أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رياض الحبيّب - لا نبيّ من نسل إسماعيل- ثانياً















المزيد.....

لا نبيّ من نسل إسماعيل- ثانياً


رياض الحبيّب

الحوار المتمدن-العدد: 2772 - 2009 / 9 / 17 - 16:21
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


هو ذا القسم الثاني من المقالة التي هدفها تفنيد محاولات الدفاع عن مشروعية الدعوة المحمّدية، بأدلّة قاطعة من الكتاب المقدّس ومن كشف مغالطات القرآن بالإستعانة بتفاسير أئمّة المسلمين الكبار. فقلت أنّ إحدى المحاولات هي اتخاذ ما يسمّى (إنجيل برنابا) مرجعاً. وقد بيّنت أنّ هذا الكتاب مكتوب في القرن الخامس عشر الميلادي- وليس الخامس كما ورد سهواً في القسم الأول- وقد ظهر في بداية القرن الثامن عشر وتحديداً سنة 1709 وأضيف أنّ مؤلفه يهودي أندلسي اعتنق الإسلام، لهذا السبب وُجد الكتابُ مكتوباً باللغة الأسبانية في المكتبة القومية بالنمسا سنة 1738. أمّا برنابا الحقيقي- وهو خالُ مرقس الإنجيلي- قبرصي الجنسية ومرافق بولس في الرحلة التبشيرية الأولى، رُجم سنة 61 م وبُنيت على قبره فيما بعد كنيسة في مدينة سيلاميس القبرصية.
أمّا الهدف في ذلك الكتاب فكان محاولة تزوير الإنجيل، بالإستفادة من حوار- بدا ظاهريّاً بشكل خلاف- بين بولس وبرنابا حول الرحلة التبشيرية الثانية التي عزم بولس على القيام بها، ما حدا بالمؤلف إلى توظيف الحادثة بطريقة ما- ثبُت أنّها ساذجة وغبيّة فيما بعد- على أنّ برنابا ترك بولس إلى مدينة ثانية وراح يؤلّف إنجيلاً باٌسمه! وهنا التفاصيل في برنامج {سؤال جريء} بحلقتين يمكن مشاهدتهما عبر الرابط التالي، مدّة الحلقة الواحدة ساعة ونصف الساعة:
http://islamexplained.com/Programs/DaringQuestion/tabid/139/Default.aspx

وقد أدرج مؤلف الكتاب المذكور نصّ الآية السادسة في سورة الصف القرآنية، كانت هي وسائر أخطائه العلمية والتاريخية والجغرافية دلائل قاطعة على أنّ الإنجيل الذي دوّنه مزيّف، ما أثار استنكارات اليهود والمسيحيين والمسلمين له، من ضمنها اعترافات كتّاب مسلمين أفاضل، منهم الأديب عبّاس محمود العقّاد والمؤرخ د. محمد شقيق غربال، علماً أن محمّداً والصحابة وعلماء الإسلام ومؤرّخيهم لم يشيروا أيّة إشارة إلى ذلك الكتاب.


وفي هذا القسم سأتناول تحليلاً مفصّلاً لنصّ الآية القرآنية في سورة الصف: 6 والتي ادّعى بها مؤلّف القرآن أنّ السيد المسيح قد بشّر بني إسرائيل برسول يأتي من بعده اٌسمه أحمد! مع كتابة الآيتين السابقة لها واللاحقة، حفاظاً على مبدأ عدم اقتطاع أيّ نصّ من سياقه-
بالإستعانة بتفاسير علماء الإسلام ومنهم الإمام الطبري (ت 310 هـ) الذي كان مؤرّخاً ومُفسّراً والإمام القرطبي (ت 671 هـ) الذي كان فقيهًا وزاهدًا متعبدًا. وسوف أورد تعليقاتي الضمنيّة بين قوسين كبيرين [ ] كالعادة.

