الوعي العمالي والوعي اليساري إضراب طنطا للكتان كنموذج

إلهامى الميرغنى

الحوار المتمدن-العدد: 2782 - 2009 / 9 / 27 - 13:10
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

متمنعوش الصادقين عن صدقهم
ولا تحرموش العاشقين من عشقهم
وإذا كنا مش قادرين نكون زيهم
نتأمل الأحوال ، وندرس الأفعال
يمكن إذا صدقنا نمشي في صفهم
عندما يصل العمال بوعيهم التلقائي إلي وجود صعوبة في التعامل مع الإدارة يلجأون لاستخدام مختلف الأدوات النضالية العمالية من إضراب وتظاهر واعتصام من أجل الدفاع عن حقوقهم.وعندما يحدث احتجاج عمالي فواجب القوي الاشتراكية أن تبحث في كل الجوانب المتعلقة بهذا التحرك وتستخدم كل أدوات التحليل الماركسي لتحدد موقفها الموضوعي من هذا التحرك.
لو أخذنا إضراب عمال شركة طنطا للكتان كنموذج خاصة وان كل تنظيمات اليسار الموجودة تتعامل معه من جهة وكل منظمات المجتمع المدني المهتمة بالشأن العمالي كذلك..ويطالب العمال بصرف الأرباح المتراكمة لهم منذ بيع الشركة للمستثمر السعودي عبد الله الكحكي، فضلا عن زيادة بدل الوجبة الغذائية من 32 جنيه إلى 90 جنيه أسوة بجميع الشركات الغزل والنسيج، وصرف العلاوة الدورية بنسبة 7 % من الأجر الأساسي التي لم يتم صرفها منذ عام 2003، وإعادة زملائهم المفصولين.
لقد دخل إضراب عمال الكتان شهره الرابع ولا تزال الأزمة مستمرة بما يدفعنا للمزيد من التأمل والتفكير
أولاً ــ خلفيات هامة

1 ـ الإنتاج العالمي من الكتان
يبلغ الإنتاج العالمي من ألياف الكتان حوالي 600 ألف طن كل سنة. وتتصدر الصين الدول الرائدة في إنتاج ألياف الكتان. ومن أهم البلاد الأخرى التي تزرع الكتان فرنسا ورومانيا وروسيا البيضاء وهولندا. ويبلغ الإنتاج العالمي من بذرة الكتان حوالي 2,500,000 طن متري كل سنة. ومن أهم البلاد المنتجة لبذرة الكتان كندا والصين والهند وأوكرانيا والأرجنتين.
الكتان من أقدم المنتجات التي عرفها المصريين القدماء فزرعوها منذ آلاف السنين وصنعوا منها الحبال والملابس ويمثل إنتاج مصر من الكتان 2.2% من الإنتاج العالمي.
2 ـ إنتاج مصر من الكتان
ارتفعت المساحة المحصولية من الكتان من 10 ألاف فدان عام 2000 إلي 41 ألف فدان عام 2004 ثم انخفض إلي 21 ألف فدان عام 2007 وانخفضت كمية الإنتاج من 208 ألف طن عام 2004 إلي 104 ألف طن عام 2007. تستحوذ الدلتا علي أكثر من 99% من المساحة المحصولية لمصر من الكتان ولا يزرع خارج الدلتا سوي بمحافظة الفيوم في مساحة محدودة ولا يزرع في مصر العليا والصعيد.
تعد مصر من دول الشرق الأوسط الرائدة في مجال صناعة الكتان سواء كإنتاج زراعي أو صناعي وتعد شركة طنطا للكتان من أكبر مصانع الشرق الأوسط في إنتاج الكتان بجانب بعض الشركات التابعة لقطاع الأعمال العام مثل الشرقية للنسيج وبعض المصانع الصغيرة.
يوجد مخطط لتدمير إنتاج مصر من الكتان وعلي سبيل المثال فقد انخفض إنتاج مصر من زيت بذر الكتان من 1627 طن عام 2000 إلي 867 طن عام 2004.
تعتمد زراعة الكتان علي البذور التي يتم استخراجها خلال تصنيع أعواد الكتان وتباع للفلاحين لتتم بها الزراعة خلال الموسم الجديد. نتيجة توقف إنتاج المصنع منذ مايو الماضي لم يتم سداد مستحقات الفلاحين ولم يتم استخراج البذور التي سيتم استخدامها في الزراعة خلال الموسم القادم.
