أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال حمد - بداية صهيونية لحملة بوش الانتخابية















المزيد.....

بداية صهيونية لحملة بوش الانتخابية


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 842 - 2004 / 5 / 23 - 06:12
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تحدث بوش في مؤتمر ايباك وكأنه في بيته وفي كنف عائلته،حيث بدا منتعشا بعكس أيامه السابقة التي ظهر فيها مهزوزا و مرتعشا بعد فضيحة سحن ابو غريب وتفكك تحالفاته الجهنمية في جحيم العراق المحتل.. وقد حرص الحضور على إشباعه تصفيق وتحيات ومجاملات، فظل يصفق له بشدة وحماسة كأنه يعطيه الأمان أو ليفك عُقَد لسانه المتبقية... بعد هنيهات من التصفيق والأحاديث المركبة بشكل دقيق قدمت رئيسة ايباك الجديدة ايمي فريدكن ، المستر جورج بوش أغلى صديق لكيان اسرائيل واكبر حليف له وأهم رئيس مملوك من قبله على مر التاريخ الأمريكي.

كان الرئيس يتصرف ويتحرك ويتحدث كأنه إمبراطور زمانه، مع العلم انه كان موجودا بين عتاة الصهاينة وكان يبدو للعيان كمهرج في السيرك حضر كي يضحك الحضور ويداعب الجمهور. لم يكن بوش متلعثما بالكلمات كما عرفناه في الأحاديث والمقابلات السابقة لكنه كان أشبه بممثل يحاول تقديم دوره باداء يرضي المخرج والمنتج والممول.

على هذا الشكل الهزيل كانت افتتاحية مؤتمر العداء للحضارات الاسلامية والمشرقية وللشعوب والقيم والعادات والحياة العربية،حيث لبس الجلاد ثوب الضحية، وحيث تعرت الديمقراطية الامريكية على مسرح منظمة ايباك الصهيونية بحضور اكبر الرؤوس الامريكية.

لم يدع بوش مثل تلك الفرصة تفوت دون أن يبدأ حملته الانتخابية، فكل رئيس امريكي يتمنى هكذا بداية، فمن مقر منظمة ايباك التي تحكم امريكا فعلا وقولا يجب ان تكون البداية والنهاية.. هذا المقر وكر للصهيونية العالمية، وهو المقر الأكبر والأوسع حيث حُماة كيان اليهود الدخيل على شرق المتوسط،وحيث وكر الصهاينة أينما كانوا،وحيث غرفة إنعاش جيش الإرهاب في كيان الحرب والعنصرية الذي يحتل فلسطين ومناطق أخرى من بلاد العرب.

من ايباك يأتي المال والسلاح والعون والدعم لتستمر دولة أقيمت بالقوة والنار والاستئصال والاجتثات على ارض شعب آخر تم تهجيره وتشتيته بشكل عنصري محكم...

من ايباك ينطلق بوش بحملته الانتخابية ومثل تلك الانطلاقة لا بد ان تكون صهيونية من البداية حتى النهاية، لذا لا غرابة في خروج بوش عن نص كلمته وقوله لرئيسة ايباك " هذه هي البداية فقط" ، هذا ما قاله بوش لكن ما يفعله أبشع واخطر وأسوأ مما يقوله ويردده، لأنه نتاج للعقلية المتصهينة والمتصلبنة التي لا تؤمن بحوار الشعوب والتقاء الحضارات بل بصراعها وتفوق العنصريين والمتشددين الأشرار على الأخيار و التوفيقيين...

نطق الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش بلسان صهاينة العالم :

" إسرائيل تدافع عن نفسها" وجورج بوش الصغير قال كلامه هذا أثناء قيام الدبابات والطائرات الصهيونية المصنعة أمريكيا بهدم بيوت الأبرياء والعزل في مخيم رفح وتل السلطان، وكانت حصيلة ارهاب الصهاينة ساعة ألقى بوش كلمته قد وصل في رفح الى 1200 منزل تم هدمهم بجرافات امريكية الصنع، وعدد الشهداء 20 شهيدا، أما الجرحى بالعشرات و منهم بعض الأطفال الذين جرفتهم او طمرتهم الجرافات والدبابات في فراشهم وأسرتهم وتحت سقف بيتهم.

صاحب الجملة أعلاه لم يفته التذكير بان " إسرائيل دولة ديمقراطية" وأن : "القيم المشتركة بين إسرائيل وأمريكا كبيرة".. نعم التشابه كبير جدا فكلا البلدان بلا أصول وجذور وبلا هوية قومية وبلا حضارة وثقافة ولغة معينة خاصة كما حال بقية شعوب الدنيا، كلاهما تم لممته وخلط ثقافاته وعاداته في مزيج واحد سُمِي فيما بعد دولة او كيان.. هكذا شيدا كيانهما على أراضي وفي بلاد الغير بعدما ذبحوا السكان الأصليين واستعبدوا أو طردوا من تبقى منهم على ارضه وفي بيته حيا.