هنا سورة الصف: 5 - 7
وَإِذ قالَ مُوسَى لِقوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تعْلمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إليْكُمْ فَلمَّا زاغُوا أَزاغَ اللَّهُ قلوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدي الْقوْمَ الفاسقِين* وإِذ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إنّي رسُولُ اللَّهِ إليْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا برَسُول يَأتي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أحْمَدُ فلَمَّا جَاءَهُمْ بالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هذا سِحْرٌ مُبِين* ومَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افتَرَى على اللَّهِ الْكَذِبَ وهُوَ يُدْعَى إلى الْإِسْلَامِ واللَّهُ لَا يَهْدِي الْقوْمَ الظَّالمِين*

سُورَة الصَّفّ مَدَنِيَّة في قول الجميع, فِيمَا ذَكَرَ الْمَاوَرْدِيّ. وَقِيلَ: إنَّهَا مَكِّيَّة, ذكَرَهُ النَّحَّاس عَنْ اِبْن عَبَّاس. وَهِيَ أَرْبَع عَشْرَة آيَة - القرطبي

وهنا أوّلاً حديث الطبري:
حدثني يونس...... عن عرباض بن سارية، قال سمعت رسول الله (ص) يقول:
“إنّي عِنْدَ اللَّهِ مَكْتُوبٌ لخَاتِمُ النَّبِيِّينَ، وَإنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ، وسأُخْبِرُكُمْ بأوَّلِ ذَلكَ: دَعْوَةُ أبي إبْرَاهِيمَ، وَبشَارَةُ عِيسَى بي، وَالرُّوءْيا التي رأتْ أُمِّي، وكَذلكَ أُمَّهاتُ النَّبيِّينَ، يَرَيْنَ أنَّها رأتْ حِينَ وَضَعَتْنِي أنَّهُ خَرَجَ مِنْها نُورٌ أضَاءَتْ مِنْهُ قصُورُ الشَّام” (فلَمَّا جاءَهُمْ بالبَيِّنات) يقول: فلما جاءهم أحمد بالبيّنات، وهي الدلالات التي آتاه الله حججاً على نبوّته (قالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ) يقول: ما أتى به غير أنني ساحر – الطبري - تفسير جامع البيان في تفسير القرآن

تعليقي: 1 هذا الحديث موجود أيضاً في تفسير ابن كثير للآية المذكورة.

2 قوله (دَعْوَةُ أبي إبْرَاهِيمَ) يقصد أنّه من نسل إسماعيل والذي انحدرت منه العرب ومعروف أنّ إسماعيل هو ابن إبراهيم وهاجر- التي كانت جارية مصرية عند سارة زوجة إبراهيم- كما ورد في سِفر التكوين 12:25 {وهذه مواليد إسماعيل بن إبراهيم الذي ولدته هاجر المصرية جارية سارة لإبراهيم}

وردّاً على مَن ظنّ أنّ إبراهيم في الأساس شخصية خرافيّة أقول: إبراهام بالعبرية אברהם والإسم الأصلي بالعبرية هو أبرام אַבְרָם والذي معناه الأب الرفيع وبعد ذلك سٌميَ في التوراة إبراهيم (سفر التكوين 17:5) وقد ذكره مؤرّخون كبار من الدارسين اليهود؛ مثل المؤرخ فلافيوس جوسيفس في القرن الأول الميلادي والحاخام موشيه (أي موسى) بن ميمون بن عبد الله القرطبي 1135 - 1204 م،
أمّا حديثاً فذكره عالِم الآثار البريطاني السير تشارلز ليونارد وولي (1880 - 1960) Sir Charles Leonard Woolley الذي اشتهر بقيامه بالحفريات في أور عاصمة الكلدانيين في بلاد ما بين النهرين. ولا تزال الأماكن التاريخية التي قصدها إبراهيم وأقام فيها والمذكورة في الكتاب المقدّس وكتب المؤرّخين باقية إلى اليوم ومنها الرّها (أي أورفا- التابعة اليوم إلى تركيا) التي وُلد فيها إبراهيم وكانت ضمن أور الكلدانيين والواقعة بالجزيرة الفراتية شمال شرقيّ سوريا، ومنها حَبرون (أي الخليل التي في فلسطين- وهي المدينة التي دُفن فيها) ومنها أيضاً آثار سدوم وعمورة في الأردن.