يوجد مئات الفلاحين الذين يعتمدون علي زراعة الكتان وتأثرت دخولهم نتيجة الإضراب ولم يقدم لهم قادة الإضراب ولا الأحزاب والمنظمات الداعمة للإضراب أي تصورات لحل مشاكلهم.إن الموعد المناسب لبدء زراعة الكتان هو شهر نوفمبر وأي تأخير يؤدي لانخفاض الإنتاجية بأكثر من 30% وبذلك لم يتبقي سوي شهر واحد فقط علي بدء الدورة الزراعية الجديدة فمن أين سيأتي الفلاحين بالبذور اللازمة للزارعة؟!
لقد نشرت جريدة " شباب مصر " موضوع بعنوان " شركة طنطا للكتان والزيوت تنصب على المواطن ، الشركة نهبت محصول الفلاحين من الكتان بطرق مشبوهة" وعرضت الجريدة في تحقيق مطول لكيف نصبت الشركة علي الفلاحين بتقييم إنتاجهم وأسعار الإنتاج التي اختلفت عما تم التعاقد عليه. لم نعرف مدي صدق هذه الادعاءات وكيف كانت تتم المحاسبة في الماضي وكيف تتم الآن.
3 ـ صادرات مصر من الكتان
تعتمد صناعة الكتان في مصر بشكل رئيسي علي التسويق للأسواق الخارجية من خلال عقود طويلة الأجل ولكن منذ بدء الإضراب في شركة طنطا للكتان توقف الإنتاج وتوقف التصدير ومن ثم تم إنهاء عقود التصدير وهو ما يضر بمستقبل الشركة وعمالها لسنوات مقبلة .إن أثر فسخ عقود التصدير سوف يضر المستثمر صاحب الشركة ولكن المتضرر الأكبر هو العمال لأنه من الممكن أن تتم تصفية الشركة وتدمير أحد أقدم الصناعات المصرية وبيعها كأرض حيث تزيد مساحة الشركة علي 70 فدان. كان من الممكن استمرار الإنتاج والتصدير في ظل الاعتصام بالشركة وعدم توقف الإنتاج أو الإضراب التبادلي مع الاعتصام.
• استطاعت مصر تصدير أكثر من 93 ألف طن من الكتان الخام خلال الفترة من يناير 2001 وحتى ديسمبر 2007 بلغت قيمتها 544 مليون جنيه بواقع 78 مليون جنيه سنوياً في المتوسط. وخلال 6 شهور من عام 2009 تم تصدير 5.9 ألف طن بقيمة بلغت 31.2 مليون جنيه.
• بلغت صادرات مصر من خيوط الكتان بين عامي 2001و2007 ما يقرب من 6670 طن بلغت قيمتها 110.3 مليون جنيه، وخلال 6 شهور من عام 2009 تم تصدير 2325 طن بلغت قيمتها 23.9 مليون جنيه.
• كما بلغت قيمة صادرات الأقمشة القطنية خلال سنوات الألفية 94 طن قيمتها 1.7 مليون جنيه و خلال عام 2009 بلغت 13 طن قيمتها 940 ألف جنيه.
• ذلك بخلاف عائد صادرات الزيوت والخشب الحبيبي والحبال الناتجة من صناعة الكتان.
لمصلحة من يتم تدمير صناعة الكتان والاضرار بسمعة الصادرات المصرية ؟!
4 ـ الاستثمار السعودي في مصر
منذ بدأ الانفتاح الاقتصادي وهناك عشرات المصانع السعودية بدء من صناعة زيوت الطعام من صافولا ومرورا بشركة يونيون إبر لأجهزة التكييف لمصانع إنتاج الايس كريم موفنبيك من الشركة السعودية للألبان إلي شركة المنزل لإنتاج الأثاث والفوم والشركة المتحدة للسكر كما تستحوذ السعودية علي 40% من أسهم شركة سيدي كرير للكيماويات. لذلك عندما هتف عمال طنطا للكتان يسقط الكفيل السعودي كان هتافهم موجهاً لكل الاستثمارات السعودية في مصر.وربما يكون هناك بعض رجال الأعمال الذين يزعجهم الاستثمار السعودي ويستغلون مثل هذه الأحداث لتصفية حسابات شخصية بغض النظر عن مصالح الاقتصاد المصري ومصالح العمال التي ستتأثر بفعل ما يحدث.