قال بوش ايضا " أصدقائي أصدقاء إسرائيل" وان " استمرار إسرائيل دولة حرة مزدهرة هو في المصلحة القومية الأمريكية" ولم يذهب عن باله التذكير بان " إسرائيل محاصرة بالأعداء والإرهابيين حيث ناصبوها العداء" واعتبر " أسلوب إسرائيل في الحرب أسلوبا بطوليا " ولم ينس بوش الإشادة باسلوب الحرب الهمجي والوحشي للجيش الاسرائيلي وإبداء الإعجاب بإرهاب الكيان الصهيوني الذي يقوم جنوده بتدمير الحجر واقتلاع الشجر وقتل البشر وحصار ومنع الخبر...

أليس هذه هي عين الإرهاب ؟ أليست أمريكا منبع العداء للعرب ؟ أليست أمريكا صانعة الأعداء ؟ أليس بوش معلم في جلب الأعداء لامريكا واخواتها من الدول العدوانية ؟ فالعرب لم يكونوا اعداءً لبلاده بل جلهم كان حليفها من مصر الكبيرة حتى جيبوتي الصغيرة..

بوش ذكر الحضور بفضل منظمة ايباك على الكونغرس الأمريكي الحرّ ، فهذه المنظمة الصهيونية تقوم كما قال الرئيس بوش " بتوعية الكونغرس والشعب لخطر امتلاك الارهابيين للسلاح المحرم" , واضاف بان بلاده سوف تستخدم كل مواردها في محاربة اعداء الحرية وهزيمتهم. وكرر قوله المعهود ان الارهابيين يكرهون امريكا وحريتها وحضارتها وثقافتها. وهؤلاء الإرهابيين قتلوا العجوز المقعد (يهودي امريكي مُقعدْ قتل اثناء اختطاف السفينة اكيلو لاورو) ولكن بوش لم يقل ان جنوده قتلوا او اغتالوا القائد الفلسطيني ابو العباس في سجنه في العراق كعقاب له على اختطاف اكيلو لاورو وموت العجوز الامريكي المشلول، بالرغم من حصول عائلة القتيل على تعويض مالي ضخم. ولم يقل ان اسرائيل قبل اسابيع اغتالت الشيخ المشلول والمقعد احمد ياسين بصواريخ وطائرات امريكية حديثة، ولم يأتِ على ذكر المجازر والمذابح في فلسطين المحتلة، حيث شريكه في الارهاب وذبح السلام شارون يواصل حربه الاجتثاتية على الشعب الفلسطيني ليكمل حرب النكبة الفلسطينية والقيامة الصهيونية مع بداية انشاء الدولة اليهودية على الأرض الفلسطينية.

تحدث بوش ايضا وبلغة الآمر مطالبا الشعب الفلسطيني بالتنازل عن مصالحه وحقوقه الوطنية، ومهددا بأنه لا سلام مع عرفات والقيادات الفلسطينية التي لا تلتزم بالرؤية الامريكية الصهيونية للحل. واعتبر ان المشكلة وتعثر السلام حصل بسبب القيادة الفلسطينية والمقاومة التي نعتها بالارهاب، بينما وصف اعمال اسرائيل بالدفاع عن النفس. وتناسى بوش عن عمد ان سبب كل اعمال العنف والويلات وانعدام السلام هو الاحتلال الصهيوني لفلسطين. فمصدر العنف هو الاحتلال وسياساته العدوانية والعنصرية. ومجرد التزام بوش باسرائيل يهودية على اراضي الشعب الفلسطينيي وتمسكه بوعده عدم السماح للاجئين بالعودة الى ديارهم المسلوبة يعني ان امريكا مع الارهاب والعنصرية والعدوان ولا علاقة لها بالسلم او السلام. فهكذا امريكا لا تستطيع ان تكون طرفا في عملية السلام ولا حكما في نزاعات ومشاكل الكون، لأن مجرد وجودها يعتبر مشكلة للكون ولسكانه.



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر العودة في برلين
- مواجهة الارهاب بالارهاب !
- اشلاء الجنود في حي الزيتون
- شركة -توب- اسرائيلية وليست اسبانية ؟
- حاخام فيينا وحاخام البيت الابيض
- حلقة تضامن مع الاسرى في اوسلو
- الى المناضل القدوة الاسير العربي سمير القنطار
- بصراحة بمناسبة اغتيال العراق
- مسمار اسباني في نعش الاحتلال الأمريكي
- يوم الأسير ، يوم لكل فلسطين
- للأرض يومها وللشعب أيامه
- العالم لا يشفق على المذبوحين ولكنه يحترم المحاربين!
- الشيخ احمد ياسين يستشهد شامخا
- الهلع سيسقط كيان اسرائيل
- رشحوا راشيل كوري لجائزة نوبل للسلام
- للجميع ..
- بانتظار أوروبا الجديدة
- هل مات أبو العباس ميتة طبيعية أم انه قتل لسبب أو لآخر ؟
- بينما السياسة تلف و تدور سكاكين المذابح تنهش لحم الفلسطيني
- المخيمات قلاع المقاومة الفلسطينية


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال حمد - بداية صهيونية لحملة بوش الانتخابية