3 قوله (وبشارة عيسى بي) فلا يعقِل دارسُ الإنجيل أنْ يقوم السيد المسيح وهو المخلّص- صاحب أسمى التعاليم وأعظم الأعمال والمبشّر بحلول الرّوح القدس وليس بإنسان- بالتبشير بإنسان. أمّا الذي قام به محمّد مدّعي النبوّة فلا ينبغي أنْ يُستغرَب؛ لأنّ فِعْلته متوقعة من أيّ شخص ساقط أخلاقيّاً بجميع المعايير، حين تجتمع في صفاته الرّذائل ومنها شهوات الزنا والقتل والسرقة والإرهاب وسائر أفعال الشرّ بل هو- فيما قرأت من سِيَر لشخصيّات تاريخية- أسوأ البشر على الإطلاق.
وقبل أن يسبّني بعض أحبّائي من المسلمات والمسلمين، أتمنى عليهم أن يعاملوا الآخر المختلف كما يريدون أن يعاملهم وليضعوا أنفسهم موضع كعب بن الأشرف وأبي عفك وأبي الحكم (أبي جهل) وكنانة بن الربيع وزوجته صفيّة بنت حييّ وأمّ قرفة وعصماء بنت مروان الخطميّ وزيد بن محمد (بالتبني) وزوجته زينب بنت جحش وأخيها المرتدّ وماريّة القبطية … إلخ وليقرأوا بعيون المدافعين عن حقوق الإنسان خصوصاً سُوَر الفاتحة والبقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنفال والتوبة ومريم والنور ومحمّد والتحريم وعبس والبيّنة... إلخ بالإستعانة بتفاسير الطبري وإبن كثير والقرطبي وآخرين.

4 أمّا قوله (وَالرُّوءْيا التي رأتْ أُمِّي، وكَذلكَ أُمَّهاتُ النَّبيِّينَ، يَرَيْنَ أنَّها رأتْ حِينَ وَضَعَتْنِي أنَّهُ خَرَجَ مِنْها نُورٌ أضَاءَتْ مِنْهُ قصُورُ الشَّام) فرؤيا أمّه- السيدة آمنة- مقبولة في رأيي وحسنة، ويبدو لي أنّه ورث خياله الواسع منها لأنه- حسب ما ورد في كتاب “الشخصيّة المحمّدية” لمؤلفه معروف الرصافي في معرض حديثه عن الوحي وجبريل- كان بخياله يجسّد الأوهام ويتعامل معها كحقيقة، لكنّ قوله (وكَذلكَ أُمَّهاتُ النَّبيِّينَ...) فلا أظنّ أنّهنّ كُنّ مجتمعات ساعة مولده ليَرَين نوراً أضَاءَتْ مِنهُ قصُورُ الشَّام بدون أنْ يلفت انتباه إحداهنّ شلالات نياگارا شماليّ أمريكا وشلالات آنجل- بالإسبانية Salto Ángel بولاية بوليفار في فنزويلا وهي الأعلى ممّا في دول العالم حيث يبلغ أقصى إرتفاع لها 979 متر أو 3212 قدم- وجزر الكاريبي وأدغال الأمازون ومجاهل أفريقيا وحدائق مانهايم الألمانية والمناطق القطبية المشمسة 24 ساعة مدّة ثمانين يوماً خلال الصيف ولا سيّما في سكاندنافيا وعظَمة سور الصّين وجمال نيوزيلاند... إلخ- مع محبّتي لأهالي الشام وتمنيّاتي ببناء المزيد من قصور الشام ولكنْ مع زيادة أجور عمّال الشام وتحسين ظروف المعيشة في بلاد الشام!