نشر تقرير صدر مؤخرا عن الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة وكشف أن مساهمات السعودية في رؤوس الأموال المصدرة لشركات الاستثمار الداخلي المصرية قد بلغ حتى 30 سبتمبر2005 نحو 6.9 مليار جنيه موزعة في حوالي 743 شركة بتكاليف استثمارية تبلغ نحو 27.7 مليار جنيه توفر نحو 80750 فرصة عمل. وأوضح التقرير أن هذه المساهمات موزعة علي حوالي 6 مجالات في القطاع الصناعي والذي استحوذ علي 2.7 مليار جنيه من إجمالي المساهمات موزعة علي نحو 378 شركة صناعية تضم العديد من الشركات الصناعية في قطاعات مختلفة كالغزل والنسيج والصناعات الغذائية والكيماوية والدوائية والخشبية والمعدنية والهندسية وتوفر نحو 40417 فرصة عمل.
وأشارت البيانات أن مساهمات السعودية في الشركات الصناعية بالمناطق الحرة المصرية تبلغ 38.2 مليون دولار بتكلفة استثمارية 50.7 مليون دولار توفر حوالي 4559 فرصة عمل في 24 شركة من الشركات الصناعية في العديد من الصناعات و منها لصناعات الدوائية والغذائية والغزل والنسيج والكيماويات والصناعات الهندسية.
يعرض موقع السفارة السعودية بالقاهرة لبيانات حتى عام 2005 توضح حجم الاستثمارات السعودية في مختلف القطاعات وعدد فرص العمل التي تم توفيرها من خلال هذه المشروعات.
كما تساهم السعودية في إنشاء مدينة صناعية في محافظة بني سويف فقد صرح رئيس هيئة الاستثمار أن شركة الزامل السعودية بدأت اتخاذ الإجراءات التنفيذية لتطوير وتنمية مساحة ٢ مليون و200 ألف متر مربع من الأراضي بمنطقة ابوراضي الصناعية بمدينة بني سويف بنظام المطور الصناعي وباستثمارات تصل إلى 2.5 مليار جنيه بالتنسيق مع محافظة الفيوم وهيئة التنمية الصناعية.. صرح بهذا رئيس هيئة الاستثمار. وأضاف أن المشروع سيوفر نحو 10 آلاف فرصة عمل ويهدف إلى مد المرافق وإعداد وتجهيز المنطقة لاستقبال المشروعات الاستثمارية الجديدة بنظام المشروعات العنقودية التي تتكامل فيها مجموعات المصانع المتشابهة ومن بينها الصناعات المعدنية والخشبية والهندسية والورقية والتعدينية والصناعات القائمة على الغزل والنسيج.
كما عرضت قناة " العربية" تصريحات لوزير التجارة والصناعة المصري المهندس رشيد محمد رشيد قال فيها أنه تمت الموافقة على إنشاء المنطقة الصناعية السعودية في مدينة 6 أكتوبر في القاهرة على مساحة 1.5 مليون متر مربع يقام عليها عدد من المشاريع في مجالات صناعة البتروكيماويات والتصنيع الغذائي والملابس الجاهزة والمنسوجات، والتي من المتوقع أن يصل حجم الاستثمارات فيها إلى 750 مليون دولار(حوالي 4.1 مليار جنيه).وبين رشيد أن السعودية أكبر مستثمر في مصر؛ حيث تجاوزت الاستثمارات السعودية أكثر من 15 مليار جنيه في عدد من المشاريع الصناعية والسياحية، وأن حجم الصادرات السعودية إلى مصر عام 2007 تجاوز 13.779 مليار دولار( 75.8 مليار جنيه) ، بحسب تقرير نشرته صحيفة "الاقتصادية" السعودية يوم 20-8-2008.
لقد ظللنا لسنوات نحلم بالتكامل العربي ونتحدث عنه ، وننتقد الاستثمارات الخليجية في الولايات المتحدة وأوربا ، ونحلم بتكامل الموارد العربية مع رؤوس الأموال الخليجية والعمالة المصرية والعربية لتحقيق تنمية يستفيد منها الجميع.
أن المستثمر الخليجي لا يختلف كثيرا عن المستثمر المصري وتأخر العلاوة الدورية الذي قام به المستثمر السعودي في طنطا للكتان علي سبيل المثال قام به المستثمر المصري أبو المكارم في مدينة السادات والحناوي صاحب مصانع الدخان في البحيرة وأصحاب مصنع أبو السباع في المحلة رغم أنهم يتمتعون بالجنسية المصرية ولكنهم أصحاب أعمال.
