أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسين علي الحمداني - أسس التحول الديمقراطي في العراق الجديد















المزيد.....

أسس التحول الديمقراطي في العراق الجديد


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2760 - 2009 / 9 / 5 - 08:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


التحول الديمقراطي مسألة اجتماعية - سياسية بامتياز , لا يقتصر تحقيقها في مؤسسات الدولة وفقط , إذ لا بد ان تطال كافة الفئات والشرائح الاجتماعية المعنية تماماً بعملية التغيير الديمقراطي , وبذلك تصبح الدولة , عبر هذا المفهوم العام والشامل , دولة للكل الاجتماعي , وليست مجرد مؤسسة لفئة معينة من فئات المجتمع دون غيرها , وبهذا تتخذ عملية التحول أبعادها السياسية والاجتماعية والثقافية . ومنذ أن استولى البعث الفاشي على مقاليد السلطة في العراق في انقلاب تموز 1968 وشعبنا يعاني من القمع والتعسف , وانتهاك حقوق الإنسان وافتقاد حقوق المواطنة بصورة لا حدود لها , عبر تغييب الحريات العامة المدنية والسياسية , وطغيان القوانين الصدامية كسيفٍ مسلط على رقاب المواطنين , إضافةً لاحتجاز السياسة عن المجتمع , وإقصاء فاعلياته الرئيسة عن المساهمة الفاعلة في تحديد التوجهات العامة في مختلف الميادين , وفي تطوير العلاقات الاجتماعية لمجتمع يعاني من واقع التأخر التاريخي والتخلف الحضاري , إضافة لانتشار الفساد والإفساد الذي طاول كافة مؤسسات الدولة , والإصرار على التحكم السلطوي الفئوي بمقدرات المجتمع ومصيره , ومحاصرة طموحاته الوطنية في بناء دولة مدنية حديثة تواكب التقدم الإنساني , وما فيه من تحولات عالمية عميقة ومتسارعة في السياسة , والاقتصاد , والاجتماع , والتقدم العلمي والتقني والثقافي .ولقد حاصرت الدولة الأمنية ذات الحزب الواحد الطموحات الشعبية والوطنية لبناء مقومات التحديث والحداثة في العديد من المجالات , ومارست عملية القمع اتجاه كافة أشكال الحراك الثقافي والسياسي المدني , وامتنعت عن السماح لمنظمات وهيئات المجتمع المدني , وفي مقدمتها منظمات وجمعيات حقوق الانسان , في أن تتشكل بصورة طبيعية وقانونية , بالرغم من توافر كافة الشروط, وأحكمت القبضة الأمنية المتشددة على تكويناتها الأولى , ومارست سياسة الإقصاء إزاء التشكيلات الثقافية والحزبية الأخرى التي تتعارض مع نهجها التعسفي , او محاولة الاحتواء للهيمنة عليها , وحرفها عن الأهداف النبيلة التي أنشئت وقامت من أجلها , وذلك عبر ممارسات القمع والاعتقال , ومنعها من ممارسة نشاطها المحدود والمتواضع أصلاً , في مجتمع يشكو من أسباب التخلف كحالة عامة وقائمة ونتائجه التي تنعكس سلباً في الواقع الموضوعي . مما أدى إلى انتشار الفقر المدقع والأوضاع المعيشية البائسة , وعدم قدرة المواطنين على تلبية احتياجات أبنائهم وأسرهم المادية في أبسط مستوياتها , وسط أوضاعٍ اقتصادية متردية تنذر بمخاطر كبيرة في حال استمرار هذا التدهور الواضح . من هنا يمكننا القول إننا لم نكن نمتلك مقومات الدولة الحديثة قبل التاسع من نيسان 2003 وبالتالي لا يمكننا أن نقول إننا كنا نعيش في دولة ديمقراطية ونسعى لبناء ديمقراطي رغم إن الديمقراطية لن تكون حلاً سحرياً لكل المشكلات والإشكاليات التي خلفها النظام البائد على كافة الأصعدة إلا أنها تحقق المناخ السياسي اللازم لحل هذه الإشكاليات بطريقة موضوعية صائبة , بعيداً عن ارتكاب الحماقات والأخطاء التي كثيراً ما ترتكب في ظل غياب الديمقراطية , وحضور القمع والاستبداد وانتهاك كرامة الوطن والمواطنين . من هذا المنطلق نجد أنه ثمة عقبات كبيرة واجهت التحول الديمقراطي وبناء الدولة في العراق, وأبرزها الطبيعة البنيوية للدولة الأمنية في العراق ابان حكم البعث الفاشي ومخلفاتها الكبيرة , يضاف الى ذلك التحديات الإقليمية التي واجهت العراق حكومات وشعب منذ التاسع من نيسان 2003 وتمثلت بالتدخل العلني من قبل الكثير من الدول الإقليمية ودعمها لفصائل مسلحة تحت تسميات ( المقاومة) وتسخير الماكنة الإعلامية لتقويض نشأت وتكوين الدولة العراقية الحديثة خشية وصول الديمقراطية إليها خاصة وان الولايات المتحدة الأمريكية كانت تسعى لجعل العراق أنموذج للديمقراطية في المنطقة, كما قلنا هذه التدخلات ساهمت في القضاء على ما تبقى من البنى التحتية للدولة من منشآت وخدمات تصب في مصلحة الشعب العراقي عبر عمليات إرهابية منظمة طالت محطات الكهرباء ومياه الشرب وأنابيب النفط وغيرها. وهذه التحديات من الخطورة بحيت استطاعت لفترة ما من جر العراق ومشروعه الديمقراطي الى التناحر الذي قاد الى المحاصصة المبنية أساسا على أسس عرقية وطائفية. ومع كل هذه التحديات وجدنا إن التحول الديمقراطي في العراق قد أنجز بالتصويت على الدستور وانتخاب حكومة ومجالس محافظات رافقها تحسن أمني ملحوظ وانكفاء العديد من الدول الإقليمية وخاصة بعض الدول العربية عن التدخل المباشر في الشأن العراقي , هذا التحول أتاح للحكومة العراقية الحالية من أن تنجر انتخابات مجالس المحافظات في بداية عام 2009 بشكل سليم نال إعجاب واستحسان المراقبين الدوليين وبالتالي فان العراق يتجه الى تطبيق معايير الديمقراطية والنظام الديمقراطي تتمثل في عدد من الأسس الرئيسة, نتخير منها : أولاً إقامة دولة الحق والقانون , أو بالأحرى سيادة القانون العادل ناظماً للعلاقات بين أبناء المجتمع وفئاته المختلفة ومساواتهم الكاملة أمام القانون , وبينها وبين مؤسسات الدولة في مستوياتها المتعددة , وان لا شيء في المجتمع بدون قانون , وهذا يتطلب بالضرورة أولاً وقبل كل شيء التأسيس لعقد اجتماعي وتعاقد مجتمعي مدني وديمقراطي يشكل المحور والناظم لكل القوانين المنبثقة والمعبرة عنه كمحورٍ رئيس ينظم العلاقات بين أبناء المجتمع المعني . المعيار الثاني يتمثل في الفكر المؤسساتي وتعبيراته المتعددة في مختلف مؤسسات الدولة والمجتمع , ومن شأن هذا الفكر أن يعيد تنظيم العلاقة وتصويبها بين الفرد والمؤسسة التي يعمل كون المؤسسات العامة هي ملك للمجتمع وليست مزرعة للقائمين عليها , وان قيمة المؤسسات الخاصة تنبع من مدى ما تقدمه للشعب من فوائد وخدمات ومن مساهمتها في بناء النهضة متعددة الجوانب . المعيار الثالث يتمثل في حضور الإرادة الشعبية , والتعبير عنها في الانتخابات الحرة والنزيهة, وتمكين هذه الإرادة من التعبير عن نفسها في محاسبة المسؤولين في الدولة. المعيار الآخر هو احترام حقوق المواطنة بكل ما تنطوي عليه من حريات مدنيةٍ وسياسية واجتماعية وثقافية محددة وفقاً للقانون المنبثق من العقد الاجتماعي . وسبق كل هذه المعايير نقطة مهمة جدا تتمثل في الفصل بين السلطات الثلاث , التشريعية والتنفيذية والقضائية , وتحديد طبيعة العلاقة بينها بما يضمن فعلها وتفاعلها فيما بينها , دون طغيان إحداها على الأخرى , ما يمكن اعتباره أساساً لبناء الدولة المدنية الحديثة , وهي الأسس المنبثقة من المفهوم الذي نقصده من الديمقراطية .





#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رماد الطائفية
- مقاطعة البضائع السورية
- اليمن غير السعيد
- تفجيرات البعث الدموية
- التخلص من الاستبداد
- الإعلام العربي والانسحاب الأمريكي
- تحديات ما بعد 30 حزيران
- توافقية أم طائفية؟
- قراءة في خطاب أوباما
- البغدادي واشياء اخرى
- قلق من التقارب الأميركي الإيراني
- نقاط ساخنة
- هل هنالك ما يخيف
- الدروس الخصوصية
- ثورة المعلومات فرصة أم تحدي
- ترميم النظام العربي
- كان هنالك سجن أسمه العراق
- اليوم المدرسي الأول ... عيد ميلاد الصف الأول
- الى قمة الدوحة
- العراق باب رزق الاعلام


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسين علي الحمداني - أسس التحول الديمقراطي في العراق الجديد