5 ولا أظنّ من جهة أخرى أنّ لإحدى أُمَّهات النَّبيِّينَ عينين كاللتين رُوي عنهما لدى زرقاء اليمامة، كما في كتاب “العقد الفريد” لمؤلّفه ابن عبد ربه الأندلسي (246هـ - 328هـ) وهو كتاب جامع للأخبار والأنساب والأمثال والشعر والعروض والموسيقى، إذ روى: «زَرقاء بني نُمير امرأة كانت باليمامة تُبصر الشَعَرةَ البيضاء في اللبَن، وتَنْظُر الراكب على مسيرة ثلاثة أيام، وكانت تُنذِر قومها الجُيوش إِذا غَزَتهم، فلا يَأتيهم جَيْشٌ إلا وقد استعدُّوا له، حتى احتال لها بعضُ مَن غزاهم، فأمر أصحابَه فقطعوا شجراً وأمْسكوه أمامهم بأيديهم، ونظرت الزَرقاء، فقالت: إنِّي أرى الشجر قد أقبل إليكم؛ قالوا لها: قد خَرِفتِ ورَقّ عقلُك وذَهَب بصرُك، فكذَّبوها، وصبحتهم الخيلُ، وأغارت عليهم، وقتلت الزَّرقاء. قال: فَقوّرُوا عَينيها فوجدوا عُروق عينيها قد غرِقت في الإثمد [الكُحْل] من كثرة ما كانت تَكْتحل به» انتهى.
[تَقَوَّرَ السحابُ: تَقَطَّع وتَفَرَّقَ فِرَقاً مستديرة- معجم لسان العرب- والإِثمِد حجر يُطحَن ليستخدم مسحوقه لتكحيل العيون]

6 كنت أصغي أحياناً إلى مثل هذا الحديث (وَالرُّوءْيا التي رأتْ أُمِّي، وكَذلكَ أُمَّهاتُ النَّبيِّينَ، يَرَيْنَ أنَّها رأتْ حِينَ وَضَعَتْنِي أنَّهُ خَرَجَ مِنْها نُورٌ أضَاءَتْ مِنْهُ قصُورُ الشَّام) في خطب أيّام الجمعة من المآذن فأسمع أصوات المُصَلّين يُردفون مباشرة: اللهمّ صلِّ على محمّد وآلِ محمَّـــــــد

--------------

عودة إلى سورة الصفّ: 6 ثانية ولكنْ مع تفسير القرطبي:
قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ) أي واذكر لهم هذه القصة أيضاً. وقال: (يٰبَنِي إِسْرَائِيلَ) ولم يقل «يا قوم» كما قال موسى؛ لأنه لا نسب له فيهم فيكونون قومه (إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُم) أي بالإنجيل. (مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ) لأن في التوراة صفتي، وأني لم آتِكم بشيء يخالف التوراة فتنفروا عني. (وَمُبَشِّراً بِرَسُول) مصدّقاً. «ومبشّراً» نصب على الحال؛ والعامل فيها معنى الإرسال. و«إليكم» صلة الرسول و«أحمد» اسم نبيّنا (ص) وهو اسم عَلَمٍ منقول من صفة لا من فعل؛ فتلك الصفة أفعل التي يراد بها التفضيل. فمعنى «أحمد» أي أَحْمَدُ الحامدين لربِّه. والأنبياء صلوات الله عليهم كلهم حامدون الله، ونبِيُّنا أحمد أكثرهم حمداً. وأما محمد فمنقول من صفة أيضاً، وهي في معنى محمود؛ ولكن فيه معنى المبالغة والتكرار. فالمحمَّد هو الذي حُمِد مَرّةً بعد مرّة – القرطبي - تفسير الجامع لأحكام القرآن

تعليقي على قول القرطبي “وقال: (يٰبَنِي إِسْرَائِيلَ) ولم يقل «يا قوم» كما قال موسى؛ لأنه لا نسَب له فيهم فيكونون قومه” هو:
يبدو لي أنّ الإمام القرطبي لم يقرأ الإنجيل؛ شأنه شأن غالبيّة الكتّاب الإسلاميّين، علماً أنّ أمانة كاتب أو باحث تقتضي الرجوع إلى المعلومة من مصدرها الأصلي وليس من الشائعات أيّا كان مصدرها ولو كان نبيّاً لأنّ احتمال كونه دجّالاً ومُضلّاً وارد! فقد ورد في الأصحاح (أي الفصل) الأول في الإنجيل بتدوين متّى- وهو أحد تلاميذ المسيح الإثني عشر- عن نسَب السيّد المسيح:
مت-1-1 كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم:
مت-1-2: إبراهيم وَلَدَ إسحاق. وإسحاق ولد يعقوب. ويعقوب ولد يهوذا وإخوته.