يوجد في مصر 758 شركة قطاع خاص تعمل في قطاع الغزل والنسيج ورغم ذلك لم تتمكن النقابة العامة لعمال الغزل والنسيج من التوصل لاتفاقيات عمل جماعية سوي مع 35 شركة فقط يعمل بها 48 ألف عامل. يقدر عدد عمال الغزل والنسيج والملابس بالقطاع الخاص في مصر بأكثر من 750 ألف عامل.
إذا ما أبرمته النقابة العامة من اتفاقيات يمثل 4.6% فقط من منشآت القطاع الخاص و6.4% من عمال القطاع الخاص وبذلك فإن 93.6% من عمال القطاع الخاص في صناعة الغزل والنسيج لم يحصلوا علي العلاوات الدورية بغض النظر عن جنسية أصحاب العمل.
إننا يجب أن نرحب بالاستثمارات العربية الجادة في قطاعي الصناعة والزراعة إذا كانت تدعم القدرات الإنتاجية المصرية وتقدم قيمة مضافة حقيقية وليست مجرد منتج سلع استهلاكية أو تجميعية أو وكلاء للشركات والمصالح العالمية.ولا نرحب بالاستثمارات العربية في مجالات السياحة والعقار والخدمات التعليمية والصحية لأنها تلعب دور في دعم خلل التوزيع وحرمان الفقراء في مصر ولا تخدم مستقبل التنمية في مصر علي عكس إعلانات وزارة الاستثمار الأخيرة.
إن إنشاء المراكز التجارية مثل سيتي استارز والفنادق الكبري مثل الفور سيزون وسان استيفانو ومطاعم ماكدونالد وكنتاكي وبيتزاهت والمستشفيات مثل دار الفؤاد والسعودي الألماني هي استثمارات لصالح الطبقات المالكة ولتحقق المزيد من الاستبعاد الاجتماعي للفقراء ولا يخدم مستقبل التنمية في مصر.
واجب العمال الدفاع عن حقوقهم وواجبنا دعمهم ومساندتهم ولكن ربط ذلك بجنسية المستثمر يمكن أن تمتد لمصنع يملكه مواطن قبطي أو مواطن صعيدي . إن التفرقة القبلية هي حَرف للصراع المستمر بين العمال ورأس المال بغض النظر عن جنسية أصحابه.
لكن واجب الاشتراكيين هو دعم التكامل العربي وعدم الصمت عن أي أخطاء يرتكبها العمال نتيجة غياب الوعي. لقد هتف بعض العمال ضد مبارك ومهددين بالعودة لعصر فاروق، أي العودة للعهد الملكي !!! كما هتفوا يسقط الاستثمار.هل هذه القيم يمكن أن ندافع عنها لأنها صادرة عن العمال؟!!
هذه بعض الحقائق الأولية التي أردت عرضها قبل الدخول للموضوع.
ثانياً ــ شركة طنطا للكتان
تعـد شـركة طنطـا للكتـان والزيوت من كبـري الشركات الرائدة في مصـر والشرق الأوسـط والمتخصصة في تصنيـع وتصـدير منتجـات الكتـان وقـد تـأسـست الشركة في عـام 1954 ، وتعمـل أنشطة الشركة كوحدة واحـده لتصنيـع محصـول الكتـان والذي يتنج العديد من المنتجـات المختلفة الاستخدام .وتهـدف شـركة طنطـا للكتـان والزيـوت إلى تقديـم أجـود منتجـات الكتـان والزيـوت ولذلك تعمـل دائمـاً على استيراد الجيل الثالث لتقـاوي الكتـان والذي يتناسب مـع المنـاخ المصـري ويُنتج منـه محصول الكتـان عالي الجودة.
تشـرف شـركة طنطـا على زراعـة محصـول الكتـان في مختلف أنحـاء جمهورية مصـر العربية ، ويقـوم بالإشـراف على هـذه الزراعات نخبـه من الفنيين المتخصصين،يقـدمون الدعم الفني للمزارعيـن وتوجيههم لإتبـاع الطرق والوسـائل العلمية في كـافة مراحـل الزراعة وصـولاً لأفضـل محصـول للكتـان.ويتم استلام محصـول الكتـان بالشركة وتصنيفه من حيـث درجـات الجودة. وبذلك تلعب الشركة دور مزدوج في زراعة أجود أنواع الكتان وتصنيعها.
تم بيع الشركة في فبراير‏2005‏ إلي المستثمر السعودي عبد الله الكعكي بمبلغ ‏83‏ مليون جنيه وشملت كل أصول الشركة وأراضيها بمنطقة ميت حبيش البحرية بمحافظة الغربية علي مساحة ‏70‏ فدانا.بينما تقدر بعض المصادر القيمة الحقيقية للشركة بأكثر من 500 مليون جنيه. تتكون الشركة من 9 مصانع منها:


• مصنـع الكتـان
يتكـون من عـدد ( 2 ) توربين لإنتـاج الأليـاف الطويلة والقصيرة تعمـل مكينة الفـرز على خطـين إنتـاج وتشمل أربعة مراحل إنتاجية، ويقـوم هـذا المصنع بإنتـاج شعر الكتـان والذي يستخدم في صناعة الغزل النسيج. كمـا تستخـدم العوادم الناتجة من شعـر الكتـان في صنـاعة ورق البنكنـوت.
• مصنع دوبارة وشريط الكتان
يتكـون هـذا المصنـع من مرحلتين للإنتـاج الأول : يعمـل على تصنيع الدبارة مقـاسـات من 3 ملي مـتر إلى 4 ملى مـتر الثاني : يعمـل على تصنيع الدوبارة مقـاسـات من 4 ملي مـتر إلى 10 ملى مـتر لأغـراض الغـزل والنسيج ، وتنتج هذه الدبارة من الأليـاف الطويلة.
• مصنع زيت بذرة الكتان
يعتبر في مقدمة مجموعة الزيوت النباتية الجافة وأكثرها أهمية وانتشارا في صناعة البويات والورنيش .
• مصنع الخشب الحبيبي
ينتج ألواح الخشب الحبيبي المصنعة من ساس الكتان بلصقها براتنج اليوريا فورمالدهيد من خلال خطي إنتاج أحدهما للتخانات الرفيعة والآخر للتخانات السميكه.
• مصنع المنتجـات الخشبية
يتخصص في إنتـاج الأثـاث المنزلي والمكتبي باستخدام الإنتاج التام لمصنع الخشب الحبيبي.
• مصنـع الراتنجات
يعمـل المصنع على إنتـاج 50 طـن سنوياً من مادة اليوريا فورمالدهايد ( سائلة ) والتي تدخل في صناعة الخشب الحبيبي بالإضـافة إلى إنتـاجها بغرض البيع في السوق المحلى.
في مايو 2003، كانت شركة طنطا للكتان من الشركات المتعثرة المعرضة للتصفية ولإصلاح هيكلها التمويلي قام بنك الاستثمار القومي بتحويل القرض الممنوح للشركة إلى مساهمة في رأس المال وقد تحملت الشركة القابضة نتيجة ذلك مجمع خسائر بلغ ‏48‏ مليون جنيه بخلاف قيام الشركة القابضة بضخ أموال في شركة طنطا بلغت ‏33‏ مليون جنيه وخلال النصف الأول من العام المالي ‏2004/2005‏ حققت الشركة إيرادات نشاط ‏32‏ مليون جنيه وصافى ربح بلغ ‏1.3‏مليون جنيه.
تبنت الحكومة فكرة بيع شركة طنطا بدعوي تحقيق طفرة في أدائها واستغلال الطاقات الكامنة في الشركة خاصة مع وجود ظروف مشجعة لذلك في قطاع الكتان وصرح السيد عادل الموزى أنه في مايو‏2003‏ تم الإعلان عن بيع ‏100%‏ من الشركة لمستثمر رئيسي.وتم البيع بعد ذلك للمستثمر السعودي ودون تخصيص نسبة من الأسهم للعمال كما حدث في عدة شركات أخري.
كما تمت الأستعانه مؤخراً بمركز تحديث الصناعة ( I M C ) التابع لوزارة الصناعة وبمعاونة مقدمة من الاتحاد الأوروبي للشركات الصناعية المصرية ، لعمـل التطـوير بشركة طنطـا للكتـان والزيوت من خـلال تنفيذ عدد من البرامج الخاصة بالتطوير.ذلك بالإضـافة إلى خطـط الإحـلال والتجديد الموضوعة لتحديث الآلات المستخدمة في الإنتـاج وصـولاً إلى جودة الإنتاج التي تمكن الشركة من المنافسة في الأسواق الأوربية والأمريكية.
