دون علم حكوماته ومجالس شعبه الكرتونية ولاتشذ العلاقات مع تركيا عن هذه القاعدة المتأصلة التي مرت بمشيئة النظام من العداء التام لذلك العضو في حلف الناتو والمطالبة بلواء الاسكندرون السليب الى التنازل عنه ومحوه من الخارطة الوطنية وصولا الى التعاون الأمني والتحالف الاستراتيجي والتخويل في التمثيل الدبلوماسي كجزء من التنازل عن السيادة لبلد ليس عضوا في الجامعة العربية يحتل جزءا من الأراضي السورية وهنا نميز بكل وضوح بين شعوب دولة تركيا الصديقة من الأتراك والأكراد والعرب والأرمن واللاز والشركس والتركمان واليونان الذين نرتبط بهم كسوريين وكأكراد بوشائج القربى ومشاعر الود والصداقة التي تسطرها حقائق التاريخ والجغرافيا وتؤصلها الحضارة المشتركة من جهة وبين حكوماتها وأنظمتها ومؤسساتها الرسمية العسكرية والأمنية والحزبية من الجهة الأخرى وما من شك أن مبدأ الصداقة والتعايش السلمي مع الجوار وكل بلدان وشعوب المنطقة والعالم هو مطلب كل السوريين وفي مقدمة أهداف حركتهم الوطنية الديموقراطية أما ما يجري حاليا من صفقات رسمية مترافقة مع – هيصات – اعلامية دعائية غير واضحة المعالم وما يمارسه النظام الحاكم من محاولات زج وتوريط سوريا بأحلاف لامصلحة لشعبها فيها والانخراط في محاور مع أنظمة استبدادية أو قوى وجماعات ارهابية أو تحويل بلادنا الى ممر ومقر لالحاق الأذى بالعراق ولبنان والسلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية فلا يعبر عن ارادة ومطامح شعبنا بل يلحق به الضرر البالغ .
اتفاقيات الخارج على حساب الداخل
دأبت غالبية أنظمة وحكومات المنطقة غير الديموقراطية والتي تناصب شعوبها العداء على أداء تكتيكات تصدير أزماتها الداخلية بتوجيه الأنظار نحو الخارج اما بافتعال حروب ومواجهات أو عبر وسائل أخرى – مسالمة - ومايطلق عليها – الصدمة الكهربائية – والحالة السورية التركية شهدت الأسلوبين في غضون عقد واحد وبات معلوما أن نظام بلادنا كلما تقارب مع ايران أوتركيا وأمعن في الخروج من جلده يبتعد أكثر من السرب العربي مستقويا بذلك على العراقيين واللبنانيين وداعما للانشقاق الفلسطيني المتمثل في سلطة حماس الانقلابية الظلامية بغزة مستثمرا صفقاته الأمنية المبرمة مع تركيا لملاحقة معارضيه وممارسة المزيد من الضغوط عليهم وعلى الصعيد الكردي فلانغالي اذا أكدنا أن مواجهة الحركة الكردية الوطنية المعارضة في البلدين وفدرالية كردستان العراق تشكل المنطلق الأساس والقاسم المشترك خاصة اذا كان مسؤولو البلدين يعترفون بأن الاتفاق الأخير هو ثمرة اتفاقية – أضنة – الأمنية التي أبرمت خصيصا حول الشأن الكردي ومما يؤكد ما نرمي اليه كون النظامين في غير وارد التسليم بالحقوق الكردية القومية المشروعة رغم ما يثار عن ظهور توجهات ضبابية تركية حول انفتاح مزعوم أو الاعتراف بوجود الكرد شعبا وقضية وحركة تحررية الى جانب عدم اعترافهما حتى الآن بفدرالية كردستان واعتبارهما حكومة أربيل خصما أو عدوا أما الجانب التركي فهو الأقوى والأكثر فائدة في هذه المعادلة الثنائية وبامكان السيد أحمد داود أوغلو المنحدر مثل الرعيل الأول من باشوات الحركة الطورانية السالونيكية من يهود الدونما أن يفخر بتسويق نظريته في توسيع – المجال الحيوي التركي الامبراطوري – ليشمل الجزء الأكبر من منطقة الشرق الأوسط للتمدد الاقتصادي والثقافي والقومي ومن ثم دخول الاتحاد الأوروبي من أوسع أبوابه وهنا من المفيد استذكار ماكتبه صحافي لبناني مرموق بهذا الشأن : " استوقفني ما قاله وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو لسكان قرية في شمال لبنان لا يزال قسم من أبنائها التركمان يتكلم التركية. قال: «عندما تكونون بأمان وسعادة نحن نشعر بالارتياح، إذا لم يكن عندكم ماء، يكون الماء في الأناضول حرام، إذا لم تكن عندكم مدارس، يعني أنه ليس في الأناضول مدارس. ان الهبات التي تتحدثون عنها ليست هدايا، انها واجب نقدمه لكم، وهذا الدَيْن سددناه متأخرين ومن الآن فصاعداً لن نتأخر» .
نظام بلادنا المستبد يعلن عن علاقات ومجالس ولجان استراتيجية مع أقرانه من الأنظمة الأجنبية والمنظمات الخارجية ويعلنها مواجهة استراتيجية قمعية ضد السوريين في الداخل وهو بحد ذاته مفارقة تنم عن مدى انحدار قيمه السياسية والأخلاقية والحالة المزرية التي يعيشها أما حكاية استخدامه بمناسبة وبدونها لمصطلح " الاستراتيجية " فتذكرنا بنظرية الدكتاتور الراحل حافظ الأسد التي ذهبت أدراج الرياح " سنحارب العدو بعد تحقيق التوازن العسكري الاستراتيجي " حيث كان يرددها كل ما قامت أجهزته القمعية بحملة اعتقالات ضد معارضيه من الوطنيين والديموقراطيين السوريين أو تنفيذ مخطط ضد منظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها الأساسية أو حبك محاولة اغتيال ضد قائد وطني لبناني ومن طبيعة الأشياء أن يسير الخلف الوارث هنا وراء السلف في النهج والممارسة .




#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية اللاجئين في سوريا
- محاكم الجنايات الدولية هي الحل
- مابين تحولات - أوباما - وثوابت - بوش -
- أيها العراقييون : شعوب الجوار عمقكم
- نظام سوريا ومهنة - المرابي - الاقليمي
- مدرسة آرام ديكران
- مشروع - الحركة الوطنية الكردية في سوريا -
- حقبة - الفدرالية الثانية - في كردستان ) 2 (
- حقبة - الفدرالية الثانية - في كردستان
- انهم يضرسون - حصرم - حلب
- ملامح - مشروطية - دستورية في كردستان
- المنظومة الأمنية السورية تعيد بناء هياكلها
- الصين أمام تحديات المسألة القومية
- هل من منظمة سرية وراء مقتل المجندين الكرد ؟
- الاستبداد الشرقي في مشهده الجديد
- ولكن ماذا عن حركات شعوب ايران
- وانتصر عليهم أدونيس في حلبجة
- الظاهر والمخفي في الأزمة الايرانية
- أوباما : الابن الأسود البار للمؤسسة
- هزيمة - الممانعة - في لبنان


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - صلاح بدرالدين - اتجاهات التقارب السوري التركي