إلى نهاية النصّ عن النسب:
مت-1-17: فجميع الأجيال من إبراهيم إلى داود أربعة عشر جيلاً، ومن داود إلى سبي بابل أربعة عشر جيلاً، ومن سبي بابل إلى المسيح أربعة عشر جيلا.
تعليقي: يتناول البشير متّى نسب المسيح تنازليّاً من إبراهيم إلى المسيح من جهة الولادة الطبيعية، أمّا لوقا فيتناول النسب تصاعديّاً من المسيح إلى آدم من جهة الشريعة وليس من جهة الطبيعة حتّى يلتقيا عند داود فلا يوجد أيّ تناقض بين متى ولوقا- وهذا الموضوع لا يسعني توضيحه في هذه المقالة ولكنّ التحليل الوافي موجود في تفاسير آباء الكنيسة الأوّلين للكتاب المقدّس وهي اليوم متوفرة على الإنترنت لكلّ باحث عن الحقيقة.

أمّا نسب سيّدتنا العذراء أمّ المسيح فيرجع إلى داود أيضاً، كما ورد في الفصل الأوّل في الإنجيل بتدوين لوقا- الذي كان طبيباً ورسّاماً واهتدى إلى المسيح على يد الرسول بولس وكتب من لسان السيدة العذراء عن ميلاد المسيح- إذ ورد:
لو-1-26: وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ،
لو-1-27: إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ.

إلى أن نقرأ:
لو-1-30: فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: ((لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ.
لو-1-31: وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ.
لو-1-32: هَذَا يَكُونُ عَظِيماً، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ،
لو-1-33: وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ))
وتعليقي: لو لم تكن العذراء من نسل داود لذهب الملاك إلى عذراء أخرى من نسل داود ولما كانت العذراء مَعنيّة بأمر كرسيّ داود.

ومن جهة أخرى نقرأ في الفصل التالي:
لو-2-1 وفي تلك الأيام صدر أمر من أوغسطس قيصر بأن يكتتب كل المسكونة.
لو-2-2: وهذا الاكتتاب الأول جرى إذ كان كيرينيوس والي سورية.
لو-2-3: فذهب الجميع ليكتتبوا، كل واحد إلى مدينته.
لو-2-4: فصعد يوسف أيضاً من الجليل من مدينة الناصرة إلى اليهودية، إلى مدينة داود التي تدعى بيت لحم، لكونه من بيت داود وعشيرته،
لو-2-5: ليكتتب مع مريم امرأته المخطوبة وهي حبلى.
وتعليقي: لو لم تكُنِ العذراءُ مريم وخطيبُها يوسُف من بيت داود لما صعدا من مدينة الناصرة إلى اليهودية، إلى مدينة داود التي تدعى بيت لحم ليكتتبا هناك أي للتسجيل في سجلّ النفوس.

وأمّا قوله (لأنّ في التوراة صفتي، وأني لم آتِكم بشيء يخالف التوراة فتنفروا عني) فلا أدري أيّة صفة قصد ولكنّه يقيناً قد خالف أحكام التوراة في مواضيع الرّجم والجَلد والتقطيع من خلاف- المائدة: 33 والتي أكتب نصّها تضامناً مع الذين اعتبرَهم محمد من الأعداء ظلماً وإرهاباً، علماً أنّي قرأت سبب “نزول” هذه “الآية” وعسى أنْ يتمّ حذفها من القرآن، هي وسائر النصوص المضادّة لحقوق الإنسان وكرامته- رجُلاً وامرأة- سواء في القرآن أو الحديث: (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا أن يُقتلوا أو يُصلبوا أو تُقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو يُنفوا من الأرض ذلك لهم خزيٌ في الدنيا ولهمْ في الآخرة عذاب عظيم)-
وكما تناولت شخصيّاً في مقالاتي المنشورة في الحوار المتمدن ومنها التي عنوانها {رحمة اٌبن الإنسان وجرائم رَجْم الزانية والزاني وجّلدهما في الحديث والقرآن} بثلاث حلقات، ما انطبق على محمّد حُكْمه على نفسه والوارد مثالاً في سورة المائدة:
إنّا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيّون... ومَنْ لمْ يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون (٤٤)
وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون (٤٧)