نشرت جريدة اليوم السابع قائمة الدخل الخاصة بشركة طنطا للكتان والزيوت بمنطقة ميت حبيش في محافظة الغربية عن الفترة المالية 1 يوليو 2007 حتى 30 يونيو 2008، والتي كشفت أن الشركة حققت صافى مبيعات إنتاج تام 62 مليونا و886 ألف جنيه مع تحقيق إجمالي النشاط 61 مليونا و993 ألف جنيه وبلغت تكلفة إيرادات النشاط 59 مليونا و216 ألف جنيه، ليصل مجمل الربح لثلاثة ملايين و711 ألف جنيه، وتحملت الشركة في هذه الفترة أعباء وخسائر متنوعة كلفتها 103 آلاف جنيه، وفوائد دائنة 301 ألف جنيه، تحقيق صافى أرباح فروق العملة مليون و442 ألف جنيه.
تعكس البيانات السابقة حدوث تحسن في أداء الشركة عام 2007/2008 مقارنة بنتائج عام 2004/2005 فقد ارتفعت إيرادات النشاط من 32 مليون جنيه إلي 62 مليون جنيه وبالتالي من حق العمال الحصول علي حصتهم من الأرباح.
لذلك يجب إعادة دراسة عقد البيع من قبل القانونيين والمنظمات الحقوقية المتخصصة وبحث إمكانيات تعديله من الناحية القانونية ووضع مسودة لاتفاقية عمل جماعية يمكن أن يتبناها العمال في حوارهم مع المستثمر بدلاً من الكلام المرسل والشعارات الغير مدروسة.
كما أن توقف إنتاج المصنع والتصدير والإخلال بعقود الصادرات يحتاج لمواجهة علمية ودراسات مدققة بعيدة عن الشعارات الجوفاء.
ثالثاً ــ الإضرابات والاحتجاجات في طنطا للكتان
إن إضراب عمال شركة طنطا للكتان ليس الأول بل سبقه قبل ذلك ثلاثة إضرابات :
الأول: عام 2006 وهو الإضراب الذي انتهى بالتفاوض والوصول إلى اتفاق مبدئي بصرف بعض المستحقات، إلا أن الإدارة لم تلتزم باتفاقها مع العمال.
الثاني: نظم العمال إضراب آخر في سبتمبر 2007 ورغم موافقة محمد الصيحى المفوض عن صاحب الشركة، والشحات أنيس مدير الشركة وبحضور محمد سليمان وكيل وزارة القوى العاملة بالغربية على الاستجابة لمطالب العمال، إلا أن صاحب الشركة رفض تنفيذ بنود الاتفاق وقام بفصل أثنين من العمال.
الثالث: عاد العمال إلى الاعتصام مرة أخرى في يوليو 2008، فردت إدارة الشركة على ذلك بفصل سبعة من العمال منهم اثنين من أعضاء مجلس إدارة اللجنة النقابية بالشركة والاستيلاء على مقر اللجنة النقابية.
الرابع : بدء قي 31 مايو 2009 وهو مستمر حتى الآن وتتلخص مطالبه فيما يلي:
• صرف الحوافز على أساسي مرتب 2008 بدلاً من 2003.
• صرف الأرباح المتراكمة التي لم تصرف منذ بيع الشركة للمستثمر السعودي.
• زيادة بدل الوجبة الغذائية من 32 جنيه إلى 90 جنيه أسوة بجميع الشركات الغزل والنسيج.
• صرف العلاوة الدورية بنسبة 7 % من الأجر الأساسي التي لم يتم صرفها منذ عام 2003.
• إعادة العمال المفصولين.
شهدت الفترة التي سبقت الإضراب محاولات مستميتة من قبل الإدارة لإجهاض الإضراب، والضغط على العمال وتهديدهم بالفصل في حال مشاركتهم في الإضراب، كما قامت الإدارة بإجبار بعض العمال بالتوقيع على كشوف تضمن عدم مشاركتهم في الإضراب وهى المحاولات التي باءت بالفشل.
توجد عدة ملاحظات هامة علي إضراب عمال طنطا للكتان منها:
 النقابة العامة لعمال الغزل والنسيج الحكومية والتابعة للأجهزة الأمنية هي التي دعت للإضراب وهي نفس النقابة التي وقفت ضد إضراب غزل المحلة والعامرية للغزل والنسيج وغزل شبين الكوم والمنصورة اسبانيا للملابس وأبو السباع في المحلة وأبو المكارم في مدينة السادات ومصر تراست في السويس . إنها نفس النقابة التي هتف ضدها كل عمال النسيج والتي جمع عمال المحلة أكثر من 10 ألاف توقيع للاستقالة منها.
