أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - شريف حافظ - تجاربنا تكون شخصياتنا














المزيد.....

تجاربنا تكون شخصياتنا


شريف حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2770 - 2009 / 9 / 15 - 07:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يمر كل إنسان منا بتجربة مختلفة عن من سواه. لا يوجد تجربتين متشابهتين. وتلك التجارب تُكون عقولنا ورؤيتنا للحياة. ولا يمكن أن نحكم على شخص آخر سوانا، من منطلق تجربتنا الذاتية، لأنه عاش تجارب مختلفة كل الاختلاف عن تجاربنا نحن. وبالتالى يصعب الحكم على أى إنسان لأن منطلقات الحاكم غير منطلقات المحكوم عليه. وهكذا نتكون، من منطلقات عامة، مشتركة، ومنطلقات خاصة مختلفة.

المنطلقات العامة، هى الخير والشر. إن تلك المنطلقات يتفق عليها الناس بشكل كبير ونسبى، حيث لا يمكن لشخصين أن يختلفا فى الأغلب على مساعدة الفقير أو على مد يد العون إلى من يريد أو القضاء على الجهل أو المرض وغير ذلك. ولا يمكن لشخصين فى الأغلب أيضاً، الاختلاف على أن الشر يتضمن، الإضرار بالآخرين من البشر أو تلويث الأماكن العامة أو الخاصة أو الاعتداء على المال العام أو الخاص وما إلى ذلك من أمور لا يختلف عليها أحد، ليس فى مصر وحدها بل فى العالم كله.

إلا أن التجارب الشخصية هى ما يكون شخصياتنا أكثر، فلا يوجد هناك التجربة المثالية التى تكون الإنسان الأمثل، رغم أن الجميع، كان يتمنى لو أنه عاش التجربة المثالية تلك. فليس الجميع بلا مشكلات خاصة تشكل إطار حياتهم، وليس الكل سعيد في عمله أو على علاقة جيدة برئيسه في العمل، وليس الجميع لديهم المال الكافي للحياة الأفضل. تُشكلنا حياتنا الشخصية وعلاقتنا بالآخرين. تُشكلنا التجارب التى نمر بها. يُشكلنا المحيط الذى ننمو فيه. بل تُشكلنا سياسة الدولة وعادات المجتمع وإقتصادياته. ويختلف من يحيا فى مجتمع منفتح (وليس منفتح يعنى إباحى، ولكن أكثر إنفتاحاً على العالم) عن ذاك الذى يحيا فى مجتمع منغلق، فى الدولة نفسها.

وقد يمر الإنسان بتجربة ثرية أو بتجارب بسيطة، فيصنع هذا عقله المعقد أو المبسط فى الحكم على الأمور. ولذا نرى إنسان يحكم على شخص من أول تعامل معه، يرى ما لا يراه شخص آخر بسيط التجربة. وهذا ما يسمى بالفطنة، التى لا تأتى من الفراغ ولكن من كثرة تجارب الإنسان. وهذا الشخص الذى يمتلك الفطنة، إنما مر بالكثير من التجارب الفاشلة فى حياته، لأن أكبر معلم للإنسان فى حياته، إنما هو الفشل. وهناك من يتعلم من هذا الفشل ومن لا يتعلم. وبالتالى يُصنع النجاح أو الفشل المتكرر.

وأجد الكثير من الناس اليوم يحكمون على الآخرين من الظاهر، فيقولون، هذا جيد وهذا سيئ، بناء على الشكل وليس المضمون. وقد رأيت شيئا مشابها حول رجل حكم عليه الناس فى الظاهر بأنه سيئ للغاية، وقالوا عنه ما قيل فى الخمر. وبالصدفة كنت أتكلم مع شخص آخر يعرفه، فقال لى عنه أشياء، لو أن منتقديه سمعوها لما إنتقدوه ولمدحوه مدحاً يصل عنان السماء. فهم يقولون عنه أنه شخص سيئ ومتكبر وغاية فى البخل. وما عرفته عنه من حقائق، هى أنه رجل غاية فى التواضع والكرم ويعطى الفقراء الكثير الكثير، وعندما يدعو الأصدقاء يقيم لهم الولائم، ولكنه شخص منعزل بطبعه وقليل الكلام، ولذا ومن ظاهر الشكل، حكم الناس عليه بأنه سيئ أو أنهم لم يحبوه!!