وأردف القرطبي:
(ورُوي أن النبيّ (ص) قال: اسمي في التوراة أحيد لأني أحيد أمتي عن النار واسمي في الزبور الماحي محا الله بي عَبَدة الأوثان واسمي في الإنجيل أحمد واسمي في القرآن محمد لأني محمود في أهل السماء والأرض) وفي الصحيح [البخاري ورواه مسلم أيضاً من حديث الزهري] “لي خمسة أسماء أنا محمد وأحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي تحشر الناس على قَدَمي وأنا العاقب”) انتهى.
وتعليقي- كما تقدّم- لا وجود لذكر نبي اٌسمه “أحْمَد” في التوراة وسائر الأسفار التي تلتها لا في الأصول العبرية ولا الآرامية ولا اليونانية وتالياً إنْ هِيَ إلّا رواية سخيفة في نظري، لأنّها عارية من الصّحّة فلا محلّ لها من الإعراب في قاموس الباحث عن الحقيقة.

--------------

ولي عودة إلى الآية عينها، لأنّ تحليلها يدخل في خضمّ تفنيد أيّ احتمال لنبوّة مرتقبة من إنسان ينتسب إلى إسماعيل، وهو ابن إبراهيم البكر والذي كان وحشيّاً بحسب التوراة، كما ورد في سِفر التكوين 16: 6 - 12 وتلك العودة ستكون في القسم الثالث من هذه المقالة والذي يأتي قريباً، من خلال إلقاء ضوء إضافي على هذه الآية-
إذ قام قبلي الكاتب خليل الخالد بإثارة موضوعها بتحليل منطقي، في عدد الحوار المتمدن المُرقَّم 2743 بتاريخ 2009 / 8 / 19 وهنا الرابط مقدّماً:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=181706





#رياض_الحبيّب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا نبيّ من نسل إسماعيل- أوّلاً
- والقمر إذا خسَف
- رحمة ابن الإنسان وجرائم رجم الزانية والزاني- 3 من 3
- رحمة ابن الإنسان وجرائم رجم الزانية والزاني- 2 من 3
- شكراً أختنا العلمانيّة د. وفاء سلطان
- من وحي حوار مع د. وفاء سلطان
- كذِبتَ فلا تقلْ كذِبَ الرّصافي
- رحمة ابن الإنسان وجرائم رجم الزانية والزاني وجلدهما في الحدي ...
- ردّاً على فقيه ولو على مضض
- غلطة القرآن من جهة مريم بنت عمران
- تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة الحادي ...
- من أوراق العراق- سادساً
- هكذا يُشهِرُ فقيهٌ إفلاسَه
- تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة العاشر ...
- تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة التاسع ...
- تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة 8
- المنهل الطَّيِّب في موجز تعليقات الحبيِّب- سادساً
- من سيرة الرصافي وردود الفعل على كتاب الشخصية المحمدية
- تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة السابع ...
- تأليف القرآن- الكشف الوافي بقلم معروف الرصافي- الحلقة السادس ...


المزيد.....




- هل تنجح إدارة بايدن في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل ...
- -ديلي تلغراف-: ترامب وضع خطة لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا ...
- صحيفة أمريكية: المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة في ...
- رسالة هامة من الداخلية المصرية للأجانب الموجودين بالبلاد
- صحيفة: الولايات المتحدة دعت قطر لطرد -حماس- إن رفضت الصفقة م ...
- حسين هريدي: نتنياهو يراهن على عودة ترامب إلى البيت الأبيض
- ميرفت التلاوي: مبارك كان يضع العراقيل أمام تنمية سيناء (فيدي ...
- النيابة المصرية تكشف تفاصيل صادمة عن جريمة قتل -صغير شبرا-
- لماذا تراجعت الولايات المتحدة في مؤشر حرية الصحافة؟
- اليوم العالمي لحرية الصحافة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رياض الحبيّب - لا نبيّ من نسل إسماعيل- ثانياً