 رئيس النقابة العامة هو سعيد الجوهري الذي هتف العمال بسقوطه في كل التحركات العمالية لعمال الغزل والنسيج علي مدي السنوات الماضية، تحول في إطار محاولة تحسين صورة التنظيم النقابي الحكومي وفي إطار سعيه ليحل محل حسين مجاور رئيس اتحاد العمال الحكومي إلي قائد للإضراب كأول إضراب عمالي يتبناه التنظيم النقابي الحكومي منذ صدور قانون العمل الموحد رقم 12 لسنة 2003 والذي نص علي موافقة النقابة العامة كشرط لإعلان الإضراب.والجوهري هو صاحب الكلمة العليا في هذا الإضراب والمحرك الرئيسي له وهو صاحب النفوذ الأكبر الذي يفوق كل القيادات والمنظمات ذات العلاقة بشركة الكتان.
 شجع عمال الكتان علي الإضراب تعهد النقابة العامة بصرف مرتباتهم من صندوق الطوارئ وهو السبب الرئيسي لاستمرار الإضراب لمدة أربعة شهور.ولكن ستتغير الصورة لو قررت النقابة العامة وقف صرف مرتبات عمال المصنع.
 يوم 10 أغسطس دعي سعيد الجوهري لتعليق الإضراب ولكن بعض القيادات العمالية بالشركة رفضت ذلك وقررت الاستمرار في الإضراب رغم إرادة الجوهري. بينما يقر الجميع أن الجوهري لو أراد إنهاء الإضراب سينهيه لأن نفوذه هو الأقوى بين عمال المصنع.
 توجد ظاهرة غير مسبوقة في الإضرابات العمالية في مصر وهي أن كل موظفي إدارة الشركة ضد الإضراب ، وان الإضراب يضم عمال الشركة فقط ( حوالي 900 عامل ) بينما الموظفين مستمرين في العمل.ويشكل ذلك إضعاف لموقف المضربين .
 تبلغ الأجور الشهرية لعمال المصنع حوالي 750 ألف جنيه يتم صرفها الآن من النقابة العامة ولو توقفت النقابة عن الصرف لن يستطيع العمال الاستمرار في الإضراب.
 تحتاج الشركة إلي ضخ سيولة تقدر بنحو 30 مليون جنيه ليمكن تطوير الشركة.
 يوجد بالشركة خامات قيمتها حوالي 2 مليون جنيه وقطع غيار للصيانة في حدود مليون جنيه.
 توقف الإنتاج لأكثر من 4 شهور اضر بعقود التصدير بما يؤثر علي مستقبل الشركة واستمراريتها ويضع تصفية الشركة وبيعها كأرض وتشريد العمال احد الحلول التي يمكن أن يلجأ لها المستثمر.
 قام العمال بعمل عدة وقفات احتجاجية أمام محافظة الغربية وأمام وزارة القوي العاملة وأمام مجلس الوزراء ولكن كل هذه الوقفات لم تؤدي دورها في تحقيق المطالب العمالية.
لذلك يجب العودة للإنتاج فورا واستمرار الاعتصام بالمصنع والتفاوض مع صاحب المصنع في ظل تشغيل المصنع تشغيل كامل ووضع خطط عاجلة لتوفير البذور اللازمة للزراعة في الموسم الجديد والاتصال بالشركات الأجنبية التي يوجد معها عقود والاتفاق علي جدولة الصادرات خلال الفترة القادمة لتعويض التوقف خلال الإضراب ولكي لا نعطي المستثمر فرصة لاتخاذ قرار بالتصفية.
كما يجب علي العمال عقد لقاءات مستمرة مع موظفي الإدارة وتوحيد حركتهم لأن الشركة لن تستمر بدون موظفي الإدارة وطالما أن العمال ليست لديهم أي خبرات يمكن بها إدارة المصنع.ووضع خطة لسداد المتأخرات للتأمينات الاجتماعية والضرائب لكي لا ينعكس ذلك علي أوضاع العمال.
رابعاً ـ دروس الإضراب
يمكن أن نستخلص من إضراب طنطا للكتان عدة دروس هامة منها:
• التنسيق بين العمال والموظفين بالشركة بحيث تكون الحركة مشتركة لكل العاملين بالشركة .
