أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - اسماعيل علوان التميمي - السياسة بين الحاكم والمحكوم














المزيد.....

السياسة بين الحاكم والمحكوم


اسماعيل علوان التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 2784 - 2009 / 9 / 29 - 04:14
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


يقول لسان العرب ان اصل السياسة من السوس بمعنى الرياسة.واذا رأسوه قيل سوسوه واساسوه وساس الامر سياسة قام به.والسوس هو ايضا الطبع والخلق والسجية.والسياسة هي القيام بالامر بما يصلحه. والمقصود بالامر هنا هو امر الناس فكلمة امر شائعة الاستعمال بمعنى حكم ودولة او القيام بشئون الرعية . ويمكن تعريف السياسة على انها صناعة الخير العام الا اذا اسيء استخدامها فأنها يمكن ان تكون صناعة الشر العام . وتزدهر السياسة عندما تكون شان كل مواطن وتضمحل عندما تكون شان الحاكم دون المحكوم بمعنى اكثر دقة انها تزدهر في ظل النظام السياسي الديمقراطي لانها تصبح شان كل مواطن فهو يشارك في رسم هذه السياسة من كونه ناخب ومن كونه عضو في مؤسسات المجتمع المدني او عضو في الاحزاب او المجالس المحلية او البلدية ومن كونه مواطن له حق التعبير والتظاهر وبالتالي الضعط على الحكومة لتصحيح وتعديل ادائها فهي خاضعة للرقابة الشعبية والبرلمانية ومكشوفة تماما امام الصحافة.وتضمحل السياسة في ظل النظام الدكتاتوري لانها تصبح حكرا للحاكم دون المحكوم حيث تكره الامة تدريجيا على تسليم امرها للحاكم وتتخلى عن اي مشاركة لها في السياسة ويقتصر دورها على التأييد لكل خطوة يخطوها الحاكم وتكتفي بالقول نعم نعم للحاكم . ولا اعتقد هناك شعب في العالم ذاق ويلات هذا النوع من الحكم اكثر من الشعب العراقي حيث تسلط عليه حاكما حكمه 24 سنة 23سنة منها حروب بدات مع دول الجوار وانتهت مع قوات التحالف الدولي وبدا حكمه والعراق يعد من اغنى بلدان المنطقة حيث كان في البنك المركزي العراقي 67 مليار دولار وفر لم تستوعبه الموازنة الاستثمارية والتشغيلية لعام 1979 وانتهى الطاغوت واذا بالعراق من افقر بلدان المنطقة ومن اكبر الدول مديونية في العالم قياسا لحجم الدين الى عدد السكان.وسقط الطاغية واذا بالعراق من اكثر بلدان العالم في عدد الشهداء والارامل والايتام من جراء الاعدامات والمقابر الجماعية والحروب والجوع والحرمان ناهيك عن سجله الاسود في القمع والاستبداد وحقوق الانسان حيث كانت كلمة قذف او سب واحدة ضد صدام او حزبه او نظامه كافية قانونا لانزال عقوبة الاعدام بحق العراقي الذي ينطق بها وان كان في اضغاث احلام.
واليوم وبعد ان سقطت الدكتاتورية شخصا وفكرا ونظاما وحزبا واندحرت بعدها كل موجات االشر والظلام المتوحشة والمدعومة بفتاوى التكفير العابرة للقارات التي جاءت لتفترس الديمقراطية في مهد الحظارات هذا المهد الذي علم البشرية كيف تزرع وكيف تكتب وكيف تحكم ، وبعد اقرار الدستور الدائم الذي اسس لنظام سياسي ديمقراطي ينتخب بموجبه الشعب نوابه في العاصمة ومن خلالهم حكومتهم الاتحادية وينتخب كذلك ممثليه في الحكومات المحلية في المحافظات .ورسخ اسلوب التداول السلمي للسلطة . فحكامنا اليوم منا نختارهم في انتخابات عامة ويتوقف بقاؤهم او ذهابهم على ارادتنا لا على ارادتهم فلم يعد بأمكان الحاكم في عراق اليوم ان يتمسك بكرسييه( ماينطيه) فهذه ثقافة هجرها العالم وغادرها التاريخ.ودفنها العراقيون في مقابرهم الجماعية فكرسي الحاكم اصبح من حقنا الحصري نحن الشعب وبقدر ما نمارس هذا الحق ممارسة ايجابية بقدر ما نصونه من الهدر والضياع ، فالسياسة اليوم سياستنا نحن المحكومون ولم تعد حكرا للحاكم ونحن المسؤولون عما هي عليه من صلاح او فساد جنبا الى جنب مع الحاكم ولا يجوز لنا ان نستنكر فسادها باتخاذ موقف سلبي منها وبالدعوة للابتعاد عنها بدعوى انها تجلب من الشراكثر مما تجلب من الخير فهذه الدعوة الى السلبية هي التي تساعد الدكتاتورية من التسلل عبر صناديق الاقتراع كما تسلل من قبل الكثير من الطغاة لان تفادي المشاركة العامة في السياسة يتيح للاقلية المتفرغة لها ان تتصرف بها كما تشاء ،وهذه الدعوة الى السلبية هي التي تبقي المفسدين في مواقعهم يفسدون ،وهي التي تحفز في نفس الحاكم مشاعر الميل للاستبداد والتفرد بأتخاذ القرار .لذا ندعو شعبنا باطيافه كافة ان يعي دوره جيدا ويعي اهمية مشاركته وكذلك عليه ان يعي الاثار السلبية التي تترتب على عدم مشاركته ايضا .فالمشاركة تعني التغييرواختيار الاصلح وعدم المشاركة يعني بقاء الحال على ماهو عليه اذا لم يكن اسوء. لذا فكما للمحكوم الحق بان يكون حاكمه نزيها فكذلك من حق الوطن على الموا طن ان يكون نزيها عند انتخابه للحاكم ولا تأخذه في الحق لومة لائم.



#اسماعيل_علوان_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون المحافظات ومركزية الوزارات يحاصران مجالس المحافظات
- دروس في المحاصصة والتحاصص -الدرس الاول- مجالس المحافظات
- انتخابات مجالس المحافظات تعوزها الشرعية والعدالة والاستقلالي ...
- توزيع السلطة والثروة وكركوك...مشاكل كبرى...البرلمان الحالي ع ...
- مراجعة لتقرير لجنة مراجعة الدستور
- الكونفدرالية والفدرالية
- حقوق الانسان في الدساتير العراقية
- تعديلات مقترحة لقانون المحافظات غير المنتظمة في اقليم


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - اسماعيل علوان التميمي - السياسة بين الحاكم والمحكوم