لو أن الناس تركوا الحكم للمعاملة مع الأشخاص وتخلوا قليلاً عن الأحكام على غيرهم لتغير هذا العالم. ولو أن الناس شغلوا أنفسهم بتطوير حياتهم وشخصياتهم للأحسن لاختلفنا فى مصر. إلا أن أحد مساوءنا الجذرية اليوم، أن أغلبنا يشغل نفسه بغيره، ويحكم عليه ويقول فيه ما يراه، ولو لم يتعامل معه. أعتقد أننا بدلاً من أن نحكم على بعضنا البعض، يجب أن نحكم على ما يتضمنه كل واحد منا من أفكار، بحيث يكون الحكم موضوعياً بدلاً من شخصنة المواضيع، دون سابق معرفة. إن تجارب كل واحد منا تكون شخصيته، وتجعل منه ما هو عليه. ولأن التجربة المُثلى غير متوفرة، يجب ألا نحكم على من هو دوننا، لأن لكل منا أعذاره، فيما هو عليه، وربما ما نراه سيئ في إنسان، إنما هو نتيجة لحكم سطحى، يُمكنه أن يسئ لعلاقاتنا بالآخرين.



#شريف_حافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقائق لمن يريدها دولة إسلامية -3
- حقائق لمن يريدها دولة إسلامية (2)
- حقائق لمن يريدها دولة إسلامية
- إنها العنصرية وليس الدين!
- الاحتيال باسم الله
- إعادة تعريف الليبرالية
- أهل الذمة قبل أهل الملة
- أطالب بالعدل والحق فى قضية -القمنى-
- ألا يؤمنون بآية -إقرأ-؟
- صدام الصنم والإله
- عذراً مسلمى الصين!
- هل يريد الفلسطينيون دولة حقاً؟
- أمة ينقصها الإخلاص!
- مروة الشربينى وتمثيلية تقديرنا للحياة
- تجنيد الجهل في الإعتداء على النفوس
- أزمة المعارضة المصرية
- ماذا يريد الإخوان؟
- بناء الدولة الحقة في العالم العربي
- خطايا حزب البعث السورى ضد فلسطين والعرب والعروبة
- ثورة الحرية الإيرانية


المزيد.....




- حلم كل مسافر.. هذا المطار لم يفقد قطعة واحدة من الأمتعة منذ ...
- الإعلام الإسرائيلي يفضح نتنياهو ويقلب الطاولة عليه: لن نلعب ...
- عنف المستوطنين يضيق الخناق على الفلسطينيين في الضفة الغربية، ...
- نتنياهو يريد بقاء حماس في السلطة، -ودوافعه الخفية كُشفت- - ج ...
- الاعتداء على ساسة ألمان ـ شولتس يندد وفيزر تبحث تشديد إجراءا ...
- مصرع سائق بعد اصطدام سيارته بإحدى بوابات البيت الأبيض (صور) ...
- كل مرة بمليون..الحظ يحالف أمريكية مرتين في أقل من 3 أشهر (ص ...
- عبد اللهيان: احتمالات توقف الحرب في غزة باتت أكثر من السابق ...
- صفقة التبادل تعمّق أزمة نتنياهو وتبدد شعار -النصر المطلق-
- ترقب لمباحثات القاهرة وحماس تتمسك بدور تركي روسي ضامن


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - شريف حافظ - تجاربنا تكون شخصياتنا