• التنسيق بين عمال الكتان والفلاحين الذين أضارهم الإضراب والتنسيق معهم لتوفير بذور للزراعة في الموسم الجديد ووضع خطة لسداد مستحقاتهم المتأخرة لدي الشركة.
• لا يوجد إضراب مفتوح إلي مالا نهاية فيجب تحديد سقف للإضراب لأن المستثمر لم يتأثر بالإضراب كما كان متوقعاً. كما أن احتمالات توقف النقابة العامة عن تمويل المرتبات يمكن أن يوقف الإضراب وهو ما يجب أن يضعه العمال في حساباتهم.
• الإضراب مع توقف الإنتاج يجب أن يدرس بعناية خاصة وكما اتضح في حالة طنطا للكتان فإنه ينعكس علي الزراعة وتوفير محصول للموسم القادم من ناحية ، وتوقف عقود التصدير الذي يمثل السوق الرئيسي للشركة من ناحية أخري.وبالتالي يؤثر علي مستقبل الشركة ووجودها.
• العديد من مطالب عمال طنطا للكتان هي مطالب مشتركة لعمال الغزل والنسيج ولعمال مصر في العديد من القطاعات الإنتاجية وقد حان الوقت لتنظيم احتجاجات مشتركة من اجل المطالب المشتركة مثل صرف العلاوات المتراكمة أو رفع بدل الوجبة الغذائية أو صرف العلاوة الدورية أو عودة العمال المفصولين.ولتكن إضرابات علي مستوي المحافظات مثل إضراب لعمال الغربية أو الإسكندرية من اجل مطالب مشتركة أو إضراب لعمال النسيج في عدة محافظات من اجل مطالب مشتركة فهذا هو الطريق الوحيد لفرض إرادة العمال .
• كون عمال طنطا للكتان صندوق للإضراب في أغسطس الماضي ومن المهم دعم هذا الصندوق وتوسيعه علي نطاق عمال الغربية ثم علي مستوي عمال مصر ليشكل داعم للحركة العمالية والإضرابات العمالية وضمان لاستمرار دخل العمال المضربين والمفصولين.وتشكيل إدارة منتخبة له والإفصاح عن مصادر إيراداته ومصروفاته لكي لا يكون مجالا للتلاعب أو التشكيك ولكي لا يتحول لأداة في يد طرف محدد أو قوي بعينها.
إن دروس إضراب طنطا للكتان تستدعي من الجميع أن يدرس التجربة ويحللها بشكل هادئ . وقد أسعدتني كثيراً مقالة الزميل هيثم جبر " رؤية حول طنطا للكتان: الإضراب هو سلاحنا .. لكن مش كفاية " والذي حلل فيه الكثير من جوانب الإضراب وعرض لنتائج هامة حول تأثير الإضراب علي المستثمر وأضرار التوسع في الوقفات الاحتجاجية بأعداد صغيرة غير مؤثرة.
إن وعي العمال يتطور من احتجاج إلي آخر وكذلك وعي اليسار وعلاقته بالحركة العمالية. لذلك علينا أن ندقق مواقفنا لكي لا نؤيد احتجاجات قد تضر بالحركة العمالية. إن تنوع الخبرات وتنوع الرؤى السياسية يمكن أن يكون نعمة لو تم توظيفه بشكل ايجابي لتحقيق التكامل من اجل تحقيق الأهداف المشتركة.ويمكن أن يتحول إلي نقمة إذا نقلنا خلافات اليسار وحلقيته إلي صفوف الحركة العمالية . وإذا تركنا الحركة الاحتجاجية تتحول إلي سبوبة واكل عيش من بعض المنظمات التي ترفع لافتات عمالية . اليقظة والحوار وتبادل الآراء هي طريقنا نحو تطوير الحركة الاحتجاجية ومن ثم تطوير المنظمات اليسارية فالتطور هو احد القوانين الرئيسية للمستقبل الذي ننشده.
لو مش هتحلم معايا
مضطر احلم بنفسي
لكنّى في الحلم حتى
عمري ما هأحلم لنفسي
لو كنت راح افتش
عن منصب ولا جاه
وأصاحب الحذر
ده أنا أبقى مستحقش حلاوة الحياة
و ضحكة البشر
يا صحبى يا صديقى
ياللى طريقك طريقى
ده أنا يوم ما أعيش لنفسي
ده يوم موتى الحقيقي

#إلهامى_الميرغنى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات